3 أبريل 2015
4٬135 مشاهدة
(الجمعة 3 / 4 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾(البقرة: 186)(صدق الله العليّ العظيم).
من نِعَمِ الله على الإنسان أنّ ارتباطَه بالله هو ارتباطٌ فطريّ طبيعيّ مباشر، لا يحتاج إلى وسيطٍ أو مرشد أو دليل أو معلِّم، فالإنسان يشعر بمَيْلٍ ورغبةٍ لأن يتَّجه إلى الله ويتعلَّق به. وهذا ما يؤمِّن له التوازن والانسجام في وجوده وحركته، ويؤمِّن له الاطمئنان النفسيّ.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
20 مارس 2015
6٬433 مشاهدة
(الجمعة 20 / 3 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد: اختلافٌ في مصداق آية التطهير
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً﴾ (الأحزاب: 32 ـ 34).
إذن هي إرادةُ الله جلَّ وعلا، «الإرادة التي يتبعها التطهير، وإذهاب الرِّجْس»([1])؛ إذ لا رادَّ لمشيئته، وإرادتُه متحقِّقةٌ حَتْماً.
قالوا: هذه الآية خاصّة بزوجات النبيّ(ص)، ولا أقلّ من شمولها لهنَّ؛ فإنّ المرأة من أهل الزوج.
إذاً هناك قولٌ متطرِّف يدّعي اختصاصها بنساء النبيّ، ولا تشمل غيرهنّ. ودليلهم: ورودها في سياق الآيات التي تتحدَّث عن نساء النبيّ خاصّةً.
ولكنْ يرِدُ على هذا القول أنّه خلاف الظاهر من الآية، حيث عبَّرت بلفظ المذكَّر: ﴿عَنْكُمْ﴾، ما يعني دخول بعض الرجال فيها قَطْعاً.
وهناك قولٌ معتدل يرضى بشراكتهنّ مع غيرهنّ في هذا العنوان، وبهذا تثبت عدالتهنّ، بل طهارتهنّ من الرجس.
وفي مقابل هاتين الدعويَيْن هناك مَنْ يقول بأن لا علاقة لهذه الآية بنساء النبيّ(ص)، وليست شاملةً لهنّ، وبالتالي منهنّ الصالحات، ومنهنّ غير الصالحات، ولكلٍّ حسابُها عند الله عزَّ وجلَّ.
1ـ فهل يمكن فعلاً أن تكون الآية مختصّةً بنساء النبيّ؟
2ـ وهل يمكن فعلاً أن يكنَّ شريكات لآخرين في هذه الآية؟
3ـ وهل صحيحٌ أنّه لا علاقة لهذه الآية بنساء النبيّ؟
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
6 فبراير 2015
4٬413 مشاهدة
(الجمعة 6 / 2 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
جاء في وصيّة لقمان لابنه، كما حدَّثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ (لقمان: 17).
«الصبر» مفهومٌ إنسانيّ مهمّ وكبير؛ فالصبر من الركائز الأساسيّة التي يقوم عليها المجتمع؛ إذ لولاه لعاش الأفراد في كلّ مجتمعٍ حالات الانحراف والانهيار، التي سوف تؤدّي بالنتيجة إلى انهيار المجتمع كلِّه.
ومن هنا ركَّز الإسلام على الصبر، سواءٌ في القرآن الكريم أو في السنّة الشريفة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
9 يناير 2015
4٬125 مشاهدة
(الجمعة 9 / 1 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
تمهيد
وُلد الهُدى فالكائناتُ ضياءُ
|
|
وفَمُ الزَّمانِ تبسُّمٌ وثَناءُ
|
مرَّتْ بنا في الثاني عشر من ربيع الأوّل، حسب بعض النقول([1])، ذكرى ولادة النبيّ الأكرم محمد بن عبد الله(ص)، كما نستقبلها أيضاً في السابع عشر من ربيع الأول، حسب نقولٍ أخرى تبنّاها شيعةُ أهل البيت(عم)([2]). وقد نُسبت إلى أهل البيت(عم) رواياتٌ تؤكِّد هذا الأمر([3]).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
14 نوفمبر 2014
5٬857 مشاهدة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه مخاطباً نبيَّه الأكرم محمداً(ص): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمْ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلاَ تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾(القلم: 4 ـ 9).
المداهنة حرامٌ
المداهنةُ، أيُّها الأحبَّة، هي تليين الموقف الصلب الذي يتطلَّبه منك التزامُك بدينك، ومن ثمّ إسقاطه لإظهار الانسجام مع الطرف الآخر المخالِف لمعتقدك ومبادئك والتزاماتك. وهذه الآية تلفت نظر النبيّ(ص) إلى عدم جواز مداهنة وتأييد أيٍّ من الكافرين والمكذِّبين في موقفهم؛ لأنّ هذه المداهنة وهذا التأييد من رسول الله(ص) يعطي شرعيّةً لهذه الحركة ولهذا الخطّ. وهكذا فإنّ مداهنة المؤمن للآخرين من غير المؤمنين تعطي مواقفهم ومبادئهم والتزاماتهم الشرعيّة والأصالة؛ إذ إنّ المؤمن هو الممثِّل للخطّ الديني الشرعي، فتنازله وتهاونه يضعِّف هذا الدين. ومن هنا كانت المداهنة من الكبائر؛ إذ هي أشبه ما يكون بالركون إلى الظالمين، الذي هو من الكبائر؛ لتوعُّد الله عليه بالنار في نصٍّ صريح لا لُبْس فيه ولا غموض: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾(هود: 113).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
25 أكتوبر 2014
3٬698 مشاهدة
(بتاريخ: الجمعة 24 / 10 / 2014م)(بتاريخ: الجمعة 7 / 10 / 2016م)
كَمْ يا هلالَ مُحَرَّمٍ تُشْجينا
|
|
ما زالَ قوسُكَ نَبْلُهُ يَرْمِينا
|
كلُّ المصائبِ قَدْ تَهُونُ سوى التي
|
|
تَرَكَتْ فؤادَ محمَّدٍ مَحْزُونا
|
أيُّها الأحبَّة المؤمنون الموالون، عظَّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيِّدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين(ع)، فها هي عاشوراء تطلّ علينا هذا العام، وسرعان ما ستفارقنا، ويتعلَّم منها أقوامٌ فيفوزون، ويضيِّع فائدتَها وبركتها آخرون فيَهْلَكون، فتعالَوْا نتعلَّم بعض الدروس من عاشوراء سيِّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع)، لعلَّنا نكون ممَّنْ سمع فوعى، ففاز في الآخرة والأولى.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾(التوبة: 36).
محرَّم وعاشوراء في التاريخ
عاشوراء في التاريخ تعني اليوم العاشر من شهر محرَّم الحرام، الذي هو أحد الأشهر الاثني عشر في السنة القمريّة، التي اعتبرها الإسلام رسميّاً في أحكامه وشعائره، من صيامٍ وإفطار وحجّ وغيرها.
وأسماء هذه الشهور عربيّةٌ قديمة منذ ما قبل الإسلام. وقد اعتبر العرب أربعةً من هذه الأشهر حُرُماً؛ تبعاً للشرائع السماويّة السابقة، فيتركون فيها الحرب والقتال والغزو والغارات وسفك الدماء، لينصرفوا إلى شؤونهم التجاريّة والزراعيّة والأدبيّة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←