1 أبريل 2015
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
3٬776 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (30 ـ 31) من مجلّة الاجتهاد والتجديد

الاجتهاد تصوير مصغر

(بتاريخ: السبت 28 / 2 / 2015م)

تمهيد: معاً لاجتهادٍ حديثٍ واعٍ

كثيرةٌ هي التصرُّفات التي نشهدها اليوم من فئاتٍ تستخدم الدين الإسلاميّ الحنيف وأحكامه شعاراً ودثاراً، وتلقى استنكاراً واسعاً من شرائح اجتماعيّة ودينيّة شتّى، متَّهمين أولئك المرتكبين بالتكفير والإرهاب.

ولكنّ الحقّ أنّ لأغلب ـ إنْ لم نقُلْ: كلّ ـ هذه التصرُّفات جذرٌ وأصلٌ في التراث الحديثيّ الضخم عند المسلمين، وهو ما يعتمده كثيرٌ من الفقهاء في استنباطهم الحكم الشرعيّ، وتعريفه للناس.

1ـ سبي النساء، ووطؤهُنَّ بغير زواج

إنّهم يَسْبُون النساء، ويقسِّمونها على المجاهدين، فيعاشر ذاك المسلمُ ـ المجاهد المرأةَ ـ حصَّته كأَمَةٍ له الحقّ الكامل في الاستمتاع الجنسيّ بها، دون عقد زواج.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

23 نوفمبر 2014
التصنيف : قراءات
التعليقات : 1
4٬811 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (28 ـ 29) من مجلّة الاجتهاد والتجديد

غلاف الاجتهاد والتجديد 28-29

(بتاريخ: الجمعة 21 / 11 / 2014م)

تمهيد

ولـ «الاجتهاد» طعمُ الحياة؛ إذ هي لا تستقيم بدونه.

وليس الاجتهادُ أن يجلس الرجل في بيته يبحث في مسائل الشريعة، وفق ترتيبٍ سائد في الحوزة، أو وفق ما يطلبه منه تلامذته.

وإنّما الاجتهادُ أن يجمع الرجل ما يحتاج الناسُ إليه في مستجِدّات أمورهم، وما يمكن أن يساهم في تأمين راحة المجتمع العصريّ، ويعيد البحث والنظر فيه؛ ليرى هل يمكن الوصول إلى رأيٍ اجتهاديّ جديد؟

هكذا يكون الاجتهاد، وقد ندر اليوم، إنْ لم نقُلْ: إنَّه قد انعدم.

فما أحوجنا إلى مجتهدين يختارون مباحثهم بدقّةٍ وعناية، ويتعاملون مع النصوص بموضوعيّةٍ وأمانة، وينهجون سبيل التحقيق والتدقيق، بعيداً عن أيِّ عصبيّةٍ عمياء.

ما أحوجنا إلى فقهاء يخافون الله، ولا يخافون غيره، لا تأخذُهم في الله لومةُ لائم، يجاهرون بما يصلون إليه من نتائج، ولا يكتمون منها شيئاً، لأيِّ اعتبارٍ كان.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

23 نوفمبر 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
4٬180 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (32 ـ 33) من مجلة نصوص معاصرة

غلاف نصوص معاصرة 32-33

(بتاريخ: الجمعة 21 / 11 / 2014م)

تمهيد

رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «إِنَّ لقَتْلِ الحُسَيْنِ حَرارَةٌ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنينَ لا تَبْرُدُ أَبَداً»([1]).

وتمرّ بنا ذكرى عاشوراء أبي عبد الله الحسين(ع)، كما في كلِّ عامٍ، بكاءً وعَبْرةً؛ حُزْناً على مصاب السِّبْط الشهيد، وما حلَّ به في كربلاء.

وها هي تغادرنا حُزْناً وأسىً على ما تعيشه هذه الأمّة من خرافاتٍ وبِدَع ومظاهر تخلُّف، في ما نشهده من تطبيرٍ، وتطيين، ورَكَضات، وضرب بالسلاسل، ومشي على الجمر، ولطم شديد قد اتَّخذ بعضُه هذا العام أشكالاً أشبه ما تكون بالرقص.

إنّها، واللهِ، لتسمياتٌ مُشينة (كلب الزهراء)(كلب رقيّة)(كلب العبّاس)، تُهتَك فيها الحُرُمات، وتُدمي قلوب النبيّ(ص) وعترته الطاهرة(عم).

في كلِّ يومٍ تظهر بدعةٌ وخرافة جديدة، وستزداد يوماً بعد آخر، ما دام هناك مَنْ يبرِّرونها، ثمّ يؤيِّدونها، ثمّ يشجِّعون عليها.

أيُّها الأحبَّة، حَذَارِ أن نبتعد بعاشوراء عمّا أراده لها أهل البيت(عم)، أن تكون مدرسةً للجهاد، والعزّة، والكرامة، ونصرة المظلوم، ورفض الظلم، ومحاربة المستكبرين.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

13 مارس 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
4٬327 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (30 ـ 31) من مجلة نصوص معاصرة

nousos 30-31-للنشر

(بتاريخ: الاثنين 17 ـ 2 ـ 2014م)

تمهيد

رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «إِنَّ لقَتْلِ الحُسَيْنِ حَرارَةٌ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنينَ لا تَبْرُدُ أَبَداً»([1]).

غير أنّ تمظهر هذه الحرارة في السلوك الخارجيّ للمؤمنين قد قسَّمهم في يومنا هذا، وبشكلٍ حادّ، إلى فريقين متباينَيْن متباعدَيْن متهاجرَيْن، بل وصل الأمر إلى اتِّهام أحدهم للآخر بالضلال والانحراف، والمروق من المذهب، والنقص في الولاء لمحمدٍ وآل محمد(عم).

فقد أصرّ فريقٌ من المؤمنين على ضرورة مقاربة أخبار النهضة الحسينيّة، وأشكال إحيائها، وكلِّ ما يتَّصل بالشعائر الخاصّة بها بوعيٍ ومسؤوليّة، اعتماداً على منطق العقل والفكر، فلا نقبل من أخبارها والشعائر إلاّ ما وافق كتاب الله، وسنّة رسوله، ولم يُخالف حكماً عقليّاً قطعيّاً، أو شرطاً من شروط الإثبات التاريخيّ للأحداث والوقائع.

ومن هنا شهدنا رفض بعض العلماء والمفكِّرين والمثقَّفين المؤمنين لجملةٍ من أخبار ثورة الحسين(ع) في عاشوراء، كـ «أعداد مَنْ قتلهم الحسينُ(ع) أو ولدُه عليّ الأكبر»؛ و«بكاء السماء دماً عبيطاً بعد مقتله(ع)»؛ و«ولادة ظاهرة احمرار الأفق عند شروق الشمس وغروبها بعد مقتل الحسين(ع)، وأنّها لم تكُنْ موجودةً قبلها»؛ وأخبارٌ كثيرةٌ من هذا القبيل.

وكذلك كان لهم موقفٌ رافض ومنكِر لكثيرٍ ممّا شاع على أنّه من الشعائر الحسينيّة، كـ «التطبير»، و«ضرب الزنجيل»، و«المشي على النار»، و«الزحف على شظايا الزجاج المهشَّم»، وصولاً إلى «المشي إلى كربلاء لزيارة الحسين(ع) كظاهرةٍ اجتماعيّة تتجدَّد عاماً بعد عام»، في مسيرة جماعيّة تستهلك وقتاً كثيراً لمَنْ يخرج من المدن البعيدة، ويمشي مسافاتٍ طويلة، وما يقتضيه ذلك من تعطيلٍ للأعمال والدراسة وغيرها من مقوِّمات الحياة، وواجبات الفرد كعنصرٍ فاعلٍ في المجتمع البشريّ الذي يحيا فيه؛ وتعتورها مفاسدُ عديدة، من اختلاطِ النساء بالرجال في أوضاعٍ غير مَرْضيّة شَرْعاً؛ وإضرارٍ بالبدن، حيث الورم في الرجلَيْن، والألم في الساقَيْن والقدمَيْن؛ وأفعالٍ كثيرة تظهر بين الحين والآخر، وتُمنَح قدسيّة «الشعائر الحسينيّة».

وفي مقابل هؤلاء برز فريقٌ آخر لا يرى بأساً بقبول كلِّ روايةٍ أو حديث ينقل خبراً عن عاشوراء، أو عن أبي عبد الله الحسين(ع)، أو يدعو إلى عملٍ سُرعان ما يتحوَّل إلى شعيرة حسينيّة، ويغدو شعاراً للإيمان والمذهب.

وهكذا تصكّ أسماعَنا بين الفينة والأخرى أخبارٌ أقلّ ما يُقال عنها: إنّها غريبةٌ وبعيدةٌ عن منطق أهل البيت(عم)، إلى كونها مخالفةً للثابت والضروريّ من العقائد الإسلاميّة، غير أنّه يشفع لها، ويسهِّل رواجَها، ويرغِّب في تصديقها، ويُعيق مواجهتَها، أنّها تتناول سيرة أبي عبد الله الحسين(ع) بنحوٍ ما، وعليه فلا يجوز بحالٍ من الأحوال أن تُناقَش أو تُنتَقَد، ولو وفق الشروط العلميّة المقرَّرة في كافّة الحوزات العلميّة.

ومن الأمثلة على ذلك:

1ـ ما يتناقله بعضُ المؤمنين من خبر المَلَك فُطْرُس، حيث نُقل عن الصادق(ع) ما مختصره: إنّ الله بعث جبرئيل في ألفٍ من الملائكة؛ لتهنئة رسول الله(ص) بمولد الحسين(ع)، فمرَّ جبرئيل على فُطْرُس ـ وهو من الحَمَلة [أي حَمَلة العرش]، فبعثه الله في شيءٍ، فأبطأ عليه، فكسر جناحه، وألقاه في جزيرة ـ، فسأل جبرئيلَ أن يحمله معه؛ لعلَّ محمداً يدعو له، ففعل، وأُعلِم النبيُّ(ص) بحال فُطْرُس، فأمره أن يتمسَّح بالحسين(ع)، ويعود إلى مكانه([2]).

فهل يسعنا أن نقبل بصدور المعصية من المَلَك المقرَّب حامل العرش فُطْرُس، بعدما جاء في القرآن الكريم من أنّ الملائكةَ ﴿عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ (الأنبياء: 26 ـ 27)؟!

وهل يسعنا أن نقبل أنّ الله أراد عقاب فُطْرُس، فحبسه في جزيرةٍ، ثمّ يأتي جبرئيلُ فيخرجه منها إلى محمّد(ص)؛ لعلّه يدعو له؟! فهل لجبرئيل أن يتصرَّف بهواه؟!

ثمّ هل يُعقَل أنّ النبيّ بعد أن علم بعقاب الله لفُطْرُس يأمره بالتمسُّح بالحسين(ع)، والعودة إلى مكانه في السماوات العُلى؟! أهكذا يتمّ إلغاء الجزاء الإلهيّ بكلِّ بساطةٍ؟!

﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ (يوسف: 18).

2ـ ما يتناقله بعضُ المؤمنين من أنّ الله بنفسه قد قبض روحَ الحسين(ع) بعد أن امتنع المَلَك الكريم عزرائيل عن قبضها؛ لتحيُّره من أيِّ عضوٍ يقبض روحَه(ع).

ففضلاً عن أنّه ليس لهذا الخبر عينٌ أو أثرٌ في كتب الحديث والأخبار نسأل: هل خَفِي على الله تقطُّع أعضاء الحسين(ع)، بحيث لا مجال لنزع روحه من أحدها، وبالتالي يكون قد كلَّف عزرائيل بمهمّةٍ مستحيلة غير مقدورة؟! والتكليف بغير المقدور قبيحٌ، لا يصدر منه سبحانه وتعالى، تعالى اللهُ عن الجهل والقبيح عُلُوّاً كبيراً([3]).

3ـ وصولاً إلى بعض المُختَرَعات المُضحِكات، الظاهر خطؤها، كما في محاولة أحد خطباء المنبر الحسينيّ المعروفين إثبات أنّ مظلوميّة الحسين(ع) قد وصلَتْ إلى أمريكا، والدليلُ أنّ في ولاية كاليفورنيا هناك مدينة اسمها «سان هوزيه»، و«سان» تعني «القِدّيس»، وأمّا «هوزيه» فهي «حسين»، ولكنّه ليس في اللغة اللاتينية سينٌ «س» فتلفظ زاياً «ز»، وتُحذف النون كحرفٍ أخير؛ اختصاراً، وهكذا تكون «هوزيه» تعادل «حسين»([4]).

في حين أنّه في اللغة اللاتينيّة حرف «س»، وهو حرف «s»؛ مضافاً إلى أنّ هناك ترجمةً لهذا الاسم: «سان هوزيه»، وهو «القِدّيس يوسف»([5]).

وبسبب هذا الخلاف المستحكِم، واستعار الجدل الدينيّ حوله، كانت لمجلَّة «نصوص معاصرة» وقفةٌ مع هذا الموضوع، في عددها المزدوج الثلاثون والواحد والثلاثون (30 ـ 31)، بعنوان: «النهضة الحسينيّة، قراءات ومطالعات /1/»، من خلال جملةٍ من المقالات العلميّة القيِّمة.

وتتلوها دراساتٌ متنوِّعة، ما بين العرفان، والفلسفة، والتفسير، والأصول.

ليكون الختام مع قراءةٍ في كتاب «الشعائر الحسينيّة»، للميرزا جواد التبريزي، بقلم: الشيخ جواد القائمي (البصري).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

13 مارس 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
4٬014 مشاهدة
قراءةٌ في العدد المزدوج (26 ـ 27) من مجلّة الاجتهاد والتجديد

IJTIHAD26-27-للنشر

(بتاريخ: الاثنين 17 ـ 2 ـ 2014م)

تمهيد

في حمأة الصراع الدينيّ والمذهبيّ المستعِر اليوم، تستحضرني مقالةٌ لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): «إنّما هو سبٌّ بسبٍّ أو عفوٍ عن ذنب»([1]). وعفا أميرُ المؤمنين عن ذاك الخارجيّ الذي نعته بالكفر، متمثِّلاً قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (البقرة: 237)، غير أنّه أرادها قاعدةً تحكم سيرة وسلوك شيعته، بل المسلمين عموماً، من بعده.

فها هو خارجيٌّ مارق يكفِّر إمامَ المسلمين وخليفتَهم، فلم تثُرْ ثائرتُه، ولم يكفِّرْه، ولم يُبِحْ قتلَه، فهل من تسامحٍ بعد هذا؟!

هذا هو إسلامُ محمدٍ وعليٍّ وأهل البيت(عم)، إسلامُ المحبّة والرحمة والرأفة والعفو والحوار، تصديقاً لقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ (العنكبوت: 46)، وقوله عزَّ من قائلٍ: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: 125).

أفنترك هذه الآيات الشريفة، وهذه السيرة العطِرة لأهل العصمة والطهارة، ونتعلَّق برواياتٍ نعتقد أنّها موضوعةٌ في سبيل تشويه دين الإسلام الحنيف، وكم جَهِدَ حُكّامٌ وسلاطين لإطفاء نورِه، فأبى الله ﴿إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة: 32)؟!

ومن تلك الروايات:

1ـ ما يُنسَب إلى النبيّ الأكرم محمد(ص) من أنّه قال: «يا معشر قريش، أما والذي نفسُ محمدٍ بيده، لقد جئتُكم بالذَّبْح»([2]).

وهذا حديثٌ غير مقبول، ولو رواه الثقات، ولو جاء في «بحار الأنوار» أو «الصحاح»، فهو يخالف كتابَ الله، الذي وصف نبيَّه بأنّه أُرسل «رحمةً للعالمين»، وأمره أن يدعو إلى سبيل ربِّه بالحكمة والموعظة الحسنة، فهل من الموعظة الحسنة التوعُّد بالذَّبْح؟!

2ـ ما يُنسَب إلى رسول الله(ص) من أنّه قال: «بُعثتُ بالسيف حتّى يُعبَد اللهُ لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلِّ رمحي، وجُعل الذلّة والصَّغار على مَنْ خالف أمري، ومَنْ تشبَّه بقومٍ فهو منهم»([3]).

وكأنَّه(ص) إنّما بُعث بالسيف والقتال وإراقة الدماء، وأنّه يُؤمِّن رزقَه ممّا يحصل عليه من غنائم الحروب، قاهراً للمخالفين له، فهل يتوافق هذا مع قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)؟!

وهذه هي الأخبار التي يتمسَّك بها بعض المسلمين اليوم لممارسة التكفير، فالذبح والقتل والسبي وسائر المنكَرات، التي تقشعرّ منها الأبدان، ويندى لها الجبين.

وعندما نُنكِر ممارسة العنف الجسديّ تجاه الآخر المختلِف في الرأي والمعتقد فإنَّنا نُنكِر كذلك العنف المعنويّ، المتمثِّل بهتك الحرمة، وتشويه الصورة، وشيطنة الهدف، من خلال حملات التضليل والتبديع والتفسيق؛ بمجرَّد اختلافٍ في وجهة نظرٍ فقهيّة، أو عقديّة، أو تاريخيّة، أو فكريّة.

فهل يدرك هؤلاء أيَّ ذنبٍ يقترفونه وهم يَصُدّون داعياً إلى الله، ومبلِّغاً رسالتَه إلى الناس؟! وبأيِّ لسانٍ سيجيبون الله يوم القيامة لو سألهم عمّا تسبَّبوا به من انفضاض الناس عن الدين والشريعة؛ لما شاهدوه وسمعوه من توهين عالِمٍ هنا، ومفكِّرٍ هناك؟!

أما آن لهؤلاء أن يرعَوُوا عن غَيِّهم، ويستغفروا من ذنبهم، ويكفِّروا عن خطيئتهم، ولو بالقليل، كأنْ يَدَعُوا علماء الوعي والإصلاح وشأنَهم في ما يطرحونه من أفكارٍ، وليكُنْ نقاشُهم ونقدُهم بالأسلوب العلميّ الوازن والرصين حَصْراً، وحسابُهم على الله.

أمّا أن يسلِّط معمَّمٌ معروف ـ أُعرِض عن ذكر اسمه صَفْحاً ـ بعضَ مرتزقته لتشويهِ صورة عالِمٍ ومفكِّر جليل، وهتكِ حرمته، وحصارِه في ساحة عمله العلميّ والتبليغيّ، ولمّا يُسأل عن رأيه في ما يطرحه ويُصدره هذا العالِم من رؤى ونظريّات يجيب بكلِّ وضوحٍ وصراحة: «ليس هناك من إشكالٍ محدَّد، ولكنّنا لا نريد «فضل الله» آخر في الساحة اللبنانيّة».

فما الذي أساء به إليكَ المرجع السيد محمد حسين فضل الله(ر)؟!

ولهذا المعمَّم وأمثاله أقول: إنّي لأستصغر قدرَك، وأستعظم تقريعَك، وأستكثر توبيخَك، فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدَك، فواللهِ، لن تمحو ذكرَنا، ولن تسقط نهجَنا، وهل رأيُك إلاّ فَنَدٌ، وأيّامُك إلاّ عددٌ، وجمعُك إلاّ بَدَدٌ، يوم ينادي المنادي ألا لعنةُ الله على الظالمين، وسيجمع الله بينك وبين السيد فضل الله(ر)، فتُحاجَّ وتُخاصَم، فانظُرْ لمَنْ الفَلَج يومئذٍ يا….

وكعادتها تعرض مجلّة «الاجتهاد والتجديد»، في عددها المزدوج السادس والسابع والعشرين (26 ـ 27)، جملةً من الدراسات (ستّ عشرة دراسة متنوِّعة).

تليها قراءةٌ في كتاب «نحو نظريّة جديدة في علم الاجتماع الدينيّ»، للأستاذ الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

12 مارس 2014
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
5٬198 مشاهدة
شرحٌ على الباب الحادي عشر للأحسائي، قراءةٌ تحليليّة

00

(بتاريخ: الأربعاء 12 ـ 3 ـ 2014م)

المؤلِّف

إنّه الفقيه والمتكلِّم والمحدِّث ذو المنهج الأخباريّ محمد بن أبي جمهور الأحسائي(838هـ ـ أوائل القرن العاشر الهجريّ)، وهو أحد رموز الحركة الأخباريّة في القرنَيْن التاسع والعاشر الهجريَّيْن. وقد ساهم(رحمه الله) في المسيرة العلميّة والثقافيّة للمذهب الشيعيّ الاثني عشري في أكثر من حقلٍ للعلم والمعرفة، تدريساً وتأليفاً، فخلَّف جملةً من الكتب، ومنها: كشف البراهين؛ عوالي اللآلئ؛ شرحٌ على الباب الحادي عشر، وهو آخرُ كتبه، وقد أتمَّه عام904هـ في مدينة النبيّ(ص).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

4 سبتمبر 2013
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
3٬330 مشاهدة
قراءةٌ في العدد (25) من مجلة الاجتهاد والتجديد

000-غلاف الاجتهاد

(بتاريخ: الأربعاء 19 ـ 6 ـ 2013م)

تمهيد

في الذكرى الثالثة لارتحاله وانتقاله إلى جوار ربّه الكريم، نتذكّره وثلّةً من رفاق دَرْبِه الأخيار الأبرار.

إنّه المرجع الديني اللبناني السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، الذي رافق وواكب حركةَ ثلّةٍ من العلماء المُخْلِصين لدينهم ومبادئهم.

لقد واكب سيّدُنا الأستاذ فضل الله رحمه الله انتصارَ الثورة الإسلاميّة في إيران، بقيادة السيد روح الله الخميني رحمه الله، وتأسيسَ المقاومة الإسلاميّة في لبنان على يد السيد موسى الصدر رحمه الله.

كما رافق من قبلُ وساند حركةَ الإصلاح الحوزوي في النجف الأشرف، التي تزعَّمها السيد الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله.

ومن رفاق دربه أيضاً الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله، الذي ودّعناه من قريبٍ، وبرحيله نفتقد عالِماً عامِلاً، وفقيهاً ورِعاً، يعيش هموم الأمّة، ويتأثَّر لحالها. برحيله فقَدَتْ الحوزة العلميّة أحدَ أعمدتها الكبار حقّاً. برحيله فَقَد نهج الوعي والإصلاح رمزاً كبيراً من رموزه. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وعهدُنا للشيخ الفقيد في عليائه أن نكمل المسيرة، التي ضحّى من أجلها كثيراً.

في الذكرى الثالثة لارتحال سيّدنا الأستاذ فضل الله رحمه الله نفتقده اليوم داعيةً صادِقاً إلى الوحدة بين المسلمين، في زمنٍ يتاجر فيه الكثيرون بهذا المبدأ، ويتَّخذونه وسيلةً لتحقيق مآربهم الخبيثة.

نتذكَّره يوم دعا للاعتصام في «مسجد الإمام الرضا عليه السلام» في بئر العبد، لإسقاط اتّفاق الذلّ والخيانة، اتّفاق السابع عشر من أيّار، وكان في مقدِّمة الحضور لفيفٌ من علماء السنّة والشيعة على السواء، حيث شَبَكوا أياديهم المرتفعة إلى السماء، مردِّدين دعاء الوحدة، وهكذا خرجوا من «المسجد» ـ بما لـ «المسجد» من رمزيّة في وعي المسلمين، وهو ما أشار إليه الإمام الخميني رحمه الله بقوله: «مساجدكم متاريسكم، فاملأوا متاريسكم» ـ إلى المواجهة، فكان الانتصار على الغُدّة السرطانيّة إسرائيل، بعد أعوامٍ طويلة من الجهاد والمقاومة الباسلة.

وكعادتها تعرض مجلّة «الاجتهاد والتجديد»، في عددها الخامس والعشرين (25)، جملةً من الدراسات (ثلاثة عشرة دراسة متنوِّعة)، تليها قراءةٌ في دور السيد هاشم معروف الحسني في التأريخ للفقه الجعفري، بعنوان «تاريخ الفقه الجعفري، قراءةٌ في المراحل والأدوار المختلفة»، للشيخ علي حسن خازم.

وفي الختام أُدرِج فهرستٌ بمقالات الأعداد 1 ـ 24 من مجلّة «الاجتهاد والتجديد»، إعداد وتنظيم: الشيخ محمد عبّاس دهيني.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

4 سبتمبر 2013
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
3٬551 مشاهدة
قراءةٌ في العدد (29) من مجلة نصوص معاصرة

000-غلاف نصوص

(بتاريخ: الأربعاء 19 ـ 6 ـ 2013م)

تمهيد

إنّه شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة جمعاء باليُمْن والخير والبركة والسلام والأمن ورَغَد العيش.

أعاده الله على المسلمين وقد كُشِف كربُهم، وصلُحَتْ حالُهم، وعادوا إخوةً متحابِّين في الله، يداً واحدةً على مَنْ عاداهم.

إنّه شهر الله الأكبر، وعيد أوليائه، يفرحون فيه بطاعته، ويتسابقون فيه إلى مرضاته، فهنيئاً للفائزين.

عيدٌ بأيّة حالٍ عُدْتَ يا عيدُ

ويعود هذا الشهر كما في كلّ سنةٍ والمسلمون مشغولون بخلافاتهم الضيّقة.

وتعود الإفطاراتٍ الدَسِمة، وحالُ غالبيّتها كتلك المائدة التي وصفها أمير المؤمنين عليّ(ع) في كتابٍ له إلى عامله على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري، وقد بلغه أنه دُعي إلى وليمة قوم من أهلها، فمضى إليها: أما بعد يا ابنَ حنيف، فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبةٍ، فأسرعتَ إليها، تُستطاب لك الألوان، وتُنقل إليك الجفان، وما ظننتُ أنّك تُجيب إلى طعامِ قومٍ عائلُهم مجفُوّ، وغنيُّهم مدعُوّ، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم (نهج البلاغة 3: 70).

وأمّا المساجدُ، بيوتُ الله، فهي خاويةٌ على عروشها، خاليةٌ من أئمّتها وعُمّارها، فلا جماعة ولا خطبة ولا موعظة ولا دعاء إلاّ بمقدارِ العَهْد المعهود؛ لنيل «الراتب» الموعود.

أين دروس التفسير القرآنيّ تعمّ المساجد؛ لتكون منهلاً عَذْباً ورَوِيّاً لكُلِّ ظامِئ إلى الحقيقة والثقافة والعلم والوعي والبصيرة في الدين والدنيا، عِلْماً أنّ شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، والقرآنُ ربيع القلوب، فبه تربو وتزهر وتثمر محبّةً لله عزَّ وجلَّ، ولرسوله، ولأوليائه الصالحين، ولعباده المخلِصين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ما أحوجنا اليوم ـ في ذكرى رحيله الثالثة ـ إلى نشاط وهمَّة وعِلْم سيّدنا الأستاذ المرجع الديني اللبناني السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، الذي نحمد الله أنّه لم يبالِ بما قيل له في ما كان يقوم به من خطب ومواعظ في المسجد، ولا سيّما في هذا الشهر الكريم، فكان المسجد معه مدرسةً دينية كاملة، في العقيدة والشريعة والأخلاق والسياسة، على ضوء ما جاء في القرآن الكريم.

هكذا فهم السيد فضل الله رحمه الله المسجد، كما أراده رسول الله(ص)، الذي سارع فور وصوله إلى «يثرب» إلى بناء المسجد؛ ليكون منطلقاً لحركة الدعوة إلى الله، بكلّ أبعادها ودوائرها، وهكذا أصبح المسجد مركزَ القرار في المدينة المنوَّرة.

لم يُبالِ بما قيل، وقد قيل له الكثير، كما قيل لمَنْ كانوا قبله. فهل يعرف المؤمنون الطيِّبون أنّ اللمرجع الديني السيد أبي القاسم الخوئي كتاباً في التفسير اسمه «البيان في تفسير القرآن»، وهو حصيلة دروس قرآنيّة ألقاها سماحته على جمعٍ من طلاّبه، ثمّ جمعها في هذا الكتاب، ولكنّه لم يُكمِلْ هذه الدروس بعد أن تطاولت عليه ألسنةٌ منحطّةٌ حاولت الحَطَّ من قَدْره، والتشنيع عليه بأنّه يدرِّس التفسير، ما يجعل مكانته كـ «مرجعٍ» في معرض التشكيك.

والسؤال الذي يطرح نفسه هاهنا: هل يعتقد هؤلاء حقّاً بالتنافي بين المرجع والمفسِّر؟!

وهل تليق المرجعيّة إلاّ لمَنْ أحاط بعلوم القرآن وتفسيره.

إنّه لمن المؤسِف أن تكون هذه الأفكار المنحرفة لا زالت موجودة في الحوزة العلميّة إلى يومنا هذا، وإنْ كانت مرحلةُ أفولها قد بدأَتْ منذ فترة ليست بالقصيرة، على يد ثلّة من العلماء المخلِصين، أمثال: السيد روح الله الخميني، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد مرتضى العسكري، والسيد موسى الصدر، والسيد محمد حسين فضل الله، والسيد عليّ الخامنئي، والشيخ عبد الهادي الفضلي، وآخرون وآخرون، هم الوارثون إنْ شاء الله تعالى.

وتتابع مجلّة (نصوص معاصرة)، في عددها هذا (العدد التاسع والعشرون (29))، بعنوان: «الإمام الصدر ومشاريع النهضة في الفكر الإسلاميّ /4/»، عرض جملةٍ من الدراسات في سيرته وفكره (ثلاثة عشرة مقالةٍ علميّةٍ قيِّمةٍ). وتتلوها دراسةٌ تاريخيّة. بالإضافة إلى قراءةٌ في كتاب تفسير زيب النساء، للشيخ صفي بن ولي القزويني، للشيخ رسول جعفريان.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

19 يناير 2013
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
3٬205 مشاهدة
قراءةٌ في العدد (24) من مجلّة الاجتهاد والتجديد

غلاف الاجتهاد 24 ـ الأصل

(15 ـ 12 ـ 2012م)

تمهيد

وتعود ذكرى عاشوراء، ذكرى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ـ كما في كلّ عام ـ حيّةً غضّة طريّة، فتتلقّاها قلوب المؤمنين بحرارةٍ لن تبرد أبداً.

تعود الذكرى حزينةً، ذكرى الحزن والأسى لمقتل الأخيار الأبرار من آل محمّدٍ الأطهار.

تعود ذكرى الإصلاح، الهدف الرئيس للحسين عليه السلام من ثورته المباركة، الإصلاح في أمّة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تعود الذكرى؛ ذكرى الأكباد الحرّى، والأطفال العطشى؛ ذكرى الشفاه الذابلات، والعيون الغائرات، والجسوم المقطَّعات، والنساء المسبيّات، وأيُّ نساء؟ زينب الحوراء، وبضعة الزهراء، تُسبى من بلدٍ إلى بلدٍ، فهل رأَتْ عيناك أو سمعَتْ أذناك أنّ امرأةً مسلمةً سُبِيَت قبل يوم عاشوراء؟

تعود الذكرى والقلوب ولهى، والعيون عبرى، وتعود مجالس العَبْرة والعِبْرة.

العَبْرة لما جرى على سبطِ النبيّ، وابنِ فاطمة والوليّ، العَبْرة على مَنْ بَكَتْه السماء والأرض، فكان حقّاً واجباً علينا أن نبكيه.

والعِبْرة من تلك النهضة المباركة لسيّد الشهداء. ومن سيرته وسيرة آبائه عليهم السلام تكون العِبْرة حقّاً.

وتعود للظهور من جديدٍ اختلافاتُ الرأي بين الفقهاء في بعض المسائل ذات الصلة، لتتبلور ـ مع الأسف ـ في أذهان بعض السذَّج خلافاتٍ عميقةً ومستحكِمة لا تُحلّ سوى بانتصار أحد الفريقَيْن على الآخر.

غير أنّ ذلك ليس هو الحقيقة على الإطلاق. فإنّما هي اختلافاتٌ لا خلافات، وتحقيقاتٌ لا تحدّيات.

هكذا يعيش الفقهاءُ الكبار في أمنٍ واطمئنان، وراحةٍ وسلام، فعلامَ الخلاف والتناحر بين العوام؟!

حين أفتى هذا الفقيه بكون (التطبير) أو (ضرب الزنجير) مثلاً من الشعائر الحسينيّة، التي ينبغي المحافظة عليها وتعظيمها؛ امتثالاً لقوله تعالى: (ومن يعظِّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب)، فإنّما أفتى بعد استقراءٍ وافٍ للأدلّة التي يمكن استنباط الحكم منها. وقد تبيَّن له إباحته، بل استحبابه، وبالتالي كونه من الشعائر الحسينيّة، التي يُتقرَّب إلى الله عزّ وجلّ بها، ويُثاب المرء على فعلها.

وحين تصدّى فقيهٌ آخر للتحريم فقد فعل ذلك اعتماداً على ما وجده دليلاً على حرمة هذا العمل، من الناحية الأوّليّة، كما لو كان يرى حرمة الضرر مطلقاً، أو من الناحية الثانويّة، كما لو كان يرى أنّ هذا العمل يؤدّي إلى هتكٍ وتشويه للمذهب الحقّ، مذهب أهل البيت عليهم السلام، فيحرم، لا بنفسه، وإنّما بسبب ما ينتج عنه.

المهمّ أنّ كلاًّ من هؤلاء الفقهاء، الماضين أو الحاضرين، قد بذل جهداً كبيراً ومشكوراً ومقبولاً في اكتشاف حكم الله في هذا الأمر.

فلْنحترِمْ هذا الجهد لهؤلاء العلماء الأبرار، بعيداً عن لغة الاتّهام بالتقصير، وضعف الولاء، ومعاداة الشعائر الحسينيّة، فإنّ أصل الكلام نقاشٌ في كون هذه الأفعال من الشعائر أو لا.

فإذا لم يُحرِز الفقيه دليلاً على كونها مستحبّةً، بل قد يُحرِز الدليل على كونها محرَّمةً؛ لذاتها أو لغيرها، فكيف يمكن اتّهامه بمعاداة الشعائر الحسينيّة، وتقصيره في حقّ أهل البيت عليهم السلام، وهو أصلاً لم يُحرِز كونها من الشعائر لتنسب بعد ذلك إلى الحسين عليه السلام.

وكعادتها تعرض مجلّة «الاجتهاد والتجديد»، في عددها الرابع والعشرين (24)، جملةً من الدراسات (اثنتا عشرة دراسة متنوِّعة)، ليكون الختام بقراءتَيْن: الأولى: قراءةٌ في كتاب «الإصلاح الجذريّ: الأخلاقيّات الإسلاميّة والتحرُّر»، للدكتور هيثم مزاحم؛ والثانية: قراءةٌ في كتاب الدكتور الفضلي «تاريخ التشريع الإسلاميّ»، للأستاذ حسين منصور الشيخ.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

19 يناير 2013
التصنيف : قراءات
لا تعليقات
3٬392 مشاهدة
قراءةٌ في العدد (28) من مجلة نصوص معاصرة

غلاف نصوص 28 ـ الأصل

(15 ـ 12 ـ 2012م)

تمهيدٌ

أن تكون محبّاً للعلم فتلك منقبةٌ، وأن تطلب العلم فتلك مكرمةٌ، ولكنَّ الأفضل من ذلك أن تغدو عالماً عاملاً بما علمتَ، فتلك مفخرةٌ.

إنّه لفخرٌ حقّاً أن تفيض ممّا وهبك الله من العلم ـ إذ العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من أحبّ ـ على غيرك، دون منّةٍ أو أذى، لا تبتغي بذلك سوى رضا الله عزّ وجلّ، غير طامعٍ أن تأخذ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ إذ ورد في الحديث الصحيح: إنّ العلماء ورثة الأنبياء (الصفّار، بصائر الدرجات: 23) ـ ما لا تعطي مثله؛ اقتداءً بسيّدنا ومولانا الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام، حيث يقول: أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطي مثله.

لا يغدو المرء عالماً بعمامةٍ يعتجرها، أو جبّةٍ يلبسها، أو نعلٍ صفراء ينتعلها، بل يغدو عالماً عاملاً بقدر ما يسعى للجِدّ في البحث والتحقيق طلباً لحكمٍ ربما خفي على آخرين ممَّنْ سبقوه، فتكون الحقيقة هدفه الذي يسعى إليه دوماً وأبداً، غير آيسٍ من الوصول إليها، ولا خائفاً من رفض الناس لها، ورفضهم إيّاه بسببها.

هكذا يتحقَّق النموّ والتكامل في الحياة، وهكذا يكون للعالم الربّانيّ أثرَه الذي يُفتقد حين غيابه، فيكون لغيابه وقعٌ عظيم في النفوس، ويثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء، وتظهر للأنام قيمة حضوره ـ إذ قيمة كلّ امرئ ما يحسنه، كما قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام (نهج البلاغة 4: 18، الحكمة 81) ـ، الذي استغلّه واستفاد منه قومٌ ففازوا، وحُرم منه آخرون؛ لشقائهم، فخابوا.

أمّا لو مات (العالم) فلم يفتقده أحدٌ فإنّ ذلك يكون مدعاةً لإعادة نظرٍ جادّة في علمه وفضله و…

هكذا رحل المرجع الدينيّ السيّد محمد باقر الصدر رحمه الله، تاركاً فراغاً كبيراً، وحاجةً عظيمة، تشهد بها كثرة الدراسات والمؤتمرات التي تناولته، وتناولت فكره وفقهه، وأثر ذلك كلّه في نهضة المجتمع الإسلاميّ.

ومن هنا تتابع مجلّة (نصوص معاصرة)، في عددها هذا (العدد الثامن والعشرون (28))، بعنوان: «الإمام الصدر ومشاريع النهضة في الفكر الإسلاميّ /3/»، عرض جملةٍ من الدراسات في سيرته وفكره (خمس مقالاتٍ علميّةٍ قيِّمةٍ). وتتلوها ثماني دراساتٍ قرآنيّة وفلسفيّة وفكريّة وتاريخيّة. بالإضافة إلى قراءةٍ في أعمال الدكتورة (سابينه شميتكه) حول التشيُّع والاعتزال، للدكتور حسين متّقي.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

Pages: Prev 1 2 3 4 5 6 7 8 Next