29 فبراير 2016
التصنيف : مقالات قرآنية
لا تعليقات
14٬082 مشاهدة

الإعراب والمعنى في آيات القرآن الكريم، علاقةٌ جَدَليّة

2016-02-29-2004-08-04-الإعراب والمعنى في آيات القرآن الكريم، علاقة جدلية

(الأربعاء 4 آب 2004م)

تمهيد

لمّا كان لسان القرآن الكريم لساناً عربيّاً، حيث يقول تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا (الأحقاف: 12)، كان لا بدّ في فهم معاني ألفاظه وتراكيبه من النظر إلى القواعدِ الموضوعة للكلام العربيّ الصحيح، وتقسيماتِه إلى أفعالٍ وأسماء وحروفٍ، وتقسيمِ كلٍّ من هذه الأمور الثلاثة بدوره إلى أقسام متعدِّدة، وهو ما يُعرَف باسم «الإعراب».

وهذا الأمر يجعل من المهمّ ـ أحياناً ـ في فهم معنى لفظٍ ما مراعاة إعراب هذا اللفظ وموقعه من الجملة الواقع فيها([1])، ومثال ذلك: «ضرب موسى عيسى»، فمع حصول اللبس والشكّ في الضارب والمضروب يكون الرجوع للقواعد العربيّة في الإعراب هو الحلّ، حيث ذكروا هناك أنّ الأصل في الفاعل أن يلي عامله ـ وهو الفعل ـ، ويتقدَّم على المفعول([2])، بل يجب تقدُّم الفاعل في حالات خفاء الإعراب([3])، وحصول اللبس وخفاء المعنى([4])، وهذا ما يجعلنا نعرف أنّ المعنى المراد هو أنّ موسى قد ضرب عيسى، وليس العكس.

ولكن هذا لا يعني إنكار وجود علاقة جَدَليّة بين المعنى والإعراب، حيث يمكن لشخصٍ ما أن يدّعي أنّ من قواعد الإعراب الصحيح وضوح المعنى المراد في ذهن المعرِب.

وهذا كلامٌ صحيحٌ ـ وقد ذهب إليه كلٌّ من ابنِ هشام، في كتابه «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»([5])، والزركشيِّ، في كتابه «البرهان»([6]) ـ، وذلك أنّ بعض الكلمات تحتمل وجهَيْن من الإعراب، فأيُّهما نعتمد ونرجِّح؟ وهنا نقول: إذا كان المعنى المراد واضحاً وبيِّناً أمكننا الاعتماد في اختيار الإعراب الصحيح على ما يناسِب المعنى المراد، وأمثلةُ هذا كثيرةٌ في القرآن الكريم، نكتفي منها بهذا المثال:

1ـ قال تعالى: ﴿لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً (آل عمران: 28).

وقد ذكر الزركشيّ في «البرهان»([7]) ثلاثةَ معانٍ محتَمَلةً في «تُقاة»:

الأوّل: الاتّقاء.

الثاني: أمرٌ يجب اتّقاؤه.

الثالث: جمعُ اسم الفاعِل «تقيّ».

ومن هنا كان الاختلاف في إعرابها؛ فعلى المعنى الأوّل هي مصدرٌ، كقوله تعالى: ﴿وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتاً (نوح: 17)، وتكون مفعولاً مطلقاً؛ وعلى المعنى الثاني تكون مفعولاً به للفعل «تتَّقوا»؛ وعلى المعنى الثالث تكون حالاً من الضمير في «تتَّقوا».

وخلاصة القول: إنّ علاقةً جدليّةً قائمةٌ بين الإعراب والمعنى، فلا الإعراب يكون صحيحاً، في بعض الموارد، ما لم يكن المعنى واضحاً؛ ولا المعنى، في موارد أخرى، يكون واضحاً ما لم نعتمد على الإعراب في بيانه وتوضيحه.

ونحن في هذا البحث سنحاول ـ بحوله وقوّته تعالى ـ أن نستخرج، من الأجزاء الخمسة الأخيرة من القرآن الكريم [من سورة الأحقاف إلى سورة الناس]، المواردَ التي يكون اختلاف المعنى فيها مؤدِّياً إلى اختلاف الإعراب، معتَمدين في ذلك كلِّه على مصدرَيْن اثنَيْن، وهما:

1ـ «مشكِل إعراب القرآن»، لـ مكِّيّ بن أبي طالب القيسيّ([8]).

2ـ «إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن»، لأبي البقاء العكبريّ([9]).

الموارد التي يختلف إعرابها باختلاف معناها

سورة الأحقاف

1ـ ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ (الأحقاف: 26).

اختلفوا في معنى صدر الآية:

أـ فاعتبر البعض([10]) أنّها بمعنى: ولقد مكَّناهم في الذي ما مكّناكم فيه، وعليه تكون «إنْ» حرفَ نفي.

ب ـ وذهب آخرون([11]) إلى أنّ المعنى: ولقد مكَّناهم في الذي مكَّناكم فيه، وتكون «إنْ» زائدةً.

وكذلك اختلفوا في معنى قوله: «ما أغنى عنهم سمعهم»:

أـ فاعتبره البعض([12]) نفياً، وتكون «ما» حرف نفي، وهو الصحيح، ويدلّ عليه دخولُ «مِنْ» على «شيء»، وكذلك قولُه: «ولا أبصارهم ولا أفئدتهم».

ب ـ وجوَّزوا([13]) أن يكون استفهاماً، وتكون «ما» اسم استفهام في موضع نصبٍ بـ «أغنى».

سورة محمد

1ـ ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ (محمد: 20 ـ 21).

ذكروا للآية معاني ثلاثةً:

أـ طاعةٌ وقولٌ معروفٌ أمثلُ، وتكون «طاعةٌ» مبتدأً.

ب ـ أمرُنا طاعةٌ، وتكون «طاعةٌ» خبرٌ.

ج ـ فإذا أُنزلت سورةٌ محكمةٌ ذاتُ طاعةٍ، وتكون «طـاعـةٌ» نعتاً لـ «سورةٌ»([14]).

2ـ ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (محمد: 27).

في معنى الآية احتمالان:

أـ أن تتوفّاهم الملائكة، وهم ـ أي الملائكة ـ في نفس الوقت يضربون وجوههم، وتكون جملة «يضربون» حالاً من الملائكة([15]).

ب ـ أو تتوفّاهم الملائكة، حال كون هؤلاء المنافقين يضربون وجوههم حسرةً وندامةً، وتكون جملة «يضربون» حالاً من الضمير «هم» في «توفَّتْهُم»([16])، وهو راجعٌ على المنافقين والمرتدّين على أدبارهم.

سورة الفتح

1ـ ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ﴾ (الفتح: 27).

ذُكر لصدر الآية معنيان:

أـ لقد صدق الله حقّاً رسوله في الرؤيا، وتكون «بالحق» متعلِّقةً بـ «صدق».

ب ـ أو لقد صدق الله رسوله الرؤيا المحِقَّة، وتكون «بالحقّ» حالاً من «الرؤيا».

واختلفوا في «لا تخافون» بين:

أـ مَنْ اعتبرها حالاً، كقوله: «محلِّقين ومقصِّرين»، والمعنى: غير خائفين([17]).

ب ـ مَنْ اعتبرها جملةً استئنافيّةً، لا محلَّ لها من الإعراب، إذ المعنى: لا تخافون أبداً([18]).

2ـ ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ (الفتح: 29).

أـ إنْ اعتبرنا وصفَهم الأوّلَ هو الذي ذُكِر من صفتهم في التوراة والإنجيل معاً، فتكون «مثلُهم في الإنجيل» عطفاً على «مثلُهم في التوراة»، والجملةُ بعدُ فيها تقديرٌ، وهو: هم كزرعٍ….

ب ـ وإنْ اعتبرنا وصفَهم الأوّل ممّا جاء من صفتهم في التوراة فقط، وأمّا صفتُهم في الإنجيل فهي أنّهم كزرعٍ أخرج…، فتكون «مثلُهم» الثانية مبتدأً([19]).

سورة الحجرات

1ـ ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ (الحجرات: 12).

ذكروا لهذه الآية معنيين:

أـ أيحبّ أحدكم أن يأكل اللحم المَيْت لأخيه، وتكون «ميتاً» حالاً من اللحم.

ب ـ أو أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه المَيْت، وتكون «ميتاً» حالاً من «أخيه»([20]).

سورة ق

1ـ ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا (ق: 6 ـ 7).

في الآية معنيان محتَمَلان:

أـ أن يكون المعنى: أفلم… ويَرَوْا الأرض ممدودةً، وتكون «الأرضَ» معطوفةً على موضع السماء، ومحلُّه من الإعراب النصب على المفعوليّة، و«مددناها» حالاً من الأرض.

ب ـ أو أن يكون المعنى: أفلم ينظروا… ومددنا الأرضَ، وتكون «الأرضَ» مفعولاً به لـ «مددنا»([21]).

2ـ ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ (ق: 19).

للآية معنيان:

أـ وأحضرت سكرةُ الموت الحقَّ، فعاينه المحتضِر، وتكون «بالحقّ» مفعولاً به لـ «جاءت».

ب ـ أو جاءَتْ سكرةُ الموت، وهي حقٌّ لا ريب فيه، وتكون «بالحقّ» حالاً من «سكرة الموت»([22]).

3ـ ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ (ق: 21).

أـ إنْ قلنا بأنّ المعنى: جاءت كلُّ نفسٍ مسوقةٍ ومشهودٍ عليها، ومعه لا يلزم مجيء كلّ البشر؛ إذ بعضهم هو الشهيد على كلِّ الناس، ولا شاهِد عليه، كما هو حال النبيّ الأكرم محمدٍ(ص)، وتكون «معها سائقٌ وشهيدٌ» صفةً لـ «نفس» أو «كلّ».

ب ـ وإنْ قلنا بأنّ المعنى: جاءت كلُّ نفسٍ، وحالُها أنّ مع كلٍّ منها سائقٌ وشهيدٌ، وعليه فلا يتخلَّف عن المجيء أحدٌ، فتكون «معها سائقٌ وشهيدٌ» حالاً من «كلّ»([23]).

4ـ ﴿لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا﴾ (ق: 35).

أـ قد يُقال في معنى الآية: لهم، حال كونهم فيها، ما يشاؤون، فإنْ كانوا خارجها لم يكن لهم ذلك، وتكون «فيها» حالاً من «هُم».

ب ـ أو لهم ما يشاؤونه، حال كونه فيها، فالمهمُّ أن يكون فيها، ويمكنهم أن ينالوه وهم خارجها، وتكون «فيها» حالاً من «ما» أو «الضمير المحذوف العائد إليها».

سورة الذاريات

1ـ ﴿وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (الذاريات: 46).

وقع اختلافٌ كبيرٌ بينهم في معنى الآية:

أـ فمنهم مَنْ قال: فأخذناه وجنوده… وقومَ نوحٍ، وتكون «قومَ نوحٍ» معطوفةً على الهاء في «أخذناه»، ومحلُّها النصب على المفعوليّة.

ب ـ ومنهم مَنْ قال: فنبذناهم في اليمّ… وقومَ نوحٍ، وتكون «قومَ نوحٍ» معطوفةً على «هُم» في «نبذناهم»، ومحلُّه النصب على المفعوليّة.

ج ـ ومنهم مَنْ قال: فأخذتهم الصاعقة… وقومَ نوحٍ، وتكون «قومَ نوحٍ» معطوفةً على «هُم» في «أخذتهم»، ومحلّه النصب على المفعوليّة.

د ـ ومنهم مَنْ قال: هناك تقديرٌ، وهو: «وأهلكنا»، أو «واذكُرْ»، قومَ نوحٍ، وتكون مفعولاً به للفعل المقدَّر([24]).

سورة النجم

1ـ ﴿فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (النجم: 6 ـ 7).

ذكروا لهذه الآية معنيين:

أـ إنّ المراد: فاستوى جبرئيل(ع) حال كونه بالأفق الأعلى، وتكون «هو» مبتدأً.

ب ـ أو إنّ المراد: فاستوى محمّدٌ(ص) وجبرئيل(ع) بالأفق الأعلى، وتكون «هو» معطوفةً على ضمير الفاعل في «استوى»([25]).

سورة القمر

1ـ ﴿فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (القمر: 5).

أـ جوَّزوا في «ما» أن تكون استفهاميّةً، ومحلُّها النصب على المفعوليّة بـ «تغني»، ويكون المعنى: فماذا تُغني عنهم النذر؟

ب ـ وأنْ تكون نافيةً، لا محلَّ لها من الإعراب، ويكون المعنى: لا تغني عنهم النذُرُ شيئاً([26]).

سورة الرحمن

1ـ ﴿أَنْ لاَ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (الرحمن: 8).

قيل في معنى الآية أمران:

أـ إنّ المراد: لئلاّ تطغَوْا في الميزان، وعليه تكون «أن» حرف نصبٍ، ويكون «تطغَوْا» منصوباً بها.

ب ـ أو إنّ المراد: أي لا تطغوا في الميزان، ومحصَّل الكلام: والسماء رفعها ووضع الميزان أي لا تطغَوْا في الميزان، وتكون «أنْ» حرفاً تفسيريّاً لا محلَّ له من الإعراب، ويكون «تطغَوْا» مجزوماً بـ «لا» الناهية([27]).

2ـ ﴿وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (الرحمن: 10 ـ 11).

ذُكر للآية معنيان:

أـ والأرض خلقها للأنام، ومن صفاتها أنّ فيها فاكهةٌ و…، وتكون «للأنام» متعلِّقةً بـ «وضعها».

ب ـ أو الأرض خلقها، وللأنام فيها فاكهةٌ و…، وتكون للأنام متعلِّقةً بفعلٍ مقدَّرٍ، وتقديره: «يوجد»، أو «وُضِع»، ونحوهما([28]).

3ـ ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (الرحمن: 54).

أـ قيل: معنى الآية: ينعمون متَّكئين…، وعليه تكون «متَّكئين» حالاً من ضمير الواو في الفعل المقدَّر «ينعمون»([29]).

ب ـ وقيل: معنى الآية: ولمَنْ خاف مقام ربِّه… متَّكئين، فتكون «متَّكئين» حالاً من اسم الموصول «مَنْ»([30]).

وفي النتيجة: هي حالٌ لنفس الأشخاص، إلاّ أنّ الخلاف لفظيٌّ.

4ـ ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ (الرحمن: 56).

أـ يجوز أن يكون المعنى: في منازل الجنّتين قاصراتُ الطرف…، ويكون الضميرُ في «فيهنّ» عائداً إلى «جنّتان».

ب ـ ويجوز أن يكون المعنى: على الفُرُش، التي بطائنها من إستبرقٍ، قاصراتُ الطرْف…، ويكون الضمير في «فيهنّ» عائداً على «فُرُشٍ»، وتكون «فيهنّ» بمعنى عليهنَّ([31]).

سورة الواقعة

1ـ ﴿إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (الواقعة: 1).

وقع اختلافٌ كثيرٌ في معنى الآية:

أـ فقيل: إنّ المعنى هو: اذكُرْ وقوعَ الواقعة، وتكون «إذا» مفعولاً لفعلٍ مقدَّرٍ، تقديرُه: «اذكُرْ».

ب ـ أو إذا وقعت لم تَكْذِبْ، وتكون «إذا» ظرفاً لما دلّ عليه قوله «ليس لوقعتها كاذبةٌ».

ج ـ أو إذا وقعت خفضت ورفعت، وتكون «إذا» ظرفاً لقوله: «خافضةٌ رافعةٌ».

د ـ أو إذا وقعت رُجَّت السماء، وتكون «إذا» ظرفاً لقوله «رُجَّت».

هـ ـ أو إذا وقعت بانَتْ أحوال الناس، وتكون «إذا» ظرفاً لما دلَّ عليه قوله: «فأصحاب الميمنة»([32]).

2ـ ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ (الواقعة: 10).

قيل في معنى الآية أمران:

أـ السابقون بالخير، أو إلى الطاعة، هم السابقون إلى الجنّة، أو إلى رحمة الله، وتكون «السابقون» الثانية خبراً لـ «السابقون» الأولى.

ب ـ أو السابقون السابقون هم المقرَّبون، وتكون «السابقون» الثانية نعتاً، أو توكيداً، لـ «السابقون» الأولى، والخبرُ «أولئك المقرَّبون»([33]).

3ـ ﴿وَحُورٌ عِينٌ (الواقعة: 22).

في معناها ثلاثة وجوه:

أـ وتطوف عليهم حورٌ عينٌ للتنعُّم لا للخدمة، وتكون «حورٌ عينٌ» معطوفةً على «وِلدانٌ مخَلَّدون»، ومحلُّه الرفع على الفاعليّة.

ب ـ لهم حورٌ عينٌ، أو عندهم حورٌ، أو ثَمَّ حورٌ، وتكون «حورٌ» مبتدأً مؤخَّراً، ومحلُّه الرفع.

ج ـ ونساؤهم حورٌ، وتكون «حورٌ» خبراً، ومحلُّه الرفع([34]).

4ـ ﴿لاَ يَمَسُّهُ إلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة: 79).

أـ قيل: هو نفيٌ، وتكون «لا» لا النافية.

ب ـ وقيل: هو نهيٌ حُرِّك بالضمّ، وتكون «لا» لا الناهية التي تجزم المضارع([35]).

5ـ ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ (الواقعة: 96).

أـ قيل في المعنى: فسبِّحْ بالاسم العظيم لله، وتكون «العظيم» صفةً لـ «اسم».

ب ـ أو فسبِّحْ باسم الله، والله عظيمٌ، وتكون «العظيم» صفةً لـ «ربِّك»([36]).

سورة الحديد

1ـ ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (الحديد: 19).

أـ إنْ قُلنا: إنّ المراد أنّ الذين آمنوا بالله ورُسُله هم الصدّيقون والشهداءُ إذا لقوا الله، فتكون «والشهداءُ» معطوفةً على «الصدِّيقون»، ومحلُّها الرفع على الخبريّة.

ب ـ وإنْ قُلنا: إنّ المراد أنّ الذين آمنوا بالله ورُسُله هم الصدِّيقون، وأجرهم معلومً، وأمّا الشهداء فإنّ لهم عند ربّهم أجراً ونوراً، فتكون «والشهداءُ…» جملةً استئنافيّةً، وأمّا «الشهداءُ» فمرفوعٌ على الابتداء([37]).

2ـ ﴿لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ (الحديد: 29).

أـ قيل في معنى هذه الآية: ليعلم أهل الكتاب عجزهم، وعليه تكون «لا» زائدةً، لا محلَّ لها من الإعراب.

ب ـ أو لئلاّ يعلم أهل الكتاب عجز المؤمنين، وعليه تكون «لا» نافيةً([38]).

سورة المجادلة

1ـ ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المجادلة: 13).

ذكروا لهذه الآية ثلاثة معانٍ:

أـ إذا لم تفعلوا… فأقيموا الصلاة، وتكون «إذ» ظرفاً لـ «اقيموا».

ب ـ أو إنْ لم تتصدَّقوا… فأقيموا الصلاة، وتكون «إذ» شرطيّةً.

ج ـ أو إنَّكم تركتم الصدقة في ما مضى فتداركوه بإقامة الصلاة، وتكون «إذ» على بابها ماضيةً([39]).

سورة الحشر

1ـ ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (الحشر: 8 ـ 9).

أـ إنْ قُلنا: إنّ مراد الآية أنّ الفَيْء هو للفقراء المهاجرين… ولأصحاب الدار، وهم الأنصار، فتكون «والذين تبوّأوا…» معطوفةً على «الفقراء المهاجرين»، ومحلُّها الجرّ، وتكون «يحبّون» في محلّ نصب حالٍ لـ «الذين…».

ب ـ وإنْ قلنا: إنّ المراد أنّ الفَيْء للمهاجرين، لأنّهم أُخرجوا من ديارهم وأموالهم، وأمّا الأنصار فإنّهم في غنىً عن الفَيْء، ومن صفاتهم أنّهم يحبّون…، فتكون «والذين تبوّأوا…» جملةً استئنافيّةً، و«الذين» في محلّ رفع على الابتداء، و«يحبّون» خبراً لـ «الذين»([40]).

سورة الممتحنة

1ـ ﴿لاَ يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (الممتحنة: 8 ـ 9).

ذكروا للآية معنيين:

أـ لا ينهاكم الله عن برّ الذين لم يقاتلونكم…، إنَّما نهاكم عن ولاية الذين قاتلوكم، وعليه تكون «أن تبرّوهم»، و«أن تولَّوْهم»، بدلاً من «الذين لم يقاتلوكم»، و«الذين قاتلوكم»، ومحلُّهما الجرّ([41]).

ب ـ أو لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم… لأجل أن تبرُّوهم، إنَّما ينهاكم عن الذين قاتلوكم… لأجل أن لا تتولَّوْهم، وعليه تكون «أن تبرُّوهم»، و»أن تولَّوْهم»، في محلّ نصبٍ على أنّهما مفعولان لأجله([42]).

2ـ ﴿وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ (الممتحنة: 12).

ذكروا في معنى الآية أمرين:

أـ ولا يأتين ببهتانٍ مفترىً، وتكون «يفترينه» نعتاً لـ «بهتانٍ»، ومحلُّه الجرّ.

ب ـ أو لا يأتينَ مفترياتٍ بهتاناً، وتكون «يفترينه» حالاً من ضمير الفاعل في «يأتين»([43]).

سورة الصفّ

1ـ ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (الصفّ: 13).

في إعراب «أخرى» ثلاثةُ أوجهٍ، وذلك باختلاف المعنى المراد من الآية:

أـ فإنْ كان المعنى: «ويُعْطِكم أخرى» كانت «أخرى» في محلّ نصب على المفعوليّة للفعل المقدَّر «يُعطِكم».

ب ـ وإنْ كان المعنى: «وتحبُّون أخرى تحبُّونها» كانت «أخرى» في محلّ نصب على المفعوليّة للفعل المقدَّر «تحبّون»، المدلول عليه بقوله «تحبّونها»([44]).

ج ـ وإنْ كان المعنى: «وثَمَّ أخرى»، أو «ولكم أخرى»، أو «وأخرى محبوبةٌ هي نصرٌ من الله»، كانت «أخرى» في محلِّ رفعٍ على الابتداء([45]).

د ـ وإنْ كان المعنى: «هل أدلّكم على خَلَّةٍ أخرى تحبّونها» كانت «أخرى» معطوفةً على «تجارةٍ»، ومحلُّها الجرّ([46]).

سورة الجمعة

1ـ ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الجمعة: 3).

المتصوَّرُ في هذه الآية ثلاثةُ معانٍ:

أـ هو الذي بعث في الأمّيين رسولاً منهم…، وفي آخرين منهم لمّا…، وتكون «آخرين» معطوفةً على «الأمّيين»، ومحلُّها الجرّ([47]).

ب ـ أو هو الذي بعث… رسولاً منهم… ويعلِّمهم الكتاب…، ويعلِّم آخرين منهم لمّا…، وتكون «آخرين» معطوفةً على «هُم» في «يعلِّمهم»، ومحلُّه النصب على المفعوليّة لـ «يعلِّم».

ج ـ أو هو الذي بعث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته…، ويتلو على آخرين منهم لمّا يلحقوا بهم، وتكون «آخرين» معطوفةً على «هم» في «عليهم»، ومحلُّه الجرّ، وإنّما يصحّ هذا العطف لأنّ «يتلو عليهم» بمعنى يُعرِّفهم([48]).

سورة الطلاق

1ـ ﴿أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ… (الطلاق: 10 ـ 11).

اختلفوا في إعراب «رسولاً» على ثمانية أقوالٍ، وذلك تبعاً لما فهموه من معنى الآية، والمهمُّ من تلك الأقوال:

أـ إنّ المراد: ذكراً ذا رسولٍ، ثمّ حُذف المضاف، ويكون «رسولاً» منصوباً على النعتيّة لـ «ذكراً»([49]).

ب ـ إنّ المراد: أنزل إليكم ذِكراً، وأرسل رسولاً، ويكون «رسولاً» منصوباً على أنّه مفعولٌ مطلقٌ للفعل المقدَّر «أرسل».

ج ـ إنّ المراد: أنزل الله إليكم أن تذكروا رسولاً، ويكون «رسولاً» منصوباً بـ «ذكراً»، وهو مصدرٌ يعمل عمل الفعل.

د ـ إنّ المراد: أنزل الله إليكم ذِكراً رسالةً، ويكون «رسولاً» بَدَلاً من «ذكراً»، وهو منصوبٌ على المفعوليّة لـ «أنزل»([50]).

سورة الملك

1ـ ﴿أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (الملك: 14).

قيل في معنى هذه الآية:

أـ ألا يعلم مَنْ خلق، وهو الله، خَلْقَه، وتكون «مَنْ» في محلّ رفع فاعلٍ لـ «يعلم».

ب ـ أو ألا يعلم اللهُ مَنْ خلق، وهم المخلوقات، وتكون «مَنْ» في محلّ نصبٍ بـ «يعلم»([51]).

سورة القلم

1ـ ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾ (القلم: 6).

في معنى هذه الآية احتمالان:

أـ بأيِّكم الجنون، ويكون «المفتون» مصدراً، وتكون الباءُ حرفَ جرٍّ.

ب ـ أو أيُّكُم المجنون، وتكون الباءُ زائدةً([52]).

2ـ ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ (القلم: 44).

ذكروا لهذه الآية معنيين:

أـ دَعْني أنا ومَنْ يكذِّب بهذا الحديث، وتكون «مَنْ» معطوفةً على ضمير الياء من «ذرني»، ومحلُّه النصب على المفعوليّة لـ «ذَرْ».

ب ـ أو دَعْني مع مَنْ يكذِّب بهذا الحديث، وتكون «مَنْ» في محلّ نصب مفعول معه للفعل «ذَرْ»([53]).

3ـ ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (القلم: 51).

أـ ذهب الكوفيّون إلى أنّ «إنْ» بمعنى «ما»، وعليه تكون نافيةً، وتكون اللام في «ليزلقونك» بمعنى «إلاّ».

ب ـ وذهب البصريّون إلى أنّ «إنْ» مخفَّفة من الثقيلة، واسمُها مضمرٌ معها، واللام لام التأكيد([54]).

سورة الحاقة

1ـ ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَه (الحاقّة: 28).

هذه الآية تحتمل النفي والاستفهام، وعليه:

أـ فإمّا أن تكون «ما» حرف نفيٍ، وتقدير الجملة: ما أغنى عنِّي مالي شيئاً.

ب ـ أو تكون اسمَ استفهامٍ منصوباً بـ «أغنى»([55]).

سورة الجنّ

1ـ ﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (الجنّ: 24).

يجوز في «مَنْ» أمران:

أـ أن تكون اسم استفهامٍ، والمعنى: حتَّى إذا رأَوْا ما يوعدون فسيعلمون، ثمَّ يسأل تعالى: مَنْ أضعف ناصراً وأقلّ عدداً؟.

ب ـ أو أن تكون اسم موصولٍ بمعنى الذي، والمعنى: …فسيعلمون الذي هو أضعف…([56]).

سورة المزمِّل

1ـ ﴿وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ (المزمِّل: 11).

الكلام في هذه الآية هو نفسه الكلام المتقدِّم في قوله تعالى: ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ([57]).

سورة المدَّثر

1ـ ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً﴾ (المدَّثر: 11).

الكلام في «ذَرْني ومَنْ خلقتُ»، في هذه الآية، هو نفسه الكلام المتقدِّم في قوله تعالى: ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ([58]).

وأمّا بالنسبة لـ «وحيداً» فقد اختلفوا في إعرابها، تبعاً لما فهموه من معنى الآية:

أـ فمنهم من قال: هي بمعنى ذَرْني ومَنْ خلقْتُه لوحده([59])، وتكون «وحيداً» حالاً مِن ضمير الهاء المضمَر في قوله «خلقتُ».

ب ـ أو ذَرْني ومَنْ خلقْتُ، ولا يكنْ معه أحدٌ من الناس، وتكون «وحيداً» حالاً مِن «مَنْ».

ج ـ ومنهم مَنْ قال: هي بمعنى ذَرْني وحيداً مع هذا المخلوق، وتكون «وحيداً» حالاً مِن ضمير الياء في «ذَرْني».

د ـ أو ذَرْني مع مَنْ خلقتُه لوحدي، ولم يشاركْني في خلقه أحدٌ، وتكون «وحيداً» حالاً مِن ضمير التاء في «خلقتُ»([60]).

2ـ ﴿نَذِيراً لِلْبَشَرِ (المدَّثر: 36).

ذكروا في معاني هذه الآية ما لا يقلّ عن سبعة معانٍ، وأهمّها:

أـ قُمْ نذيراً للبشر، وتكون «نذيراً» حالاً من الضمير المستتر في قوله «قُمْ».

ب ـ إنّها نذيراً للبشر، وتكون «نذيراً» حالاً من ضمير الهاء في «إنّها».

ج ـ إنّ نذيراً بمعنى إنذاراً، وعليه يصير المعنى: قم فأنذِرْ إنذاراً، أو إنّها لإحدى الكُبَر لإنذار البشر؛ وعلى الأوّل «نذيراً» مفعولٌ مطلقٌ لـ «أنذِرْ»؛ وعلى الثاني «نذيراً» مفعولٌ لأجله لفعلٍ مقدَّرٍ، وهو «جُعلت»([61]).

سورة القيامة

1ـ ﴿لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (القيامة: 1).

أـ قيل: المعنى: أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوّامة، وتكون «لا» زائدةً، أو ردّاً لكلامٍ متقدِّمٍ في سورةٍ أخرى([62]).

ب ـ ويُحتمل أن يكون المعنى: لا أقسم بيوم القيامة كما لا أقسم بالنفس اللوّامة، وتكون «لا» نافيةً([63]).

سورة الإنسان

1ـ ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (الإنسان: 1).

ذكروا لهذه الآية معنيين:

أـ قد أتى على الإنسان…، وتكون «هل» بمعنى «قد»، ولا محلَّ لها من الإعراب.

ب ـ أو هل أتى على الإنسان…، وتكون «هل» على بابها للاستفهام، وهي حرفُ استفهامٍ لا محلَّ له من الإعراب([64]).

2ـ ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (الإنسان: 2).

احتملوا في معنى الآية وجهين:

أـ إنّا خلقنا الإنسان مبتلىً، وتكون «نبتليه» حالاً من الإنسان.

ب ـ أو إنّا خلقنا الإنسان مبتَلِين له، وتكون «نبتليه» حالاً من الفاعل، وهو الضمير «نا»، في «خلقْنا»([65]).

3ـ ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (الإنسان: 20).

أـ ذهب الفرّاء والأخفش إلى أنّ أصل الكلام: وإذا رأيتَ ما ثَمَّ رأيتَ…، فـ «ما» هي المفعول، ولكنّها حُذفَتْ، وقامَتْ «ثَمَّ» مقامها.

ب ـ ولكنْ لا يجوز عند البصريّين حذفُ الموصول وقيامُ صلته مقامه، ولهذا رأَوْا أنّ «رأيتَ» الأوّل غيرُ متعدٍّ، و«ثَمَّ» ظرفٌ، والمعنى: إذا رأيتَ، أي نظرتَ، رأيتَ ثَمَّ نعيماً…([66]).

سورة المرسلات

1ـ ﴿وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً﴾ (المرسلات: 1).

قيل في معناه وجهان:

أـ والرياح التي تُرسَل متتابعةً، وعليه تكون «عُرْفاً» حالاً من «المرسلات».

ب ـ أو والملائكة التي تُرسَل بالمعروف أو للمعروف، وتكون «عُرْفاً» منصوبةً بحذف حرف الجرّ، وهو الباء، أو منصوبةً على أنّها مفعولٌ لأجله لاسم المفعول «مُرسَلات»([67]).

2ـ ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً﴾ (المرسلات: 25 ـ 26).

قد ذكروا في معنى «كِفات» في الآية أكثر من معنى:

1ـ فذهب أهل اللغة إلى أنّ «كِفات» هو الموضع الذي يُضَمُّ فيه الشيء ويُقبَض([68]).

2ـ ويُحتمل أن تكون «كِفات» جمع «كِفْت»، وهو القِدْر الصغيرة([69]).

3ـ وذهب ابن سيده إلى أنّ «كِفات» هنا [أي في الآية] مصدرٌ من «كَفَتَ» إذا ضمَّ وقبض([70])، [وبعبارةٍ أخرى: ابن سيده يرى أنّ «كِفات» في الآية بمعنى «جمع كردن»، «ضميمه كردن»].

4ـ ويحتمل أن تكون «كِفات» مصدراً بمعنى السرعة في العَدْو، والطيران مع التقبُّض فيه([71]).

أـ فإذا قلنا بأنّ المعنى المراد من «كِفات» في الآية هو أحد المعنيَيْن الأوَّلَيْن كان للفظ «أحياءً» أحدُ إعرابَيْن:

1ـ حالٌ من «الأرض»، والمعنى: ألم نجعل الأرض ـ حيّةً وميتةً ـ أوعيةً، أو موضِعاً يُضمُّ فيه البشر.

2ـ صفةٌ لـ «كِفات»، والمعنى: ألم نجعل الأرض أوعيةً، أوموضعاً يُضمّ فيه الشيء، ومن هذه الأوعية والمواضع ما هو حيٌّ، ومنها ما هو ميتٌ([72]).

ب ـ وإذا قلنا بأنّ المعنى المراد من «كِفات» في الآية هو أحد المعنيَيْن الأخيرَيْن كان «أحياءً» مفعولاً به لـ «كِفات»، والمعنى: ألم نجعل الأرض تجمع وتضمّ أحياءً وأمواتاً([73])، أو ألم نجعل الأرض سريعةَ الطيران في جوّ السماء، شديدةَ التقبُّض حالة طيرانها، تقبض الأحياء على ظهرها، والأموات في بطنها.

سورة النبأ

1ـ ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾ (النبأ: 29).

قيل في معناها أمران:

أـ وكلَّ شيءٍ كتبناه كتاباً، ويكون «كتاباً» مفعولاً مطلقاً للفعل «كتبناه»([74]).

ب ـ أو كلَّ شيءٍ أحصيناه مكتوباً، ويكون «كتاباً» حالاً لضمير الهاء في قوله «أحصيناه»([75]).

سورة النازعات

1ـ ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً﴾ (النازعات: 5).

قيل في معناها:

أـ الذين يدبِّرون شيئاً، وتكون «أمراً» مفعولاً لاسم الفاعل «المدبِّرات».

ب ـ أو الذين يدبِّرون مأمورين بالتدبير، وتكون «أمراً» حالاً من «المدبِّرات»([76]).

سورة عبس

1ـ ﴿قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾ (عبس: 17).

يجوز في معناها أمران:

أـ الاستفهام عن السبب في كفره، وتكون «ما» استفهاميّةً، وهي في محلّ رفع على الابتداء.

ب ـ أو التعجُّب من حال هذا الإنسان الذي يكفر مع كلِّ النعم المُغْدَقة عليه، وتكون «ما» تعجُّبيّةً، وهي في محلّ رفع مبتدأ أيضاً([77]).

سورة الأعلى

1ـ ﴿وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى﴾ (الأعلى: 4 ـ 5).

في معناها وجهان:

أـ والذي أخرج المرعى أخضر ثمّ جعله هشيماً، وتكون «أحوى» بمعنى أخضر، وتكون حالاً من «المرعى».

ب ـ أو الذي أخرج المرعى ثمّ جعله هشيماً أسوَد، فتكون «أحوى» بمعنى أسوَد، وتكون نعتاً لـ «غثاءً»([78]).

2ـ ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى (الأعلى: 6).

قالوا في معنى الآية:

أـ سنقرئك فلن تنسى بعدُ، وتكون «لا» نافيةً.

ب ـ أو سنقرئك فامتنع عن النسيان، وهذا قد لا يصحّ، لأنّ النسيان ليس باختيار الإنسان، اللهُمَّ إلاّ أن يُقال: إنّ النهي هنا تكوينيٌّ، فكأنّه منعٌ لعقله وقلبه(ص) عن النسيان، وعلى كلِّ حالٍ تكون «لا» ناهيةً، وتجزم الفعل المضارع بعدها، ولكنْ لم تُحذف الألف منه ليحصل التوافق مع رؤوس الآي([79]).

سورة الفجر

1ـ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ * إِرَمَ ذاتِ العِماد﴾ (الفجر: 6 ـ 7).

في معناها عدّة وجوه:

أـ ألم تَرَ كيف فعل ربُّك بعادٍ صاحب مدينة إرم الحاوية (أو القائمة) للأعمدة الضخمة الكثيرة، وتكون «إرم» مجرورةً على الإضافة، وقد حُذف المضاف وهو صاحب، وأمّا «ذات العماد» فمجرورةٌ على النعتيّة لـ «إرم».

ب ـ ألم تَرَ كيف فعل ربُّك بعادٍ صاحب مدينة إرم التي من أسمائها أيضاً ذات العماد، وتكون «إرم» مجرورةً على الإضافة، وقد حُذف المضاف وهو صاحب، وأمّا «ذات العماد» فمجرورةٌ على البدليّة من «إرم».

ج ـ ألم تَرَ كيف فعل ربُّك بعادٍ وهم قبيلة إرم صاحبة المدينة المسمّاة ذات العماد، وتكون «إرم» مجرورةً على البدليّة من «عاد»، وأمّا «ذات العماد» فمجرورةٌ على الإضافة، وقد حُذف المضاف إليه وهو صاحب.

د ـ ألم تَرَ كيف فعل ربُّك بعادٍ وهم قبيلة إرم صاحبة المدينة المشهورة بأعمدتها الضخمة والكثيرة، وتكون «إرم» مجرورةً على البدليّة من «عاد»، وأمّا «ذات العماد» فمجرورةٌ على النعتيّة لمنعوتٍ مقدَّرٍ، وهو المدينة، وهذا المنعوت هو المجرور على الإضافة، وقد حُذف المضاف إليه وهو صاحب([80]).

سورة البلد

1ـ ﴿لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (البلد: 1 ـ 2).

قيل في معناه:

أـ أُقسم بهذا البلد، وعليه تكون «لا» زائدةً، أو ردّاً لكلامٍ قبله([81]).

ب ـ أو أُقسم مؤكَّداً بهذا البلد، وتكون «لا» بمعنى ألا([82]).

ج ـ وقيل: لا أقسم بهذا البلد وأنت حِلٌّ فيه، بل أقسم بِكَ، وتكون «لا» نافيةً([83]).

سورة الليل

1ـ ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (الليل: 3).

في معناه وجهان:

أـ الله يقسم بعمليّة خلق الذكر والأنثى، وعليه تكون «ما» مصدريّةً، تؤوَّل مع ما بعده بمصدرٍ، وهو خَلْق.

ب ـ أو الله يقسم بنفسه، وهو الذي خلق الذكر والأنثى، وتكون «ما» موصوليّةً، بمعنى الذي([84]).

2ـ ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (الليل: 11).

ذكروا في معناها وجهين:

أـ لا يغني عنه ماله شيئاً، وتكون «ما» نافيةً.

ب ـ أو ماذا يغني عنه مالُه؟ وتكون «ما» استفهاميّةً، في محلّ نصبٍ على المفعوليّة لـ «يغني»([85]).

سورة القدر

1ـ ﴿سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (القدر: 5).

يحتمل في معنى الآية أمران:

أـ مسلِّمةٌ (أي الملائكة)، على المؤمنين أو فيما بينهم، هي حتَّى مطلع الفجر، وتكون «سلامٌ» خبراً مقدَّماً، والمبتدأُ «هي»، و«حتّى» متعلِّقةٌ بـ «سلام».

ب ـ أو هي (أي ليلة القدر) ذاتُ تسليمٍ، أو سلامةٍ، إلى مطلع الفجر، وتكون «سلامٌ» خبراً مقدَّماً لـ «هي»([86]).

سورة قريش

1ـ ﴿لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ (قريش: 1).

ذكروا في معناها أكثر من معنىً، ومنها:

أـ فجعل الله أصحاب الفيل كعَصْفٍ مأكولٍ لأجل تأليف قلوب قريش، وعليه تكون «لإيلاف» متعلِّقةً بالفعل «جعلهم».

ب ـ أو اعْجَبُوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف وتركهم عبادة ربِّ هذا البيت، وتكون «لإيلاف» متعلِّقةً بالفعل «اعجبوا».

ج ـ أو لأجل أنّ الله ألَّف قريشاً إيلافاً فليعبدوا ربَّ هذا البيت، وتكون «لإيلاف» متعلِّقةً بالفعل المتأخِّر «يعبدوا»([87]).

سورة الكافرون

1ـ ﴿لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (الكافرون: 2).

قيل في معناه:

أـ لا أعبد مثل عبادتكم، وتكون «ما» مصدريّةً، تؤوَّل مع ما بعدها بمصدرٍ، وهو عبادة، ومحلُّها النصب على أنّها مفعولٌ مطلَقٌ لـ «أعبد».

ب ـ أو لا أعبد الذي تعبدونه من دون الله، وتكون «ما» موصوليّةً، في محلّ نصبٍ على المفعوليّة لـ «أعبد»([88]).

سورة المسد

1ـ ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (المسد: 2).

يجوز في معنى هذه الآية:

أـ لم يُغْنِ عنه ماله شيئاً ولم يكسب شيئاً، وتكون «ما»، في الموردَيْن، نافيةً، لا محلَّ لها من الإعراب([89]).

ب ـ أو ماذا أغنى عنه مالُه؟ وماذا كسب؟ وتكون «ما»، في الموردَيْن، اسم استفهامٍ، وهو في محلّ نصب بـ «أغنى»، و»كسب»([90]).

ج ـ أو لم يُغْنِ عنه مالُه وكسبُه شيئاً، وتكون «ما» الأولى نافيةً، بينما الثانية بمعنى الذي، وتُعطَف «ما كسب» على «مالُه»([91]).

هذا خلاصة ما وجدناه من الموارد التي يؤدِّي فيها اختلاف المعنى إلى اختلاف الإعراب، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا هذا مقبولاً عنده وذُخْراً لنا يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ مَنْ أتى الله بقلبٍ سليمٍ.

**********

الهوامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) وقد أشار لذلك الزركشيّ في كتابه «البرهان في علوم القرآن» 1: 410، حيث يقول: «قالوا: والإعراب يبيّن المعنى، وهو الذي يميّز المعاني، ويوقِف على أغراض المتكلِّمين؛ بدليل قولك: ما أحسن زيداً !، ولا تأكلِ السمك وتشربِ (تشربُ، تشربَ) اللبن، وكذلك فرَّقوا بالحركات وغيرها بين المعاني، فقالوا: «مِفْتَح» للآلة التي يفتح بها، و«مَفْتَح» لموضع الفتح، و«مِقَصّ» للآلة، و«مَقَصّ» للموضع الذي يكون فيه القصّ، ويقولون: امرأة طاهرٌ من الحيض؛ لأنّ الرجل يشاركها في الطهارة.

وعلى الناظرِ في كتاب الله، الكاشفِ عن أسراره، النظرُ في هيئة الكلمة، وصيغتها، ومحلّها، ككونها مبتدأً، أو خبراً، أو فاعلةً، أو مفعولةً، أو في مبادئ الكلام، أو في جواب، إلى غير ذلك من تعريفٍ، أو تنكير،ٍ أو جمع قلّةٍ، أو كثرةٍ، إلى غير ذلك».

وقد عدّ ابنُ هشام في كتابه «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» 2: 698 ـ مع أنّه يرى أنّ أوّل واجبٍ على المعرِب أن يفهم معنى ما يعربه ـ هذه الجهةَ، وهي: أن يراعي المعرِب معنىً صحيحاً، ولا ينظر في صحّته في الصناعة، من الجهات التي يدخل الاعتراض على المُعرِب من جهتها.

([2]) راجع: ابن هشام، قطر الندى: 184، رشيد الشرتونيّ، مبادئ العربيّة 3: 115.

([3]) رشيد الشرتونيّ، مبادئ العربيّة 3: 115.

([4]) ابن هشام، قطر الندى: 185.

([5]) ابن هشام، «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» 2: 684، الباب الخامس، حيث يقول ـ في معرض حديثه عن الجهات التي يدخل الاعتراض على المُعْرِب من جهتها: «وهي عشرة: الجهة الأولى: أن يراعي ما يقتضيه ظاهِر الصناعة، ولا يراعي المعنى، وكثيراً ما تزلّ الأقدام بسبب ذلك. وأوّل واجبٍ على المُعرِب أن يفهم معنى ما يعربه، مفرداً أو مركَّباً، ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور، على القول بأنّها من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه».

([6]) الزركشيّ، «البرهان في علوم القرآن» 1: 410، حيث يقول: «ويجب عليه [أي على المُعرِب] مراعاة أمور: أحدها، وهو أوّل واجب عليه: أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه، مفرداً كان أو مركَّباً، قبل الإعراب؛ فإنّه فرع المعنى، ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور، إذا قلنا بأنّها من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه».

([7]) الزركشيّ، البرهان في علوم القرآن 1: 411.

([8]) هو العلامة المقرئ، أبو محمد، مكّيّ بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار، القيسيّ، القيروانيّ، ثمّ القرطبيّ، صاحب التصانيف.

ولد بالقيروان سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، وكان من أوعية العلم، مع الدين، والسكينة، والفهم، ارتحل مرّتين، وكان خيِّراً، متديّناً، مشهوراً بإجابة الدعوة. توفّي في المحرَّم سنة سبع وثلاثين وأربع مئة. (راجع: الذهبي، سير أعلام النبلاء 17: 591 ).

([9]) هو أبو البقاء، عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبريّ، الضرير، النحويّ، الحنبليّ، وكان صالحاً ديِّناً. مات وقد قارب الثمانين، رحمه الله، وكان إماماً في اللغة، فقيهاً، مناظِراً، عارِفاً بالأصلَيْن والفقه. (راجع: ابن كثير، البداية والنهاية 13: 66 ).

([10]) مكّي بن أبي طالب القيسيّ، مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 668.

([11]) عبد الله بن الحسين العكبريّ، إملاء ما منّ به الرحمن: 478، ناسباً له إلى «قيل».

([12]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 668.

([13]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 668.

([14]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 674؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 480.

([15]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 674؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 480.

([16]) إملاء ما منّ به الرحمن: 480.

([17]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 678؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 482.

([18]) إملاء ما منّ به الرحمن: 482.

([19]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 679؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 482.

([20]) إملاء ما منّ به الرحمن: 483.

([21]) إملاء ما منّ به الرحمن: 484.

([22]) إملاء ما منّ به الرحمن: 484.

([23]) إملاء ما منّ به الرحمن: 484.

([24]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 689.

([25]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 692؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 489.

([26]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 697؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 492.

([27]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 704؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 494.

([28]) إملاء ما منّ به الرحمن: 494.

([29]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 708.

([30]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 708؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 495.

([31]) إملاء ما منّ به الرحمن: 495.

([32]) إملاء ما منّ به الرحمن: 496.

([33]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 711؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 496.

([34]) إملاء ما منّ به الرحمن: 496.

([35]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 713؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 497.

([36]) إملاء ما منّ به الرحمن: 497.

([37]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 718؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 499.

([38]) إملاء ما منّ به الرحمن: 499.

([39]) إملاء ما منّ به الرحمن: 500.

([40]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 725؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 502.

([41]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 729؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 503.

([42]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 729.

([43]) إملاء ما منّ به الرحمن: 503.

([44]) إملاء ما منّ به الرحمن: 504.

([45]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 732؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 504.

([46]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 732.

([47]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 733؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 505.

([48]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 733.

([49]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 741.

([50]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 741؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 508.

([51]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 745 ـ 746؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 511.

([52]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 749؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 512.

([53]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 751؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 512.

([54]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 752.

([55]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 755؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 513.

([56]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 765.

([57]) راجع: مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 768؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 518.

([58]) راجع: مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 771؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 520.

([59]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 771؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 520.

([60]) إملاء ما منّ به الرحمن: 520.

([61]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 774؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 520.

([62]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 776؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 522.

([63]) إملاء ما منّ به الرحمن: 522.

([64]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 781؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 524.

([65]) إملاء ما منّ به الرحمن: 524.

([66]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 785 ـ 786.

([67]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 791؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 526.

([68]) ابن منظور، لسان العرب 13: 83، وقد نقل فيه عن ابن سيده نسبة هذا التعريف إلى أهل اللغة.

([69]) ابن منظور، لسان العرب 13: 83.

([70]) نقلاً عن لسان العرب 13: 83.

([71]) ذُكر هذا المعنى لـ «كِفات» في كتب اللغة، كما في لسان العرب 13: 83، وغيره.

وقد اختار هذا المعنى لـ «كِفات» في الآية الدكتور محمّد الصادقي في كتابه «الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة» 29: 340 ـ 341، حيث يقول: «الأرض الكِفات: إنّ آية الكِفات هذه تظهر الأرض بمظهر الطير المسرعة في طيرانها، المتقبِّضة جناحَيْها، حيث الكِفات هي الإسراع في العَدْو، والطيران مع تقبُّضٍ فيه. وأوفقُ الوجوه في «كِفاتاً»، أدبيّاً ومعنويّاً، أنّها مصدرٌ مفعولاً ثانياً [والصحيح مفعولٌ ثانٍ] لـ «نجعل»، فقد كانت أرضاً ولم تكن كِفاتاً، لا أموات فيها ولا أحياء فلا تقبُّض لها لا للأحياء ولا للأموات؛ إذ كانت مجنونة الحراك محترقة لا تحنّ لعايش: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً (الملك: 15)، فذلَّت بعد شماس، واعتدلت بعد ارتكاس، كذلك الله جعلها كِفاتاً: سريعة الطيران في جوّ السماء، شديدة التقبُّض حالته، أحياءً وأمواتاً، طائرةً متقبّضةً كأنّها الطيران نفسه، والتقبُّض نفسه، كما يوحي به المصدر «كِفاتاً» نفسه».

([72]) راجع البرهان في علوم القرآن 1: 411.

([73]) راجع: الزركشيّ، البرهان في علوم القرآن 1: 411.

([74]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 796؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 528.

([75]) إملاء ما منّ به الرحمن: 528.

([76]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 798؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 529.

([77]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 801 ـ 802؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 530.

([78]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 813؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 537.

([79]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 813؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 537.

([80]) استخلصناه من: إملاء ما منّ به الرحمن: 539.

([81]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 819؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 540.

([82]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 819.

([83]) إملاء ما منّ به الرحمن: 540.

([84]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 822؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 542.

([85]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 822؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 542.

([86]) إملاء ما منّ به الرحمن: 547.

([87]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 845.

([88]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 849؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 559.

([89]) إملاء ما منّ به الرحمن: 561.

([90]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 851؛ إملاء ما منّ به الرحمن: 561.

([91]) مشكل إعراب القرآن القسم الثاني: 851.



أكتب تعليقك