14 يونيو 2014
4٬260 مشاهدة
(بتاريخ: 24 ـ 5 ـ 2014م)
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾(آل عمران: 103)(صدق الله العليّ العظيم).
في حَمْأة التحريض الطائفيّ والمذهبيّ المُتبادَل، والذي توسَّعَتْ دائرتُه، ودخل إلى كلِّ بيتٍ، عبر شاشاتِ قنوات الفتنة وبثّ الفِرْقة بين المواطنين، على اختلاف أديانهم، بل بين المسلمين أنفسِهم، بل رُبَما وصل الأمر إلى تحريض الأخ على أخيه في المذهب الواحد، في مثل هذه الظروف لا يَجِدُ الداعيةُ والمبلِّغ مَفَرّاً من التركيز في كلِّ مناسبةٍ على موضوع الوحدة بين المسلمين، والتعايش بين أهل الأديان السماويّة كافّةً، وصولاً إلى التواصل بين الأمم والشعوب على اختلاف انتماءاتها العَقْديّة والسُّلوكيّة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
6 يونيو 2014
3٬544 مشاهدة

(بتاريخ: 26 ـ 5 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾ (النساء: 128)(صدق الله العليّ العظيم).
ويختلف الناس فيما بينهم، حول كثيرٍ من القضايا الدينيّة والدنيويّة، ويتمظهر هذا الاختلاف بحوارٍ وجدال، ورُبَما وصل الأمرُ إلى الشِّجار.
والاختلافُ في الرأي حقٌّ مشروع، ولكنَّ استمرارَ هذا الاختلاف هو الممنوعُ؛ لأنَّه مكمنُ الخَطَر على حياة الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة.
ونحن نلاحظ أنَّ لكلٍّ من طرفَيْ أو أطراف الاختلاف مرجعيَّتَه، الثقافيّة والفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. فهل يمكن لهذه المرجعيّة أن تلعب دَوْراً في حلِّ النزاع والخلاف؟
وبعبارةٍ أخرى: هل ينبغي على المتخاصمَيْن أن يتصالحا؟ هذا ما نتعرَّف إليه، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه معاً.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
5 يونيو 2014
3٬317 مشاهدة

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد عباس دهيني
أجرته الإعلاميّة حنان ضيا، على شاشة قناة العالم الفضائيّة
ضمن برنامج (ولكنْ نلتقي)، بتاريخ: الأربعاء 28 ـ 5 ـ 2014م
* كيف تستطيع الأسرة التوفيق بين شراهة الاستهلاك ومتطلَّبات الحياة المتشعِّبة وبين محدوديّة الدَّخْل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ (آل عمران: 14).
فالإنسان بطبعه الأوّليّ يميل إلى مباهج وزخارف هذه الدنيا، فيطلبها، ويطلب الزيادة في كُلِّ ما يُعطاه منها.
ولكنْ لا بُدَّ للعاقل والحكيم، وكلٌّ يدَّعي العَقْل والحِكْمة، أنْ يلحظ أنّ الناس غير متساوين في الإنتاج والدَّخْل؛ وذلك لحِكْمة إلهيّة، بما فيه مصلحةُ المجتمع البشريّ: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً﴾ (الزخرف: 32). فلو كان الناس كلُّهم طبقةً واحدة، وفي مستوى مادِّيٍّ ومعيشيّ واحد لأنِف كلٌّ منهم أنْ يعمل شيئاً للآخر، في حين أنّ النظام الاجتماعيّ لا يستمرّ إلاّ بذاك التعاون:
الناسُ للناسِ من بَدْوٍ ومن حَضَرٍ
|
|
بعضٌ لبعضٍ وإنْ لم يشعُروا خَدَمُ
|
فعلى الفقير الذي يملك مقوِّمات الكفاف أن يقنع بما أعطاه الله.
وعلى الغنيّ أيضاً، وهو الذي أنعم الله عليه بما يستطيع به أن يُوجِد أزيد من حاجته، أنْ يلتفت إلى قُبْح الإسراف والتبذير عَقْلاً، وبالتالي حُرْمَتُهما شَرْعاً.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
5 يونيو 2014
2٬931 مشاهدة

(بتاريخ: 14 ـ 5 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: 39) (صدق الله العليّ العظيم).
لهذه الآية الكريمة علاقةٌ وثيقة بـ (القضاء) و(القَدَر). وهما من المفاهيم الغامضة والملتبِسة على كثير من الناس، فلا يميِّزون بين (القَدَر) و(القضاء). ومن هنا ينسبون كلَّ مجهولٍ ومَخوف ومُصيبة إلى (القَدَر)؛ بينما ينسبون الخَيْر إلى الحظّ والنصيب.
فما هو (القضاء)؟ وما هو (القَدَر)؟ وما هو الفرق بينهما؟ وما هي علاقة القضاء والقَدَر بهذه الآية الكريمة التي افتتحنا بها هذه الحَلقة؟ أسئلةٌ كثيرةٌ نتعرَّف على أجوبتها، ولكنْ بعد أنْ نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى ما جاء في هذا التقرير، فلنتابِعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
22 مايو 2014
5٬843 مشاهدة

(بتاريخ: 16 ـ 5 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ (الكهف: 46) (صدق الله العليّ العظيم).
هي الدنيا بما فيها من ملذّاتٍ وشهوات تُغري الإنسان وتأسِره، وتُوقِعُ به في شِباكها، فيعمى عن التفكُّر في مصيره ومآله.
وأبرزُ هذه الملذّات المالُ والنساءُ والبنون، حيث يقول جلَّ وعلا: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ (آل عمران: 14).
ورُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «حُبِّب إليَّ من الدنيا: النساءُ؛ والطِّيبُ؛ وقُرَّةُ عيني في الصلاة»([1]).
فأيُّ هذه الملذّات أفضلُ من الآخر؟ هذا ما نجيب عنه، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
21 مايو 2014
3٬108 مشاهدة

(21 / 5 / 2014م)
سلام عليكم موﻻنا، عندي طلب. ممكن آية ورواية تتكلَّم عن عدم التوتُّر والانفعال، وليس العصبيّة بمعنى القبليّة.
لقد حثَّ الإسلام في أكثر من موردٍ على ضرورة أن يمسك الإنسان نفسه عن الانفعال والعصبيّة والتوتُّر عندما يواجه بعض المشاكل والمصائب والفِتَن والمِحَن، أو عندما يعتدي عليه نَفَرٌ من الجُهّال، الذين لا يقيمون وَزْناً لحوارٍ عقلانيّ مسؤول، ولا يعيرون اهتماماً بدليلٍ علميّ حول أيِّ مسألةٍ تواجههم.
وهذا ما نلحظه في الآيات الكريمة التالية:
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
18 مايو 2014
2٬929 مشاهدة

(16 ـ 5 ـ 2014م)
في ذكرى اتّفاق الذلّ والخيانة، اتّفاق السابع عشر من أيّار،
نفتقده داعيةً صادِقاً إلى الوحدة بين المسلمين،
في زمنٍ يتاجر فيه الكثيرون بهذا المبدأ،
ويتَّخذونه وسيلةً لتحقيق مآربهم الخبيثة.
نتذكَّر أستاذنا الجليل السيد المرجع محمد حسين فضل الله (رحمه الله)
يوم دعا للاعتصام في «مسجد الإمام الرضا عليه السلام» في بئر العبد،
لإسقاط ذاك الاتّفاق المشؤوم،
وكان في مقدِّمة الحضور لفيفٌ من علماء السنّة والشيعة على السواء،
حيث شَبَكوا أياديهم المرتفعة إلى السماء، مردِّدين دعاء الوحدة،
وهكذا خرجوا من «المسجد» ـ بما لـ «المسجد» من رمزيّة في وعي المسلمين، وهو ما أشار إليه الإمام الخميني رحمه الله بقوله: «مساجدكم متاريسكم، فاملأوا متاريسكم» ـ إلى المواجهة،
فكان الانتصار على الغُدّة السرطانيّة إسرائيل، بعد أعوامٍ طويلة من الجهاد والمقاومة الباسلة.
18 مايو 2014
5٬090 مشاهدة

مشغل الصوت
(17 ـ 5 ـ 2014م)
هي زينب بنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) وبنت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع)، فهي حفيدة النبيّ الأكرم محمد(ص)، وأخت سيدَيْ شباب أهل الجنّة الحسن والحسين(عما).
ويكفيها ذلك فخراً، وإنْ لم يكن للنسب في الإسلام قيمةٌ ذاتيّة؛ لأنّه ليس باختيار المرء، وإنّما هو وضعٌ يجد نفسَه فيه فجأةً، وإنّما القيمة كلُّ القيمة للإيمان والعمل الصالح الذي يعكس مستوى ذلك الإيمان.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

(7 ـ 5 ـ 2014م)
سلام عليكم سماحة الشيخ، حفظكم الله تعالى ورعاكم. هل يجب أن نطلب من الطبيب أن يرتدي القفازات الطبّية حتّى لا يلمس المريضة مباشرة؛ مراعاة للحدود الشرعيّة، عندما يلمس الأنف والأذن وما إلى ذلك؛ لأنّني لاحظتُ أنّهم بشكلٍ عام لا يفعلون ذلك، وكذلك بالنسبة للطبيبة والمريض؟
في علاقة الرجل بالمرأة الأجنبيّة عنه، أي التي ليست بذي محرَمٍ عليه؛ وكذا علاقة المرأة بالرجل الأجنبيّ عنها، هناك حدودٌ وضوابط قرَّرتها الشريعة المقدَّسة؛ منعاً للافتتان، والسقوط في شِرْك الشهوة والغريزة الجامحة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

حوارٌ أجرَتْه الطالبة الجامعية والباحثة ألمى حسّون
مع سماحة الشيخ محمد عبّاس دهيني
بتاريخ: 24 ـ 4 ـ 2014م
تحيّة طيّبة…
أُعِدُّ تحقيقاً صحفيّاً لجامعة ويسمنستر البريطانيّة كجزءٍ من دراستي للماجستير في الإعلام. أشكركم جزيلاً للموافقة على الإجابة عن أسئلتي المرفقة:
1ـ يعرض حاليّاً في دُور العَرْض بأوروبا وأميركا فيلم (نوح)، المقتبس عن سيرة النبيّ نوح، لكنْ من وجهة نظر المخرج الذي يطرح فكرة علاقة الإنسان بالبيئة والأرض أكثر من كونها سيرة نبيّ. علماً أنّ المخرج اعتمد على الإنجيل والتوراة فقط كمصادر أساسيّة. ما الحكم الشرعي لتصوير الأنبياء عموماً، علماً أنّها ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها عرض أفلام أو مسلسلات تقصّ سِيَر الأنبياء، ومن إنتاج دول عربيّة أو إسلاميّة؟
بعيداً عن حكم التحريم الذي سطَّره الفقهاء لتجسيم ونحت ذوات الأرواح كاملةً؛ خوفَ عبادتها من دون الله، علماً أنّ كثيراً من المجسَّمات اليوم لا يُتصوَّر أنْ تتحوَّل إلى معبودٍ للناس.
وبعيداً عن حكم التحريم لتصوير ذوات الروح كاملةً من خلال الرسم أو التلوين، الذي أصدره بعض الفقهاء، بينما ذهب آخرون إلى حِلِّيَّته.
وبعيداً عن حكم القليل الشاذّ من العلماء بحرمة التصوير الفوتوغرافيّ، إلاّ لضرورةٍ، في حين ذهب جمهورُ الفقهاء إلى جوازه وإباحته.
بعيداً عن ذلك كلِّه فإنَّه في موضوع إنتاج مسلسلات أو أفلام تتمحور حول سيرة الأنبياء والمرسلين أو الأئمّة المعصومين أو الصحابة المنتجَبين يقع الكلام في مطالب:
أكمل قراءة بقية الموضوع ←