16 يوليو 2018
التصنيف : مقالات سياسية
لا تعليقات
1٬979 مشاهدة

الضرائب، ظالمة وعادلة

(السبت 14 / 7 / 2018م)

ورد في عهد الإمام عليّ(ع) لمالك الأشتر، واليه على مصر، ما له علاقة بموضوع الضرائب، قال:

(إن الناس كلهم عيالٌ على الخراج وأهله، فليكُنْ نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج؛ فإن الجلب لا يدرك إلاّ بالعمارة).

(ومَنْ طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقِمْ له أمرُه إلاّ قليلاً).

(لا يثقلنّ عليك شيءٌ خفَّفْتَ به عنهم المؤونات؛ فإنه ذخرٌ يعودون به عليك؛ لعمارة بلادك وتزيين ولايتك، مع اقتنائك مودّتهم وحسن نيّاتهم واستفاضة الخير وما يسهّل الله به جلبهم؛ فإن الخراج لا يستخرج بالكدّ والإتعاب).

(وإنما يؤتى خراب الأرض لإعواز أهلها، وإنما يعوز أهلها لإسراف الولاة، وسوء ظنّهم بالبقاء، وقلّة انتفاعهم بالعِبَر).

مقدار الضريبة العادلة: ما زاد على المؤنة

فقد رُوي أن رجلاً من ثقيف قال: استعملني عليٌّ(ع) على بانقيا وسواد الكوفة، فقال لي، والناس حضورٌ: «إيّاك أن تضرب مسلماً أو يهودياً أو نصرانياً في درهمٍ من خراج، أو تبيع دابّةً على درهم، فإنا أُمرنا أن نأخذ منهم العَفْو، وعَفْو المال ما يفضل عن النفقة».

واقع الحال

الـ tva

ضريبةٌ على الدَّخْل، يعني يقتطعون من طعامك وشرابك ولبسك (مؤنتك)، ومن حليب وخبز أولادك. يعني تقبض 1.000.000 ليرة، وتحتاج إلى 1.200.000 ليرة، فتستدين 200.000 ليرة، ويأتي الحاكم ليقول: لا يهمّني كلُّ هذا، أعطني 11% من الـ مليون، أي ما يساوي 110.000 ليرة، وتدبَّر نفسك، فتصير بحاجةٍ إلى الاستدانة 300.000 ليرة.

بينما تكون العدالة في الضريبة على المدَّخر (العَفْو) (الباقي) فقط لا غير.

وهذا ما نجده في (فريضة الخُمْس)، فأنت تنتج ما شاء الله لك من رزقٍ، فيقول لك الشارع الحكيم: اصرِفْ منها ما شئتَ في ما تحتاج إليه، من طعام وشراب وثياب وسكن واقتناء سيارة و…. فإذا مضت سنةٌ كاملة، وبدأت ميزانية مالية جديدة، وأردتَ أن تدّخر ما فضل وفاض عن ميزانية السنة السابقة، فعليكَ أن تدفع منه 20% فقط لا غير، ولمرّةٍ واحدة لا غير.



أكتب تعليقك