الإمام المهديّ(عج)، بين التمهيد للغَيْبة والتمهيد للظهور
(الجمعة 20 / 5 / 2016م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الإسلام بين خطرَيْن: الإلحاد؛ والتكفير
ويعيش المسلمون في صراعاتٍ مذهبيّة شتّى، وتنتشر بشدّةٍ حركةٌ ناقدة للدين الإسلاميّ، ولنصوصه، والسعي لتفسيره بما يخدم الفكر الإلحاديّ.
نعم، الإسلام فِعْلاً يعيش أزمةً وجودية؛ بسبب تصرُّفات بعض المسلمين. فبدل أن نستغلّ ما ينادي به الآخرون من مفاهيم الحرّيّة ـ ولو كانت حرّيّةً جزئيّة واستنسابيّة ـ، والديمقراطيّة، وغيرها من المفاهيم، من أجل نشر الإسلام في تسامحه ورحمته ومحبّته للناس كافّة، نرى بعضاً ممَّنْ يُحْسَبون على الإسلام يقتل الأبرياء، وينهب الأموال، ويهتك الأعراض، باسم الإسلام، وتحت شعار (الله أكبر). فعن أيِّ إلهٍ يتحدَّثون؟! ومَنْ الذي سيدخل في هذا الدين وهو بهذه الصورة المقزِّزة؟!
بعضُ المسلمين اليوم يرتكب أبشع وأخطر جريمةٍ بحقّ الإسلام، حيث يظهره دين الذبح العامّ، والسبي بالجُمْلة، والجنس المتفلِّت من أيِّ عقال.
أهذا هو الإسلام رسالة السماء إلى الأرض، التي حُمِّلها نبيُّنا الأكرم محمد(ص) بخطابٍ إلهيّ خاصّ، تحت شعار: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (لكلّ الناس في هذا العالم الفسيح) (الأنبياء: 107).
أهذا هو منطق رسول الله(ص) الذي أظهره الله على كُفّار قريش وعتاتها، فوقفوا بين يديه صاغرين، ينتظرون القرار النبويّ بشأنهم، وهم يتهامسون: أيُستَرَقّ أبو سفيان؟! أتُسبى هند، وتكون في حصّة بعض المسلمين كأَمَةٍ خاضعة لا تملك من نفسها شيئاً؟! ويسألهم وهو العزيزُ المهيمِن آنذاك: ما تظنّون أني فاعلٌ بكم؟ ويتقدَّمون إليه باسترحامٍ، وهم الذين يعرفون رحمته ورأفته: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ (النمل: 14)، فقالوا: أخٌ كريم وابنُ أخٍ كريم، ويمرّ في خاطره(ص) وبسرعةٍ خاطفة شريطٌ من ذكرياتٍ مأساويّة عاشها وأصحابُه، من مقتل ياسر وسميّة وتعذيب بلال والهجرة إلى الطائف ومقتل حمزة وكلّ الأذى حتّى قال: «ما أوذي نبيٌّ مثل ما أوذيت»([1])، ومع ذلك غلبَتْ رحمتُه غضبه وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء (أحرار، كما الآخرون)([2]).
فأين ما يقوم به بعض المسلمين اليوم من هذا المنطق النبويّ العظيم في حبِّه للإنسان، ورحمته بالبشر؟!
أتصوَّر أنّنا اليوم في مواجهة هذا الخَطَر التكفيريّ الذي لا يتورَّع عن مُوبقةٍ في تعامله مع الآخر المختلف عنه فكريّاً وعقائديّاً. وليس هذا وليد الساعة. هذا جمرٌ كان تحت رماد، وخرج من حيِّز النظريّة (من بطون الكتب) إلى حيِّز التطبيق (إلى أرض الواقع) عند جماعةٍ، فبان المستور. ولو قُدِّر ـ لا سمح الله ـ لجماعةٍ أخرى ـ وهي موجودةٌ ـ أن تحكم لرأَيْنا شبيهاً بما نراه اليوم. فالكُلُّ في هذا سواءٌ، ويختلفون في القُدْرة وعدمها، لا أكثر.
وعليه فنحن ندعو إلى ثورةٍ فكريّة وثقافيّة تقتلع الفكر التكفيريّ من أساسه. فلسان حال الغَيارى جميعاً: لن نرضى بعد اليوم بمنطق التكفير والتفسيق والتسقيط الموجود في بطون الكتب عند كثيرٍ من المسلمين. لا تعايُش بعد اليوم مع مقولاتٍ كامنة في مصادر التراث؛ بحجّة أنّه تراثٌ مقدَّس لا يُمَسّ، ولا ندري متى يستفيد بعضُ الجَهَلة من هذه المقولات لتدمير المجتمع الإسلاميّ، وتوهين صورة الإسلام.
وبهذا العمل نقدِّم صورةً حضاريّة للإسلام يستطيع من خلالها أن يجد له مكاناً مرموقاً بين الشعوب الإنسانيّة كافّةً. وأمّا إذا استمرَّ الوضع على هذا المنوال فإنَّني أعتقد أنّنا سنكون بعد فترةٍ وجيزة أمام حركة إلحادٍ وارتداد ومُروق من الدين، بحيث لا نستطيع حينها أن نفعل شيئاً. وسنُحاسَب جميعاً على ذلك، سواءٌ منّا الخاطئُ أو الساكت.
الإمام العسكريّ(ع) والتمهيد لولادة وغَيْبة الإمام المهديّ(عج)
الواقع أنّه ليس وحده الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ مَنْ مهَّد لفترة الغَيْبة، وإنّما ابتدأ ذلك منذ عهد الإمام الجواد(ع)، ويليه الإمام الهادي(ع)، وصولاً إلى الإمام العسكريّ(ع).
وقد ركَّز هؤلاء الأئمّة على توصية شيعتهم بأن يكونوا في أعلى درجات الأخلاق وحُسْن المعاملة مع الناس.
فقد رُوي عن مولانا أبي محمد العسكريّ(ع) أنّه قال لشيعته: «أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى مَنْ ائتمنكم من بِرٍّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد(ص). صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدُّوا حقوقهم؛ فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا شيعيّ، فيسرّني ذلك. اتَّقوا الله، وكونوا زيناً، ولا تكونوا شيناً. جرّوا إلينا كلّ مودة، وادفعوا عنّا كلَّ قبيح، فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوءٍ فما نحن كذلك»([3]).
وهكذا كانوا يريدون لهم أن يتماهُوا مع الناس، وأن يتعايَشوا معهم بسلامٍ.
وأمّا في مسألة الرجوع إلى الحجّة في الحكم الشرعيّ والقضاء فقد رُوي عنه(ع) أنّه قال: «فأمّا مَنْ كان من الفقهاء، صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوامّ أن يقلِّدوه»([4]).
وهكذا يكون قد بيَّن صفات المرجعيّة الرشيدة التي يجب الرجوع إليها، والاحتكام عندها. فهو أمرٌ بالرجوع إلى الفقيه العالم، أيِّ فقيه، ما دامت تتوفَّر فيه هذه الشروط الأربعة.
الغاية الإلهيّة من تغييب الإمام المهديّ(عج)
لا شكَّ أن حضور المعصوم(ع)، سواء كان نبيّاً أو إماماً، بين الناس نعمةٌ إلهيّة كُبرى، يستحقُّها المخلصون والأتقياء والأبرار. وقد يحضر في مجتمعٍ فاسد في غالبيَّته، ولكنّ ذلك لمصلحة إتمام الحجّة على الخَلْق.
وأمّا غَيْبته فهي لحِكْمةٍ ومصلحة. فها هم آباؤه أجمعون قد قُتلوا وسُجنوا ونُفوا وطُوردوا، فهل يبقى حاضراً ظاهراً ليلقى مصيرهم وتخلو الأرض من حجّةٍ لله؟!
إذن هي الغَيْبة التي تهدف إلى حفظه من كَيْد أعدائه.
ورُبَّ قائلٍ: فليظهَرْ اليوم، وسيلقى أنصاراً بالملايين. فها هي جماهير المؤمنين تملأ الساحات في كلِّ مناسبةٍ دينيّة ترتبط بأهل البيت(عم)، وهؤلاء هم أنصارُه وأعوانُه ويتمنَّوْن الشهادة بين يدَيْه.
الحقيقة أنّه(ع) يريد أصحاباً أوفياء مخلصين، أوفياء للدِّين، ومخلصين لله ورسالاته. لا يريد أوفياء للسلاح أو المال أو المناصب. يريد أصحاباً إذا أمرهم بترك ما حرَّمه الله، ممَّا اعتادوه وأقاموا عليه بُنيان حياتهم الفرديّة والأُسَريّة والاجتماعيّة، أطاعوه. إذا أمرهم بترك الربا تركوه. وإذا أمرهم بعدم سرقة الكهرباء والماء والتلفون اجتنبوه. إذا أمرهم بلباسٍ محتشِم متوافِقٍ مع تعاليم الشريعة الغرّاء وقصّةِ شَعْرٍ سويّة فعلوه. إذا أمرهم بأن لا يطلقوا الرَّصاص في الهواء، ولو لمَلْقاه، امتثلوا أمره. فكم يبقى معه من تلك الملايين؟ وإذا كانت النتيجة في هذه الأمور ـ التي يحسبها البعض صغيرةً ـ مخيِّبةً للآمال فما بالك بما هو أخطر من ذلك؟!
لو وصل العدد إلى ما يكفيه لخَرَج، وإلاّ لانْخدشَتْ مقولة اللُّطْف الإلهيّ، ولعُدَّ(ع) ـ والعياذُ بالله ـ من المقصِّرين الطامعين في راحة البال والدَّعَة. وهذا غيرُ متصوَّرٍ في حقِّه(عج).
أفضلُ العبادة انتظارُ الفرج
أفضلُ العبادة الصبرُ على البلاء؛ انتظاراً لكَشْفه من قبل الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ الكثير من الناس يسقطون أمام البلاء والامتحان، فيخسَرون الدنيا والآخرة، ولا ينتفعون بعبادةٍ قطّ.
ومن البلاء والاختبار، وهو اختبارٌ شديد، غَيْبة الإمام المعصوم(ع). فصحيحٌ أنّنا ننتفع به انتفاعنا بالشمس يحجبها السحاب([5])، فلولاها لتجمَّدَتْ الكرة الأرضيّة، ولكنَّها استفادةٌ غير كاملة، استفادةٌ مشوبة بالمخاطر والتحدّيات والشبهات و…
ماهيّة الانتظار المطلوب
إنّنا ندعو للتركيز على (مفهوم الانتظار) ببُعْده الإيجابيّ، لا السلبيّ.
انتظار الفَرَج من خلال التمهيد لظهوره بأن نتخلَّق بما يجعلنا في عداد جنوده المقبولين عنده.
انتظار الفَرَج من خلال السعي لإعلاء كلمة الحقّ، ليُكمل(عج) ما بدأناه، وتتحقَّق على يدَيْه أحلام الأنبياء أجمعين.
انتظار الفَرَج من خلال الوقوف صفّاً واحداً في مواجهة كلّ ظالمٍ ومستكبِر، وإلى أيّ فئةٍ سياسيّة أو مذهبيّة انتمى.
انتظار الفَرَج من خلال المشاركة في حركة إصلاحٍ حقيقيّ للمجتمع، وما فيه من عادات وتقاليد وطقوس وشعائر.
وليس من انتظار الفَرَج أن نجلس في حالةٍ من الاسترخاء واليأس من الإصلاح، على أمل أن يخرج يوماً ما ليبدأ هو هذه المسيرة.
وليس من انتظار الفَرَج حَتْماً ما قد يتوهَّمُه البعض من أنّ علينا أن نساهم ـ ولو بسكوتنا ـ في انتشار الظلم والفساد؛ لأنّه إذا لم تمتلئ ظلماً وجوراً فلن يخرج ليملأها قسطاً وعدلاً. تلك أوهامٌ وخيالات لا تستأهل الوقوفَ عندها طويلاً.
التكليف الشرعيّ في ظلّ غَيْبة الإمام(ع)
في ظلّ الغَيْبة لا ينخفض مستوى التكليف الشرعيّ أبداً، بل تتعاظم المسؤوليّة، ويرتفع مستوى التكليف. فلو كان الإمام حاضراً لحُلَّتْ كثيرٌ من الشبهات بسؤالٍ وجواب. وأمّا اليوم فنحن بحاجة إلى جهدٍ كبير ومركَّز للقضاء على بعض الأضاليل والخرافات والظواهر المنحرفة، والبعيدة عن منهج أهل البيت(عم)، ولا سيَّما في ظلِّ هذه الفوضى في تناول هذه القضايا بعيداً عن المناهج العلميّة السليمة.
لذلك المؤمن الواعي اليوم وظيفتُه أكبر من عصر الحضور. ولعلَّ هذا من الإشارات التي نستفيدها ممّا رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «يأتي على الناس زمانٌ الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر»([6]).
ظهور الإمام المهديّ(عج)، قريبٌ أو بعيدٌ؟
رُوي عن مولانا أبي عبد الله(ع) أنّه دخل عليه أحد أصحابه، فقال له: جُعلتُ فداك، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره، متى هو؟ قال: «يا مهزم، كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا يصيرون»([7]).
ورُوي عن مولانا أبي عبد الله(ع) أيضاً أنّه سُئل عن القائم(ع)؟ فقال: «كذب الوقّاتون، إنّا أهل بيتٍ لا نوقِّت»([8]).
وعليه فإنّ الدخول في مسألة التوقيت وتحديد سنة أو مرحلة لظهوره(عج) هو أمرٌ خاطئ، لا ينشأ من علمٍ ودراية، وإنّما هو محض تخرُّص وظنّ، و﴿إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً﴾ (يونس: 36).
وما قد يتناهى إلى الأسماع من أنّ العارف الفلاني قال: نحن نحيا في عصر الظهور، وما شابه ذلك ممّا يُروَّج له على أنّه إشارات إلى قُرْب عصر الظهور، لا أحسبه سوى افتراءات وكذب على هؤلاء العلماء الأبرار؛ لأنّه بعد الذي ذكرناه من الروايات الناهية عن التوقيت، الناعتة فاعليه بالكذب، لا يُحتَمَل أن يتصدّى أحدٌ من العلماء الأخيار لذكر وقت محدَّد. إذن هي محض افتراءات أو في أحسن الأحوال اشتباهات وفهمٌ خاطئ لبعض كلماتهم. وقد أثبتت الأيّام عدم صحّة هذه المقولات.
ولترويج هذه المقولات آثارٌ سلبيّة كثيرة، ليس آخرها أنّ عدم تحقُّقها خارجاً لأكثر من مرّة، سيبعث على الشكّ في أصل القضيّة. فالذي ليس له ذاك الإيمان القويّ الراسخ ويسمع أنّ الظهور قريبٌ، وسيستلم(عج) الراية من فلان، ثمّ فجأة يموت فلان، وهكذا يسمع نفس المقولة مرّة ثانية، وثالثة، ورابعة، من حقِّه أن يتساءل: إذا كانت دعوى هؤلاء القوم كاذبةً، ولأكثر من مرّة، فما هو المسوِّغ لتصديقهم في أصل دعوى وجود هذا المخلِّص الموعود؟! فهل نتقي الله في كلماتنا وأخبارنا قبل أن نُسقط الهيكلَ كلَّه على رؤوسنا؟!
«اللهُمَّ، إنّا نشكو إليك فقد نبيِّنا، وغيبة إمامنا، وكثرة عدوِّنا، وشدّة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلِّ على محمد وآل محمد، واعِنّا على ذلك بفتحٍ منك تعجِّله، وبضرٍّ تكشفه، ونصرٍ تعزّه، وسلطان حقٍّ تظهره، ورحمةٍ منك تجلِّلناها، وعافيةٍ منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين»([9]). وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالَمين.
**********
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) رواه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 3: 42، معلَّقاً مرفوعاً.
([2]) راجع: البيهقي، السنن الكبرى 9: 118؛ الكليني، الكافي 3: 513.
([3]) رواه ابن شعبة الحرّاني: 487 ـ 488، معلَّقاً.
([4]) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ(ع): 300.
([5]) رواه الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة: 253، عن غير واحدٍ من أصحابنا، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفرازي، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث، عن المفضَّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعتُ جابر بن عبد الله الأنصاري يقول:…فقلتُ له: يا رسول الله، فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال(ع): إي، والذي بعثني بالنبوّة، إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإنْ تجلَّلها سحاب. يا جابر، هذا من مكنون سرّ الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلاّ عن أهله.
([6]) رواه الطوسي في الأمالي: 484 ـ 485، عن جماعة، عن أبي المفضَّل، عن محمد بن الحسين بن الحفص الخثعمي أبي جعفر، عن إسماعيل بن موسى ابن بنت السدّي الفزاري، عن عمر بن شاكر من أهل المصيصة، عن أنس بن مالك، مرفوعاً.
([7]) رواه ابن بابويه القمّي في الإمامة والتبصرة: 95، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيّوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله(ع)، قال: كنتُ عنده، إذ دخل عليه مهزم، فقال له:….
ورواه الكليني في الكافي 1: 368، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله(ع) إذ دخل عليه مهزم، فقال له:….
([8]) رواه الكليني في الكافي 1: 368، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) قال: سألته عن القائم(ع)؟….
([9]) رواه الصدوق في الأمالي: 474 ـ 475، عن أبيه(رض)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر(ع)… ومتن الرواية منقولٌ من: الطوسي، تهذيب الأحكام 3: 111.