6 يوليو 2024
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
729 مشاهدة

بداية الشهر الكونيّ عند الله بولادة القمر

تقسيمُ السَّنَة إلى اثني عشر شهراً فعلٌ إلهيٌّ تكوينيّ

حَدَثٌ تجلَّتْ فيه إحدى صفات الله الفعليّة (الخالقيّة)

وهذا ما تشي به الآيةُ الكريمة:

< إن عدّة الشهور (عند الله) اثنا عشر شهراً (في كتاب الله) (يوم خلق السماوات والأرض)…>

وعلامةُ بداية ونهاية هذه الشهور هي حالُ القمر، ولهذا سُمِّيَتْ بالأشهر القمريّة

القمرُ كوكبٌ منير، وليس مضيئاً،

فنورُه غيرُ ذاتيّ، بل هو يستمدّ النور من غيره (من الشمس)

بدءُ استنارة القمر هو علامةُ بداية الشهر القمريّ (الكونيّ عند الله)

وينتهي هذا الشهر ببدءٍ جديدٍ لاستنارةٍ جديدة

متى تبدأ استنارة القمر؟

ليس بدء استنارة القمر برؤيتنا له هلالاً منيراً

وإنَّما نراه بعد ساعاتٍ طوال من بدء استنارته (لبُعْد المسافة بيننا وبينه)

بدءُ استنارة القمر هو بانعكاس ضوء الشمس عليه بعد أن يخرج من التراصف مع الشمس والأرض

ذلك هو ما يُعبَّر عنه فلكيّاً بـ (ولادة القمر) أو (ولادة الهلال)

ثمّ يحتاج أهلُ الأرض إلى بضع ساعاتٍ (ورُبَما أكثر من ذلك) كي يتمكَّنوا من رؤيته

يجب أن يشتدّ نورُه وتتَّسع مساحتُه كي يراه أهلُ الأرض البعيدون عنه

هذا ما (كان) يحتاجه أهلُ الأرض لمعرفة أن نورَ الشمس قد أصاب القمر مجدَّداً وحَلَّ شهرٌ جديد

نعم، (كانوا) (كانوا)…، والحمدُ لله والشكرُ لله ثمّ للعلماء (علماء الفلك) (ما عادوا) هكذا…

اليوم، العلمُ الحديثُ ينبئنا بغاية الدقّة عن (اللحظة الأولى) لانعكاس ضوء الشمس على القمر (بعد خروجه عن التراصف مع الشمس والأرض)

نعم، يحدِّد بالدقيقة، بل بالثانية، انعكاس ضوء الشمس على سطح القمر بعد خروجه عن التراصف مع الشمس والأرض

تماماً كما يحدِّد للمؤمنين لحظة وصول أول شعاعٍ للشمس إلى الأرض (منطقة المكلَّف) كلَّ يومٍ صباحاً

فلا يستطيع المؤمن بعدها إلاَّ أن يصلّي صلاة الصبح قضاءً، لا أداءً (هكذا يجب أن تكون النيّة)

من هذا كلِّه نستفيد أن بدايةَ الشهور الكونيّة عند الله محدَّدةٌ بـ (لحظة) وصول أوّل شعاعٍ للشمس إلى القمر

غايةُ الأمر (كانوا) لا يستطيعون معرفة ذلك في حينه، بل بعد ساعاتٍ حين يرَوْن الهلال

أما اليوم فكلُّ البَشَر قادرون على معرفة (هذه اللحظة)،

فهم قادرون على معرفة بداية الشهر الكونيّ عند الله منذ اللحظة الأولى

ولا داعي لكي ينتظروا إلى الليلة التالية ليستهلّوا، وقد يرَوْنه وقد لا يرَوْنه

وعليه هلالُ محرَّم الحرام 1446هـ قد وُلد الجمعة مساءً (ليلة السبت)، الساعة 22.57 بتوقيت غرينتش

(وعلى كلّ مكلَّفٍ أن يحسب الفَرْق بين توقيت غرينتش وتوقيت بلده لتحديد الوقت الخاصّ ببلده)

ففي الساعة 22.57 (بتوقيت غرينتش) بِتْنا في شهر محرَّم، ولا نستطيع القول: إننا لا زلنا في شهر ذي الحِجَّة

ولا فراغَ ولا فاصلَ بين شهرَيْن، فشهرٌ سابقٌ ينتهي ببَدْء شهرٍ لاحقٍ جديد

إذن نحن اليوم السبت 6 / 7 / 2024

منذ الساعة 22.57 مساءً (بتوقيت غرينتش)

في شهرٍ جديدٍ، وهو محرَّم الحرام1446هـ

نعم، السبت 6 / 7 / 2024هـ هو أوّلُ أيام محرّم الحرام للعام 1446هـ

هذه عقيدتي، هذه أدلّتي، هذه مقالتي،

فمَنْ شاء فليقتنِعْ وليؤمِنْ،

ومَنْ لم يقتنِعْ فليكفُرْ،

وأهلاً وسهلاً بالجميع…



أكتب تعليقك