آثار الإمام عليٍّ(ع)، عَرْضٌ ووَصْفٌ
(الجمعة 24 / 6 / 2016م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تقدَّم الكلام في أنّه نُسبَتْ إلى الإمام عليّ(ع) جملةٌ من الكتب، ومنها: (كتاب جمع القرآن وتأويله، أو مصحف عليّ(ع))؛ و(كتاب عليٍّ(ع))؛ و(الجامعة)؛ و(الصحيفة)؛ و(الجَفْر). فما هي هذه الكتب؟ وما هو محتواها؟ وهل هي فعلاً كتبٌ متعدِّدة، أو هي كتابٌ واحد، وقد أُطلقَتْ عليه أسماء عديدة؟
أـ مصحف عليٍّ(ع)
هو أوّل جمعٍ للقرآن الكريم في كتابٍ واحد، قام به الإمام عليّ(ع) بعد وفاة النبيّ(ص) مباشرةً، ولم يتوانَ في ذلك أبداً، حتّى جمع فيه النصّ القرآني، وتفسيره، وبيَّن فيه الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابِه، وأسباب النزول، ومَنْ نزلت فيهم بعض الآيات، ورتَّبه على ترتيب النزول للآيات طيلة ثلاث وعشرين سنة، إلاّ ما رتَّبه النبيّ(ص) في مكانٍ آخر بأمرٍ من الله.
قال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في أوّل تفسيره (المخطوط): «وهو(ع) لمّا فرغ من تجهيز رسول الله(ص) وغسله وتكفينه والصلاة عليه وتدفينه آلى أن لا يرتدي برداءٍ، إلاّ إلى الجمعة حتّى يجمع القرآن، إذ كان مأموراً بذلك أمراً جزماً، فجعله كما أُنزل، من غير تحريفٍ وتبديل، وزيادة ونقصان. وقد كان أشار النبيّ(ص) إلى مواضع الترتيب والوضع، والتقديم والتأخير. قال أبو حاتم: «إنه وضع كلّ آية إلى جنب ما يشبهها». ويُروى عن محمد بن سيرين أنه كان كثيراً ما يتمنّاه، ويقول: لو صادَفْنا ذلك التأليف لصادَفْنا فيه علماً كثيراً. وقيل: إنه كان في مصحفٍ بالمتن والحواشي، وما يعترض من الكلامين المقصودين كان يكتبه على العَرْض والحواشي. ويروى أنّه لمّا فرغ عن جمعه أخرجه وغلامه قنبر إلى الناس، وهم في المسجد، يحملانه، ولا يقلاّنه، وقيل: إنه كان حمل بعير، وقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزله على محمد(ص)»([1]).
وقد أشارَتْ بعض الروايات إلى وجود هذا المصحف، وأنّه سيكون عند الإمام المهديّ(عج) في آخر الزمان، ويخرجه للناس. فقد جاء في رواية سالم بن سلمة قال: قرأ رجلٌ على أبي عبد الله(ع)، وأنا أستمع، حروفاً من القرآن، ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله(ع): «كُفَّ عن هذه القراءة. اقرأ كما يقرأ الناس، حتّى يقوم القائم، فإذا قام القائم(ع) قرأ كتاب الله عزَّ وجلَّ على حَدِّه، وأخرج المصحف الذي كتبه عليٌّ(ع). وقال: أخرجه عليٌّ(ع) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، فقال لهم: هذا كتاب الله عزَّ وجلَّ كما أنزله [الله] على محمد(ص)، وقد جمعْتُه من اللوحَيْن، فقالوا: هو ذا عندنا مصحفٌ جامع فيه القرآن، لا حاجة لنا فيه، فقال: أما واللهِ، ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنَّما كان عليَّ أن أخبركم حين جمعْتُه لتقرؤوه»([2]).
إذن لقد جمع أمير المؤمنين عليٌّ(ع) القرآن الكريم بعد وفاة رسول الله(ص)، نصّاً وتفسيراً، وأبان فيه كثيراً من اللطائف والعلوم المهمّة حول القرآن الكريم، وجاءهم به، فرفضوه، فأخفاه عنهم، وأورثه لبنيه من بعده، وهو اليوم بين يدَيْ القائم من آل محمد(عج).
ب ـ كتاب عليٍّ(ع)
وقد ذُكرت له في الروايات أوصافٌ عديدة، تبيِّن حجمه، ومحتواه، كالرواية التي تذكر أنّ طوله سبعون ذراعاً، وأنّ فيه كلّ ما يحتاجه الناس على الأرض، حيث رُوي عن أبي جعفر(ع) أنّه قال: «يا فضيل، عندنا كتاب عليٍّ، سبعون ذراعاً، ما على الأرض شيءٌ يحتاج إليه إلاّ وهو فيه، حتّى أَرْش الخَدْش، ثم خطّه بيده على إبهامه»([3]).
وتجدر الإشارة إلى أنّ أئمّة أهل البيت(عم) قد اعتمدوا على ما جاء في هذا الكتاب في كثيرٍ من أحكامهم، وبيانهم للحلال والحرام، وكانوا يقولون: «وجَدْنا في كتاب عليّ(ع)». ومن ذلك: ما جاء في مسائل عليّ بن جعفر لأخيه الإمام الكاظم(ع): وسألتُه عن الجري، يحلّ أكله؟ قال: «إنّا وجدنا في كتاب عليّ أمير المؤمنين(ع): حرامٌ»([4]).
وبالنظر إلى ما جاء في الروايات ـ بغضّ النظر عن ثبوت صحّتها وعدمه ـ فإنّ كتاب عليّ(ع) كان يشتمل على السِّيرة العباديّة لأمير المؤمنين(ع)([5])؛ والأخلاق والوصايا([6])؛ وأحكام الشريعة([7])؛ وبيان الحدود([8])؛ وبعض الأَقْضية([9])؛ مضافاً إلى بعض الأخبار الغيبيّة([10]).
ج ـ الجامعة
وهي ـ كما جاء في الروايات ـ صحيفةٌ طولها سبعون ذراعاً، وعرضها عرض الأَديم، وهو الجِلْد الذي يغلِّف جسم الإنسان أو الحيوان، وهي تشبه فخذ الفالج، وهو الجملُ الضَّخْمُ ذو السَّنامين. إذن هي صحيفةٌ جلديّة بكامل عرض الجلد المصنوعة منه، وطولها سبعون ذراعاً، فإمّا أنّ الجلود قد وُصِلَتْ ببعضها، أو أنّها صحائف جلديّة متعدِّدة، يبلغ طول مجموعها سبعون ذراعاً.
وهي من إملاء النبيّ(ص) وخطّ الإمام عليّ(ع).
وفيها كلُّ ما يحتاج إليه الناس، حتّى الأَرْش في الخَدْش.
فقد رُوي عن أبي عبد الله(ع) أنّه سُئل عن الجامعة؟ فقال: «تلك صحيفةٌ، سبعون ذراعاً، في عريض الأديم، مثل: فخذ الفالج، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضيةٍ إلاّ وهي فيها، حتّى أَرْش الخَدْش»([11]).
ورُوي عن الصادق(ع) أيضاً أنّه سُئل: ما الجامعة؟ فقال: تلك صحيفةٌ، طولها سبعون ذراعاً، في عرض الأديم، مثل: فخذ الفالج، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضيّةٍ إلاّ وفيها، [حتّى] أَرْش الخَدْش»([12]).
د ـ الصحيفة
وقد أكَّد الأئمّة(عم) أنّه توجد عندهم صحيفةٌ جلديّة موروثة، وطولها سبعون ذراعاً، وهي بخطّ الإمام عليّ(ع)، وإملاء رسول الله(ص)، وفيها كلُّ الحلال والحرام، وجميعُ ما يحتاج إليه الناس، حتّى أَرْش الخَدْش.
فقد رُوي عن أبي عبد الله(ع) أنّه قال: «أما واللهِ، عندنا ما لا نحتاج إلى الناس، وإن الناس ليحتاجون إلينا. إن عندنا الصحيفة، سبعون ذراعاً، بخطّ عليٍّ، وإملاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلى أولادهما، فيها من كلّ حلالٍ وحرامٍ. إنّكم لتأتوننا، فتدخلون علينا، فنعرف خياركم من شراركم»([13]).
ورُوي عن أبي عبد الله(ع) أنّه قال: «إن عندنا جلداً، سبعون ذراعاً، أملى رسولُ الله، وخطّه عليٌّ بيده، وإن فيه جميع ما يحتاجون إليه، حتّى أَرْش الخَدْش»([14]).
والملفت للنظر هنا أنّ ما ورد في هذه الروايات، من أنّ الصحيفة الموروثة عن رسول الله(ص) طولها سبعون ذراعاً، معارَضٌ بروايةٍ تصرِّح أنّ رسول الله(ص) قد ترك لأهل البيت(عم) جلداً صغيراً ـ وهو إهابُ شاةٍ، لا أكبر من ذلك ـ، وفيه كلّ ما يحتاج إليه الناس، حتّى أَرْش الخَدْش، وكأنّه بمثابة القواعد والمبادئ الكلِّيّة التي يكون تفصيلها وبيانها في متناوَل أئمّة أهل البيت(عم) وحدهم، دون سواهم من الناس.
فقد رُوي عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنّه قال: «…ولقد خلَّف رسول الله(ص) عندنا جلداً، ما هو جلد جمال، ولا جلد ثور، ولا جلد بقرة، إلاّ إهاب شاةٍ، فيها كلّ ما يُحْتَاج إليه، حتّى أَرْش الخَدْش والظُّفْر، وخلَّفَتْ فاطمة مصحفاً، ما هو قرآنٌ، ولكنه كلامٌ من كلام الله، أُنزل عليها، إملاء رسول الله وخطّ عليٍّ(ع)»([15]).
وقد يكون المراد من هكذا تعبيرٍ في الروايات بيان نوع الجلد الذي استخدمه النبيّ وأمير المؤمنين(عما)، وهو جلد الشاة والضأن، لا حجمه، ولا عدده، حيث رُوي ـ في أخبارٍ أخرى([16]) ـ أنّ عند الإمام الصادق(ع) جلدَيْ ماعزٍ وضأن، ولهما نفس الأوصاف المتقدِّمة. وللحديث تتمّةٌ إنْ شاء الله تعالى حول كتاب (الجَفْر). وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
**********
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) نقلاً عن: الأحمدي الميانجي، مكاتيب الرسول 2: 78 ـ 79.
([2]) رواه الكليني في الكافي 2: 633، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم بن سلمة…؛ ورواه الصفّار في بصائر الدرجات: 213، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن هاشم، عن سالم بن أبي سلمة….
([3]) رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 167، عن عليّ بن الحسين، عن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن مروان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر(ع).
وروى الصفّار أيضاً في بصائر الدرجات: 166، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن قاسم بن يزيد، عن محمد، عن أحدهما(ع) قال: «إن عندنا صحيفةٌ من كتاب عليٍّ أو مصحف عليٍّ(ع)، طولها سبعون ذراعاً، فنحن نتَّبع ما فيها، فلا نعدوها».
([4]) مسائل عليّ بن جعفر: 115.
([5]) حيث روى الكليني في الكافي 8: 163، عن عليٍّ، عن أبيه؛ ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج وحفص بن البختري وسلمة بيّاع السابري، عن أبي عبد الله(ع) قال: «كان عليّ بن الحسين(عما) إذا أخذ كتاب عليٍّ(ع) فنظر فيه قال: مَنْ يطيق هذا؟ مَنْ يطيق ذا؟ قال: ثمّ يعمل به. وكان إذا قام إلى الصلاة تغيَّر لونه، حتّى يُعْرَف ذلك في وجهه. وما أطاق أحدٌ عمل عليٍّ(ع) من وُلْده من بعده إلاّ عليّ بن الحسين(عم)».
([6]) حيث روى البرقي في المحاسن 1: 107، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر(ع) قال: «وجدنا في كتاب عليٍّ(ع) قال: قال رسول الله(ص): إذا كثر الزِّنا كثر مَوْتُ الفَجْأة».
وروى الكليني في الكافي 1: 41، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن حازم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله(ع) قال: «قرأْتُ في كتاب عليٍّ(ع): إنّ الله لم يأخذ على الجُهّال عهداً بطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهداً ببَذْل العلم للجُهّال؛ لأن العلم كان قبل الجهل».
وروى الكليني أيضاً في الكافي 2: 136، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله(ع) قال: «إنّ في كتاب عليٍّ (صلوات الله عليه): إنَّما مثل الدنيا كمثل الحَيَّة، ما ألين مسَّها وفي جوفها السمّ الناقع، يحذرها الرجل العاقل، و يهوي إليها الصبيّ الجاهل».
([7]) فقد جاء في الأصول الستّة عشر (أصل علاء بن رزين): 153، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(ع) قال: «قال رسول الله(ص) لرجلٍ: أنْتَ ومالُك لأبيك. في كتاب عليٍّ(ع): أما الولد لا يأخذ من مال والده شيئاً، إلاّ بإذنه؛ وللوالد أن يأخذ من مال ابنه ما شاء، وله أن يقع على جارية ابنه إذا لم يكن ابنُه وقع عليها».
وروى الصفّار في بصائر الدرجات: 168، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير، عن رجلٍ، عن أبي عبد الله(ع) قال: «ما ترك عليٌّ(ع) شيئاً إلاّ كتبه، حتّى أَرْش الخَدْش».
([8]) حيث روى البرقي في المحاسن 1: 273، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن الحلبي، عن أبي عبد الله(ع) قال: «إنّ في كتاب عليٍّ(ع) [أنّه] كان يضرب بالسوط وبنصف السوط وببعضه في الحدود، وكان إذا أُتي بغلامٍ أو جاريةٍ لم يُدركا كان يأخذ السوط بيده، من وَسَطه، أو من ثلثه، فيضرب به على قَدْر أسنانهم، ولا يبطل حدّاً من حدود الله».
وروى الكليني في الكافي 7: 214، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن بريد بن معاوية قال: سمعتُ أبا عبد الله(ع) يقول: «إنّ في كتاب عليٍّ(ع): يُضْرَب شاربُ الخمر ثمانين، وشاربُ النبيذ ثمانين».
([9]) حيث روى الكليني في الكافي 7: 415ن عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله(ع) قال: «في كتاب عليٍّ(ع) أنّ نبيّاً من الأنبياء شكا إلى ربِّه، فقال: يا ربِّ، كيف أقضي في ما لم أشهَدْ، ولم أَرَ؟ قال: فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه: أن احكُمْ بينهم بكتابي، وأَضِفْهُم إلى اسمي، فحلِّفْهم به، وقال: هذا لمَنْ لم تقُمْ له بيِّنةٌ».
([10]) حيث روى الكليني في الكافي 8: 395، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عنبسة بن بجاد العابد، عن معلّى بن خنيس قال: كنتُ عند أبي عبد الله(ع) إذ أقبل محمد بن عبد الله [وهو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين(ع)]، فسلَّم، ثمّ ذهب، فرَقَّ له أبو عبد الله(ع)، ودمعَتْ عيناه، فقلْتُ له: لقد رأيْتُكَ صنعْتَ به ما لم تكن تصنع؟ فقال: «رقَقْتُ له؛ لأنه يُنْسَب إلى أمرٍ ليس له؛ لم أجِدْه في كتاب عليٍّ(ع) من خلفاء هذه الأمّة، ولا من ملوكها».
ورواه الصفّار في بصائر الدرجات: 188 ـ 189، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم وجعفر بن بشير، عن عنبسة، عن المعلّى بن خنيس قال: كنتُ عنه أبي عبد الله(ع) إذ أقبل محمد بن عبد الله بن الحسن…، الحديث.
([11]) رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 162، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبد الله(ع).
([12]) رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 173 ـ 174، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله(ع) بعضُ أصحابنا عن الجعفر [والصحيح: الجَفْر]؟ فقال: هو جلد ثَوْرٍ مملوٍّ علماً، فقال له: ما الجامعة…، الحديث.
([13]) رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 162، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أبيه عليّ بن النعمان، عن بكر بن كرب قال: كنّا عند أبي عبد الله(ع)، فسمعناه يقول:…، الحديث.
وروى الصفّار في بصائر الدرجات: 162 ـ 163، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سليمان بن خالد قال: سمعتُ أبا عبد الله(ع) يقول: «إنّ عندنا لصحيفة، سبعين ذراعاً، إملاء رسول الله(ص)، وخطّ عليٍّ(ع) بيده، ما من حلالٍ ولا حرامٍ إلاّ وهو فيها، حتّى أَرْش الخَدْش».
وروى الصفّار في بصائر الدرجات: 166، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله(ع)، قال: قلتُ: يذكرون عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعاً، فيها ما يحتاج الناس إليه، حتّى أَرْش الخَدْش؟ قال: وإنّ هذا لهو العلم، قال: فقال أبو عبد الله(ع): «ليس هذا هو العلم؛ إنما هو أثرٌ عن رسول الله(ص)، إنّ العلم الذي يحدث في كلّ يومٍ وليلة».
وروى الصفّار في بصائر الدرجات: 171، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي بكير وأحمد بن محمد، عن محمد بن عبد الملك قال: كنّا عند أبي عبد الله(ع) نحواً من ستّين رجلاً، وهو وسطنا، فجاء عبد الخالق بن عبد ربّه، فقال له: كنْتُ مع إبراهيم بن محمد جالساً، فذكروا أنك تقول: إنّ عندنا كتاب عليٍّ(ع)؟ فقال: لا واللهِ، ما ترك عليٌّ كتاباً، وإنْ كان ترك عليٌّ كتاباً ما هو إلاّ إهابين، ولودَدْتُ أنّه عند غلامي هذا، فما أبالي عليه. قال: فجلس أبو عبد الله(ع)، ثمّ أقبل علينا، فقال: «ما هو واللهِ كما يقولون: إنهما جَفْران مكتوبٌ فيهما. لا واللهِ، إنهما لإهابان، عليهما أصوافهما وأشعارهما، مدحوسين، كُتُبُنا في أحدهما، وفي الآخر سلاح رسول الله(ص). وعندنا واللهِ صحيفةٌ، طولُها سبعون ذراعاً، ما خلق الله من حلالٍ وحرامٍ إلاّ وهو فيها، حتّى أنّ فيها أَرْش الخَدْش، وقام بظفره على ذراعه فخطّ به، وعندنا مصحفٌ اما والله ما هو بالقرآن».
([14]) رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 167، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عليّ، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله(ع).
([15]) رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 175 ـ 176، عن أحمد بن موسى، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أبي زكريّا يحيى، عن عمرو الزيّات، عن أبان وعبد الله بن بكير، قال: لا أعلمه إلاّ ثعلبة أو علاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما(ع)، أنه لم يكن إمامٌ حتّى خرج، وأشهر سيفه، وإنّما تصلح في قريش، يعني الإمامة. قال: فقال أبو عبد الله لأقوامٍ كانوا يأتونه ويسألونه عمّا خلَّف رسول الله(ص) إلى عليٍّ(ع)، وعمّا خلَّف عليٌّ إلى الحسن(ع): ولقد خلَّف رسول الله(ص)…، الحديث.
([16]) ومنها: ما رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 179، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عليّ، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله(ع)، قال: ذكروا ولد الحَسَن، فذكروا الجَفْر، فقال: «واللهِ، إنّ عندي لجلدَيْ ماعزٍ وضأن، إملاء رسول الله(ص) وخطّه عليٌّ بيده. [إنّ] عندي لجلداً، سبعين ذراعاً، إملاء رسول الله، وخطّه عليٌّ بيده، وإنّ فيه لجميع ما يحتاج إليه الناس، حتّى أَرْش الخَدْش».