19 فبراير 2016
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬544 مشاهدة

(معركة الجَمَل)، الدوافع والوقائع والعِبَر

2016-02-19-منبر الجمعة-(معركة الجمل)، الدوافع والوقائع والعِبَر

(الجمعة 19 / 2 / 2016م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.

تمهيد

قال أمير المؤمنين وإمام المتَّقين عليّ بن أبي طالب(ع): «فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفةٌ؛ ومرقت أخرى؛ وقسط آخرون، كأنَّهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83]. بلى والله، لقد سمعوها ووعوها، ولكنَّهم حَلِيَتْ (=احْلَوْلَتْ) الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها»([1]).

نلتقي في هذا اليوم بذكرى (معركة الجَمَل)، معركة الإمام عليٍّ مع الناكثين لبيعتهم له(ع). فعليٌّ(ع) بعد وفاة النبيّ(ص) صبر عن المطالبة بحقِّه بقوّة السلاح؛ خوفاً على الإسلام والمسلمين من الضياع والتصدُّع، فبقي طيلة 25 سنة يخدم الإسلام وأهله من خارج دائرة الحكم والسلطة، يرشد هذا، ويشير على ذاك، وينقذ هذا من موقفٍ كاد يودي به إلى الهلاك لولا تدخُّل أمير المؤمنين(ع) في الوقت المناسب؛ لينقذ الإسلام الذي ادَّعى تمثيله ظلماً وعدواناً أولئك المغتصبون للخلافة الإسلاميّة، فحرموا المسلمين من حركة النهضة والتطوُّر والتحضُّر والرقيّ، ولا زالوا يعانون من تخلُّفهم عنها إلى اليوم.

طغيانٌ وفساد

وهكذا نجد أنّ أولئك الطغاة قد عاثوا في الأرض فساداً، وابتدعوا في دين الله ما حلا لهم، فحرَّموا حلاله، وحلَّلوا حرامه، وكانوا يستغلّون مواقعهم ومراكزهم في الحكم والسلطة للوصول إلى أهدافهم الشخصيّة، ومصالحهم الذاتيّة.

وقد برز هذا الأمر بشكلٍ كبير ولافت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفّان، الذي مكَّن أنسباءه الأُمَويِّين من رقاب الناس، حيث استباحوا الحُرُمات، وانتهكوا المُقَدَّسات، وسرقوا الأموال، وخرَّبوا البلاد، واستحكموا على العباد، فثار الناس عليهم بعد أن افتُضِح أمرهم، وهجموا على دار الخليفة عثمان، وقتلوه، بالرغم من أنّ أمير المؤمنين عليّاً(ع) قد بعث بولدَيْه الحسن والحسين(عما) لحماية داره؛ إعذاراً إلى الله ورسوله في انّه لم يفتح للفتنة باباً، ولم يسلك فيها طريقاً.

الإمام عليّ(ع) في مهمّة الإصلاح

واجتمع الناس بعد مقتل عثمان لمبايعة الإمام عليٍّ(ع)، فقام بأعباء الخلافة الظاهريّة لمّا رأى الناس قد اجتمعوا عليه، وألزموه بها، ولكنَّه كان يعرف أنّ كثيراً من هؤلاء لن تعجبهم خطواته الإصلاحيّة التي سيقوم بها بعد استلامه السلطة، ولكنّ الواجب يقتضي منه النهوض بأعباء الخلافة، كما أنّ الدين يفرض عليه الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وهذا ما عبَّر(ع) عنه، فقال: «أما والذي فلق الحبَّة وبرأ النَّسْمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحُجّة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يُقارّوا على كِظّة ظالمٍ، ولا سَغَب مظلومٍ، لألقَيْتُ حَبْلَها على غاربها، ولسقَيْتُ آخرَها بكأس أوَّلها، ولألفَيْتُم دُنياكم هذه عندي أزهد من عَفْطة عَنْزٍ»([2]).

وقال عبد الله بن العبّاس: دخلتُ على أمير المؤمنين(ع) بذي قار، وهو يخصف نَعْله، [وذلك في خروجه لقتال أهل البصرة، أي في معركة الجَمَل نفسها]، فقال لي: ما قيمة هذا النَّعْل؟ فقلتُ: لا قيمة لها، فقال(ع): «واللهِ، لهي أحبُّ إليَّ من إمرتكم، إلاّ أن أقيم حقّاً، أو أدفع باطلاً»([3]).

وهكذا نهض(ع) نصيراً للحقّ، حتَّى لم يترك له الحقُّ صديقاً.

حِلْفُ الطَّمَع والفتنة

فالزُّبَير بن العوّام (وهو ابنُ عمَّة النبيّ(ص)، وقد وقف إلى جانب الإمام عليٍّ(ع) بعد أحداث السقيفة، وأعطاه صوته في الشورى) وطلحة بن عبيد الله التَّيْمي (وهو أوّل من بايع الإمام عليّاً بعد مقتل عثمان) بايعاه بعد مقتل عثمان؛ طمعاً في أن يكون لهما نصيبٌ في الحكم، ويولِّيهما الكوفة والبصرة، ولمّا لم يُعْطِهما ما كانا يبغيان من سلطةٍ وحكومة وأموال، انطلقا إلى أمّ المؤمنين عائشة، وهي التي كانت تحمل في صدرها الكثير من البَغْضاء والشَّحْناء لعليٍّ وآل عليٍّ؛ ليشكِّلا معها حِلْفاً يخدع الكثير من الناس، بَدْءاً من شعاره (الثأر لدم الخليفة عثمان)، وصولاً إلى تظاهره بالشرعيّة المستمدّة من وجود زوجة النبيّ(ص) فيه.

وكم هي واهيةٌ تلك الحُجَج؟! وكأنَّهم تناسَوْا أنّهم هم الذين الَّبوا الناس على عثمان، حتّى اشتُهر عن أمّ المؤمنين عائشة قولها: «اقتلوا نعثَلاً فقد كَفَر (=فقد فَجَر)»([4])، وتعني بذلك عثمان، وقد شبَّهته بذلك الرجل اليهوديّ الفاسد. ونعثل في اللغة تعني الشيخ الأحمق. ولعلَّ قولَها هذا هو أوّل تكفيرٍ عَلَنيّ لمسلمٍ يتشهَّد الشهادتَيْن، ولكنَّه لا يعمل بسُنَّة رسول الله(ص).

وهكذا عمل هؤلاء الثلاثة (الزبير وطلحة وعائشة) على تأليب الناس على الإمام عليٍّ(ع)، داعين إلى نقض بيعته، إلاّ أن يقتصَّ(ع) من قَتَلة عثمان، وما كان ذلك إلاّ غطاءً لمؤامرتهم؛ إذ لم يكن قتلة الخليفة عثمان معروفين، فكيف يقتصّ أمير المؤمنين(ع) منهم؟! وهل يجوز له أن يقتصّ من الناس على الظنِّ والتُّهْمة؟!

ولمّا اجتمع لهم من البصرة وغيرها العدد الكافي للحَرْب، ساروا لقتال أمير المؤمنين(ع)، في معركةٍ طاحنة قُتل فيها خَلْقٌ كثير. ومن الطريف أن نذكر أنّ عائشة قد ركبت في لذك اليوم جَمَلاً أحمر، ولذا سُمِّيت تلك المعركة بـ (معركة الجَمَل)؛ إذ كانت تأمر أتباعها بالدفاع عنه، وحمايته من هَجَمات جيش عليٍّ(ع). ويُروى أيضاً أنّها في طريقها إلى البصرة مرَّتْ بمكانٍ يُدعى (الحَوْأَب)، فنبحت كلاب تلك المنطقة على القافلة، فسألت عن اسمها، فقالوا: هي الحَوْأَب، فقالت: رُدُّوني رُدُّوني. ولمّا سُئلت عن السبب أخبرتهم أنّها تذكَّرت أنّها كانت مع بعض نساء النبيّ(ص) عنده ذات يومٍ، فقال: «أيَّتُكُنَّ صاحبة الجَمَل الأحدب، تنبحها كلابُ الحَوْأَب، يُقتَل من حولها خَلْقٌ كثير، ثمّ التَفَت إليها، وقال: إيّاكِ أن تكوني أنتِ يا حُمَيْراء»([5]) (وكانت حسناء بيضاء، والعرب تقول للبيضاء: حميراء)، فلمّا سمع طلحة والزبير كلامها أحضروا لها أعراباً شهدوا لها زُوراً أنّ هذه المنطقة ليست منطقة الحَوْأَب ـ وكانت هذه أوَّل شهادة زُورٍ في الإسلام ـ، فتابعَتْ طريقها مهمَلةً ذلك التنبيه الإلهيّ لها.

ولمّا أمر اللهُ تبارك وتعالى لعليٍّ(ع) بالنصر، ولأعدائه بالهزيمة، وقبض المسلمون على الجَمَل، أمرهم عليٌّ(ع) أن يحرقوه، وتلا قوله تعالى: ﴿وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً﴾ (طه: 97).

وهجم أنصارُ أمير المؤمنين(ع) يريدون سَبْي النساء، كما جَرَتْ العادة في الحروب آنذاك، فمنعهم أمير المؤمنين(ع)، وبيَّن حُرْمة ذلك مع أهل الإسلام، فهم الناكثون أو المارقون أو القاسطون، وقد يجب قتالهم، ولكنْ تبقى لهم بعض الأحكام المختلفة عن أحكام الكُفّار والمشركين. بل إنّه(ع) بعث بأمِّ المؤمنين عائشة إلى المدينة المنوَّرة في موكبٍ مَهيب من أربعين امرأةً ملثَّمات كأنَّهنَّ الرجال، فظنَّتْ أنّ عليّاً(ع) لم يَرْعَ لرسول الله(ص) فيها حُرْمةً، ونالَتْه بسوءٍ، فلمّا وصَلْنَ المدينة كشفْنَ عن وجوههنَّ، وعلمَتْ أيَّ خليفةٍ هو عليّ بن أبي طالب(ع).

دروسٌ وعِبَر

أيُّها الأحبَّة، إنّ لنا في معركة الجَمَل دروساً كثيرة، ومنها:

1ـ إنّ البيعة للإمام العادل لا يجوز أن تكون طمعاً في الدنيا، ورغبةً في سلطانٍ، وإنَّما يجب أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى، وأداءً للتكليف الملقى على عاتق كلِّ مؤمنٍ في نصرة إمام الحقّ والهدى، وإقامة العَوَج والأَمْت.

2ـ إنّ مَنْ يتشهَّد الشهادتين فهو محقون الدم، محفوظ المال، مصون العِرْض، هذا هو المبدأ والقاعدة الأوّليّة. ولكنّ هذا المسلم قد ينحرف عن التزامه بتعاليم الإسلام، ويعيث في الأرض فساداً، ويخرج لقتال المسلمين وترويعهم، ويعتدي على أموالهم وأنفسهم، فحينها يجب على وليّ الأمر أن يدفعه، ويردّه، ولو بقتاله، وسفك دمه. فهذا أمير المؤمنين عليٌّ(ع) لم يُقاتل منكرين للإسلام، وإنّما قاتل مسلمين ينطقون بالشهادتين، ويصلُّون، ويصومون، ويحجّون، ويزكّون، وقد قاتلهم لأنّهم اعتدَوْا على الناس في البصرة وغيرها، وروَّعوا الآمنين، ونقضوا عهدهم وبيعتهم له، وهو الإمام بالنصّ ـ كما نعتقد ـ، والخليفة بالانتخاب والبيعة ـ كما جرى واقعاً آنذاك ـ.

لقد قاتلهم وهو يعلم أنّ فيهم عائشة، أمّ المؤمنين بنصّ القرآن الكريم، حيث يقول: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ (الأحزاب: 6)، ولكنْ ما هو معنى الأمومة هنا؟ هل هي الأمومة المعنويّة التي تفرض على الأبناء الطاعة والانقياد، كما هي أبوّة النبيّ(ص) وعليّ(ع) لهذه الأمّة([6])، بنسائها ورجالها، أو أنّها أمومةٌ من نوعٍ آخر؟

أيُّها الأحبَّة، لو كانت أمومةً معنويّةً لما جاز لأمير المؤمنين عليٍّ(ع) أن يقاتلها. إذن هي أمومةٌ من نوعٍ آخر، هي أمومة التحريم، تحريم الزواج منهنَّ، فنساءُ النبيّ(ص) على رجال هذه الأمّة كأمّهاتهم، وكما لا يجوز للرجل أن يتزوَّج أمَّه أبداً، فكذلك لا يجوز للمسلم أن يتزوَّج من نساء النبيّ(ص) بعد وفاته أبداً، وبأيّ حالٍ من الأحوال. ومع ذلك فقد حفظ لها أمير المؤمنين عليٌّ(ع) قرابتها من رسول الله، فلم يقتلها، ولم يَسْبِها، ولم يعرض لها بسوءٍ، وأرسلها ـ كما تقدَّم ـ مُكَرَّمةً إلى بيتها في المدينة المنوَّرة.

3ـ إنّ الإمام عليّاً دافع عن عثمان في بيته؛ كي لا يكون مساهماً في فتح بابٍ لن يُغلق سريعاً، ألا وهو قتل الخلفاء في بيوتهم حين لا يرتضيهم الناس. ولكنّ الله أجرى الأمور بمقاديرها، وقُتل عثمان، ونال جزاء مخالفته للسنن النبويّة الكريمة، كما صرَّحَتْ بذلك أمّ المؤمنين عائشة في أكثر من مناسبةٍ، حيث كانت تعرض رداء رسول الله(ص)، وتنادي: «أيُّها الناس، هذا قميصُ رسول الله(ص) لم يَبْلَ وقد بليَتْ سنَّته. اقتلوا نَعْثَلاً، قتل الله نَعْثَلاً»([7]).

ولكنَّ عليّاً(ع)، وهو الإمامُ العالم والعادل، لن يسير بسيرة مَنْ سبقه، وسيعيد الحقَّ إلى أهله، وسيستعيد ما سُرق وضُيِّع من أموال المسلمين، وهو القائل: «واللهِ، لو وجدتُه قد تُزُوِّج به النساء، ومُلِكَ به الإماء، لردَدْتُه؛ فإن في العَدْل سعةً، ومَنْ ضاق عليه العدل فالجَوْر عليه أضيق»([8]).

وكأنِّي به(ع) يرسم لنا خارطة طريقٍ للإصلاح الماليّ والسياسيّ، الذي نفتقده في أيّامنا هذه، حيث المبدأ المعتَمَد هو: عفا الله عمّا مضى.

أيُّها الأحبّة، يا أتباع عليٍّ وآل عليٍّ، هذا هو المنهج والطريق، هذا هو سبيل النَّصْر والفَوْز في الدنيا والآخرة. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالَمين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) نهج البلاغة 1: 36، الخطبة الشقشقيّة؛ ورواه الصدوق في علل الشرائع 1: 150 ـ 151، عن محمد بن عليّ ماجيلويه، عن عمِّه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع).

([2]) نهج البلاغة 1: 37، الخطبة الشقشقيّة؛ ورواه الصدوق في علل الشرائع 1: 150 ـ 151، عن محمد بن عليّ ماجيلويه، عن عمِّه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع).

([3]) نهج البلاغة 1: 80، من خطبةٍ له(ع) عند خروجه لقتال أهل البصرة.

([4]) راجِعْ: تاريخ الطبري 3: 477؛ تاريخ ابن الأثير 3: 206؛ ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 1: 52، 72.

([5]) راجِعْ: تاريخ الطبري 3: 485 ـ 486؛ تاريخ ابن الاثير 3: 210؛ البداية والنهاية (لابن كثير) 6: 236 ـ 237، 7: 258، تاريخ ابن خلدون 2: 155؛ إمتاع الأسماع (للمقريزي) 13: 232؛ ينابيع الموّدة لذوي القربى (للقندوزي) 2: 388.

وروى الصدوق في معاني الأخبار: 305، عن الحاكم أبي حامد أحمد بن الحسين بن علي، عن محمد بن العبّاس، عن إبراهيم بن إسحاق، عن إبراهيم بن سعيد، عن أبي نعيم، عن عصام بن قدامة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبيّ(ص) أنه قال لنسائه: «ليت شعري، أيَّتكنَّ صاحبة الجمل الأدبب، التي تنبحها كلاب الحوأب، فيقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة، ثم تنجو بعدما كادت».

([6]) رواه الصدوق في الأمالي: 65، عن محمد بن علي(ر)، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن عليّ الكوفي، عن عامر بن كثير السرّاج النَّهْدي، عن أبي الجارود، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سيِّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيِّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيِّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عم)، عن سيِّد النبيّين محمد بن عبد الله خاتم النبيِّين(ص) أنه قال ـ في حديثٍ ـ: …وأنا وإيّاه أَبَوا هذه الأمّة.

ورواه أيضاً في الأمالي: 410 ـ 411، عن محمد بن أحمد السناني(رض)، عن محمد بن جعفر الكوفي الأسدي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن عبد الله بن أحمد، عن القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعيد بن علاقة، عن أبي سعيد عقيصا، عن سيد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عم)، عن سيِّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) قال: قال لي رسول الله(ص): يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك. أنا المصطفى للنبوّة، وأنت المجتبى للإمامة. وأنا صاحب التنزيل، وأنت صاحب التأويل. وأنا وأنتَ أَبَوا هذه الأمّة…، الحديث.

ورواه أيضاً في الأمالي: 755، عن عليّ بن عيسى القمّي(رض)، عن عليّ بن محمد ماجيلويه، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليٍّ(عم) قال: قال رسول الله(ص) ـ في حديثٍ ـ: …يا عليّ، أنا وأنتَ أَبَوا هذه الأمّة…، الحديث.

ورواه الصدوق في علل الشرائع 1: 127، وعيون أخبار الرضا(ع) 1: 91 ـ 92، ومعاني الأخبار: 52، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رض)، عن أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن(ع)، مرفوعاً ـ في حديثٍ ـ: …أنا وعليّ أَبَوا هذه الأمّة…، الحديث.

ورواه الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة: 261، عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه(عم)، مرفوعاً ـ في حديثٍ ـ: …وأنا وعليّ أَبَوا هذه الأمة…، الحديث.

ورواه الصدوق في معاني الأخبار: 118، عن أبي محمد عمّار بن الحسين(رض)، عن عليّ بن محمد بن عصمة، عن أحمد بن محمد الطبري، عن محمد بن الفضل، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي، عن ابن سليمان، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن عليّ بن أبي طالب(ع)، مرفوعاً ـ في حديثٍ ـ: …أنا وأنتَ أَبَوا هذه الأمّة…، الحديث.

([7]) رواه الرازي في المحصول في علم أصول الفقه 4: 343.

([8]) نهج البلاغة 1: 46، من كلامٍ له(ع) في ما ردَّه على المسلمين من قطائع عثمان.



أكتب تعليقك