20 نوفمبر 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
5٬303 مشاهدة

سلمان المحمَّديّ، طالبٌ للهُدى ومتَّبِعٌ

2015-11-20-منبر الجمعة-سلمان المحمَّدي، طالبٌ للهُدى ومتَّبِع

(الجمعة 20 / 11 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

إنّه صحابيٌّ جليل، رفيع الشأن، عالي المقام، يصدق عليه أنّه قد هاجر إلى الله تبارك وتعالى، وتحمَّل في سبيل الوصول إلى الإسلام أذىً كثيراً. ذاك هو سلمانُ الفارسيّ نَسَباً، المحمَّديّ ولاءً([1]).

ويُعرَف أيضاً بـ (سلمان الخَيْر). وكان من أخلص أصحاب النبيّ(ص) وأوفاهم لبيعته؛ حيث لم ينقلب في مَنْ انقلب من بعده، بل نصر أمير المؤمنين عليّاً(ع)، ووقف إلى جانبه، حتّى توفِّي(ر) في آخر خلافة عثمان بن عفّان، عام 34 أو 35هـ.

التوحيد الفطريّ

نعم، ذلك هو العبد الصالح الذي لم يسجد قطُّ لمطلع الشمس، كما كان يفعل آباؤه من الفرس المجوس. فسلمان هو من أهل أصبهان أو أصفهان في بلاد فارس. وديانة فارس ما قبل الإسلام هي المجوسيّة، ومن عقائدهم اعتبار الشمس إلهاً، ينبغي السجود له، فكانوا يعبدون الشمس، ويوقدون لها النار، ويسجدون لها. إلاّ أنّ سلمان كان يسجد كهيئتهم([2])، ولكنّ عقله وروحه يسجدان لإلهٍ واحد قادر، أكبر من هذه الشمس، التي سرعان ما تغيب وتأفل، ألا وهو الله، خالق هذا الكون بكلّ ما فيه([3]).

نعم، لم يؤمن رُوزبِه بن خشبوذان ـ وسمّاه رسول الله(ص) بعد ذلك (سلمان) ـ منذ فتوّته بالصلاة للشمس. ويُروى([4]) أنّه دخل ذات يومٍ إلى كنيسةٍ، فنظر إلى أهلها يصلّون ويتضرّعون إلى الله ـ وكان المسيحيّون في ذلك الوقت لا يزالون على دين النصرانيّة الحقّ، كما جاء به عيسى(ع)، يعبدون إلهاً واحداً لا شريك له ـ، فأعجب بهذا اللون من العبادة، وفضّلها على طريقة أهله.

وهنا لا بُدَّ من الإشارة إلى مسألةٍ نفسيّة مهمّة تحكم علاقة الإنسان بربّه، وهي أنّ الإنسان يعمد وبشكلٍ فطريّ إلى الارتباط بالقويّ، الدائم، الكبير؛ لأنّه يستشعر فيه عظمة وقدرة توفِّر له الحماية والاستقرار. ومن هنا ـ وخلافاً لما يظنّه البعض من أنّ الارتباط بالأمور الغيبيّة صعبٌ وقليل عند العقلاء ـ نقول: العاقل الحقيقيّ يبحث عن الأمور الغيبيّة ليتعلَّق بها ليستشعر فيها قوّةً وعظمةً لا يجدها في المادّيّات الفانية والمتغيِّرة والمتبدِّلة، ولهذا وقف خليل الله إبراهيم(ع) أمام قومه ليبدأ بإظهار الضعف والعجز والنقص في كلٍّ من الكواكب والشمس والقمر([5])، وبالتالي هي لا تستحقّ العبادة والألوهيّة، ليصل إلى إثبات الألوهيّة والخالقيّة للقادر المطلق، والكامل المطلق، بقوله: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾ (الأنعام: 79).

في طَلَب الهُدى

وعَوْداً على بَدْءٍ نقول: لقد انطلق سلمان الفارسيّ من نفس المبدأ، فهو يرى الشمس تُشرق ثمّ لا تلبث أن تغيب، فكيف يقرّ بألوهيّة شيءٍ لا استقرار له، ولا حضور دائماً له، ولذا قرَّر مفارقة أهله؛ للتحقيق في هذا الدين الذي رآه ـ دين النصرانيّة ـ فانطلق يطلب دين الله في مهده، الذي قيل له: إنّه الشام، فقصدها فارّاً من أبيه وأسرته، وعاش في كنيستها برهةً من الزمن، ثمّ انتقل إلى الموصل ـ في العراق ـ، يخدم ويتعبَّد في كنيستها، ومن الموصل إلى نصِّيبين، وأخيراً قيل له: إنّ في كنيسة عَمُّوريّة من بلاد الروم رجلاً صالحاً يدلّه على الحقيقة، فشدَّ إليه الرحال، وبقي ملازماً لكاهنها مدّة طويلة [ويُقال: إنّ سلمان انتقل من الشام إلى أنطاكية، فالإسكندريّة]، وكان ذلك الكاهن يحفظ لسلمان إيمانه وطيبته ووفاءه وإخلاصه، فلمّا دَنَتْ منه الوفاة دنا منه سلمان، طالباً منه أن يرشده إلى الحقيقة، وإلى أين ينتقل من بعده؟ وبين لحظات الموت والحياة قال الكاهن: أَيْ بنيّ، واللهِ، ما أعلم أنه بقي أحدٌ يستحقّ أن آمرك بالذهاب إليه، ولكنْ سيُبعث نبيٌّ في هذا الزمان، يأتي بدين إبراهيم(ع)، يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرضٍ بين حَرَّتين، بينهما نخلٌ، به علاماتٌ لا تخفى: يأكل الهديّة؛ ولا يأكل الصدقة؛ وبين كتفَيْه خاتم النبوّة، فإنْ استطعْتَ أن تلحق بتلك البلاد فافعل.

وما إنْ مات الكاهن حتّى أخذ سلمان يعدّ العدّة، ويتحيَّن الفرصة، للسفر إلى الحجاز (أرض العَرَب)، إلى مكّة. وبالفعل خرج مع إحدى القوافل المكّيّة، ولكنَّ أصحابها عمدوا إليه، وهو الوحيد الغريب بين أيديهم، فأوثقوه بالحبال، وأسروه (استعبدوه). ولمّا وصلوا إلى أطراف مكّة باعوه فيها عبداً رقيقاً لرجلٍ يهوديّ، ثمّ ما لبث هذا الرجل أن باعه لابن عمٍّ له من بني قريظة (من اليهود)، ويسكن في طيبة (المدينة المنوَّرة)، فحمله إليها، وكان سلمان يُصلح له النخيل.

وتمَّ اللقاء

وفي يومٍ من الأيّام، وبينما هو يصلح نخلةً، إذا بقريبٍ لصاحبه يُقبل عليه، وهو يقول: قاتل الله (بني قِيلة)، إنّهم الآن مجتمعون بـ (قِباء) على رجلٍ قدم عليهم من مكّة اليوم، يزعمون أنّه نبيٌّ. ولم تَسَع الفرحة سلمان، فها هو يجد ضالَّته. ويُسرع ليلاً إلى (قِباء)، ومعه قليلٌ من التمر يقدِّمه لرسول الله(ص) صدقةً، فيمتنع النبيّ(ص) عن الأكل، ويقدِّمه لأصحابه. وبعد أيّامٍ يأتيه بمثله هديّةً، فيأخذه النبيّ(ص)، ويأكل منه وأصحابه. وتمرّ أيّامٌ قليلة، ويتمكّن سلمان من النظر إلى ظهر رسول الله(ص)، وإذا بين كتفَيْه خاتَم النبوّة.

إنّها العلامات الثلاثة التي أخبره بها الكاهن في عَمُّوريّة، إذن هذا هو نبيُّ هذه الأمّة. ولم يلبث سلمان أن أسلم بين يَدَيْ رسول الله(ص)، وقصّ عليه قصّته([6]).

وللخلاص من العبوديّة المانعة له من ملازمة النبيّ(ص) اتَّفق سلمان مع صاحبه على أن يغرس له ثلاثمائة نخلة مقابل حرّيّته، ولم يكن مع سلمان ثمن النخل، فجمع له رسول الله(ص) الثمن من أصحابه، وأصبح سلمان حرّاً، فلزم النبيّ(ص) يهتدي بهَدْيه، ويستضيء بعلمه، ويبذل للإسلام والمسلمين كلّ ما يملك من علمٍ وخِبْرة، وجهد وقدرة، فها هو يشير عليهم بحفر خندقٍ حول المدينة يمنع المشركين من الدخول إليها، وتمّ حفر الخندق، ولمّا وصلت قريش وأحلافها «طلبوا مضيقاً من الخندق، يقحمون منه خيلهم إلى النبيّ(ص) وأصحابه، فلم يجدوا ذلك، وقالوا: إن هذه لمكيدةٌ ما كانت العرب تصنعها، فقيل لهم: إنّ معه رجلاً فارسيّاً أشار عليه بذلك»([7]).

من أهل البيت(عم)

وأنقذ سلمان بفكرته المدينة من هجومٍ كبير، ﴿وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ﴾ بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع). ويتنازع المهاجرون والأنصار كلٌّ يقول: سلمان منّا، وينهي رسول الله(ص) النزاع، معلَّقاً على صدر سلمان أكبر وسامٍ يتمنّاه مؤمنٌ، حيث يقول: «سلمان منّا أهل البيت»([8]).

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذا التعبير «منّا أهل البيت» ليست من مختصّات سلمان الفارسيّ، فقد قالها النبيُّ(ص) لأبي ذرٍّ الغفاريّ([9]). وقالها الأئمّة(عم) لبعض أصحابهم أو أصحاب آبائهم، كالزُّبَيْر بن العوام([10])، وعيسى بن عبد الله القمّي([11])، والفُضَيْل بن يَسار([12])، وعمر بن يزيد([13])، ويونس بن يعقوب([14])، وأبي عبيدة الحذّاء([15]).

وقد جاء التفسير لهذا الاستعمال في ما رُوي عن مولانا الصادق(ع) أنّه قال: «مَنْ اتّقى منكم وأصلح فهو منّا أهل البيت»، قيل له: منكم يا بن رسول الله؟ قال: «نعم، منّا، أما سمعت قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾، وقول إبراهيم(ع): ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾»([16]).

أوسمةٌ رفيعة

ولم يكن هذا هو الوسام الوحيد الذي ناله سلمان من النبيّ الأكرم(ص)، بل نال منه أكثر من وسامٍ، حيث رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «أمرني ربّي بحبّ أربعةٍ، قيل: ومَنْ هم يا رسول الله؟ قال: عليّ وسلمان والمقداد وعمّار [وفي روايةٍ ـ بَدَل (وعمّار): وأبي ذرّ]»([17]).

وورُوي عن النبيّ(ص) أيضاً أنّه قال: «لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان»([18]).

وهذا ما دفع ذلك الشاعر إلى أن يقول:

كانَتْ مودَّةُ سلمان لهُمْ رَحِماً

ولم يَكُنْ بين نوحٍ وابنِه رَحِمُ

نعم، أحبَّ سلمان اللهَ ورسولَه، فأحبَّه اللهُ ورسولُه، حتّى خصَّه النبيّ(ص) بلقاءٍ خاصّ لا يشاركه فيه أحدٌ، حيث تقول أمّ المؤمنين عائشة: «كان لسلمان مجلسٌ من رسول الله(ص)، ينفرَّد به بالليل، حتّى كاد يغلبنا على رسول الله(ص)»([19]).

قُرْبٌ وإخلاص

لقد كان المقرَّب من النبيّ الأكرم(ص)، ولا يقْرُب من النبيّ(ص) إلاّ مَنْ قَرُب من الله. وهكذا ندرك حقيقة عَظَمة وقيمة سلمان المحمّديّ.

ولمّا قُبض رسول الله(ص) لم ينحرِفْ سلمان عن الخطّ المستقيم، لم يُغيِّرْ ولم يبدِّل، وكيف تنمحي من ذاكرته كلمات رسول الله(ص): «عليٌّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور معه حيث دار»، و«مَنْ كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه…». نعم، لم تَزَلْ هذه الكلمات ترنّ في أذنَيْه، وكأنّه يسمعها الآن مباشرةً من رسول الله(ص)، فكيف يحيد عنها؟! ولذا بقي على ولائه للإسلام ورموزه، وهم النبيُّ(ص) وآلُه الطاهرون(عم)، فأُوذي ما أُوذي، ولكنّه لم يَهِنْ ولم يضعُف، ولم يسقط كما سقط الكثيرون.

زهدٌ وتواضع

ولشدّة فضله وعلمه وزهده ولاّه الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب المدائن، وبقي والياً عليها إلى أن وافاه الأَجَل.

وقد كان(ر) نِعْم التابع لرسول الله(ص) وأمير المؤمنين(ع)، حيث عاش التواضع والزهد وهو في منصبه الحكوميّ الرفيع، فقد دخل عليه قومٌ وكان يعمل الخوص فقيل له: لِمَ تعمل هذا وأنتَ أميرٌ، يجري عليك رزقٌ يبلغ خمسة آلاف دينار، فتتصدَّق به؟! فقال: إني أحبّ أن آكل من عمل يدي. وكان يفترش نصف عباءته؛ لينام عليه، ويلتحف بالنصف الآخر([20]).

هذه الصفات جعلَتْه القريب إلى الله عزَّ وجلَّ، وإلى رسول الله(ص)، وإلى أمير المؤمنين عليٍّ(ع)، حتّى أنّه جاء من المدينة إلى المدائن ليغسِّله؛ تكريماً وتعظيماً.

فالسلامُ على العبد الصالح، والصحابيّ الجليل، سلمان الفارسيّ المحمّدي، يوم وُلد، ويوم مات، ويوم يُبعث حيّاً. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) روى الطوسي في الأمالي: 133، عن محمد بن محمد، عن أبي القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه(ر)، عن أبيه، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس جميعاً، عن عليّ بن محمد بن عليّ الأشعري، عن محمد بن مسلم بن أبي سلمة الكندي السجستاني الأصمّ، عن أبيه مسلم بن أبي سلمة، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن محمد بن يوسف، عن منصور بزرج قال: قلتُ لأبي عبد الله الصادق(ع): ما أكثر ما أسمع منكَ يا سيِّدي ذكر سلمان الفارسي! فقال: لا تقُلْ: الفارسي، ولكنْ قُلْ: سلمان المحمدي، أتدري ما كثرة ذكري له؟ قلت: لا. قال: لثلاث خلال: أحدها: إيثاره هوى أمير المؤمنين(ع) على هوى نفسه؛ والثانية: حبّه للفقراء واختياره إيّاهم على أهل الثروة والعدد؛ والثالثة: حبّه للعلم والعلماء. إنّ سلمان كان عبداً صالحاً، حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين.

([2]) قال الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة: 165 ـ 166: «كان اسم سلمان روزبه بن خشبوذان. وما سجد قطّ لمطلع الشمس، وإنما كان يسجد لله عزَّ وجلَّ، وكانت القبلة التي أُمر بالصلاة إليها شرقيّة، وكان أبواه يظنّان أنّه إنّما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم. وكان سلمان وصيّ وصيّ عيسى(ع) في أداء ما حمل إلى مَنْ انتهَتْ إليه الوصيّة من المعصومين، و هو آبي(ع)».

([3]) روى المفيد في الاختصاص: 221 ـ 222، عن محمد بن عليّ [الصدوق]، عن محمد بن موسى بن المتوكِّل، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أبي أحمد الأزدي، عن أبان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن سعد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: سألت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) عن سلمان الفارسي ـ رحمة الله عليه ـ وقلت: ما تقول فيه؟ فقال: ما أقول في رجلٍ خلق من طينتنا، وروحه مقرونة بروحنا، خصَّه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها، وظاهرها وباطنها، وسرّها وعلانيتها، ولقد حضرت رسول الله(ص) وسلمان بين يديه، فدخل أعرابيٌّ، فنحّاه عن مكانه، وجلس فيه، فغضب رسول الله(ص) حتّى درّ العرق بين عينَيْه، واحمرَّتا عيناه، ثمّ قال: يا أعرابيّ، أتُنحّي رجلاً يحبه الله تبارك وتعالى في السماء، ويحبّه رسوله في الأرض. يا أعرابي، أتنحّي رجلاً ما حضرني جبرئيل إلاّ أمرني عن ربّي عزَّ وجلَّ أن أقرئه السلام. يا أعرابيّ، إنّ سلمان منّي، مَنْ جفاه فقد جفاني، ومَنْ آذاه فقد آذاني، ومَنْ باعده فقد باعدني، ومَنْ قرَّبه فقد قرَّبني. يا أعرابيّ، لا تغلظنّ في سلمان؛ فإنّ الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، قال: فقال الأعرابيّ: يا رسول الله، ما ظننتُ أن يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت! أليس كان مجوسيّاً، ثمّ أسلم؟! فقال النبيّ(ص): يا أعرابيّ، أخاطبك عن ربّي وتقاولني، إنّ سلمان ما كان مجوسياً، ولكنّه كان مظهراً للشرك، مضمراً للإيمان…، الحديث.

([4]) روى قصّةَ إسلام سلمان الفارسيّ ابنُ إسحاق في السيرة النبويّة (المغازي) 2: 66 ـ 71، عن أحمد، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، عن سلمان الفارسي قال: كنتُ رجلاً من أهل فارس، من أهل أصبهان…، الحديث.

([5]) ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ (الأنعام: 74 ـ 78).

([6]) راجع قصّة سلمان الكاملة على الرابطين التاليين:

http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/bayne-yadayin/005.htm

http://www.alshirazi.net/monasabat/monasabat/108.htm

([7]) ابن سعد في الطبقات الكبرى 2: 680.

([8]) روى ابن سعد في الطبقات الكبرى 7: 318 ـ 319، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ن عن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جدّه قال: اختصم المهاجرون والأنصار في سلمان يوم الخندق فقال رسول الله(ص): «سلمان منّا أهل البيت».

وقد ذكره بذلك أيضاً عدّةٌ من أئمّة أهل البيت(عم)، وهم: أمير المؤمنين عليّ(ع)، وعليّ بن الحسين زين العابدين(ع)، ومحمد بن عليّ الباقر(ع)، وجعفر بن محمد الصادق(ع).

ـ فقد روى الكشّي في معرفة الرجال 1: 59 ـ 60، عن جبريل بن أحمد، عن أبي سعيد الآدمي سهل بن زياد، عن منخل، عن جابر، عن أبي جعفر(ع) قال: دخل أبو ذرّ على سلمان وهو يطبخ قدراً له، فبينا هما يتحدّثان إذ انكبَّتْ القدر على وجهها على الأرض، فلم يسقط من مرقها ولا ودكها شيء، فعجب من ذلك أبو ذرّ عجباً شديداً، وأخذ سلمان القدر فوضعها على وجهها حالها الأول على النار ثانية، وأقبلا يتحدّثان، فبينا هما يتحدّثان إذ انكبَّتْ القدر على وجهها، فلم يسقط منها شيءٌ من مرقها ولا ودكها، قال فخرج أبو ذرٍّ وهو مذعورٌ من عند سلمان، فبينا هو متفكِّرٌ إذ لقي أمير المؤمنين(ع) قال له: يا أبا ذرّ، ما الذي أخرجك من عند سلمان؟ وما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذرّ: يا أمير المؤمنين، رأيتُ سلمان صنع كذا وكذا، فعجبت من ذلك، فقال أمير المؤمنين(ع): «يا أبا ذرّ، إنّ سلمان لو حدَّثك بما يعلم لقُلْتَ: رحم الله قاتل سلمان. يا أبا ذرّ، إنّ سلمان باب الله في الأرض، مَنْ عرفه كان مؤمناً، ومَنْ أنكره كان كافراً، وإنّ سلمان منّا أهل البيت».

وروى الصدوق في الأمالي: 324 عن أبيه(ر)، عن عبد الله بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ بن الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن أبي غسّان النهدي، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن المسيّب بن نجبة، عن عليٍّ(ع) أنّه قيل له: حدِّثنا عن أصحاب محمد(ص). حدِّثنا عن أبي ذرّ الغفاري. قال:…، قالوا: فحدِّثنا عن سلمان الفارسي، قال: «أدرك العلم الأوّل والآخر، وهو بحرٌ لا ينزح، وهو منّا أهل البيت».

ـ وروى الصفّار في بصائر الدرجات: 45: عن عمران بن موسى، عن محمد بن عليّ وغيره، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه قال: ذُكرت التقيّة يوماً عند عليّ بن الحسين(ع)، فقال: «واللهِ، لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله، ولقد آخى رسول الله(ص) بينهما، فما ظنّكم بساير الخلق؟! إن علم العالم صعبٌ مستصعب، لا يحتمله إلاّ نبيٌّ مرسل، أو مَلَكٌ مقرَّب، أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. قال: وإنما صار سلمان من العلماء؛ لأنّه امرؤٌ منّا أهل البيت(عم)، فلذلك نسبه إلينا».

وروى الكليني في الكافي 1: 401، عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله(ع) قال: ذكرت التقية يوماً عند عليّ بن الحسين(عما) فقال: «واللهِ، لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله، ولقد آخى رسول الله(ص) بينهما، فما ظنّكم بساير الخلق؟! إن علم العلماء صعبٌ مستصعب، لا يحتمله إلاّ نبيٌّ مرسل، أو مَلَكٌ مقرَّب، أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. فقال: وإنما صار سلمان من العلماء؛ لأنّه امرؤٌ منّا أهل البيت، فلذلك نسبته إلى العلماء».

ـ وروى الكشّي في اختيار معرفة الرجال 1: 54، عن جبريل بن أحمد، عن الحسن بن خرزاد، عن أحمد بن عليّ وعليّ بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن الحسن بن صهيب، عن أبي جعفر(ع)، قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال: فقال أبو جعفر(ع): «مَهْ، لا تقولوا: سلمان الفارسي، ولكنْ قولوا: سلمان المحمدي، ذلك رجلٌ منّا أهل البيت».

ـ وروى الصفّار في بصائر الدرجات: 37 ـ 38، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن زياد العبدي، عن الفضل بن عيسى الهاشمي قال: دخلتُ على أبي عبد الله(ع)، أنا وأبي عيسى، فقال له: أمِنْ قول رسول الله(ص): سلمان رجلٌ منّا أهل البيت؟! فقال: نعم، فقال: أي من ولد عبد المطلب؟! فقال: منّا أهل البيت، فقال له: أي من ولد أبي طالب؟! فقال: منّا أهل البيت، فقال له: إنّي لا أعرفه، فقال: فاعرفه يا عيسى؛ فإنّه منّا أهل البيت، ثمّ أومى بيده إلى صدره، ثمّ قال: ليس حيث تذهب، إن الله خلق طينتنا من عليِّين، وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك، فهم منّا، وخلق طينة عدوِّنا من سجّين، وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك، وهم منهم. وسلمان خيرٌ من لقمان.

وروى الكشّي في اختيار معرفة الرجال 1: 52، عن حمدويه بن نصير، عن أبي الحسين بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعتُ أبا عبد الله(ع) يقول: «أدرك سلمان العلم الأوّل والعلم الآخر، وهو بحرٌ لا ينزح، وهو منّا أهل البيت».

وروى المفيد في الاختصاص: 11، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: «أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منّا أهل البيت…، الحديث».

([9]) روى الطوسي في الأمالي: 525، عن جماعةٍ، عن أبي المفضَّل، عن رجاء بن يحيى بن الحسين العبرتائي الكاتب، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود، عن أبي ذرٍّ قال: دخلتُ ذات يومٍ، في صدر نهاره، على رسول الله(ص) في مسجده، فلم أَرَ في المسجد أحداً من الناس إلاّ رسول الله(ص)، وعليٌّ(ع) إلى جانبه جالسٌ، فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، أَوْصِني بوصيّةٍ ينفعني الله بها، فقال: «نعم، وأكرم بك يا أبا ذرّ! إنّك منّا أهل البيت، وإنّي موصيك بوصيّةٍ إذا حفظْتَها فإنّها جامعةٌ لطرق الخير وسبله، فإنّك إنْ حفظتها كان لك بها كفلان…، الحديث ـ وهو طويلٌ جدّاً ـ».

([10]) في الأصول الستّة عشر / أصل عاصم بن حميد الحنّاط: 23، روى أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي، عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب، عن أبي القاسم حميد بن زياد بن هوارا، عن عبيد الله بن أحمد، عن مساور وسلمة، عن عاصم بن حميد الحنّاط؛ وعن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر العلوي الموسائي، عن أبي العبّاس عبيد الله بن أحمد بن نهيك، عن مساور وسلمة جميعاً، عن عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي بصير قال: سمعتُ أبا جعفر(ع) يقول: «ما زال الزبير منّا أهل البيت، حتّى نشأ ابنه عبد الله بن الزبير، ولقد حلق رأسه وهو يقول: لا يبايع (نبايع) إلاّ عليّاً، ولقد أخذ عمر سيفه فكسره بين حَجَرين».

([11]) روى المفيد في الاختصاص: 195، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الوليد الخزّاز، عن يونس بن يعقوب قال: دخل عيسى بن عبد الله القمّي على أبي عبد الله(ع)، فلمّا انصرف قال لخادمه: ادْعُه، فانصرف إليه، فأوصاه بأشياء، ثمّ قال: «يا عيسى بن عبد الله، إنّ الله يقول: ﴿وَاْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ﴾، وإنّك منّا أهل البيت…، الحديث».

([12]) روى الكشّي في اختيار معرفة الرجال 2: 473، عن عليّ بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عليّ الهمداني، عن عليّ بن إسماعيل التيمي، عن ربعي بن عبد الله، عن غاسل الفُضَيْل بن يسار، قال: إنّي لأغسِّل الفضيل بن يسار وإنّ يده لتسبقني إلى عورته، فخبَّرْتُ بذلك أبا عبد الله(ع) فقال لي: «رحم الله الفضيل بن يسار، وهو منّا أهل البيت».

([13]) روى الكشّي في اختيار معرفة الرجال 2: 623، عن جعفر بن معروف، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله(ع): «يا بن يزيد، أنت واللهِ منّا أهل البيت»، قلتُ له: جُعلتُ فداك من آل محمد؟! قال: «إي واللهِ، من أنفسهم»، قلتُ: من أنفسهم؟! قال: «إي واللهِ، من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾[آل عمران: 68]».

ورواه الطوسي في الأمالي: 45، عن محمد بن محمد، عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة، عن حيدر بن محمد السمرقندي، عن محمد بن عمر الكشّي، عن محمد بن مسعود العيّاشي، عن جعفر بن معروف، مثله.

([14]) روى الكشّي في اختيار معرفة الرجال 2: 685 ـ 686، عن عليّ بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، قال: قال لي يونس: ذكر لي أبو عبد الله(ع)، أو أبو الحسن، شيئاً أستر به، قال: فقال لي: «لا واللهِ، ما أنت عندنا متَّهمٌ، إنّما أنت رجلٌ منّا أهل البيت، فجعلك الله مع رسوله وأهل بيته، والله فاعلٌ ذلك إنْ شاء الله».

([15]) روى ابن إدريس الحلّي في باب النوادر في مستطرفات السرائر: 564، نقلاً من كتاب أبان بن تغلب، عن عليّ بن أسباط، عن الحجّال، عن حمّاد أو داوود، شكّ أبو الحسن، قال: جاءت امرأةُ أبي عبيدة إلى أبي عبد الله(ع) بعد موته، فقالت: إنما أبكي أنه مات وهو غريبٌ، فقال لها: «ليس هو بغريبٍ؛ إن أبا عبيدة منّا أهل البيت».

([16]) رواه القاضي النعمان في دعائم الإسلام 1: 62، معلَّقاً عن أبي عبد الله الصادق(ع).

([17]) رواه محمد بن سليمان الكوفي في مناقب الإمام أمير المؤمنين(ع) 1: 206، عن خضر بن أبان، عن يزيد بن هارون، عن شريك، عن أبي ربيعة الأيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله(ص) فقال: إن الله أمرني بحبّ أربعة، وأخبرني أنه يحبُّهم، قال: قيل: مَنْ هم يا رسول الله؟ قال: عليٌّ (منهم). فلمّا كان في اليوم الثاني خرج علينا فقال: إن الله أمرني بحبّ أربعةٍ، وأخبرني أنه يحبُّهم، قال: قلنا: مَنْ هم يا رسول الله؟ قال: عليٌّ (منهم). فلمّا كان في اليوم الثالث قال مثل ذلك، قلنا: (يا رسول الله ألا) تخبرنا بهؤلاء الأربعة؟ قال: (هم) عليٌّ وسلمان والمقداد وأبو ذرّ.

ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار 3: 487، عن ابن عبد الله، بإسناده عن رسول الله(ص) قال: أمرني ربّي بحبّ أربعةٍ، قيل: ومَنْ هم يا رسول الله؟ قال: عليّ وسلمان والمقداد وعمّار.

([18]) نسبه ابنُ عبد البرّ في الاستيعاب 2: 636، إلى ما رُوي عن النبيّ(ص)، من وجوهٍ.

([19]) رواه ابنُ عبد البرّ في الاستيعاب 2: 636، معلَّقاً عن عائشة.

([20]) قال ابنُ عبد البرّ في الاستيعاب 2: 635: «وذكر معمر، عن رجلٍ من أصحابه قال: دخل قومٌ على سلمان، وهو أمير على المدائن، وهو يعمل هذا الخوص، فقيل له: لِمَ تعمل هذا وأنت أميرٌ، يجري عليك رزقٌ؟! فقال: إني أحبّ أن آكل من عمل يدي.

وذكر هشام بن حسّان، عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدَّق به، ويأكل من عمل يده. وكانت له عباءةٌ يفترش بعضها، ويلبس بعضها».

وروى ابنُ سعد في الطبقات الكبرى 4: 89، عن أبي داوود سليمان بن داوود الطيالسي ويحيى بن عبّاد، عن شعبة، عن سماك، عن النعمان بن حميد أنّه قال: دخلتُ مع خالي على سلمان بالمدائن، وهو يعمل الخوص، فسمعتُه يقول: أشتري خوصاً بدرهم، فأعمله، فأبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهماً فيه، وأنفق درهماً على عيالي، وأتصدَّق بدرهم، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيتُ.



أكتب تعليقك