23 يناير 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬183 مشاهدة

أخلاق عباد الرحمن

منبر الجمعة-أخلاق عباد الرحمن

(الجمعة 23 / 1 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56).

في هذه الآية الكريمة يبيِّن اللهُ عزَّ وجلَّ لنا الهَدَف من خَلْقه لنا وللجِنّ، ألا وهو العبادة لله خالق هذا الكَوْن، وربِّ العالمين، لا لأنَّه مفتقِرٌ إليها، ﴿فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97)، ولذا قال بعد هذه الآية مباشرةً: ﴿مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾ (الذاريات: 57)، بل لأنّنا نحن المحتاجون إلى هذه العبادة والعبوديّة، في الدنيا والآخرة. فالإنسان يشعر بحاجته إلى الارتباط بقوّةٍ لا متناهية، وقدرةٍ غير محدودة، تنقذه في المُلِمَّات التي يتعرَّض لها، ولا يكون ذلك إلاّ بمعرفة الله وعبادته؛ فإنَّهما الرابط بيننا وبين الله جلَّ وعلا.

والإنسان قد خُلق للآخرة، فالدنيا دارُ ممرٍّ لا غير، والآخرةُ هي دار المقرّ، ولكنَّه لن ينال النعيم والسعادة في الآخرة إلاّ من خلال ما يقوم به في الدنيا، من عملٍ صالح يُرضي الله عزَّ وجلَّ، وتلك هي العبادةُ.

ما هي صفات عباد الرحمن؟

فكيف نكون عباداً حقيقيِّين؟ أو فقُلْ: كيف نفعل، وبماذا ينبغي أن نتَّصف، حتَّى يجعلنا الله سبحانه وتعالى من أولئك الذين أدُّوا ما عليهم من عبادة ربِّهم، فاستحقُّوا أن يُسَمَّوْا (عباد الرحمن)؟

نتعرَّف إلى ذلك من خلال القرآن الكريم، كتاب الله، الذي ﴿لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصّلت: 42)، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللهِ حَدِيثاً﴾ (النساء: 87).

1ـ التواضع

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً﴾، عبادُ الله الحقيقيّون المخلصون هم هؤلاء الذين يتَّصفون بهذه الأمور. وأوّل صفاتهم أنّهم لا يتكبَّرون على الناس، ولا يختالون في مَشْيهم، ولا يَثْنون عِطْفَهم، ولا يرفعون أصواتهم، بل يمشون بين الناس بكلِّ تواضعٍ. وهكذا نقرأ في وصيَّة لقمان الحكيم لابنه: ﴿وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ (لقمان: 18 ـ 19). وعندما يتعاملون مع الناس، ولا سيَّما المؤمنين منهم، فإنَّهم يُظْهرون لهم غايةَ التواضع، ومنتهى المَحَبّة والعَطْف. وهذا ما وصَّى به اللهُ جلَّ وعلا نبيَّه الأكرم(ص) ـ فهو إذن خيرُ وصيّةٍ ـ، فقال: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الحجر: 88)؛ وقال: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء: 215).

2ـ الحِلْم والعَفْو

﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ﴾، أي الحَمْقى من الناس، الجاهلون لمقام الله، الجاهلون لأحكام الله، للقِيَم الإنسانيّة، للأخلاق الفاضلة. إذا خاطبوهم بما يُسيء إليهم، من فُحْشٍ وسُباب وتشهير، ﴿قَالُوا سَلاَماً﴾ (الفرقان: 63)، ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ (القصص: 55). فهم يترفَّعون بأنفسهم الطيِّبة الطاهرة عن ردِّ الشتيمة بمثلها، والعدوان بمثله.

وهذه هي أخلاقُ الإسلام. وهذا هو المنهج الإسلاميّ، المضادُّ للمنهج الجاهليّ، ذلك المنهج الذي عبَّر عنه ذلك الشاعر:

أَلا لا يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا

فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

وهذا منهجٌ مرفوض إسلاميّاً.

3ـ إحياء الليل بالعبادة

﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً﴾ (الفرقان: 64). لقد تحدَّث أوّلاً عن الأخلاق في التعامل مع الناس، ثمَّ تحدَّث عن العلاقة مع الله. وهذا يدلُّ على أهمّيّة الأخلاق في الإسلام، حتَّى أنَّه يُقَدِّمها على العبادات. وقد رُوي عن رسول الله(ص) أنّه قال: «إنَّما بُعثْتُ لأُتمِّم مكارم الأخلاق»([1]).

فالأخلاقُ أوّلاً، ثمّ ينطلقون لعبادة ربِّهم في الليالي الحالِكة، فتراهُمْ يُحْيُون ليلَهم بالطاعة والعبادة؛ ساجدين في مواضع السجود، و«أقربُ ما يكون العبدُ من ربِّه إذا دعا ربَّه وهو ساجدٌ»([2])؛ وقائمين في مواضع القيام، يبتهلون إلى ربِّهم في فِكاك رقابهم من النار، ولسان حالهم: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ (آل عمران: 192).

4ـ الاستعاذة من النار

﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً﴾ (الفرقان: 65)، دائماً، ولازِماً، ولا نهاية له.

﴿إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً﴾ (الفرقان: 66). فهم يتحسَّسون عذاب النار كمَنْ دخلها وخرج منها. وهذه صفةٌ من صفات المتَّقين، الذين وصفهم إمامُهم عليّ بن أبي طالب(ع) بقوله: «وَهُمْ والنَّار كمَنْ قد رآها، فهم فيها معذَّبون»([3]).

5ـ الاقتصاد في المَصْرَف

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾ (الفرقان: 67). ومن صفاتهم في حياتهم الاقتصاديّة أنَّهم المعتدلون في مَصْرَفهم، فلا إسراف عندهم ولا تبذير؛ إذ في المفهوم الدينيّ، والميزان الإلهيّ: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ (الإسراء: 27)، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّهم من البُخَلاء، فهم أهلُ العَطاء في سبيل الله؛ إذ «لا خَيْرَ في السَّرَف، ولا سَرَفَ في الخَيْر»([4]).

6ـ تجنُّب الشِّرْك والقَتْل والزِّنا

﴿وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ﴾، فذلك شِرْكٌ، والشِّرْك ظلمٌ عظيم، لا يغفره اللهُ إذا لم يَتُبْ منه صاحبُه: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾ (النساء: 48). لذلك جعله أوَّل الأعمال التي من صفاتهم الإقلاع عنها.

والعمل الثاني: ﴿وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾، فلا يقتلون مسلماً أو ذِمِّيّاً أو معاهَداً، إلاّ في الموارد التي أجاز اللهُ قتلَهم فيها، كالقِصاص والحُدود.

﴿وَلاَ يَزْنُونَ﴾، ولكلِّ جارحةٍ زِناها؛ فزنا العَيْن النظرُ إلى ما حرَّم اللهُ النظرَ إليه، وزنا الأُذُن الاستماعُ إلى ما حرَّمه الله، وزنا اليد أن تمتدَّ إلى ما نهاها الله أن تمتدَّ إليه، كمصافحة الأجنبيّة ونحو ذلك.

﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾، من الشِّرْك أو القتل أو الزِّنا، ﴿يَلْقَ أَثَاماً﴾ (الفرقان: 68)، أي ينال عقاباً، ويحصد ندامةً. وقيل: (الآثام) وادٍ في جهنَّم([5])، يدخله مَنْ فعل واحداً من هذه الثلاثة.

﴿يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَاباً﴾ (الفرقان: 69 ـ 71). وهكذا يستثني الله من ذلك العذاب التائبين المؤمنين، الذين يعملون الصالحات، فأولئك يُبَدِّل اللهُ سيِّئاتهم حسنات، ويتوب عليهم.

7ـ الابتعاد عن شهادة الزُّور واللَّغْو

ويعود تبارك وتعالى إلى بيان صفات عباده المخلَِصين: ﴿وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾. والزُّور هو الباطل، من غِناءٍ وغِيبة، وفِتْنةٍ ونَميمة، وبُهْتانٍ وسُخْرية، وتَشْهيرٍ وتَحْقير، وفُحْش وكَذِب، إلى ما هنالك من المعاصي والموبِقات والخطايا. وكلُّها باطلٌ. فهؤلاء لا يحضرون في المجالس التي تمتلئ بمثل تلك الأعمال، ولا يسمعون لمَنْ يخوض في ذلك، مهما كان موقعُه، ومهما كانت مكانته. بل يَعِظُونه، وينهَوْنه عن هذه المُنْكَرات؛ فإنْ لم يستَجِبْ تركوه وانْفَضُّوا عنه. وهذا واجبٌ أيُّها الأحِبَّة، فالمسألةُ ليست استحبابيّةً اختياريّة؛ حيث يقول جلَّ وعلا: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ [وإذا لم تفعلوا، بل قعدْتُم معهم] إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾ (النساء: 140).

﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ﴾، وهو الكلام الذي لا فائدة فيه، ولا طائل منه، كلامُ المزاح والطُّرَف، كلامُ تقطيع الوقت. وللوقت قيمةٌ كُبْرى في الإسلام، فينبغي أن نستغلّه في ما يعود علينا بالفائدة، ولو الدنيويّة منها؛ أمّا أن نضيِّعه سدىً فذلك منتهى الحماقة. وهؤلاء المخلَِصون لا يفعلون ذلك.

﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً﴾ (الفرقان: 72)، أي يمرُّون مرورَ الكِرام، الذين لا يلتفتون إلى ما حولَهم.

8ـ التفكُّر الواعي في آيات الله

﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾، التي تحمل أوامره ونواهيه. ومجلسُنا هذا مجلسُ تذكيرٍ بآيات الله؛ فها نحن بين يدَيْه، نقرأ في كتابه؛ لنتعرَّف إلى أوامره ونواهيه.

﴿لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً﴾ (الفرقان: 73)، يعني لم يقفلوا آذانهم عن سماعها، وفَهْم مضامينها؛ لكي يعملوا بها، ولم يُغْلقوا أبصارهم وبصائرهم عن التفكُّر فيها، والتدبُّر لمعانيها. ومَنْ يفعَلْ ذلك يَعِشْ الخُسْران الكبير في الآخرة. وأيُّ خسارةٍ أعظم وأكبر من أن يُهْملك اللهُ يومَ القيامة، وينساك!: ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا [أتذكُر ما كنتَ تمارسه من تعامٍ عن آياتنا وتشريعاتنا] وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾ (طه: 125 ـ 126).

9ـ الاهتمام بالمصير، لأنفسهم ومَنْ يرتبط بهم

﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾، في الدنيا، بأن يكونوا في صحّةٍ وعافية؛ ومن أهل طاعة الله؛ ليكونوا في الآخرة من أهل الجنّة، إخواناً على سُرُرٍ متقابلين. وبذلك ينبغي أن تقرَّ أعيننا، لا بمالٍ أو جاه مع إفلاسٍ روحيّ، وفراغٍ إيمانيّ؛ ففي يوم القيامة ﴿لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (الشعراء: 88 ـ 89).

﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾ (الفرقان: 74)، قدوةً حسنة، ومثالاً يُحتَذى في التَّقْوى والوَرَع.

وهكذا، أيُّها الأحِبَّة، نحصل على ما نتمنَّى آنذاك من النَّعيم والرِّضْوان: ﴿أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً﴾ (الفرقان: 75 ـ 76).

10ـ الدعاء مفتاح الرجاء

﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ﴾، لولا دعاؤه إيّاكم إلى طاعته؛ ولولا دعاؤه إيّاكم يومَ القيامة للوقوف بين يدَيْه؛ للحساب؛ ولولا دعاؤكم له في إقرارٍ صريح بالعبوديّة والاستكانة، ما كان ليُبالي بوجودكم، ولكنَّه أراد لكم الخَيْر كلَّه في نهج العبوديّة والطاعة والفَزَع إليه.

﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً﴾ (الفرقان: 77)، كذَّبْتُمْ بأحكامه، وكذَّبْتُم باليوم الآخر، واستكبَرْتُم عن دعائه والابتهال إليه، فسوف تلقَوْن جَزاءَكم الذي تستحقُّون، جزاءً واقعاً لا رادَّ له: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾ (الطور: 7 ـ 8)، ووَعْداً غير مَكْذوبٍ: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (الرعد: 31).

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) رواه داوود بن سليمان الغازي في المسند: 131، معلَّقاً مرفوعاً.

وأخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 2: 613، عن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، عن جدّه، عن إبراهيم بن المنذر الخزامي، عن عبد العزيز بن محمد، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله(ص) قال: «بُعثْتُ لأُتمِّم صالح الأخلاق». هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم، ولم يخرِّجاه.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 15: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): «إنّما بُعثْتُ لأُتمِّم صالح الأخلاق». رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزَّار، إلاّ أنه قال: لأُتمِّم مكارم الأخلاق، ورجاله كذلك، غير محمد بن رزق الله الكلوداني، وهو ثقةٌ.

([2]) رواه الكليني في الكافي 3: 323، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله(ع)….

ورواه الطوسي في تهذيب الأحكام 2: 77، عن محمد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن الحسن، عن زُرْعة، عن سُماعة قال: سألتُه عن الركوع والسجود هل نزل في القرآن؟ فقال: «…فإنّ أقرب ما يكون العبدُ إلى ربِّه وهو ساجدٌ…».

([3]) نهج البلاغة 2: 161.

([4]) رواه ابن أبي جمهور الأحسائي في عوالي اللآلي 1: 291، معلَّقاً مرفوعاً.

([5]) قال السيوطي في الديباج على مسلم 1: 103: «(أثاماً) هو وادٍ في جهنم، قاله أكثر المفسِّرين، وورد به الحديث».



أكتب تعليقك