19 يونيو 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬203 مشاهدة

الكَسَل عن الدعاء والعبادة، أسبابٌ وحلول

2015-06-19-منبر الجمعة-الكسل عن الدعاء والعبادة، أسباب وحلول

(الجمعة 19 / 6 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

«اللَّهُمَّ اغفِرْ لي الذنوب التي تحبس الدُّعاء»([1]).

هذه العبارة من دعاء كُمَيْل بن زياد(ر)، ذلك العبد الصالح الذي صاحب أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب(ع) فترةً من الزمن، تعلَّم فيها منه الكثير، ونقل عنه الكثير. وممّا نقله عنه(ع) الدعاء الذي صار معروفاً باسمه (دعاء كُمَيْل بن زياد)، ولم يشأ أمير المؤمنين(ع) أن يكون هذا الدعاء باسمه هو لئلاّ تطمسه أيادي الكفر والانحراف، أيادي معاوية ومَنْ جاء بعدَه من ناصبي العداوة والبغضاء لأهل البيت(عم).

وهذا يدلُّنا على أهمّيّة الدعاء، ولا سيَّما الأدعية المأثورة عن النبيّ(ص) وأهل بيته(عم)، في حياة الإنسان، بحيث كان أهل البيت(عم) يبذلون أقصى جهدهم في سبيل إيصال أدعيتهم إلينا؛ لما فيها من تربية إسلاميّة صحيحة، وثقافة دينيّة واسعة، وخضوعٍ وتذلُّل وخشوع لله كأفضل ما يكون ذلك. وأيُّ أحدٍ أعرف بالله وعظمته، والدين وعلومه، والإسلام ومفاهيمه، أكثر من أهل البيت(عم)؟!

شهر رمضان موسمٌ للدعاء والابتهال

وها هو شهر رمضان المبارك، موسم الدعاء والابتهال إلى الله عزَّ وجلَّ، قد غشينا. وهو موسمٌ استثنائيّ، وفرصة غير عادية، قد منحها الله لعباده، يضاعف لهم فيها الأعمال، ويقضي لهم الحاجات، ويستجيب فيه أدعيتهم كلَّها. ولكنَّ استجابة الدعاء مشروطةٌ؛ بشروطٍ في الدعاء نفسه، كأن لا يكون في معصية، فإذا كان كذلك لم يستجِبْه الله، ولم يحقِّق ما فيه من الحاجات والطَّلِّبات، وأن يكون مقروناً بالعمل، فالدعاء وحده لا يكفي في مقام الاستجابة وقضاء الحاجات؛ وهناك شروطٌ في الداعي، من قبيل: صفاء القلب، وخلوص النيّة، وصدق التوجُّه، بحيث يتوجَّه الإنسان إلى الله وقد صفّى قلبَه من كلِّ حقدٍ وضغينة على المؤمنين، وأخلص نيَّته لله، بحيث لم يُشْرِكْ معه أحداً في دعائه، ولا بُدَّ أن يكون طاهراً في قلبه وعقله ولسانه وجلوسه وقيامه وكلّ حركةٍ من حركاته، بحيث يقف عند حدود الله فلا يتخطّاها، وتلك هي التَّقْوى، والله يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة: 27)، يتقبَّل أعمالهم وأدعيتهم.

حدودُ الله فلا تَقْرَبوها

أيُّها الأحِبَّة، تعالَوْا نتعرَّف ما هي حدود الله التي لا يجوز لنا أن نتعدّاها، والتي تبعِدُنا عن مواقع الخشوع والخضوع والتوجُّه، وتحجبنا عن مواقع التوبة وصفوف التائبين.

نبقى مع الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين(عما) في دعاء أبي حمزة الثَّمالي، المعروف أيضاً بـ (دعاء السَّحَر). يقول(ع):

«اللَّهُمَّ إنّي كلَّما قُلْتُ قد تهيَّأتُ وتعبَّأتُ وقمْتُ للصلاة بين يدَيْك وناجَيْتُكَ. كلَّما فعلتُ هذا، وظننتُ نفسي قد وصلَتْ إلى مرتبةٍ تخوِّلها مخاطبتك ومناجاتك، فوجئتُ بأنْ ألقيْتَ عليَّ نعاساً إذا أنا صلَّيْتُ، فحُرِمْتُ خشوع الصلاة، وسَلَبْتَني مناجاتك إذا أنا ناجَيْتُ! فضاعت الروحانيّة، وانعدم الخضوع في تلك المناجاة.

وما لي كلَّما قُلْتُ قد صلُحَتْ سريرتي، وقَرُبَ من مجالسِ التوَّابين مجلسي. كلَّما اعتقدتُ صلاح نفسي، وعزمتُ على التوبة إليك، عرَضَتْ لي بَلِيَّةٌ أزالَتْ قدمي، وحالَتْ بيني وبين خدمتك! جاءني بلاءٌ واختبار أعادني إلى حقيقتي، حقيقة المُذْنِب العاصي، فإذا بي بعيدٌ عن التوبة، عائدٌ في الخطيئة.

أسباب الكسل عن الطاعة والعبادة

ويتساءل الإمام عن السبب في ذلك كلِّه، فيقول:

سيِّدي لعلَّك عن بابك طردْتَني، وعن خدمتك نحَّيْتَني! ولماذا يفعل الله ذلك؟ يفعله عند غضبه على العاصين المتمرِّدين، فقد طرد إبليس من الجنَّة لمعصيته: ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَدْحُوراً﴾ (الأعراف: 18).

أو لعلَّك رأيتني مُسْتخفّاً بحقِّكَ فأقصَيْتَني! أبعدتَني عن مواقع الرحمة والتوبة؛ لأنني غير أهلٍ لهما.

أو لعلَّك رأيتَني مُعْرِضاً عنكَ فقَلَيْتَني! لمّا بَعُدْتُ عنكَ وهَجَرْتُك بَعُدْتَ عنِّي وهَجَرتني.

الكاذب مرفوضٌ مطرود

أو لعلَّك وجدْتَني في مقام الكاذبين فرفضْتَني! فالكاذب ليس له مكانٌ عند الله تبارك وتعالى. والكذب قسمان: كذبٌ على الناس، وهو حرامٌ؛ قال تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ (الحجّ: 30)؛ وكذبٌ على الله، وهو أفظع وأخطر وأشدّ حرمةً؛ قال تعالى: ﴿انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً﴾ (النساء: 50). ولا فرق ـ أيُّها الأحِبَّة ـ في حرمة الكذب بين كونه على ولدٍ صغير أو زوجة أو قريب، فكلُّ الكذب كذبٌ، وهو حرامٌ بكلّ أنواعه.

بالشكر تدوم النِّعَم

أو لعلَّك رأيتَني غيرَ شاكرٍ لنَعْمائك فحرمْتَني! فحرمتني النِّعْمة. ومن أفضل النِّعَم إجابة الدعاء، وهذا يعني أنّ علاقتك بالله قويّة ومتينة، فإذا طلبتَ لبّاك، وهو القادرُ على كلِّ شيءٍ، فأنتَ أقوى الناس بذلك. وتلك نعمةٌ كبيرةٌ لا يستحقُّها إلاّ الشاكرون؛ يقول تبارك وتعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (إبراهيم: 7). والشُّكْر الحقُّ إنَّما هو بالعَمَل، لا باللسان فحَسْب؛ يقول جلَّ وعلا: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ﴾ (سبأ: 13).

أو لعلَّك فقدْتَني من مجالسِ العُلَماء فخذلْتَني! فـ «العلماء وَرَثة الأنبياء»([2])، و«الفقهاء أمناء الرُّسُل»([3])، وعلى الناس أن يقصدوهم؛ ليتعلَّموا، ويهتدوا، ويعيشوا الارتباط بالرسالة من خلالهم.

الغفلة محبطةٌ للعمل

أو لعلَّك رأيتَني في الغافلين فمن رحمتِكَ آيسْتَني! في الغافلين عن عبادتك وطاعتك، وفي الغافلين عن ذكرك. والغافل عن ذكر الله حابطٌ عملُه؛ يقول تقدَّسَتْ أسماؤه: ﴿وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ (الكهف: 28). والغافل مستحقٌّ لعذاب الله، آيِسٌ من رحمته؛ يقول عزَّ وجلَّ: ﴿فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ (الأعراف: 136).

مجالس البطالة حسراتٌ يوم القيامة

أو لعلَّك رأيتني آلَفُ مجالس البطّالين فبيني وبينهم خلَّيْتَني! لأنّ مجالس البطالة تميت قلب الإنسان، بحيث لا يبقى فيه أيُّ بصيص نورٍ يعيده إلى رحمة الله ومحبّته، وعندها يهمله الله ويتخلَّى عنه. فمَنْ يتخلَّى عن دين الله وشريعته يتخلَّى الله عنه. ومجالس البطالة حافلةٌ بمعاصي الله جلَّ جلالُه، من غيبةٍ وبهتان ونميمة وسخرية واستهزاء بالمؤمنين. وللمؤمن حرمةٌ عظيمة عند الله، وقد حرَّم انتهاكَها، حيث رُوي عن مولانا أبي عبد الله الصادق(ع) أنّه قال: «حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البِنْية [ويقصد الكعبة الشريفة]»([4]). فكيف تكون حال مَنْ يهزأ بالكعبة ويسيء إليها؟! إنّ حال مَنْ يهزأ بالمؤمنين ويسيء إليهم أشدُّ وأدهى. وأكثرُ من ذلك، فقد حرَّم الله الاستماع إلى ذلك الاستهزاء، وأوجب على المؤمنين الانسحاب من تلك المجالس، فقال: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾ (النساء: 140).

أو لعلَّك لم تُحِبَّ أن تسمَعَ دُعائي فباعَدْتَني! فالله يحبُّ أن يسمع صوت عبده المؤمن، ولذا قد يؤخِّر الإجابة، وقد جاء في بعض الروايات عن النبيّ الأكرم محمد(ص) أنّه قال: «إذا أحبَّ اللهُ عبداً ابتلاه؛ ليسمع تضرُّعَه»([5]).

ولكنّ المشكلة هي في عدم توفيق المرء للدعاء؛ لأنّه حينذاك يكون كارهاً لسماع صوته، وهذا أفجع ما يُصاب به الإنسان، أن يبغضه الله إلى درجة أن يكره سماع صوته في دعائه.

أو لعلَّك بجُرْمي وجريرتي كافَيْتَني! أو لعلَّك بقِلَّة حَيائي منكَ جازَيْتَني!»([6])، فما اقترفته يداي يا ربِّ لا يجعلني أستحقّ منك غير هذا الجفاء والقِلى.

أيُّها الأحِبَّة، هذه هي بعض حدود الله التي تحجب دعاء مَنْ يتخطّاها، فيطبع الله على قلبه، فلا يرى بعدها خيراً أبداً، فللنظُرْ كيف نبتعد عنها، ولا سيَّما أنّنا في شهر الله، فلا بُدَّ أن نستغلَّه جيِّداً بدعاءٍ واستغفار وابتهال وقراءة قرآن، فإنْ لم يُقبَل ذلك منّا ورحل شهر رمضان عنّا ونحن على ما نحن عليه فمعنى ذلك أنّنا الأشقياء حقّاً في الدنيا والآخرة، ولنتذكَّر دائماً قول النبيّ(ص): «فإنّ الشقيّ مَنْ حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم». وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) رواه الكليني في الكافي 2: 589 ـ 590، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله(ع) أنَّه كان من دعائه :… واغفر لي الذنوب التي تردّ الدعاء.

ورواه الصدوق في معاني الأخبار: 270، عن أبيه(ر)، عن سعد بن عبد الله، عن المعلَّى بن محمد، عن العبّاس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله(ع) قال ـ في حديثٍ ـ: والتي [أي الذنوب التي] تردّ الدعاء…، الحديث.

ورواه أيضاً في معاني الأخبار : 271، عن أحمد بن الحسن القطّان، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضيل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي، عن زين العابدين عليّ بن الحسين(عما)…، الحديث.

([2]) رواه الكليني في الكافي 1: 34، عن محمد بن الحسن وعليّ بن محمد، عن سهل بن زياد؛ ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعاً، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القدّاح؛ وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن القدّاح، [جميعاً]، عن أبي عبد الله(ع)، مرفوعاً: «مَنْ سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنّة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً به، وإنّه يستغفر لطالب العلم مَنْ في السماء ومَنْ في الأرض، حتّى الحوت في البحر. وفضل العالِم على العابِد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر. وإنّ العلماء وَرَثة الأنبياء. إنّ الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، ولكنْ ورَّثوا العلم، فمَنْ أخذ منه أخذ بحظٍّ وافر».

ورواه رواه محمد بن يزيد القزويني في سنن ابن ماجة 1: 81، عن نصر بن عليّ الجهضمي، عن عبد الله بن داوود، عن عاصم بن رجاء ابن حياة، عن داوود بن جميل، عن كثير بن قيس، قال: كنتُ جالساً عند أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجلٌ، فقال: يا أبا الدرداء، أتيتك من المدينة، مدينة رسول الله(ص)، لحديثٍ بلغني أنَّك تحدِّث به عن النبيّ(ص)، قال: فما جاء بك تجارة؟ قال: لا، قال: ولا جاء بك غيره؟ قال: لا، قال: فإنّي سمعتُ رسول الله(ص) يقول: «مَنْ سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنّة. وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم. وإنّ طالب العلم يستغفر له مَنْ في السماء والأرض، حتّى الحيتان في الماء. وإنّ فضل العالِم على العابِد كفضل القمر على سائر الكواكب. إنّ العلماء ورثة الأنبياء. إنّ الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورَّثوا العلم، فمَنْ أخذه أخذ بحظٍّ وافر».

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 126: وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله(ص): «العلماء خلفاء الأنبياء» ـ قلتُ: له في السنن: «العلماء ورثة الأنبياء» ـ. رواه البزّار، ورجاله موثَّقون.

([3]) رواه الكليني في الكافي 1: 46، عن عليّ، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله(ع)، مرفوعاً: «الفقهاء أمناء الرُّسُل ما لم يدخلوا في الدنيا»، قيل: يا رسول الله، وما دخولُهم في الدنيا؟ قال: «اتِّباعُ السُّلْطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم».

وروى ابن الجوزي في الموضوعات 1: 262 ـ 263، عن زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحجّاج بن عيسى، عن إبراهيم بن رستم، عن عمر أبي حفص العبدي، عن إسماعيل بن سميع، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله(ص): «العلماء أمناء الرسل على العباد ما لم يخالطوا السلطان ويدخلوا في الدنيا، فإذا دخلوا في الدنيا وخالطوا السلطان فقد خانوا الرسل واعتزلوهم». وقد رواه محمد بن معاوية النيسابوري، عن محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن سميع. هذا حديثٌ لا يصحّ عن رسول الله(ص)؛ فأما عمر العبدي فقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه؛ وقال يحيى: ليس بشيء؛ وقال النسائي: متروك. وأما إبراهيم بن رستم فقال ابن عدي: ليس بمعروف. وأما محمد بن معاوية فقال أحمد: هو كذّابٌ.

([4]) رواه المفيد في الاختصاص: 325، عن الحسن بن عليّ الزيتوني ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن الحسن بن عطيّة قال : كان أبو عبد الله(ع) واقفاً على الصفا، فقال له عباد البصري : حديثٌ يُروى عنكَ، قال : وما هو؟ قال : قلتَ : حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البِنْية، قال : قد قُلْتُ ذلك. إنّ المؤمن لو قال لهذه الجبال : أقبلي أقبلت قال : فنظَرْتُ إلى الجبال قد أقبَلَتْ فقال لها : على رَسْلك، إنّي لم أُرِدْكِ.

([5]) رواه جلال الدين السيوطي في الجامع الصغير، معلَّقاً مرفوعاً؛ ورواه المتّقي الهندي في كنز العمّال 3: 325، نقلاً عن الديلمي في مسند الفردوس، معلَّقاً عن أبي هريرة، ونقلاً عن البيهقي في شعب الإيمان، معلَّقاً عن ابن مسعود وكردوس موقوفاً عليهما.

([6]) الصحيفة السجادية (أبطحي): 222.



أكتب تعليقك