18 يونيو 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
15٬319 مشاهدة

المرجعيّة الرشيدة، جولةٌ في حياة السيد فضل الله وأعماله الفكريّة والسياسيّة والخيريّة

 (بتاريخ: 4 ـ 9 ـ 2011م)

في الذكرى الثانية لرحيل سيّدنا الأستاذ المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) نقدِّم هذه المقالة المتواضعة تحيّةَ إجلالٍ وإكبارٍ لروحه الطاهرة، وعطائه الخالد في نشر الوعي والإسلام الأصيل في ساحتنا الإسلاميّة، ووقوفه سدّاً منيعاً، صامداً شامخاً، في وجه تيّار الغلوّ والخرافة، وأفكار التخلُّف والانحراف، بعيداً عن الوقائع والحقائق، لا تأخذه في الله لومةُ لائمٍ، ولا يخشى أحداً إلاّ الله. وأرسى بذلك ـ وإلى الأبد إنْ شاء الله ـ دعائمَ نهجِ وعيٍ وإصلاح، فانحسر نهجُ الغلوّ والخرافة والعصبيّة المذهبيّة.

وبعد رحيل المرجع الكبير يسعى أتباع النهج المنحرِف جاهدين للقضاء على فكر ونهج هذا العالم الربّانيّ الجليل، ولكنْ هيهات هيهات لما يوعَدون، ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

فخر النسب والعمل

هو السيد محمد حسين عبد الرؤوف فضل الله (رحمه الله). وينتهي به النسب إلى الإمام الحسن السبط ابن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام). وكفى بذلك فخراً، مع إيمانه (رحمه الله) بأن الفخر الحقيقيّ إنما هو بالعمل الصالح، والتزام التقوى والفضائل والأخلاق الحميدة.

هكذا فهم السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) الحياة منذ طفولته، فكتب وهو لا يزال في العاشرة من عمره:

«فمن كان في نظمِ القريضِ مفاخراً
ولستُ بآبائي الأبـاة مُفاخِـراً
فإن أكُ في نيـلِ المعـالي مقصّراً
سأنهج نهـج الصالحين وأرتـدي
وأجهد نفسي أن أعيش مُعـزّزاً

ففخريَ طُرّاً بالعُلا والفضائِـلِ
ولست بمن يبكي لأجلِ المنازلِ
فلا رجّعت باسمي حُداةُ القوافلِ
رداء العلا السامي بشتّى الوسائلِ
وليس طلاَبُ العزِّ سهلَ التناولِ»[1]

الولادة الميمونة والنشأة المباركة

ولد العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله في النجف الأشرف في العراق، في ١٩/شعبان/١٣٥٤هـ، الموافق ـ بحسب برامج التحويل الحديثة ـ لـ 16/تشرين الثاني/1935م.

وهكذا كانت ولادته «في تلك المنطقة الشيعيّة المقدَّسة من العراق، في النجف الأشرف، على كتف الصحراء، حيث تولَّد فيه الإحساس باللانهاية، وانعكس ذلك في شعره الوجدانيّ والعرفانيّ معاً. كما أنَّه ولد في مدينةٍ تتَّصل فيها قبور الأموات بمنازل الأحياء، هناك في مقبرة وادي السلام، حيث قبور الأولياء والعلماء والمنذورين…، ربما لا يعرف الواحد أين تبتدئ المقبرة وأين تنتهي المدينة»[2].

نشأ السيد فضل الله (رحمه الله) في كنف والده المرجع الدينيّ السيد عبد الرؤوف فضل الله وعمّه السيد محمد سعيد فضل الله (رحمهما الله)، وتأثَّر بهما كثيراً، ولا سيّما أسلوب والده التربويّ المنفتح الذي لا يضع أيّ حاجزٍ أمام أيّ سؤال ما دام السائل في صدد البحث عن الحقيقة وتحصيل اليقين.

«وتزامنت ولادته مع بزوغ حركة الإصلاح السياسيّ في بداية الثلاثينات، حيث كان المعسكران الرأسماليّ والشيوعي يتجاذبان الواقع الدوليّ»[3].

«وعاصر أيضاً بروز حركة الإصلاح الدينيّ للمرجع محسن الأمين، ونقده للممارسات الدينيّة المتمثِّلة بالمجالس الحسينيّة التي تعرض ثورة الإمام الحسين بأسلوب غير صحيح، يمتزج بالخرافة والأساطير، فضلاً عن نقد الأساليب المتَّبعة في تدريس العلوم الدينيّة، وضرورة أن تكون المناهج حديثة وسلسة»[4].

العلاّمة فضل الله في مسيرته العلميّة

1ـ دراسته

لم يتجاوز السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) المرحلة الابتدائيّة في دراسته الأكاديميّة، وانتقل منها إلى الدراسة الدينيّة. وقد بدأ دراسته الدينيّة في النجف الأشرف في سنٍّ مبكرة جدّاً، في سنة 1363هـ، وكان عمره آنذاك 11 سنة، فأكمل دروس المقدّمات والسطوح كلّها على يد والده السيد عبد الرؤوف فضل الله (رحمه الله)، ولم يكن له في تلك المرحلة أستاذٌ آخر غير والده، إلاّ في ما يسمّى بـ «كفاية الأصول»، حيث درس الجزء الثاني منها على يد أحد الأساتذة الإيرانيّين، وهو الشيخ مجتبى اللنكراني[5]. ولما بلغ السادسة عشرة من عمره بدأ الحضورَ الفاعل في دروس البحث الخارج عند كلٍّ من: السيد أبو القاسم الخوئيّ (رحمه الله)؛ والسيد محسن الحكيم (رحمه الله)؛ والشيخ حسين الحلّيّ (رحمه الله)؛ والسيد محمود الشاهروديّ (رحمه الله). كما درس الفلسفة على يد أبرز أساتذة الفلسفة في النجف، وهو الملاّ صدرا القفقازي، المعروف بـ «صدرا البادكوبي»، وذلك بوصية من أستاذه السيد الخوئيّ (رحمه الله)[6]. واستمرّت دراسته حتى عام 1385هـ.

وقد ظهرت علامات النبوغ واضحةً جليّةً على السيد فضل الله، فكان مثالاً للطالب المجدّ، ما لفت أنظار أقرانه إليه، حتّى أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر قد أخذ تقريرات بحث السيد فضل الله إلى السيد الخوئيّ؛ لكي يُطْلِعه على مدى الفضل الذي كان يتمتَّع به، فأقرّ له بذلك، وهكذا نال السيد فضل الله ثقة أستاذه، وأصبح وكيلاً مطلقاً عنه في الأمور التي تناط بالمجتهد العالم.

2ـ النتاج العلميّ المتميِّز

لم يقصر السيد فضل الله (رحمه الله) نفسه على الدراسة الحوزويّة التقليديّة، وإنّما انفتح على عالم الثقافة بأسره، فكان القارئَ النَّهِمَ لشتّى الإصدارات الأدبيّة والثقافيّة، على اختلاف مشاربها، والشاعرَ الملتزم، والأديبَ الناقد، والكاتبَ الهادف، والخطيبَ المفوَّه، والباحثَ عن الحقيقة أينما وجدها.

«كان يقرأ المقالات التي يكتبها الأدباء والمفكِّرون في المجلاّت المصريّة واللبنانيّة التي كانت تصل إلى النجف آنذاك، فكان يقرأ ـ في سنّ العاشرة ـ «مجلّة المصوّر» المصريّة، و«مجلّة الرسالة» التي كان يصدرها حسن الزيّات، و«مجلّة الكاتب» التي كان يصدرها طه حسين، وغيرها»[7].

وانطلق في مشواره الأدبيّ وهو ابن عشر سنين، فنظم الشعر فصيحاً بليغاً هادفاً راقياً سامياً، فقال:

والدينُ هو عقيدةٌ شعَّتْ على أُفُق الوجودِ

ومبادئُ توحي لنا روحَ التضامنِ والصمود

وعمد مع «مجموعة من زملائه، ومنهم: السيد محمد مهدي الحكيم، نجل المرجع السيد محسن الحكيم، إلى إصدار مجلة خطّية باسم (الأدب). يقول العلاّمة المرجع السيد فضل الله (رحمه الله) في هذا المجال: وكنا نحرِّرها في سنّ العاشرة أو الحادية عشرة في ذلك الوقت، وكنّا نكتب عدداً كلّما زاد مشتركٌ، وكنا نعيش هذا الهاجس في أنفسنا»[8].

«وعندما أصدرت جماعة العلماء في النجف الأشرف مجلة (الأضواء) سنة1380هـ، وهي مجلة ثقافيّة إسلاميّة ملتزمة، كان سماحته أحد المشرفين عليها، مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين.

يقول سماحته: كان السيد محمد باقر الصدر، في السنة الأولى منها، يكتب افتتاحيّتها بعنوان «رسالتنا»، وكنت أكتب أنا الافتتاحيّة الثانية بعنوان «كلمتنا»، وقد جمعتُ هذه الافتتاحيات في كتابي «قضايانا على ضوء الإسلام»»[9]. وقد استمر يكتب في تلك المجلّة مدّة 6 سنوات.

3ـ تدريسه

ومع تميُّزه الواضح من الناحية العلميّة قصَدَتْه في النجف الأشرف مجموعاتٌ عدّة من الطلاّب ليكون لها أستاذاً، «فعمد ـ وهو لا يزال طالباً في دروس البحث الخارج ـ إلى تدريس اللمعة الدمشقية، والرسائل، والكفاية أيضاً»[10].

وعاد السيد فضل الله ـ أواخر العام 1966م ـ إلى لبنان وطنه الأمّ مبلِّغاً وداعيةً إلى الله تعالى، استجابةً لقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾، غير أنّه لم ينقطع عن العطاء العلميّ، واستمرّ في التدريس الحوزويّ في مرحلة السطوح، ثمّ درّس بحث الخارج في الفقه والأصول لأكثر من عشرين عاماً، وكان يحضر درسه في بيروت ما يزيد عن مئة طالبٍ من اللبنانيّين والعراقيّين وغيرهم، وقد درس على يديه العديد من أهل العلم والفضل وأساتذة الحوزة، وقد صدرت جملةٌ من التقريرات لأبحاثه في النكاح والرضاع والوصيّة والمواريث والقضاء، وغيرها، بالإضافة إلى مئات أشرطة التسجيل الصوتيّ في الأبواب الفقهيّة والأصوليّة المتنوِّعة.

وبالإضافة إلى درس الخارج في بيروت، كان يدرِّس البحث الخارج في حوزة المرتضى في دمشق ـ سوريا، في يومَيْ السبت والأحد من كلّ أسبوع، وكان يحضر درسه العديد من طلاّب العلم وأساتذة الحوزة، من العراقيّين والخليجيّين بشكل خاصّ، ممَّنْ هاجروا إلى الشام، وأقاموا في جوار السيدة زينب (عليها السلام)، وقد درّس سماحته في أبوابٍ مختلفة من الفقه، وطبع من تقريراته كتاب فقه الإجارة، وفقه الشركة، وفقه مناسك الحجّ.

4ـ طلاّبه

تلمّذ على يد العلاّمة فضل الله عددٌ وافرٌ جدّاً من الطلاّب، يُعدّون بالمئات، ونذكر هاهنا نذراً قليلاً منهم: السيد إبراهيم أبو الحسن، رئيس المجلس السياسيّ في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد، الشيخ إبراهيم بلّوط، الشيخ إبراهيم خازم، الشيخ إبراهيم شرارة، الشيخ إبراهيم قصير، الشيخ أحمد حمدان، الشيخ أحمد صالح، المفتي الشيخ أحمد طالب، السيد أحمد نسيم عطوي، الشيخ أحمد كوراني، الشيخ أسعد فنيش، الشيخ أيمن همدر، الشيخ جعفر الشاخوري (من البحرين)، ولده السيد جعفر فضل الله، الشيخ جهاد فرحات، الشيخ حسان عبد الله، السيد حسان ياسين، الشيخ حسن البغدادي، الشيخ حسن بدوي، الشيخ حسن حلاّل، الشيخ حسن شاهين، الشيخ حسن مشيمش، الشيخ حسن مَلَك، الشيخ حسن مهدي، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الشيخ حسين الخشن، الشيخ حسين درويش، الشيخ حسين عبد الله، الشيخ حسين مرعي، الشيخ حمدان حمدان، الشيخ خضر عامر، الشيخ خليل شقير، الدكتور الشيخ خنجر حمية، الشيخ الشهيد راغب حرب، الشيخ رضوان المقداد، الشيخ زهير كنج، الشيخ زين العابدين بن سرحان، السيد شريف السيد، السيد شفيق الموسوي، الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي، الشيخ صلاح العسّ، الشيخ عادل مونس، الشيخ عباس السبلاني، الشيخ عباس حسن، السيد عباس علي الموسوي، الشيخ عبد الإله دبوق، الشيخ عبد الرسول حجازي، الشيخ عبد العزيز سلامة، مسؤول وحدة العمل الاجتماعيّ في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد، السيد عبد الله الغريفي (من البحرين)، الشيخ عبد الله عسّاف، الشيخ عبد المجيد عبّاس (من سوريا)، عضو المكتب السياسيّ في حزب الله الشيخ عبد المجيد عمّار، الشيخ عبد المنعم مهنا، السيد عطا الله جعفر، الشيخ علي العفّي، الشيخ علي حلاوي، الشيخ علي خازم، الشيخ علي سْلِيم، الشيخ علي سماحة، الشيخ علي سنان، الشيخ علي سويدان، الشيخ علي شحرور، الشيخ علي شحيمي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السابق الشيخ علي طه، الشيخ علي عباس نبهان، ولده السيد علي فضل الله، السيد علي فضل الله، الشيخ الشهيد علي كريّم، الشيخ علي كوثراني، الشيخ عماد قاسم، السيد فيصل أمين السيد، الشيخ مالك سليمان، الشيخ محسن سليمان حيدر، الشيخ محسن عطوي، الشيخ محمد أديب قبيسي، السيد محمد الحسيني، مدير مكتب الوكيل الشرعيّ العامّ للإمام الخامنئيّ في بيروت الشيخ محمد توفيق المقداد، الشيخ محمد جعفر شمس الدين، أخوه السيد محمد جواد فضل الله، الشيخ محمد حسن، الشيخ محمد عباس دهيني، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، الشيخ محمد شحرور، الشيخ محمد عسّاف، أخوه السيد محمد علي فضل الله، الشيخ محمد عمرو، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب والوزير الحاج محمد فنيش، السيد محمد كاظم فضل الله، الشيخ محمد محسن الفقيه، الشيخ محمد مراد، رئيس الهيئة الشرعيّة في حزب الله الشيخ محمد يزبك، الشيخ محمود جبق، الشيخ محمود هيدوس، الشيخ مرتضى حسن، الشيخ مصطفى خشيش، الشيخ مصطفى عسّاف، الشيخ مصطفى قماطي، الشيخ ناصر الحركة، الشيخ نجيب صالح، الدكتور السيد نجيب نور الدين، الشيخ نزيه قميحة، السيد نسيم عطوي، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الشيخ وهيب مغنية، الشيخ ياسر يوسف عودة، الشيخ يوسف حسن سبيتي، رئيس تجمُّع علماء جبل عامل الشيخ يوسف دعموش، الشيخ يوسف عاصي، الشيخ يوسف علي سبيتي، الشيخ يوسف عمرو، الشيخ يوسف قاروط، الشيخ يوسف كنج، الشيخ يوسف نبها، وغيرُ هؤلاء كثيرٌ جدّاً.

5ـ مؤلَّفاته

لسماحة العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله مؤلَّفات كثيرة ومتنوِّعة، وهي تلامس جميع ما نعايش من مشاكل، وتضع الحلول المناسبة لها على المستوى النظريّ، وعلى المستوى العمليّ في بعض الأحيان، من خلال نظرة الإسلام إلى هذه المشاكل، إضافةً إلى العديد من المقالات الفكريّة والثقافيّة في مختلف المجلاّت الإسلاميّة، والتي ترعى الجانب الفكريّ والثقافي.

ويمكن تقسيم مؤلَّفاته إلى قسمين:

الأوّل: المؤلَّفات العامّة.

الثاني: المؤلَّفات الخاصّة، وهي المؤلَّفات الفقهيّة والاستدلاليّة، التي وإنْ كانت ـ كما هي العادة في هذا المجال ـ تكتب بأقلام طلاّبه وتلامذته، إلاّ أنها تعبّر عن الروح العامّة لدروسه العالية، والتي كان يلقيها على طلاّب العلم في بيروت، وفي دمشق الشام.

5ـ 1ـ الدراسات القرآنيّة[11]

1ـ من وحي القرآن (24 مجلّداً)، إضافةً إلى مجلّد خاصّ بالفهارس.

وقد اتّسم هذا التفسير المتميِّز لسماحته باعتماده على الصحيح من الأحاديث والسنّة النبويّة الشريفة وعلوم اللغة والعقل والفلسفة، وفق منهج اجتهاديّ يعتمد العلم والمنطق والعقلانيّة المواكبة للتطوّر الاجتماعيّ والحضاريّ والإنسانيّ.

2ـ أسلوب الدعوة في القرآن (مجلّد واحد).

ويرسم فيه للدعاة إلى الله الخطّ الإسلاميّ الأصيل، الذي يجب أن يسير عليه الداعية في حياته العلميّة من أجل الرسالة.

3ـ الحوار في القرآن، قواعده ـ أساليبه ـ مُعطياته (مجلّد واحد).

وقد كتبه في أجواء الحرب الأهليّة اللبنانية منذ حوالي خمسة وثلاثين عاماً، كتبه في أضواء الشموع وعلى وقع أصوات القذائف، وذلك عندما كان يعيش سماحته بين أهله المستضعفين في منطقة النبعة، رافضاً المغادرة. ولقد تضمَّن هذا الكتاب محاولة لاكتشاف آفاق الحوار القرآني وأساليبه وقواعده ودارسة معطياته العلميّة، وذلك وفق منهجيّة تجمع الجوانب الفكريّة العامّة لقواعد الحوار والنماذج التطبيقيّة الواقعيّة في تجارب الأنبياء وغيرهم.

4ـ من عرفان القرآن (مجلّد واحد).

وهو عبارة عن مجموعة من الأحاديث الوعظيّة الإرشاديّة التي ألقاها العلاّمة فضل الله أمام جموع المصلّين في ليالي الجمعة في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) في بئر العبد، وهي مستوحاة من الآيات القرآنية التي تقود الإنسان إلى معرفة الله ووعي دينه، والسير به في خط العرفان الإلهيّ، الذي يُمثِّل القرآن الكريم الكتاب الذي يؤصِّل قواعده ومناهجه وخطوطه الفكريّة والعلميّة.

5ـ حركة النبوّة في مواجهة الانحراف (مجلّد واحد).

وهو محاضرات تفسيريّة في السور الثلاث المباركة: يُونس ـ هود ـ يُوسف. يلقي فيها العلاّمة فضل الله الضوء على سيرة النبوّة.

6ـ محاضرات حول الصداقة والصديق من خلال القرآن الكريم والسنّة الشريفة.

5ـ 2ـ الدراسات الفقهيّة

1ـ فقه الشريعة (3 مجلّدات/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)): وهو الرسالة العمليّة المفصَّلة للمرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله).

2ـ أحكام الشريعة (مجلّد واحد/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)): وهو ملخَّصٌ للرسالة العملية «فقه الشريعة».

3ـ المسائل الفقهية (مجلّدان/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)): وهو مجموعة من الاستفتاءات وأجوبتها.

4ـ الفتاوى الواضحة (مجلّد واحد/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)): ويمثِّل تعليقة المرجع فضل الله على كتاب الفتاوى الواضحة للسيّد الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله).

5ـ كتاب الصوم (مجلّد واحد/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: مكتب شؤون الاستفتاء.

6ـ دليل مناسك الحجّ (مجلّد واحد/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)).

7ـ مسائل في الحجّ (3 مجلّدات/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: مكتب الاستفتاءات.

8ـ استفتاءات في الحجّ (مجلّد واحد/فتاوى المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: مكتب شؤون الاستفتاء.

9ـ رسالة الحجّ (مجلّد واحد).

10ـ كتاب النكاح (مجلّدان/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الشيخ جعفر الشاخوريّ.

11ـ فقه القضاء (مجلّدان/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الشيخ حسين الخشن.

12ـ فقه المواريث والفرائض (مجلّدان/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الدكتور الشيخ خنجر حمية.

13ـ فقه الطلاق وتوابعه (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الشيخ محمد أديب قبيسي.

14ـ فقه الحجّ (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الشيخ جهاد عبد الهادي فرحات.

15ـ فقه الأطعمة والأشربة (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الشيخ محمد أديب قبيسي.

16ـ فقه الشركة (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: السيد محمد الحسيني.

17ـ كتاب الجهاد (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: السيد علي فضل الله.

18ـ القرعة والاستخارة (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ.

19ـ الوصيّة (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ.

20ـ اليمين والعهد والنذر (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ.

21ـ فقه الإجارة في شرح العُروة الوثقى (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: السيد محمد الحسيني.

22ـ الصيد والذباحة (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ.

23ـ رسائل الرضاع (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الشيخ محمد أديب قبيسي.

24ـ قاعدة لا ضرر ولا ضرار (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): إعداد: الشيخ محمد أديب قبيسي.

25 ـ البلوغ (مجلّد واحد/تقريراً لأبحاث المرجع فضل الله (رحمه الله)): بقلم: السيد جعفر فضل الله.

26ـ فقه الحياة (مجلّدان): وهو حوارٌ في فقه الحياة، أجراه: أحمد أحمد وعادل القاضي.

27ـ تحدّيات المهجر بين الأصالة والمعاصرة (مجلّد واحد): وهذا الكتاب مختصٌّ بجمع أحاديث السيد فضل الله وأجوبته عن الأسئلة المتنوِّعة والاستفتاءات التي تخصّ المهاجرين إلى بلاد الانتشار في العالم، إعداد: السيد مصطفى الشوكي.

5ـ 3ـ الدراسات الفكريّة والثقافيّة

1ـ المرجعيّة المؤسَّسة، إنجازات وآمال (مجلّد واحد): ويُمثِّل هذا الكتاب ثمرةً من ثمار الجهد الذي بذله المرجع الراحل منذ ما يزيد عن الخمسين عاماً، ضمن حركة موسوعيّة ورؤية تتناول مجالات الحياة عامّة، في كلّ ما يهمّ الإنسان المسلم وتطلّعاته في مشروع المرجعيّة المؤسَّسة. وهو من تصميم وتنفيذ الدائرة الإعلاميّة في مكتب المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الخدمات الاجتماعيّة.

2ـ المرجعيّة وحركة الواقع (كتيِّب): ويُمثِّل هذا الكُتيِّب وجهة النظر الاجتهاديّة للسيد فضل الله في نظرته إلى المرجعيّة في مواكبتها لحركة الواقع في كلّ عصر.

3ـ الفقيه والأمّة، تأمّلات في الفكر الحركيّ والسياسيّ والمنهج الاجتهاديّ عند الإمام الخمينيّ (مجلّد واحد): ويشرح السيد فضل الله في هذا الكتاب الفكر الحركيّ والسياسيّ والمنهج الاجتهاديّ عند الإمام الخمينيّ (رحمه الله). إعداد: السيد مصطفى الشوكي.

4ـ في رحاب دعاء الافتتاح، ودعاءَيْ استقبال ووداع شهر رمضان المبارك.

5ـ في رحاب دعاء كُميل.

6ـ في رحاب دعاء مكارم الأخلاق.

7ـ مع روحانية الزمن: يشرح السيد فضل الله في هذا الكتاب المعاني الروحيّة والتعبديّة المتعلِّقة بمعاني أدعية أيام الأسبوع الواردة عن الأئمّة (عليهم السلام).

8ـ شهر رمضان، رحلة الإنسان إلى الله، شرح دعاء دخول ووداع شهر رمضان للإمام زين العابدين (عليه السلام).

9ـ رسالة إلى المغتربين: يتضمّن هذا الكتاب توجيهات وإرشادات السيد فضل الله للمغتربين، على المستويات الدينيّة والعباديّة والاجتماعيّة…

10ـ التوبة، عودة إلى الله: ويشرح السيد فضل الله في هذا الكتاب مفهوم التوبة، وأهمية التوبة النصوحة التي منحها الله لعباده؛ ليعيدوا تقويم مسار حياتهم بالابتعاد عن الذنوب والخطايا.

11ـ تقوى الصوم: ويتضمَّن هذا الكتاب تحليلاً للمعاني الإيمانيّة والروحانيّة والإنسانيّة التي يهدف إليها الصوم في بناء الشخصيّة الرساليّة الإسلاميّة الإنسانيّة. إعداد وتنسيق: علي رفعت مهدي.

12ـ آفاق الروح، في أدعية الصحيفة السجاديّة: ويشرح السيد فضل الله أدعية الصحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين (عليه السلام) من منطلق أن هذه الأدعية ليس الهدف منها أن يستعطف ربّه سبحانه رهبةً ورغبةً، وإنما ينطلق في شرحه لهذه الأدعية كتطلعات إنسانيّة روحيّة وتخطيطات عمليّة ومشاريع أخلاقيّة في سيرة الحياة الإنسانيّة.

13ـ أسئلة وردود من القلب: يتضمن هذا الكتاب موضوعات حواريّة مختلفة ومتنوّعة مع السيد فضل الله، لها جوانب شخصيّة، دينيّة، تربويّة، اجتماعيّة، وتاريخيّة. حاوره: وضّاح يوسف الحلو وإسماعيل الفقيه.

14ـ الأخلاقيات الطبّيّة وأخلاقيات الحياة: يتضمن هذا الكتيِّب الضوابط الأخلاقيّة والدينيّة التي ينبغي على الطبيب والممرِّض والمستشفى مراعاتها في التعامل مع الحالات المرضيّة والإنسانيّة.

15ـ تأملات في آفاق الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): يُمثِّل هذا الكتاب حديثاً للمعرفة العقيديّة المتّصلة بالخط العلميّ للإسلام، في ما يُمثِّله الإمام الكاظم (عليه السلام) من موقع إسلاميّ متقدّم على صعيد الإمامة المنفتحة على حركة القيادة الإسلاميّة، التي تمثِّل التزاماً في الوعي العقيديّ، كما تمثِّل التزاماً في الوعي العمليّ.

16ـ نظرة إسلامية حول عاشوراء: ويعطي هذا الكتاب صورة متكاملة ـ نسبيّاً ـ لذكرى عاشوراء في مبرِّراتها، وفي عنوانها وصفتها، وفي وسائل إحيائها، وفي التنظير لمسألة العاطفة والفكر في إحياء القضيّة الحسينيّة. إعداد: السيد جعفر فضل الله.

17ـ على ضفاف الوصيّة: هذا الكتاب هو عبارة عن سلسلة من المحاضرات الرمضانيّة التي يشرح فيها السيد فضل الله وصيّة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد أن غدر به ابن مُلجم.

18ـ في رحاب أهل البيت (عليهم السلام) (مجلّدان): يُمثِّل هذا الكتاب صورة لما سعى إليه السيد فضل الله من التأسيس لخطاب مميَّز حول أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، نستهدي به في تأسيس العقيدة وبناء التشريع، ونستلهمه في صياغة الشخصيّة وتكاملها المعنويّ والروحيّ، ونتعلَّم منه أسلوب الدعوة والحوار، وكيفيّة خوض الصراع، وتحمّل الشدائد، والصبر على التضحيات. إعداد وتنسيق: شفيق محمد الموسوي وسليم الحسني.

19ـ نظرة إسلامية حول الغدير: يركِّز هذا الكتاب على رأي السيد فضل الله الذي يدور حول أن أيّة مسألة إسلاميّة وأيّة فكرة ـ ومنها الولاية ـ لا بدّ أن يكون أساسها النصّ، فحاول سماحته من خلال نصّ حديث الغدير أن يبيِّن أن هذا النصّ الذي عُيِّن فيه الإمام عليّ (عليه السلام) خليفة للمسلمين لم ينطلق من الفراغ، بل كان هو السياق الطبيعي لمسيرة حياة الإمام (عليه السلام)، بل هو الحقّ الحصريّ له من بين كل الصحابة…

20ـ حديث عاشوراء: يُشكِّل هذا الكتاب خلاصةً لأفكار السيد فضل الله، الذي يرى في عاشوراء وفي الحسين (عليه السلام) الذات والإنسان والإمام الثوريّ الصابر والصامد على الفتن للتجربة الإنسانية في كلّ أبعادها الفكريّة والعمليّة. إعداد وتنسيق: السيد جعفر فضل الله.

21ـ عليٌّ ميزان الحقّ: تشمل مادّة هذا الكتاب جمعاً وترتيباً وتبويباً لما طرحه السيد فضل الله حول الإمام علي (عليه السلام)، في سيرته، وحادثة الغدير، وبيعة المسلمين للإمام (عليه السلام)، ومواعظ ونصائح أمير المؤمنين (عليه السلام) في مختلف شؤون الحياة على طول الزمن، وموقع الفكر في كلمات الإمام (عليه السلام)، وحبّ علي (عليه السلام) وبغضه… إعداد وتنسيق: صادق اليعقوبي.

22ـ على شاطئ الوجدان (شعر): تجسِّد هذه المجموعة من القصائد الشعريّة مرحلة في حياة المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله، وهي مرحلة بدايات الشباب، وهي تعكس الواقع النفسيّ الذي كان يعيشه في نبضات القلب، وارتقاءات الإحساس، واهتزازات الوجدان…

23ـ قصائد للإسلام والحياة (شعر): إنها قصائد للإسلام والحياة، للإسلام الذي أبصر المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله نوره في مدينة النجف الأشرف المقدَّسة، حيث الحوزة العلميّة التي ترقى إلى أكثر من ألف سنة، ففي ذلك الجوّ العابق بأنفاس الدُّعاة إلى الله، وتحديداً في مقام أبي الأئمّة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وخلال زيارات سماحته للمقامات الشريفة، كان لا بدّ للنَّفْس من أن تعيش إيحاءات الموت والحياة، وتطلُّ على عوالم الحقّ والسلام، في النجف مدينة العلم ومواكب الشهادة، والاحتفال بذكرى الإمام الحسين (عليه السلام)، ومناسبات وفيات الأنبياء والأئمّة، وذكرى الأعياد الدينيّة…

24ـ يا ظلال الإسلام (شعر): لقد تضمنت قصائد هذا الكتاب رسماً من قبل المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله لملامح مرحلة هامّة من معاناته وتجربته الجهاديّة الغنيّة، ليصيغها في صور شعريّة خلاّبة، سواء في تقديم الفكرة أو في الأسلوب…

25ـ الحركة الإسلاميّة هموم وقضايا: يطرح هذا الكتاب الحركة الإسلاميّة في همومها وقضاياها؛ لأن هذه الحركة تحتاج إلى أكثر من إثارة فكريّة وعمليّة؛ لأن ذلك هو الذي يكشف لها معالم الطريق، ويحدِّد لها اتجاهات الريح، ويُثبِّت لها مواقع أقدامها في المسيرة الطويلة، ويمنحها الثبات في حالات الاهتزاز، ويمنعها من الانحراف، ويبقى معها في الخطّ المستقيم.

26ـ مع الحكمة في خط الإسلام: يتضمن هذا الكتاب محاولة من جانب السيد فضل الله لإثارة التفكير الإسلاميّ في أكثر من قضية، مع الطموحات الإسلاميّة للتحرّك في مواجهة الأحداث بقوّة، وفي التعامل مع المتغيِّرات بواقعيّة لئلا تتحوّل الحركة الإسلاميّة إلى قفزات منفعلة في الفراغ على مستوى التخطيط، أو على مستوى التنفيذ…

27ـ من أجل الإسلام: يتضمن هذا الكتاب دروساً في العقيدة والجهاد، استلهم منها المؤمنون الرؤية الصحيحة لما يحيكه الاستعمار للساحة اللبنانيّة والمنطقة والعالم، فتوضّحت معالم خطّ إسلاميّ سياسيّ شرعيّ في ظروف حالكة، اختلطت فيها المفاهيم، وضاع فيها الناس وسط حملات التشويش والتضليل.

28ـ الحركة الإسلاميّة، ما لها ما عليها: يتضمن هذا الكتاب تشخيصاً لواقع الحركة الإسلاميّة منذ انطلاقتها، ومراجعة نقديّة ومستشرفة لمسارها، متناولاً بالتحليل لنجاحاتها وإخفاقاتها، وذلك من خلال نصوص كتبها السيد فضل الله بقلمه، ومقابلات حيّة أُجريت معه. إعداد: الدكتور السيد نجيب نور الدين.

29ـ في آفاق الحوار الإسلاميّ ـ المسيحي: يركز هذا الكتاب على إضاءات متنوِّعة على طبيعة العلاقة بين الإسلام والمسيحية، مُبيِّناً مختلف الشروط والعوائق والالتباسات التي تحتكم إليها. وقدَّم وجهات نظر تتناول السبل الآيلة للخروج من المأزق، وكان الهمّ الطاغي السعي إلى تأسيس علاقة سليمة ومشتركة، لا تفرضها المنطلقات الفكريّة لكلا الدينين فحسب، بل الضرورات الوجوديّة والوظيفيّة.

30ـ حوارات في الفكر والسياسة والاجتماع: يركِّز هذا الكتاب على أهمّية الحوار كفكرة ونهج آمن به المرجع الدينيّ السيد فضل الله، وأرسى أسسه ودعائمه كوسيلة بشريّة إنسانيّة لا يجب التقليل من أهمّيتها. فكما السلاح وسيلة المتنازعين كذلك الحوار وسيلة المتعارفين، وهما يلعبان أدواراً متعاكسة بنسبة كبيرة جدّاً، فحين يتغلب منطق السلاح ينكفئ منطق الحوار، والعكس صحيح. وكلما ارتفعت قيم الإنسان إلى أعلى كلما كانت وسيلة الحوار هي السلاح الأمضى لتواجه المجموعات البشريّة وتقابلها. إعداد وتنسيق: الدكتور السيد نجيب نور الدين.

31ـ مناقشة هادئة لأفكار بابا الفاتيكان: يتضمن هذا الكُتيِّب ردّاً علميّاً وموضوعياً من قبل المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله على ما ورد من مغالطات واتهامات فكريّة وحضاريّة تمسّ الواقع العقيديّ الإسلاميّ من قبل بابا الفاتيكان (بيندكت السادس عشر)، أثناء المحاضرة التي ألقاها خلال زيارة لموطنه الأصليّ ألمانيا، وذلك بتاريخ 14 أيلول 2006م. إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ.

32ـ الإسلاميّون والتحدّيات المعاصرة، مطارحات فكريّة وسياسيّة معاصرة لسماحة المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله): يستعرض هذا الكتاب ما يتناوله السيد فضل الله بنظرته الشموليّة للتحديات السياسيّة والاستراتيجيّة والتاريخيّة الراهنة، مقدِّماً وجهة نظر الإسلاميّين فيها، مستعرضاً وشارحاً ومحلِّلاً لجملة قضايا، نذكر منها على سبيل المثال: النظام العالميّ الجديد، القوميّة، الماركسيّة، الإرهاب، الأصوليّة، الجمهوريّة الإسلاميّة، الصهيونيّة…إلخ. إعداد: سليم الحسني.

33ـ بيِّنات، حوارات فكريّة في شؤون الدين والإنسان والحياة (مجلّدان): يتضمّن هذا الكتاب مجموعة من الأفكار والملاحظات والمداخلات المنفتحة على أكثر من أفق ثقافيّ، وواقع حركيّ، وانفتاح روحيّ، وصراع فكريّ، وساحة سياسيّة، في حوارات متعلِّقة بشؤون الدين والإنسان والحياة. إعداد وتنسيق: شفيق الموسوي.

34ـ قضايا إسلاميّة معاصرة: يتضمن هذا الكتاب الحواريّ مع السيد فضل الله محاولةً لإيضاح موقف الإسلام أكثر من قضيّة من القضايا، بحيث نجد أن الكثير ممّا نأخذه على الحالة الإسلاميّة لا أساس له على مستوى الشريعة والواقع… إعداد: خالد اللحّام.

35ـ مفاهيم إسلاميّة عامّة: يتضمن هذا الكتاب مدرسةً تربويّةً أخلاقيّةً اجتماعيّةً متحرّكةً حيّةً، استقى المرجع الدينيّ السيد فضل الله ينابيعها الثرّة ومصادرها وعناوينها من كتاب الله العزيز، وسيرة نبيِّه الأعظم، وحركيّة الأئمة الأطهار من أهل البيت (عليهم السلام)، ليكون هذا الإنجاز من المآثر العظيمة التي أوضحت سنّة السيد فضل الله ومنهجيّته وموضوعيته التي بدأها مبكِّراً في سنّ الشباب، وبقي عليها وهو يلِجُ السبعين من العمر، لتبقى هذه المفاهيم عناوين الإسلام ومبادئه…

36ـ رؤى ومواقف: تتضمَّن حلقات (رؤى ومواقف) نموذجاً من الهموم والاهتمامات التي آلى المرجع الدينيّ السيّد محمد حسين فضل الله على نفسه التصدّي لها منذ بداية مسيرته الحركيّة الإسلاميّة، فكان عنوان الإسلام ونهضة الأمّة يُشكِّلان الهاجس الرئيس في فكره ونشاطه، فقد صبّ كلّ اهتمامه على اكتشاف الداء الكبير الذي يفتك بالأمّة، وفي العمل على معالجته مع كلّ ما يكتنف هذا العلاج من جهد وتضحيات وصبر…

37ـ للإنسان والحياة: يتضمَّن هذا الكتاب ردّاً يحمل بين جنباته حلولاً عمليّة وواقعيّة لجملة من المشاكل التي ينوء تحت ثقلها العقل، الذي ضاع بين مدنيّة الغرب وثقل التخلُّف الذي يسكن نسيج الواقع العربيّ والإسلاميّ… وهذه الحلول الغنيّة والمتنوعة وإنْ وضعت الأساس لانطلاق الفكر ليبحث في آفاق أوسع وأشمل، جاءت لتبيِّن حيويّة الإسلام وواقعيّته في نظرته إلى الكون والحياة والإنسان… إعداد وتنسيق: السيد شفيق الموسوي.

38ـ الجُمعة منبر ومحراب: يتضمَّن هذا الكتاب خُطب الجُمعة التي ألقاها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في العام 1988م. وفيه موضوعات فكريّة وثقافيّة واجتماعيّة وسياسيّة وجهاديّة غنيّة ومتنوّعة. إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ.

39ـ صلاة الجُمعة، الكلمة والموقف (4 مجلّدات): يتضمَّن هذا الكتاب خُطَب الجُمعة التي ألقاها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في الأعوام 1989، 1997، 2004م. وفيه موضوعات فكريّة وثقافيّة واجتماعيّة وسياسيّة وجهاديّة غنيّة ومتنوّعة. إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ والسيد شفيق الموسوي.

40ـ إشراقة العقل، أفكار ورؤى وتطلّعات (5 حلقات): تتضمّن هذه الحلقات موضوعات تاريخيّة ودينيّة واجتماعيّة متنوّعة. وتشكِّل الحلقة الخامسة مادّة مختصرة عن كتاب الزهراء القدوة، الذي عمل على إعداده الشيخ حسين الخشن.

41ـ اتجاهات وأعلام، حوارات فكريّة في شؤون المرجعيّة والحركة الإسلاميّة: إعداد: المركز الإسلاميّ الثقافيّ.

42ـ مسائل عقائديّة: يتضمن هذا الكتاب موضوعات تسعى لنشر الوعي العقائديّ والفكريّ بين المؤمنين، بشكل يقوِّي التزامهم الإسلاميّ، ويشدّ من عزيمتهم الإيمانية؛ للصمود أمام حالات التشكيك والنيل من المنهج الحقّ الذي يريده الله سبحانه وتعالى لعباده.

43ـ الإسلام والمسيحيّة بين ذهنيّة الصراع وحركيّة اللقاء: ركّزت هذه المحاضرة من قبل المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله على التأسيس لعلاقة سليمة ومشتركة بين المسيحيّة والإسلام، وفق القواعد الإلهيّة الصافية والسليمة…

44ـ وطنٌ ممنوعٌ من الصرف: هذا الكتاب جمع بين دفّتيه سلسلة المواقف المتنوِّعة من مجرى الحياة السياسيّة والاجتماعيّة اللبنانيّة بين العامين 2005 و2006م.

45ـ الحوار بلا شروط، تمرُّد على ثقافة الخوف: ويمثِّل المقابلة التي أجرتها قناة الـ (LBC) مع المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله)، ضمن برنامج كلام الناس، في 28 ـ 12 ـ 1995م. ويتضمن هذا الحوار التلفزيونيّ موضوعات دينيّة وفكريّة وسياسيّة واجتماعيّة متنوّعة.

46ـ خطوات على طريق الإسلام: وقد كتب المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله هذا الكتاب على ضوء الشموع وصدى القذائف المتناثرة منذ ثلاثين عاماً في حرب أهلية مدمِّرة. وقد تلمّس فيه خطوات الإسلام الحركيّ الأصيل، مستوحياً من معانيه كُلّ دروب الحقّ والخير والجمال.

47ـ تحدّيات الإسلام بين الحداثة والمعاصرة: وهو نصّ المحاضرة التي ألقيت في طرابلس بدعوة من الرابطة الثقافيّة، في 16 ربيع الأول 1419هـ / الموافق 10 تموز 1998م. ويتمحور موضوع المحاضرة على محور مركزيّ قوامه بناء الإنسان، الذي تنفتح حرّيته بمقدار عبوديّته لله، والذي يتمسَّك بالكلمة السواء؛ بحثاً عن مواطن اللقاء مع الآخر…

48ـ الإسلام وقدرته على التنافس الحضاريّ: وهو محاضرة ألقيت في طرابلس بدعوة من الرابطة الثقافيّة في معرض رشيد كرامي الدوليّ، في 22 محرم 1420هـ / الموافق 7 أيّار 1999م. ويتضمَّن هذا الكُتيِّب تظهيراً للمساحات الهامّة والحيويّة التي يتمتَّع بها الفكر الإسلاميّ والرسالة الإسلاميّة، والتي يندرج في سياقها إعادة توكيد عالميّة الرسالة ولازمكانيّتها؛ باعتبارها خاتمة الرسالات، ومتضمِّنة لكافّة المكوِّنات الحضاريّة، التي تباهي وتفاخر بها أيّة حضارة عالميّة راهنة…

49ـ قضايانا على ضوء الإسلام: ويتضمن هذا الكتاب، الذي بدأ المرجع الدينيّ فضل الله كتابة موضوعاته وأبحاثه منذ ستّ وثلاثين سنة، قضايا الإسلام المتنوّعة في الفكر والحركة والمنهج، وفي تحدّيات الواقع، وفي آفاقه الواسعة ومواقعه الممتدّة، وإنسانه المتحرّك أبداً في الطريق إلى تأكيد الإسلام في شخصيّته، وتأكيد الشخصيّة بالإسلام، ويبقى للعاملين في حقل الدعوة والثقافة والحركة الكثير ممّا يبحثون ويفكِّرون ويستنتجون في نطاق الفكر الإسلاميّ الأصيل. فهذا الكتاب أطلق الإسلام الحركيّ فكراً وأسلوباً ودعوةً وحركةً في الحياة…

50ـ خطاب الإسلاميّين والمستقبل: يتضمن هذا الكتاب الحواريّ تأكيداً على تداخل الخطاب الإسلاميّ بالمشروع، والشكل بالمضمون، والمصطلح بالمفهوم، وإصراراً على أنّ الغد يبدأ اليوم، وأن المستقبل يُنحت في الحاضر. لذا سعى الكتاب إلى تحديد معايير وسمات الخطاب نظريّاً وتفصيليّاً، عبر المناقشة وتجديد الخوض في بعض القضايا، التي تُثار باستمرار في الواقع العربي وبين ثنايا الاهتمامات النخبويّة والأكاديميّة. كما أكَّد الكتاب على كثير من القضايا الاستراتيجيّة، والوقوف على تطوّر المشروع الإسلاميّ والحركات الإسلاميّة خلال الأعوام والعقود القادمة، سواء في إطار المجتمعات العربيّة والإسلاميّة أو في العلاقة مع الغرب. إعداد: غسّان بن جدّو.

51ـ حوارات في الحرمين الشريفين: ويتضمَّن هذا الجزء من الموسم ـ وهي موسوعة فصليّة مصوّرة تعنى بالآثار والتراث، صاحبها ورئيس تحريرها: محمد سعيد الطريحي. وهذا الجزء من الموسم دوّنه الأستاذ حسن عبد الحسين اللواتي المسقطيّ وولده الأستاذ علاء ـ الحوارات والأسئلة والاستفتاءات الفقهيّة والعقائديّة والفكريّة والتاريخيّة والسياسيّة التي أجاب عنها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في موسم الحجّ، أثناء لقائه مع الجاليات والحجّاج المسلمين.

52ـ خطاب المقاومة والنصر، في مواجهة الحرب الإسرائيليّة على لبنان (تموز2006م): يقدِّم هذا الكتاب صورة للمرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله المقاوم والمجاهد على كلّ جبهات المقاومة والجهاد. فهو لم يهدأ ولم يلِنْ طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً (حرب تمّوز2006م) من المواجهات الدامية مع قوى الاستكبار والظلم، وكانت روحه تحلِّق مع الشهداء في عليائهم، ومع المجاهدين في مواقفهم، ومع الأهل في قراهم وأماكن نزوحهم، وفي الوقت نفسه كان يقتحم ساحات العدوّ الخلفيّة وقاعات المتآمرين المغلقة، فيفضح العدوّ، ويردّ على المشكِّك، ويحرج المتردِّد، ويُساجل أكثر من جهة سياسيّة، ويحاور غير طرف، ويشدّ من أزر المجاهدين والأهل، فيما كانت عيناه شاخصة إلى جماهير الأمّة، وهي تنهض على إيقاع ملاحم البطولة والجهاد، فيرى تباشير نصرٍ قادمٍ يُعيد للأمّة حضورها في العالم؛ لأن أمّة بلا مقاومة تبقى على هامش التاريخ.

53ـ المدنَّس والمقدَّس، أمريكا وراية الإرهاب الدوليّ: يتضمَّن هذا الكتاب مجموعة من المواقف المركّزة التي أطلقها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله من جملة الأحداث والتطوّرات التي حصلت جرّاء المواجهات المتبادلة بين قوى إسلاميّة وعربيّة من جهة وأمريكا من جهة أخرى…

54ـ إرادة القوّة، جهاد المقاومة في خطاب المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله: هذا الكتاب هو نموذجٌ حيّ لخلاصة تجربة عالم فقيه ومقاوم مجاهد، أسهم بفاعلية في إطلاق حركة المقاومة في لبنان والمنطقة، وكان راعياً لمسارها، فكراً وممارسةً وإشرافاً. ومن هنا يكتسب هذا المؤلَّف أهمّيّته الاستثنائيّة ومصداقيّته الاستراتيجيّة. إعداد وتنسيق: الدكتور السيد نجيب نور الدين.

55ـ الإسلام وفلسطين: تناول هذا الكتاب الحواريّ، من خلال الأسئلة التي طرحت على المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله، موضوعات ومحاور مختلفة، ولاسيّما الموضوعات التالية: كيف يقرأ السيد فضل الله الإسلام، العلم، العقل، الحرّيّة، العدل، المرأة، العلمانيّة، علاقة الإنسان بالله، مسألة الخلافات بين أهل الشيعة وأهل السنّة، دعوته إلى مذهبيّة فكريّة بدلاً من المذهبيّة الطائفيّة، العلاقة بين العروبة والإسلام، علاقة الإسلام بالديانتين اليهوديّة والمسيحيّة، وحظوظ ومستقبل الصراع، نشاطاته الاجتماعية والخيريّة في لبنان ومصادر تمويلها… أجرى الحوار: محمد سويد.

56ـ العلامة فضل الله وتحدّي الممنوع: هدف صاحب هذا الكتاب (علي حسن سرور)، الذي جاء تأليفه وإعداده نتيجة لحوارٍ صريح وواضح مع المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله، إلى التجاوب مع رغبة وتساؤلات الكثير من الناس، الذين أرادوا معرفة آراء السيد فضل الله في الكثير من الأمور التي يشهدها عالمنا حاليّاً، وخاصةً تلك الأمور المتعلِّقة بمستقبل المفاوضات الجارية بين العرب وإسرائيل، ومستقبل النظام العالميّ الجديد، كما تسمّيه الإدارة الأميركية، ومستقبل الوحدة الأوروبيّة؛ لأن معظم هؤلاء الناس قالوا لصاحب الكتاب بأنهم يفهمون مجريات الأمور والأحداث من خلال تصريحات وقراءة العلاّمة فضل الله لهذه الأحداث.

57ـ الإسلام ومنطق القوّة: منذ أكثر من ثلاثين عاماً كتب السيد فضل الله (الإسلام ومنطق القوّة)، في الفترة العصيبة التي كانت الأمّة الإسلاميّة تمرّ بها، وفي المخاض العسير الذي كان يتجاذب الآراء والأهواء، كتبه لأن مسيرة عطائه الجهاديّة، أسلوباً وكلمةً، ركّزت على تصويب المفاهيم الإسلاميّة العامّة، والتي كثر الجدل حولها، ومنها: موضوع القوّة. حيث اعتبر السيد فضل الله أنه لا بدّ أن نركِّز على قضية التربية الإسلاميّة التي يُراد بها تعميق مفاهيم القوّة في فكر الإنسان وشعوره؛ ليرتبط بالقوّة من خلال مفاهيمها الإسلاميّة الواسعة الممتدّة، فلا يبقى عرضة للتأثُّر بالمفاهيم البدائيّة التي تحصُر القوّة في نطاق الفروسيّة الذاتيّة، أو تبتعد بها عن كلّ المعاني والقيم الكبيرة الممتدّة في الحياة؛ فإن ذلك هو الأساس في بناء الشخصيّة الإسلاميّة القويّة الضاربة جذورها في الأعماق. فالقوّة التي أرادها السيد فضل الله هي التي تحمي لنا أهدافنا في العقيدة والحياة، وتطلّعاتنا وآفاقنا التي شرّع الله القوّة عزّة لها. ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين.

58ـ الفقيه والدولة، الفكر السياسيّ الشيعيّ: وهو من تأليف فؤاد إبراهيم. وقد ورد في الكتاب مقابلة خاصّة مع العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله).

59ـ أمراء وقبائل، خفايا وحقائق لبنانيّة: يتضمّن هذا الكتاب أبرز المقابلات الإعلاميّة التي أجراها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله. والتي تتضمّن مواقفه المتعلِّقة بالأوضاع اللبنانيّة، وذلك على مدى نيِّف وعشر سنين، وقد تمّ نشرها أو إذاعتها عبر المجلاّت والإذاعات والتلفزيونات والفضائيّات اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة، وذلك وفق منهجيّة علميّة ومتَّزنة ودقيقة ومتجرِّدة.

60ـ عن سنوات ومواقف وشخصيات، هكذا تحدّث.. هكذا قال: تتمحور مواضيع هذا الكتاب الحواريّ حول الإسلام والحوار، الإسلام والعلم، بناء الإنسان، ومزيج من ذكريات شخصيّة للعلاّمة فضل الله. أما المنطلق الأساس لهذا كلّه فكان السؤال: ماذا حلّ بعد 11 أيلول 2001م؟ ولكن برغبة النقد الإيجابيّ لما لنا وما علينا من تأخُّر وتخلُّف، ولما للغرب وما عليه من الكثير من قلّة العدالة تجاهنا. حاورته: منى سكّريّة.

61ـ تأمُّلات إسلاميّة حول المرأة: سعى هذا الكتاب إلى إيجاد تجربة من أجل المرأة الجديدة إلى جانب الرجل الجديد في وعي الإسلام للجانب الإنسانيّ في علاقتهما ببعضهما، وفي حركتهما في الحياة. وقد استطاع هذا الكتاب أن يُثير بعض الأفكار والتساؤلات، بحيث تحوّل إلى حركة فكريّة إسلاميّة في الصراع الفكريّ والعمليّ.

62ـ دنيا المرأة: يتضمن الكتاب نظريّة المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في معالجته قضية حريّة المرأة، وأهمّيّة دورها في الحياة العامّة، وذلك من منطلق إنسانيٍّ بحت، موظِّفاً علمه وفكره في سبيل الانتصار لإنسانيّتها، ليس على مستوى العناوين فقط، بل على مستوى تجلّياتها العملانيّة أيضاً، وقد انطلق (رحمه الله) في ذلك من حقيقة ثابتة لديه تحكم كامل رؤيته للإسلام، وهي أن الإسلام ما جاء إلاّ لتأكيد إنسانيّة الإنسان وبلورتها. حاورته: سهام حميّة، أعدّته: منى بليبل.

63ـ الزهراء القدوة: ويمثِّل جملةً من كلمات المرجع فضل الله في سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام). إعداد: الشيخ حسين أحمد الخشن.

64ـ الزهراء (عليها السلام) المعصومة، أنموذج المرأة العالميّة: وهو نصّ اللقاء الحواريّ المباشر، في قاعة الجنان، في 20 جمادي الثانية 1418هـ / الموافق 23 تشرين الأول 1997م. ويؤكِّد هذا الكُتيِّب على إعطاء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قيمتها المتعالية، بعيداً عن سوق المزايدات والمهاترات، لتبقى الإنسان القدوة، والمعصومة التي يرى في سيرتها وحياتها كلّ شريف أنموذج الحياة الرائدة.

65ـ على طريق الأسرة المسلمة: وهو نصّ المحاضرة التي ألقاها السيد فضل الله في دمشق، بتاريخ 24 ذي الحجّة 1398هـ / الموافق 24 تشرين الثاني 1978م. ويحاول العلاّمة فضل الله من خلال محاضرته حول الأسرة المسلمة إيجاد تقاليد جديدة مستوحاة من روح الإسلام، من خلال إحياء حفلات الزواج وسط أجواء إسلاميّة تتضمَّن المحاضرات والأناشيد الدينيّة في إطار المسؤوليّة والمرح البريء…

66ـ دنيا الطفل: يتضمَّن هذا الكتاب حواراً جادّاً مع السيد فضل الله حول الطفل والطفولة، بعيداً عن السطحيّة والارتجاليّة، ومنطلقاً من خلال فكرٍ منفتحٍ على الواقع المعاصر، مقارناً بالمشاكل النفسيّة والروحيّة والسلوكيّة والأخطاء التربويّة في التعامل مع الطفل، على صعيد البيت والمدرسة والحياة الاجتماعيّة العامّة… حاورته: السيدة نبيهة محيدلي.

67ـ دنيا الشباب: يتضمَّن هذا الكتاب حواراً شاملاً وصريحاً وجريئاً مع المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله بما يمسّ قضايا ومشكلات الشباب في الصميم… إضافةً إلى ملحق في آخر الكتاب يتضمّن فتاوى أطلقها السيد فضل الله، وهي بمجموعها تتعلَّق بحياة الشباب، وردّاً على تساؤلاتهم. أجرى الحوار: أحمد أحمد وعادل القاضي.

68ـ الرسول الداعية: يتضمَّن هذا الكتاب محاولة لمعرفة الملامح الأصيلة لفكرة الدعوة الإسلاميّة وأساليبها العلميّة أوّلاً، والطبيعة الذاتيّة لشخصيّة الرسالة من خلال شخصيّة الرسول ثانياً، والأجواء الروحيّة والنفسيّة التي تعيش في داخل الداعية أمام التحدّيات أو الصعوبات التي تعترضه أو الأزمات التي تلاحقه ثالثاً…

69ـ الوحدة والصمود: يتضمَّن هذا الكُتيِّب وقفاتٍ تاريخيّةً للمرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في مواجهة الهجمة الإسرائيليّة الوحشيّة على الجنوب والبقاع الغربيّ.

70ـ آفاق إسلاميّة: تتضمَّن موضوعات هذا الكتاب الفكر الحركيّ الإسلاميّ الذي لم يكن يتحرّك في الفراغ في أجواء الترف الفكريّ، بل كان يتحرّك في خطوات العمل ومساره الطبيعيّ في الحياة.

71ـ نداءات للوطن والأمّة: يتضمَّن هذا الكتاب مواقف للسيد فضل الله يحدِّد فيها للوطن صورة الأمن والأمان، ويرسم للأمّة معالم الطريق؛ لتخرج من أنفاق التفتُّت والتكفير والعصبيّات إلى حيث الإسلام النقيّ بكلِّ أصالته؛ لتواجه أوضاعاً قلقة وتحدّيات كبيرة، ولتخرج منتصرة على ذاتها، وعلى أعدائها.

72ـ القائد القدوة: يتضمن هذا الكُتيِّب موضوعات كتبها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله منذ ما يزيد عن الثلاثين عاماً حول خطوات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الدعوة والعمل والجهاد والحركة لإعلاء كلمة الله في الأرض.

73ـ تأملات في داخل السيرة النبويّة؛ على طريق الأسرة المسلمة؛ معركة بدر في معطياتها الإنسانيّة والإسلاميّة [رسالة التآخي(1)]: تنتظم محاضرات العلاّمة فضل الله في هذا الكتاب في إطار الدعوة الإسلاميّة، والذبّ عن مبادئ الدين الحنيف، وتنبيه العقول إلى المعاني الحياتيّة السامية في رسالة الإسلام، والردّ على شُبهات الملحدين والمفسدين، ومكافحة التيّارات الهدّامة، ومحاربة الظلم والفساد.

74ـ الندوة (19 مجلّداً): يُشكِّل مشروع الندوة الحواريّة الذي انطلق به المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في لبنان أوّلاً، ثم امتدّ إلى أرض الشام، أكثر من لقاءٍ أسبوعيّ، يطرح فيه الجمهور همومه الفكريّة والثقافيّة والعقيديّة والفقهيّة أمام العلاّمة فضل الله، ويجيب (رحمه الله) عن هذه الأسئلة بصراحته العلميّة الرزينة المعهودة. وبهذا المعنى والمبنى لا تكون ندوةً للأسئلة وللأجوبة فقط، بقدر ما هي تحريضٌ دائمٌ للتفكير بطريقة إسلاميّة، والعمل بطريقة إسلاميّة. إعداد: عادل القاضي.

75ـ 100 سؤال وجواب (52 حلقة): وهو سلسلة حوارات عقائديّة وفقهيّة وقرآنيّة ومفاهيم عامّة مع المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله). هيئة الإعداد والتنسيق: الشيخ محمد أديب قبيسي؛ السيد جعفر فضل الله؛ الشيخ إسماعيل الزين؛ السيّد شفيق الموسوي.

76ـ الاجتهاد بين أسر الماضي وآفاق المستقبل: يُقدِّم هذا الكتاب، من خلال الفكر الاجتهاديّ المتنوِّر للسيد فضل الله، مقدِّمات نظريّة لمناقشة موضوع الاجتهاد كأحد المواضيع الهامّة جدّاً، والذي بفتحه يُفتح الباب على التواصل مع العالم.

77ـ من وحي عاشوراء: يتضمَّن هذا الكُتيِّب منتخبات ثمينة من محاضرات للمرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في موضوع الحقيقة العاشورائيّة، كحقيقة مطلقة يفوز بها الخيار الحرّ في أسمى التجلّيات العبقريّة للموت، أي الشهادة. وهذه المحاضرات جديرةٌ بأن تفكّ لنا الكثير من شيفرات هذا الحديث الروحيّ العظيم، في تجلّياته ودلالاته وأبعاده، وفي قدرته على الحضور الوجدانيّ والفكريّ العميق عبر التاريخ الإسلاميّ المديد لهذه الأمّة…

78ـ أحاديث في الوحدة الإسلاميّة: يتضمَّن هذا الكتاب موضوع الوحدة الإسلاميّة في فكر وعقيدة وقناعة المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله، كأنشودة للمسلمين اليوم، وخصيصة الأمّة التي ركّز عليها القرآن المجيد، وشعار الصحوة الإسلاميّة الكبرى…

79ـ الإمام عليّ وفقه الوحدة الإسلاميّة: يتضمَّن هذا الكُتيِّب تأكيداً وممارسة من قبل الإمام عليّ (عليه السلام) على الوحدة الإسلاميّة في كلّ خطواته، وفي تعاطيه مع كافّة الصحابة المسلمين. لذا يرى العلاّمة فضل الله أنّه علينا الاهتمام بأمور المسلمين، الاهتمام الفكريّ والسياسيّ والأمنيّ والاقتصاديّ…

80ـ دور المساجد في بناء الأمّة وتأصيل وحدتها: يتضمَّن هذا الكُتيِّب محاضرتين أُلقيتا من قبل السيد فضل الله بفاصل سبع سنوات بين الأولى والثانية. وكلاهما تعملان على تأصيل فكرة الوحدة الإسلاميّة، وتأكيدها، والتنظير لها، والدعوة إليها، وذلك من خلال استلهام آيات القرآن الكريم، وكلمات النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، وسيرتهم العمليّة، كلّ ذلك من موقع الشعور بالمسؤوليّة الشرعيّة والوطنيّة والإنسانيّة الذي يتمتَّع السيد فضل الله بمستوىً عالٍ منه.

81ـ المرأة بين واقعها وحقّها في الاجتماع السياسيّ الإسلاميّ [سلسلة منشورات مركز شؤون العمل النسويّ(1)]: ويمثِّل ندوة حواريّة مع المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله. وتتضمَّن هذه الندوة محاولةً لرفع المظلوميّة التاريخيّة التي لحقت بالمرأة المسلمة، والعمل على توفير الفرص الحضاريّة للمرأة؛ لترقى مكانتها المرموقة في المشروع الحضاريّ الإسلاميّ…

82ـ المقاومة الإسلاميّة، آفاقٌ وتطلُّعات: يتضمَّن هذا الكتاب مساهمةً فاعلةً وفعّالةً من قبل المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في رفد المجاهدين الإسلاميّين في المقاومة الإسلاميّة ومجتمع المقاومة بالتوجيهات الجهاديّة والإيمانيّة اللازمة؛ لتصويب المسار والطريق. إنها كلماتٌ وأفكار أطلقها العلاّمة فضل الله لإثارة بعض الأجواء. وكلّ قيمتها أنها كانت في خطّ حركة الواقع، تتغذّى من روحه، لتغذّيه بالفكر الإسلاميّ من جديد، في عمليّة تفاعل وتكامل، وانطلاقة وحركة متقدّمة نحو الأهداف الإسلاميّة الكبيرة في الحياة…

83ـ تأمُّلات في داخل الشخصيّة الإسلاميّة [رسالة التآخي(2)]: ويمثِّل المحاضرة التي ألقاها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في المؤتمر الثاني عشر لرابطة الشباب المسلم في لندن، في 15 ربيع الثاني 1398هـ / الموافق 24 نيسان 1978م. إصدار: رابطة أصدقاء المسجد.

وتتضمن هذه الرسالة المتأمِّلة سمات ومميّزات الشخصيّة الإسلاميّة الرساليّة.

84ـ أحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة: يتضمَّن هذا الكتاب معظم الكتابات والمقالات التي تحدّث بها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله عن مشروع الوحدة الإسلاميّة، التي سعى من خلالها إلى تظهير الخطوط العامّة لهذا المشروع، عارضاً بالشرح والتحليل لأهمّ مستلزماته، ومبيِّناً لأوجه قوّته وضعفه. وقد توّضح من خلال هذا الكتاب رأي العلاّمة فضل الله ودوره في موضوع الوحدة، من خلال سعيه الدائم لإنعاش روح الإسلام في نفوس المسلمين؛ لأن هذه الروح المتَّقدة ستتكفّل بإيقاظ عقولهم وأجسادهم، وتعيين وجهتها صوب الأيادي الممسكة بخناق الأمّة ومصيرها، وهي التي ستتكفَّل أيضاً بقطع تلك الأيادي التي تلاعبت بماضيها وعبثت بحاضرها، واستبقت بالتشويه صورة مستقبلها. وقد أسّس هذا الإسهام من السيد فضل الله لعمل إسلاميّ مميَّز في موضوع الوحدة الإسلاميّة، التي هي شرطٌ ضروريٌّ ولازمٌ لعودة المسلمين إلى ما كانوا عليه من قوّة ومنعة ومكانة، كأمّة موحّدة، وكقوّة موحّدة في مواجهة الكفر والاستكبار العالميّ… إعداد: الدكتور السيد نجيب نور الدين.

85ـ الإسراء والمعراج والمبعث تاريخاً وانطلاقةً [من أجل الإسلام(15)]: وهو خطبة الجُمعة للمرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله، بتاريخ 29 رجب 1408هـ / الموافق 18 آذار 1988م، من على منبر مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) في بئر العبد في الضاحية الجنوبيّة. ويتضمن هذا الكُتيِّب تعريفاً وشرحاً لذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبويّ الشريف، تاريخاً وانطلاقةً. والهدف الأساس من وراء هذا الموضوع التعريف بتاريخنا الإسلاميّ الرساليّ؛ لكي نستفيد من هذه الدروس؛ لنعرف مسؤوليّتنا أمام الله في مجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة؛ لكي نخاف الله وحده لا شريك له، ونقتدي بسيرة الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته الطيّبين الطاهرين المعصومين…

86ـ فقه الانتخابات، مع الفتاوى الشرعيّة حول السياسة والانتخابات: ويتضمن هذا الكُتيِّب في بعض صفحاته الفتاوى والأحكام الشرعيّة التي أصدرها وأفتى بها المرجع الدينيّ السيد محمد حسين فضل الله في الموضوعات السياسيّة والانتخابيّة… إعداد: الشيخ محمد علي الحاج العامليّ.

6ـ العلاّمة فضل الله شاعراً

جادت قريحة السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) بالشعر منذ صغره ونعومة أظافره. وقد امتاز شعره بالرقّة والالتزام. فأكثرُ شعره مناجاةٌ وابتهالٌ وحنين، مضافاً إلى الرثاء والشعر السياسيّ الذي يصدح بالحقّ، فاضحاً مؤامرات الطواغيت والجبابرة العتاة.

فمن قصيدة له بعنوان (في دروب السبعين):

ربِّ عُدْ بي إليكَ حُرّاً نقيّاً
لأعيشَ الرُّوحَ المنَدَّى برضوا

طاهِرَ الرُّوحِ كالنَّسيمِ البَليلِ
نِكَ حُبَّاً كهينَمَاتِ الأصيلِ

ومن قصيدة له في رثاء والده:

كنتَ روحاً يذوب في اللطف والخـ
وأنا يا أبي هنا في الرياح الـ
أستعيد الروح الذي زرع النو
وصفاء الروح الإلهيّ حتّى

يـرِ ويهفـو وينـتشي ويعانــي
هوج والموجُ هادرٌ في كيانــي
رَ بعيني والحقَّ في وجدانـي
يطرد الحقُّ موكبَ الشيطانِ

ويعيش الحنين إلى أمّه الحنون، لذلك نراه، وهو يرثيها، يشير إلى أنّه عند وفاتها فَقَدَ طفولته، وشعر بشيخوخته. يقول في أبيات نظمها إثر وفاتها:

إلى أين يا روح أمّي…

وماتت… ومات الذي كان يحبو

هناك على صبوات الطفولة…

وأحسستُ بالطفل يصبح كهلاً يعيشُ انحناء شيخوختي…

وتبقى الحياةُ…

وتهربُ منّي جمالاتُها

وأغفو… وأُبصر في الحلم

في رحلة الطيوف

بعيني جمالات أمّي.

ويبقى ابتهالي وكلّ خشوعي

وكلّ الصلاة

ويحيا معي السرُّ سرُّ الألوهة…

يا ربِّ أنت الرحيم

وأنت الكريمُ

لك الحمدُ، رُحماك في روح أمّي[12].

7ـ عالمٌ نحرير ومرجعٌ قدير

نقل أخوه السيد محمد رضا فضل الله عن والده العلاّمة السيد عبد الرؤوف فضل الله (رحمه الله) بعد جلسة نقاش حامية تقييمَه لنجله السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) قائلاً: «لا أتوقَّع أحداً في لبنان يبلغ مستواه العلميّ». وهذه العبارة تؤكِّد التقدير العلميّ الكبير الذي كان يكنّه السيد عبد الرؤوف فضل الله لنجله[13].

ومن الجدير ذكره هنا أيضاً أن والده المرحوم السيد عبد الرؤوف فضل الله (رحمه الله) كان يُرجع بعض مَنْ يسأله عن بعض الفتاوى التي يحتاط بها بعض المراجع احتياطاً وجوبيّاً إلى العلاّمة فضل الله، فكان يقول (رحمه الله): ارجعوا إلى السيد أبي علي [أي السيد محمّد حسين]. وقد سمع الكثيرون منه ذلك، رحمه الله وأعلى درجاته[14].

العلاّمة فضل الله والتواصل مع المجتمع

المشروع المتكامل نحو عطاء إسلاميّ متنوِّع

كان فهم العلاّمة فضل الله لدور عالم الدين مختلفاً تماماً عن فهم الكثيرين من أقرانه، ففي الوقت الذي كان يُنظَر فيه إلى «رجل الدين» على أنّه مسؤول عن دين الناس وآخرتهم فحسب، ولا علاقة له بدنياهم وحياتهم اليوميّة وعلائقهم الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. وبعبارة أخرى: أن تكون حدود عمله بوّابة المسجد أو الحسينيّة، فإذا ما خرج منهما فليس له دورٌ على الإطلاق، كان للسيد فضل الله (رحمه الله) فهمٌ آخر مختلفٌ تماماً، حيث كان يتمثَّل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) من بعده، وكيف كانوا يتعاطون الشأن العامّ بكلّ ما للكلمة من معنى. فعالم الدين ـ وفق هذه الرؤية ـ هو المبلِّغ والمربّي والمعلِّم والمرشِد في كلّ جوانب الحياة.

هو السياسيّ الذي يبيِّن للناس حقيقة ما يدور من الأحداث حولهم، وما ينبغي لهم أن يتّخذوه من مواقف التأييد والرفض لهذا وذاك.

وهو الاقتصاديّ الذي يسعى إلى إقناع الناس باقتصادٍ بعيد عن الغشّ والربا والاحتكار، فيشير من خلال خبرته وحنكته وعلمه إلى ما يسود الحياة الاقتصاديّة للناس من آفاتٍ وعللٍ، داعياً إلى التخلُّص منها، من خلال الالتزام بالتعاليم والأحكام الإلهيّة، التي تمثِّل الفقه الاقتصاديّ للدولة الإسلاميّة.

وهو الاجتماعيّ الذي يواكب الناس في أحزانهم وأفراحهم، ليسعى بكلّ ما أوتي من قوّة وطاقة وإمكاناتٍ مادّيّة ومعنويّة في التخفيف من بؤس البائسين، وشقاء المحرومين، وحرمان المستضعفين، وليسدِّد ويوجِّه الناس في ما يتّخذونه لأنفسهم من عادات وتقاليد للحزن أو الفرح.

لقد كان (رحمه الله) يرى أنّ عالم الدين لا بدّ أن يكون في قلب الحدث بكلّ أبعاده، السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، وأن يكون صاحب الفعل، لا ردّة الفعل فحسب. وهذا ما أكسب حركته نجاحاً وتألُّقاً، حيث رأى فيه الناس محطَّ آمالهم وأحلامهم، فأحبوه وأحبّهم، وأصرّ على أن يكون بينهم حتّى اللحظات الأخيرة من عمره، فبقي إلى جانبهم، نساءً ورجالاً، شيباً وشبّاناً، في السرّاء والضرّاء، يفيض عليهم عطفاً وحناناً ورحمةً، ويَفْدونه بأرواحهم وما يملكون.

1ـ العلاّمة فضل الله (رحمه الله) البارّ بوالدَيْه

عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: «خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي»[15].

ومن هنا فقد كان السيد فضل الله ـ وريثُ الأنبياء بحقّ ـ بَرّاً بوالدَيْه في حياتهما، يحترمهما شديد الاحترام، ويعطف عليهما، طالباً بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، كما أنه كان يذكرهما بكلّ الخير والمحبّة والتلهُّف بعد وفاتهما.

يقول سيّدنا الأستاذ (رحمه الله) واصفاً حياته مع والده: «لعلّ الشخص الوحيد الذي عشتُ معه كلَّ حريتي في النقاش معه في كلّ شيء، حتّى في المحرَّمات من النقاش، هو المرحوم والدي…؛ لأنّه كان يملك الأفق الواسع المنفتح الذي لا يتصوَّره الناس الذين كانوا يتردَّدون إليه…، وهو يمثِّل العالم الروحاني الذي ينطلق الناس إليه في أجواء القداسة، وقد يتصوَّرونه ـ بشكلٍ خاطىء ـ شخصاً بعيداً عن الحياة…، وبعيداً عن الانفتاح…. كان يستمع إليّ، وأنا صغير، إلى كلّ ما يدور في ذهني من أفكار، ومن أوهام، ومن خيالات، ويناقشني كما لو كنتُ إنساناً أملك فكراً ناضجاً، وكانت المناقشات تمتدّ بيني وبينه، حتّى أننا كنّا نثقل أجواء العائلة ونحن على مائدة الغداء أو العشاء…. وهذه الطريقة في الحوار كانت مدخلاً لإثارة ما أحتاجه من مناقشات في ذلك الجوّ. وكان يستجيب لي… وأذكر أنّ هذا الحوار الدائم المستمرّ في القضايا الفكريّة، والقضايا الأصوليّة، والقضايا الفلسفيّة، والقضايا السياسيّة والاجتماعيّة، لم يتوقَّف طيلة حياتي معه، حتّى أنّ آخر ليلة من حياته شهدت بيننا مناقشة علميّة حول إحدى المسائل الفقهيّة. ولذلك فإنّني أعتقد أنّ الإنسان الذي جعلني منفتحاً على كلّ الفكر، وواسع الصدر في كلّ المناقشات، مهما كانت معقَّدة، واحترام الرأي الآخر والإنسان الآخر، هو المرحوم والدي»[16].

ويقول أخوه السيد محمد رضا فضل الله، متحدِّثاً عن علاقة المرجع الراحل (رحمه الله) بوالدته بعد وفاة والدهما: كنّا نجتمع كلّ ليلة جمعة عندها، لنلتقي بعد دعاء كميل، وكانت جلساتٍ حميمةً رائعة، وبالأخصّ مع الوالدة، التي كانت تتعامل معه كابنٍ، لا كعالمٍ، وكان يَطرَب لهذه المعاملة. لذلك نراه وهو يرثيها يشير إلى أنه عند وفاتها فقدَ طفولته، وشعر بشيخوخته، قائلاً:

إلى أين يا روح أمي…

وماتت… ومات الذي كان يحبو

هناك على صبوات الطفولة…

وأحسستُ بالطفل يصبح كهلاً، يعيشُ انحناءة شيخوختي…»[17].

ويقول السيد محمد رضا فضل الله كذلك: «وعن علاقته الوطيدة بوالدته أذكر أنّه وبعد وفاة الوالد تمنّى على إخوته أن لا يشاركه أحدٌ في شؤونها الماليّة والحياتيّة. وكان له ما أراد. فقد وكَّل بأمورها أحد الإخوة، الذي كان يأتي إليها كلَّ صباحٍ لشراء احتياجاتها؛ لتعيش عزيزةً كريمةً بكلِّ عنفوانها وكبريائها[18].

2ـ التبليغ

عاش العلاّمة فضل الله (رحمه الله) قلق المسؤوليّة في الدعوة إلى الله منذ صغره، فلم يكن ليؤمن بحياة الدعة والاستكانة، والعيش في قعر السراديب وفجوات المحاريب، بل كان يرى أنّ أهم واجبات عالم الدين أن يبقى على اتّصال دائم بالناس، مبلِّغاً ومرشداً وواعظاً ومقرِّباً إيّاهم إلى الله (عزّ وجلّ)، من خلال إمامة جماعة المصلّين، وقراءة الدعاء، وإلقاء المواعظ والخطب والمحاضرات.

يقول ولدُه السيد جعفر فضل الله، في مقابلة مع قناة (آفاق) الفضائية: «وقد حدّثني قبل حوالي شهر بأنّه كان يذهب في الظهيرة إلى مقام الإمام عليّ (عليه السلام)؛ ليقرأ الأدعية لمَنْ يجلسون في المقام، وبينهم كبار السنّ والعجزة. وكان يحبّ أن يقرأ الدّعاء حتّى في تلك السنّ؛ ليشعر بأنّه يعطي شيئاً للناس. وكانت العائلة تقلق عليه، فهو لم يكن قد بلغ العاشرة، وكان يذهب إلى المقام المطهَّر في حرارة الظهيرة، فكانوا يخشون عليه صحّيّاً في ذلك الوقت. وعندما بدأ في المراحل الأولى في نهل العلوم الدينيّة كان يذهب للتبليغ في المناطق النائية، وهي مناطق كان يغلب عليها الفقر، وكان السيد فضل الله (رحمه الله) يقول: كانت الحالة مزريةً جدّاً، وكنّا نجلس وقربنا البقر والجواميس، وكنّا نأخذ معنا الرسالة العمليّة ومساعدات مادّيّة، ومعنا قارئ عزاء حسينيّ، ونقوم بما يلزم لإضفاء نوعٍ من الجوّ الروحيّ والفكريّ والعباديّ لدى هؤلاء الناس، الذين ربما لم يكونوا يملكون أن يتحرّكوا باتجاه الحواضر الدينيّة أو الأماكن التي فيها الوعظ والإرشاد»[19].

وعاد السيد فضل الله إلى لبنان في العام 1966م، إثر دعوةٍ وجَّهَها إليه جمعٌ من المؤمنين الذين أسَّسوا جمعيّة أسرة التآخي، التي كانت تهتمّ بالعمل الثقافيّ الإسلاميّ الملتزم، من خلال شعورهم بمدى حاجة الساحة الإسلاميّة اللبنانيّة إليه، فكان إمامَ جماعة المصلّين في مسجد منطقة «النبعة»، في ضاحية بيروت الشرقيّة.

ولمّا اندلعت نار الحرب الأهليّة اللبنانيّة، وتهجَّر السيد فضل الله مع مَنْ تهجَّروا إلى الضاحية الجنوبيّة لبيروت، لم يترك العمل التبليغيّ أبداً، بل أَمَّ جماعةَ المصلّين في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) في بئر العبد، ولم ينقطع عنه إلى أن انتقل إلى مسجد الإمامين الحسنَيْن (عليهما السلام) في حارة حريك، وبقي فيه إلى حين وفاته.

3ـ الرعاية والكفالة

وإلى جانب عمله التبليغيّ اهتمّ السيد فضل الله اهتماماً كبيراً بالخدمات الاجتماعيّة، يقدّمها للمؤمنين المستضعفين والمحرومين ممَّنْ تناستهم الدولة وأجهزتها لعقود من الزمن، ولا زالت. وكلّ ذلك في إطار مؤسَّساتي رسميّ ومنظّم، باسم «جمعيّة المبرّات الخيريّة».

جمعيّة المبرّات الخيريّة[20]

في عام 1397هـ ـ 1978م أضاء العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) أولى منارات جمعية المبرّات الخيرية، ألا وهي مبرّة الإمام الخوئيّ لرعاية الأيتام، بعدما اشتق لها اسماً من «البرّ». وقد أُعطيت الأولويّة لرعاية الأيتام وانتشالهم من واقع التشرُّد والحرمان والضياع.

وبفضل الله وجهود الخيّرين تتالت العطاءات، وامتدّت أنوار هذه المنارات لتضيء مساحاتٍ مظلمةً شاسعة على امتداد الوطن، من بيروت العاصمة إلى البقاع إلى الشمال إلى الجنوب، فكان العديد من دور العبادة، والمراكز الثقافيّة، والتعليميّة، والصحّيّة. وقد فاقت هذه المؤسَّسات الـ 60 مؤسَّسةً. ومنها مؤسَّسات إنتاجيّة، كالمطاعم، ويعود ريعها إلى الأيتام والمعوَّقين. وهناك مؤسَّسات تقوم على رعاية الأيتام.

1ـ الهدف والهيكليّة

بناءُ الإنسان هو الهدف الأسمى الذي تطلّع إليه العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله)، فرفع شعار البرّ وهو يضع الحجر الأساس في تشييد صروح الخير والعطاء، واشتقّ منه عنواناً لمسيرتها، فكانت «جمعية المبرّات الخيريّة».

وإذا كان جُلّ اهتمام الجمعيّة قد تركّز على الأيتام، إلاّ أنّ ذلك لم يمنعها من الانطلاق في مجالات أخرى كان للبرّ فيها نداءٌ، وللإنسان معها لقاء وقضيّة.

وانطلاقاً من شعارها الكبير كانت أهداف «جمعية المبرّات الخيريّة» تسطّرها مشيئة الله كالتالي:

1ـ تشييد صروح للأيتام توفّر لهم البيت الآمن، والتربية الهادفة، تتابعهم في كلّ مراحلهم العمريّة بكلّ ما يحتاجونه؛ ليكونوا جزءاً متكيّفاً مع المجتمع، ومساهماً في مسيرة البناء للإنسان والحياة.

2ـ إنشاء مراكز تأهيل لكلّ الذين أعاقتهم ظروف الحياة جسديّاً أو عقليّاً أو نفسيّاً، أو أقعدهم كبر السنّ والعجز عن القيام بوظائفهم الحياتيّة؛ وذلك تحقيقاً لسلامة المجتمع واستقراره.

3ـ بناء مدارس للتعليم الأكاديميّ ومعاهد فنّيّة وتقنيّة وإقامة جامعات، وذلك وفق أحدث البرامج التربويّة والتعليميّة، واستخدام أكثر التقنيّات العلميّة تطوُّراً، في مختلف مراحل التعليم: الابتدائيّ، والمتوسِّط، والثانويّ، وحتّى الجامعيّ.

4ـ تأمين المواكبة الفعّالة للتطوّرات العلميّة في البرامج التعليميّة ومناهجها، عن طريق إنشاء مراكز إعداد المعلِّمين والمعلِّمات والبحوث العلميّة والتربويّة، بما ينعكس اكتفاءً ذاتيّاً في تطوُّر الأداء التربويّ والعطاء التعليميّ في كلّ مسيرة الجمعيّة.

5ـ نشر الوعي والثقافة الرساليّة في المجتمع، بإقامة الندوات والنشاطات والدورات، وإنشاء المكتبات العامّة، ومراكز الدراسات الإسلاميّة والبحوث بشتّى أنواعها، وإصدار النشرات الثقافيّة والاجتماعيّة والتربويّة.

6ـ تأمين الصحّة الجسديّة للإنسان، عن طريق إنشاء المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحّيّة والمختبرات ومراكز تصنيع الأدوية والمستحضرات الطبّيّة العامّة.

7ـ تشييد دور العبادة التي تحقّق توازن الفرد في علاقته بربّه، العلاقة التي تفيض برّاً بالناس، واحتراماً لإنسانيّتهم، ورفقاً بظروفهم وحاجاتهم.

8ـ تقديم الخدمات المميّزة لجميع طبقات المجتمع ذات الحاجات الملحّة والحالات الصعبة، انطلاقاً من رسالة البرّ والعطاء التي حملتها ونالت شرف التزامها.

وإذا كانت «جمعية المبرّات الخيريّة» قد استطاعت رفد مسيرة الأمّة، وسدّ بعض حاجاتها عن طريق إقامة جملة من المؤسَّسات النموذجيّة، من تربويّة وصحّيّة وثقافيّة وخدماتيّة وعباديّة، وذلك من خلال عطاءات الخيِّرين من أبناء هذه الأمّة المباركة، فإن سدّ احتياجات أخرى رهنٌ بتوفُّر الظروف الملائمة للانطلاق بمشاريع بنّاءة، هي من الأمّة وإليها.

وقد اكتسبت تجربة مؤسَّسة المبرّات الخيريّة في لبنان سمعةً طيّبةً، امتدّت إلى خارج القطر اللبنانيّ، وجعلها محطّ أنظار الكثيرين، وخصوصاً العاملين في المؤسَّسات الخيريّة، الذين يتطلَّعون إلى الرقيّ بالعمل التطوعيّ؛ خدمةً للمجتمع.

وتتوزَّع مؤسَّسات «جمعية المبرّات الخيريّة»، البالغ عددها ثلاثون (30) مؤسَّسة، على الشكل التالي:

1ـ المؤسَّسات الرعويّة، كالمبرّات، ويبلغ عددها (7) مبرّات، تحتضن أكثر 4000 يتيم ويتيمة. وهي:

أـ مبرّة الإمام الخوئيّ (رحمه الله) (بيروت ـ الدوحة، 1977م).

ب ـ مبرّة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (البقاع ـ الهرمل، 1989م).

ج ـ مبرّة الإمام عليّ (عليه السلام) (الجنوب ـ معروب، 1991م).

د ـ مبرّة السيّدة مريم (عليها السلام) (الجنوب ـ جويّا، 1994م).

هـ ـ مبرّة السيّدة خديجة الكبرى (عليها السلام) (بيروت ـ بئر حسن، 1996م).

و ـ مبرّة النبيّ إبراهيم (عليه السلام) (الجنوب ـ الخيام، 2005م).

ز ـ مبرّة الإمام الرضا (عليه السلام) (الجنوب ـ النبطيّة، 2007م).

2ـ مؤسَّسات ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهي (3) مدارس تحت إشراف مؤسَّسة الهادي للإعاقة السمعيّة والبصريّة واضطرابات اللغة والتواصل (بيروت ـ طريق المطار، 1998م)، وتضمّ اليوم 800 طالبٍ.

3ـ المدارس والثانويات العامّة، المنتشرة من الشمال اللبناني إلى الجنوب، وهي تضمّ أكثر من 15000 طالب، وتولي اهتماماً كبيراً بالجانب التربويّ والرياضيّ، ويبلغ عددها (13) مدرسةً. وهي:

أـ ثانويّة الإمام الباقر (عليه السلام) (البقاع ـ الهرمل، 1988م).

ب ـ ثانويّة المجتبى (عليه السلام) (بيروت ـ حيّ السلّم، 1991م).

ج ـ ثانويّة الإمام عليّ (عليه السلام) (الجنوب ـ معروب، 1991م).

د ـ ثانويّة الإمام الحسن (عليه السلام) (بيروت ـ الرويس، 1992م).

هـ ـ مدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) (الجنوب ـ جويّا، 1995م).

و ـ ثانويّة الكوثر (بيروت ـ طريق المطار الجديد، 1996م).

ز ـ ثانويّة الإمام الجواد (عليه السلام) ومدرسة الإمام الكاظم (عليه السلام) (البقاع ـ علي النهري، 1999م).

ح ـ مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) (البقاع الغربيّ ـ سحمر، 1999م).

ط ـ مدرسة البشائر (البقاع ـ دورس، 1999م).

ي ـ ثانويّة الرحمة (الجنوب ـ النبطيّة، 2001م).

ك ـ مدرسة النبيّ عيسى بن مريم (عليه السلام) (الجنوب ـ الخيام، 2002م).

ل ـ مدرسة الإشراق (الجنوب ـ بنت جبيل، 2002م).

م ـ مدرسة رسول المحبّة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (جبل لبنان ـ جبيل، 2008م).

4ـ المعاهد المهنيّة والفنيّة، ويبلغ عددها (4) معاهد، تضمّ أكثر من 6500 طالب. وهي:

أـ معهد عليّ الأكبر المهنيّ والتقنيّ (بيروت ـ الدوحة، 1992م).

ب ـ دار الصادق (عليه السلام) للتربية والتعليم (بيروت ـ بئر حسن، 1995م).

ج ـ معهد المبرّات للعلوم الصحّيّة (بيروت ـ حارة حريك، 1995م).

د ـ معهد السيّدة سكينة الفنّيّ للفتيات (بيروت ـ بئر حسن، 1996م).

5ـ المراكز الصحّيّة والاستشفائيّة، ويبلغ عددها (4) مراكز.

6ـ المراكز الدينيّة، كالمساجد، ويبلغ عددها (19) مركزاً.

7ـ المشاريع التي هي قيد الإنشاء، ويبلغ عددها (14) مشروعاً.

2ـ المؤسَّسات الرعويّة في لبنان والخارج

2ـ 1ـ مبرّات رعاية الأيتام في لبنان

امتثالاً منه لوصيّة جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث يقول: «الله الله في الأيتام، فلا تغبّوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم»، فقد أولاهم العلاّمة فضل الله (رحمه الله) رعايةً خاصّة، وذلك من خلال عدد من المبرّات التي «توزّعت على مناطق متعدّدة من لبنان… وتحتضن هذه المبرّات حتى اليوم أكثر من 4000 يتيم ويتيمة… وقد عملت الجمعيّة على رعاية الخرّيجين من الأيتام، محاوِلةً تأمينهم في الجامعات المتنوّعة؛ رفداً لمسيرة تطوّرهم العلميّ والثقافيّ، وجعلت الأولويّة في وظائفها لليتيم الذي يمتلك الكفاءة والخبرة اللازمَيْن في عمله»[21].

ويتوزَّع الأيتام في المبرّات على قسمين:

أـ داخليّ: حيث يتمّ تأمين المسكن الكريم للأيتام الذين كادت الحرب اللبنانيّة أن تتركهم لأيدٍ غير أمينة على دينهم وأخلاقهم وحياتهم.

ب ـ خارجيّ: حيث تتمّ متابعة الأيتام عبر أُسَرِهم من قبل مشرفين أخصّائيّين.

ومن تلك المبرّات التي ترعى الأيتام:

1ـ مبرّة الإمام الخوئيّ (رحمه الله): وهي أولى براعم جمعية المبرّات الخيريّة، تفتَّحت في العام1978م، في خضمّ الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان.

وتعنى مبرّة الإمام الخوئيّ بالأيتام، حيث تؤمِّن لهم كلّ ظروف العيش الكريم من تعليم وتربية، وتعمل على تأهيلهم وتوجيههم؛ ليكونوا نواةً صالحة في المجتمع.

وتتوزَّع فيها المرافق على الشكل التالي: 1ـ مبنى الزهراء (عليها السلام) السكنيّ الخاصّ باليتيمات والأطفال الذكور دون الستّ سنوات؛ 2ـ مبنى المرتضى (عليه السلام) السكنيّ الخاصّ بالأيتام الذكور؛ 3ـ المصلّى؛ 4ـ المطبخ وصالة الطعام؛ 5ـ المكتبة العامّة؛ 6ـ ديوان واسع خاصّ بالندوات واللقاءات الحواريّة؛ 7ـ قاعة الموسيقى؛ 8ـ قاعة الألعاب؛ 9ـ قاعة المسرح؛ 10ـ قاعة الأنشطة.

2ـ مبرّة السيّدة خديجة (عليها السلام): وتضمّ في جنباتها: 1ـ المصلّى؛ 2ـ المكتبة؛ 3ـ ديوانيّة المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ 4ـ المسرح؛ 5ـ مسرح الدمى؛ 6ـ الملاعب الرياضيّة.

2ـ 2ـ المؤسَّسات الخيريّة الرعائيّة في العراق

ولم تقتصر رعاية الأيتام في ضمن الأسرة على لبنان، بل انطلق مكتب الخدمات الاجتماعيّة، وتحت توجيهات السيد فضل الله المباشِرة، ليضاعف جهوده نحو الخارج، وعمل على تأمين كفالات للأيتام في أنحاء مختلفة من العالم، وخصوصاً في العراق، حيث تكشّف الحال عن حاجات ملحّة جدّاً لتأمين مساعدات دوريّة للأيتام الذين خلّفتهم سنوات القهر والعذاب والقتل والتشريد للشعب العراقيّ المؤمن، فكانت «جمعيّة التعاون الخيريّة لإغاثة أيتام وفقراء العراق»»[22].

حين كانت الدكتاتوريّة تجثم على صدور العراقيّين كان نشاطه الخيريّ في العراق مستمرّاً، وبشكل سرّيّ؛ لكي لا يعرِّض مَنْ يوصل تلك المساعدات للخطر، ولم يكن بالإمكان إنشاء مبرّات أو مؤسَّسات خيريّة؛ لأن مصيرها سيكون المصادرة، وإعدام مَنْ يعمل فيها.

بعد السقوط، وتحت رعايته الأبويّة الكريمة، وانطلاقاً من مبدأ التكافل الاجتماعيّ، أُنشئت «جمعيّة التعاون الخيريّة لإغاثة أيتام وفقراء العراق»، بفرعها الرئيس في بغداد، وفروعها الأخرى في البصرة والنجف، لتكون سلسلة من المبرّات والمؤسَّسات الخيريّة التي تعنى بعوائل الشهداء والأيتام والفقراء. وكان من ضمن أهدافها إنشاء صندوق الصدقات؛ لمساعدة الفقراء ومعالجتهم، وتكفُّل الأيتام، من جميع المحافظات، ودون النظر إلى المذهب أو الدين، وتزويج الشباب المتعفِّفين. وقد استطاعت المؤسَّسة، وبمتابعة وإشراف المركز الرئيس في لبنان، من تحقيق الأهداف المرسومة لها، حيث تكفل حتّى يومنا هذا أكثر من 3000 يتيم.

وهذه إحصائية لأعدادهم بشكل تقريبيّ: بغداد 1450 يتيماً، النجف 150 يتيماً، كربلاء 185 يتيماً، بابل 125 يتيماً، المثنى 164 يتيماً، ديالى 95 يتيماً، البصرة 235 يتيماً، صلاح الدين 105 أيتام، الموصل 20 يتيماً، ذي قار 101 يتيماً، واسط 80 يتيماً، ميسان 184 يتيماً، الديوانية 72 يتيماً، كركوك 182 يتيماً.

هذا بالإضافة إلى معالجة الفقراء والمحتاجين والمعاقين على حساب المؤسَّسة، أو تسفيرهم إلى الخارج، وتوفير الأدوية غير المتوفِّرة في العراق، والغالية التي لا يستطيعون توفيرها. ووصل عدد الحالات المعالَجة إلى (3500 حالة مرضيّة).

وتعمل الجمعيّة كذلك على توفير كسوة الشتاء، ومستلزمات المدارس، ومؤونة شهر رمضان، والأعياد، للأيتام المسجَّلين لديها، وغير المتكفَّلين. وقد بلغت العوائل المساعَدة حوالي 30000 عائلة في عموم العراق، وبلغ عدد المساعدات الشهريّة للعوائل المتعفِّفة (مهجَّرة وغير مهجَّرة ) 700 مساعدة.

والمشروع الأكبر الذي كان يدعمه المرجع فضل الله (رحمه الله)، وعمل على إكماله في أسرع وقت؛ بسبب الزيادة الكبيرة في عدد الأيتام؛ بسبب التفجيرات الإرهابيّة، ولكي يضمّ الأيتام، وينتشلهم من واقعهم المأساويّ، هو مشروع دارٍ للأيتام في بغداد. وهذه المبرّة تختلف عن غيرها من المبرّات، حيث ستخرِّج الأيتام وأبناء الشهداء، وتجعلهم مساوين لنظرائهم، وستؤمِّن لهم العيش الكريم، والمعالجة الطبّيّة، والتعليم العالي، بعيداً عن الشارع، أي ستعمل على تخريج جيل إسلاميّ واعٍ ومثقَّف.

ويحتوي المشروع على:

1ـ طابق يحوي مدرسة المرتضى (عليه السلام)، التي ستضمّ 1000 يتيم من بغداد، والتي افتُتحت بداية عام 2011م بعون الله تعالى.

2ـ طابق يحوي مستشفى أهليّةً ستوفِّر العلاج للفقراء والأيتام بشكل مجّانيّ.

3ـ مبنى آخر يحتوي على مسكن لـ 1000 طفل يتيم ممَّنْ فقدوا عوائلهم بأكملها، ولا يوجد لهم مأوى وملجأ.

2ـ 3ـ مكتب الخدمات الاجتماعيّة لمساعدة الفقراء والمساكين

يعمل مكتب الخدمات الاجتماعيّة التابع لمؤسَّسة المرجع فضل الله على دراسة الحالات الاجتماعيّة التي تتقدّم بطلبٍ إلى المكتب، أو التي يُشار إليها، من العائلات المستورة، أو العائلات التي أقعد العجز والإعاقة معيلها عن العمل وتأمين حاجاته وحاجات أسرته؛ وذلك لتحديد احتياجات هذه العوائل من الغذاء والدواء والملبس. ويتمّ مساعدة الأسرة الفقيرة أو الفرد من خلال الحقوق الشرعيّة من الأخماس والزكوات، أو من الصدقات التي يجمعها المكتب عبر مشروع صندوق الصدقات، تحت اسم «جمعيّة المبرّات الخيريّة»، التي توزَّع على المحالّ والمراكز التجاريّة والمؤسَّسات العامّة، أو عبر قجّة الخيِّرين أو قجّة التقويم، اللتين توزَّعان على المنازل الراغبة في المساهمة في العطاء والتكافل الاجتماعيّ.

2ـ 4ـ المؤسَّسات الرعائيّة لذوي الاحتياجات الخاصّة: المكفوفين؛ والصُّمّ؛ والبُكم

لما كان الواقع الإسلاميّ يعاني نقصاً كبيراً، بل انعداماً، في المؤسَّسات التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصّة ممَّنْ فقدوا حاسّة البصر أو السمع، أو تعثّرت معهم القدرة على النطق، ما جعل هؤلاء، وخصوصاً في الحرب الأهليّة، مضطرّين للانخراط في مؤسّسات ذات طابع دينيّ مختلف كلّيّاً عن الإسلام، ما يؤسِّس لضعف المناعة الدينيّة لهذه الفئة، فقد كان اهتمام السيد فضل الله (رحمه الله) بالغاً بتهيئة الأرضيّة لإنشاء مؤسّسة متكاملة، بدأت صغيرة في البداية، ثمّ تطوّرت تحت اسم «معهد الهادي للإعاقة السمعيّة والبصرية»، والذي يُعدُّ ـ بشهادة الكثيرين ـ من المعاهد الأولى في الشرق الأوسط، وليس في لبنان فحسب.

وقد حوت «مؤسَّسة الإمام الهادي (عليه السلام)» في أحضانها ثلاث مدارس: 1ـ مدرسة النور للمكفوفين؛ 2ـ مدرسة الرجاء للصُّمّ؛ 3ـ مدرسة البيان للاضطرابات اللغوية.

وتؤمِّن المؤسَّسة التعليم الأكاديميّ باللغات الثلاث: العربيّة؛ والفرنسيّة؛ والإنجليزيّة، بالإضافة إلى التعليم والتأهيل المهنيّ والحرفيّ، والرعاية الداخليّة الحياتيّة؛ لتفتح للطلاّب في هذه المدارس أبواباً موصَدة، ولتنطلق بهم إلى الحياة من بابها الواسع، باب العلم والمعرفة والإيمان. وقد وصل العديد من طلاّبها إلى الجامعات، ونالوا شهادات عليا في مختلف الاختصاصات.

2ـ 5ـ دار الأمان للمسنّين

ومع المسنّين تصبح دورة العمل الإنسانيّ شبه متكاملة. تبدأ برعاية الطفل الرضيع، مروراً باليتيم وأصحاب الاحتياجات الخاصّة، وتعليم التلامذة والاهتمام بالخرّيجين، عبر إيجاد فرص عمل لهم، وصولاً إلى الإنسان في خريف العمر.

وهكذا أُنجز في العام 2008م مشروع «دار الأمان للمسنّين» في العبّاسية، حيث وجد حوالي 40 مسنّاً ملاذاً يقيهم شرّ الإهمال والعوز والضجر والمرض.

2ـ 6ـ المستشفيات والمراكز الصحّيّة

شعوراً منها بما يعانيه المجتمع الإيمانيّ في لبنان من نقصٍ في الرعاية الصحّيّة للمرضى قامت «جمعيّة المبرّات الخيريّة»، بالتعاون مع «مؤسَّسة بهمن الخيريّة»، بإنشاء «مستشفى بهمن» في ضاحية بيروت الجنوبيّة، والذي يعدّ من المستشفيات النموذجيّة ذات التجهيز التقنيّ العالي.

إضافة إلى مستشفى السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في منطقة العبّاسيّة في قضاء صور في الجنوب اللبنانيّ، والذي لا يزال ينتظر التمويل لتجهيزه.

وقد افتتحت الجمعيّة أيضاً عدداً من المستوصفات الصحّيّة في المناطق المحرومة من لبنان، ومنها:

أـ مركز الإمام الحسين (عليه السلام) الطبّيّ في بلدة جلالا في منطقة البقاع الأوسط.

ب ـ مركز العبّاس (عليه السلام) الصحّيّ الثقافيّ الاجتماعيّ في بلدة ياطر في الجنوب اللبنانيّ.

كما يقدّم مكتب الخدمات الاجتماعيّة ـ عبر دائرته الصحّيّة ـ مساعدات صحّيّة تتضمّن الاستشفاء والمعاينات الطبّيّة والأدوية والفحوصات المخبريّة المتنوّعة والأشعّة، علماً أن المكتب يغطّي ما بين 50 إلى 70% من كلفتها المادّيّة.

4ـ التربية والتعليم

4ـ 1ـ الحوزات العلميّة

من أجل إعداد علماء الدين والمبلِّغين للمجتمع الإسلاميّ اهتمّ السيد فضل الله (رحمه الله) بتأسيس ورعاية الحوزات العلميّة، سواءٌ ما كان منها تحت إشرافه المباشر، أو ما كانت تشرف عليه جهات دينيّة متوازنة. وأهمّ الحوزات التي كان يرعاها:

1ـ المعهد الشرعيّ الإسلاميّ: وقد تأسَّس هذا المعهد في منطقة النبعة، وكان السيد فضل الله يتولاّه بشكل مباشر، وقد نمّاه ـ بعون الله ـ حتى كبُر شأنه، وعظم شأوه، وأصبح مقصداً لطلاّب العلم من مختلف أنحاء لبنان والعالم، وبلغت شهرته الحوزات الكبرى التي كانت تحتضن طلاّبه من دون تدقيق يُذكر…

وإثر اندلاع الحرب اللبنانيّة الداخليّة انتقل المعهد من منطقة النبعة إلى منطقة حيّ السلّم، إلى أن استقرّ بعد ذلك في منطقة بئر حسن، الواقعة على أطراف الضاحية الجنوبية للعاصمة. وهو يضمّ الآن أكثر من مائة طالب، من المراحل الأولى حتّى مرحلة الخارج. كما أنّه خرّج جملةً وافرةً من العلماء والمفكِّرين والمبلِّغين العاملين في سبيل الله ونشر التعاليم والقيم الإسلاميّة في لبنان وبلاد المهجر.

وقد انتقل المعهد الشرعيّ الإسلاميّ بعد رحيل السيد فضل الله (رحمه الله) إلى جوار منزله الكائن في حارة حريك. ولا يزال ـ بتوفيق الله تعالى وحمده ـ ينتقل من حَسَنٍ إلى أحسن، حيث ستُمنح لطلاّبه ـ وبالتعاون مع الجامعة الإسلاميّة في لبنان ـ شهاداتٌ جامعيّة رسميّة، ما يؤهِّلهم للمساهمة الفاعلة والجدّيّة في بناء أجيال الغد الواعدة.

وبما أنّ المرأة صنو الرجل وشريكته في هذه الحياة، وهي مربّية الأجيال والأطفال ـ الرجال بعد ذلك ـ، وإفساحاً في المجال أمام المرأة الراغبة في طلب العلم الدينيّ، افتتح المعهد الشرعيّ الإسلاميّ قسماً خاصّاً بالنساء، يؤمّن دراسةً نموذجيّةً للعلوم الدينيّة والحوزويّة التي تحتاجها المرأة كمثقَّفة ومبلِّغة في آنٍ معاً، مع العلم بأنّ هناك عدّة طالباتٍ يدرسْنَ في مرحلة السطوح.

2ـ حوزة المرتضى في منطقة السيّدة زينب (عليها السلام) في دمشق ـ سوريا: وقد ضمّت هذه الحوزة في ثناياها طلاّباً من جنسيّات مختلفة، وخرّجت العديد من المبلِّغين والمبرَّزين في العلم الدينيّ. ويتوزَّع عددٌ كبير من خرّيجي هذه الحوزات على مساجد وقرى متعدِّدة في لبنان والخارج. وممّا يُذكر في هذا المجال أنّ أغلب علماء الدين في لبنان هم تلاميذ المرجع فضل الله (رحمه الله)، أو تلاميذ مَنْ تتلمذوا عليه، وقد تقدّم ذكرُ جملةٍ من تلامذته في ما سبق.

3ـ المدرسة الدينيّة: وقد تأسَّست في مدينة صور على يد الشيخ موسى عزّ الدين، وقد رعاها المرجع فضل الله؛ لكونها ملاذاً للعلماء والمبلِّغين في منطقة الجنوب اللبنانيّ. وقد آتت تلك الغرسة المباركة ثمارها الطيّبة، فخرَّجت نخبةً من الأساتذة والعلماء الذين يعملون بجدٍّ وإخلاص على كامل مساحة الوطن.

4ـ 2ـ المؤسَّسات الأكاديميّة والمهنيّة

اهتمّت مرجعيّة السيد فضل الله بإنشاء المدارس الأكاديميّة التي كانت تشكّل حاجة ملحّة للمسلمين على وجه الخصوص، فأقامت عبر «جمعيّة المبرّات الخيرية» سبع عشرة مدرسةً نموذجيّةً. وقد هدفت الجمعيّة من خلال ذلك إلى إعداد الطالب وتربيته تربية متكاملة، فكريّاً وروحيّاً وجسديّاً ونفسيّاً واجتماعيّاً؛ ليُسهم في بناء مجتمعه وتقدّمه، ويكون ذا قدراتٍ تواجه عصره وتحدّياته، ودراسة احتياجات مجتمعه ومتطلَّباته، والعمل على تلبيتها، والإسهام في حلّ مشكلاته وتحقيق أهدافه.

وقد اهتمّت الجمعيّة بتأمين التعليم المهنيّ والتقنيّ بأسلوب متطوِّر، فأنشأت أربعة (4) معاهد فنّية تقنيّة، وهي: 1ـ معهد عليّ الأكبر المهنيّ والتقنيّ، 2ـ دار الصادق (عليه السلام) للتربية والتعليم، 3ـ معهد السيّدة سكينة الفنّيّ للفتيات، 4ـ معهد المبرّات للعلوم الصحّيّة.

وتجدر الإشارة إلى أن مكتب الخدمات الاجتماعيّة التابع لمؤسّسة المرجع فضل الله يقدّم مساعدات تربويّة عينيّة ومادّيّة للأسر الفقيرة غير القادرة على تأمين القسط المدرسيّ أو الكتب الدراسيّة.

4ـ 3ـ المساجد

على خطى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، الذي بادر إلى بناء المسجد مذ وطئت قدماه أرض يثرب (المدينة المنوَّرة)، ليكون المقرَّ والملجأ والمركز للمسلمين في كلّ أحوالهم، وإعلاءً لكلمة الله، وتثبيتاً لأمره في الفكر والقول والعمل، وتعزيزاً لدور الرسالة في الإنسان، ونشراً لمبادئ الخير والعدل والمحبة في الأرض والحياة، ومن أجل بناء الفرد الصالح الذي يؤسّس للمجتمع الصالح، من خلال التزامه القويّ بالقيم والمُثُل التي جاءت بها الرسالات، ولأن المسجد باب الانفتاح الكبير على هذا العالم الإنسانيّ في صلته بالله تعالى، شيّد العلاّمة المرجع فضل الله (رحمه الله) عدداً من دُور العبادة والثقافة في مناطق مختلفة من لبنان وسوريا، كما أجاز في دفع الحقوق الشرعيّة لإنشاء المساجد في أنحاء مختلفة من العالم.

ومن تلك المساجد:

1ـ مسجد الإمامَيْن الحسنَيْن (عليهما السلام) (في الضاحية الجنوبيّة لبيروت). وهو يضمّ إضافة إلى المسجد الكبير، طابقاً علويّاً خاصّاً بالنساء. ويتّسع المسجد لأكثر من عشرة آلاف مصلٍّ، وقد أُعدّ لكي يحتضن صلاة الجمعة التي كان يؤمّها العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله)، بالإضافة إلى صلاة الجماعة اليوميّة بإمامته، وجملة من البرامج الروحيّة. ويشتمل المسجد على:

أـ قاعة الزهراء (عليها السلام): وهي تتّسع لأكثر من 1000 شخص، مجهَّزة حسب المواصفات العالية الجودة وبالتقنيّات الحديثة. وكان العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) يعقد فيها أسبوعيّاً ـ مساء كلّ ثلاثاء ـ ندوةً قرآنيّة، يعقبها حوارٌ مفتوحٌ مع الحضور. وتحتضن القاعة عدداً من الأنشطة، من ندوات ثقافيّة، ومؤتمرات، واحتفالات بالمناسبات الإسلاميّة، وأنشطة مسرحيّة هادفة.

ب ـ المركز الإسلاميّ الثقافيّ: يشرف المركز على عدد من الأنشطة الثقافيّة، وأهمّها:

1ـ الندوات الثقافيّة: وتُطرح فيها المواضيع ذات الصلة بالواقع المعاش، والتي تهمّ الإنسان المسلم المعاصر في جوٍّ مفعم بالحوار الموضوعيّ الهادف والنقد البنّاء والحرّيّة الفكريّة.

2ـ دروس في العقيدة الإسلاميّة، تُعقد أسبوعيّاً مساء كلّ أربعاء.

3ـ دروس في الشريعة الإسلاميّة، تُعقد أسبوعيّاً مساء كلّ اثنين.

4ـ دورات ثقافيّة صيفيّة للناشئة، تتضمّن أنشطة متنوّعة.

إضافة إلى إحياء المناسبات الإسلاميّة وتنظيم مسابقات ثقافيّة وإسلاميّة متنوِّعة.

ج ـ مكتبة السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله): التزاماً بوصيّة الإمام الصادق، حيث يقول: «احتفظوا بكتبكم؛ فإنكم سوف تحتاجون إليها»[23]، وتعزيزاً للروح العلميّة في القراءة والبحث، حرص العلاّمة فضل الله على توجيه الأنظار نحو مشروع تأسيس مكتبة عامّة، أُطلِق عليها اسم «مكتبة سماحة آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله العامّة»، تضمّ في ثناياها الكتب المختلفة والمتنوّعة. وكان أن توفّرت له أيادٍ خيِّرة ساهمت في دعم المشروع الذي نُفّذ في الطابق السفليّ لمسجد الإمامَيْن الحسنَيْن (عليهما السلام). وهذه المكتبة العامّة تتضمّن أكثر من 25 ألف مجلّد بين كتب دينيّة وتربويّة واجتماعيّة وثقافيّة عامّة وموسوعات لغويّة ضخمة. كما تتضمّن المكتبة قسماً يحتوي أجهزة كمبيوتر متطوِّرة يقدِّم من خلالها خدمة البحث عبر الإنترنت، بالإضافة إلى خدمات البحث في البرامج الموسوعيّة المتنوِّعة. ويشرف على مسجد الإمامَيْن الحسنَيْن (عليهما السلام) المركزُ الإسلاميّ الثقافيّ.

2ـ مركز أهل البيت (عليهم السلام) (طرابلس ـ شمال لبنان).

3ـ مسجد الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) (سرعين ـ محافظة البقاع).

4ـ مركز الإمام الحسين (عليه السلام) (جلالا ـ محافظة البقاع).

5ـ مسجد الإمام عليّ (عليه السلام) (كفر ملكي ـ جنوب لبنان).

6ـ مسجد الإمام عليّ (عليه السلام) (معروب ـ جنوب لبنان).

7ـ مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) (الحلّوسيّة ـ جنوب لبنان).

8ـ مسجد السيّدة زينب (عليها السلام) (دورس ـ محافظة البقاع).

9ـ مسجد سهلات الماي (الهرمل ـ محافظة البقاع).

10ـ مسجد الشيخ حسن الحانينيّ (حانين ـ جنوب لبنان).

11ـ مسجد أهل البيت (عليهم السلام) (رياق ـ محافظة البقاع).

12ـ مسجد السيدة الزهراء (عليه السلام) (صور ـ جنوب لبنان).

13ـ مسجد السيدة الزهراء (عليها السلام) (الجبّين ـ جنوب لبنان).

14ـ مسجد الإمام المهديّ. (المعيصرة ـ جبل لبنان).

15ـ مسجد الإمام السجّاد (عليه السلام) (حي السلّم ـ بيروت).

16ـ مسجد عين الغويبة (جبيل ـ جبل لبنان).

17ـ مسجد الصادق الأمين (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (جبيل ـ جبل لبنان).

18ـ مسجد الصادق الأمين (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (القنطرة ـ جنوب لبنان).

19ـ مسجد الإمام عليّ (عليه السلام) (صور ـ جنوب لبنان).

5ـ التبليغ والقضاء

5ـ 1ـ مكتب التبليغ والعلاقات الخارجيّة

أطلّ العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله على العالم الإسلاميّ بشكل مباشر، في زياراته المتكرّرة التي قام بها إلى أكثر من بلد إسلاميّ وغير إسلاميّ، وشارك في العديد من المؤتمرات التي كانت تُقام فيها، حتى حالت عوامل متعدِّدة دون تصدّيه المباشر للاتّصال بالمسلمين في العالم.

وقد حرص (رحمه الله) على حماية أوضاع المسلمين ورعايتهم والتواصل معهم في شؤونهم المختلفة، فأنشأ مكتباً للعلاقات الخارجيّة والتبليغ، يعمل على تأصيل الفكر الإسلاميّ المنفتح على كلّ قضايا الإنسان المسلم في علاقته بربّه وبالناس من حوله، وخصوصاً في المغتربات، التي قد تضغط بشكل وبآخر على التزام الإنسان العقيديّ والشرعيّ.

وقد كانت توجيهاته لأبنائه في الخارج بالانخراط في داخل المجتمعات، مع الحفاظ الشديد على الالتزام الدينيّ، وركّز على الحوار مع الآخرين في كلّ ما ينشأ من خلافات في الرأي، انطلاقاً من القواعد المشتركة.

ويعمل المكتب على تنظيم عمل وكلاء العلاّمة المرجع في العالم، ورفدهم بشتّى الموارد التي يحتاجها العالم الدينيّ في منطقته، من أجل تركيز وضع المسلمين فيها على قاعدة الإسلام المنفتح، والعقل المتحرّك، والدفع بالتي هي أحسن.

دعم المؤسَّسات والمراكز الثقافيّة والتبليغيّة في الخارج

كان المرجع فضل الله (رحمه الله) أوّل مَنْ أطلق قاعدةً للعمل المؤسَّساتي في المغتربات الإسلاميّة، حيث حثّ الكثيرين من أبناء الجاليات الإسلاميّة على إقامة المؤسّسات المتنوِّعة، التي تحفظ للجيل المسلم أصالته وفكره والتزامه الدينيّ والفكريّ في ظلّ الأفكار المنحرفة التي تحاول أن تحرف الجيل عن فطرته ونقائه وصفائه.

وفي موازاة ذلك أجاز السيد فضل الله للمؤمنين دفع الحقوق الشرعيّة لإنشاء المدارس الإسلاميّة والمساجد والمراكز الثقافيّة في المغتربات. ولعلّنا لا نبالغ إذا قلنا: إن أغلب المؤسَّسات والمراكز الثقافيّة في أنحاء متعدِّدة من العالم كانت من خلال توجيهاته ودعمه المباشر وغير المباشر، سواء في إنشائها أو في استمراريّتها.

والجدير بالذكر هنا أن طريقة السيد فضل الله في العمل الإسلاميّ أنّه لا يفرض نفسه على أحد، ولا على أيٍّ من المؤسَّسات. وهذا ما انعكس ارتياحاً بالغاً لدى كثيرٍ من العاملين في لبنان وبلاد الاغتراب، ورأوا فيه المرجع الذي يحفظ خصوصيّة العمل، ويحترم اختلاف الرأي؛ لأنّ الهمّ الأساس عنده هو حفظ الإسلام في خطّه ونهجه، حتّى لو لم يلحق شخصَه منها شيءٌ.

وقد وجّه سماحته المسلمين في بلاد الاغتراب إلى إنشاء المدارس بشكلٍ أساس؛ لأنّ المدرسة تحفظ أولادنا وتحفظ دينهم. كما ركّز على أن المؤسّسات تبقى تنفع الأمّة في امتداد الزمن، ويبقى من الشخص ما نفع به العمل الإسلاميّ.

5ـ 2ـ مكتب القضاء الشرعيّ

شكّل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله المرجعيّة القضائيّة الشرعيّة منذ أكثر من أربعين عاماً، حيث كان يرجع إليه المتنازعون في مختلف المجالات، وخصوصاً في ما يتعلَّق بالحياة الزوجيّة، لكي يحلّ المشاكل العالقة في نطاق الحكم الشرعيّ.

وقد كان تصدّيه للقضاء مباشِراً حتّى أوائل الثمانينات من القرن الماضي، ولكنْ نظراً للمشاغل المتزايدة التي كانت تعرض له فقد أسَّس مكتباً للقضاء، أُطلق عليه اسم «المكتب الشرعيّ»، وانتدب له علماء دين من ذوي الكفاءة العلميّة والخبرة العمليّة في إدارة الخلافات وفي تطبيق الحكم الشرعيّ، حيث كان يعمل هؤلاء على حلّ مشاكل الناس بالوكالة عن سماحته ضمن الموازين الشرعيّة للقضاء، ويرجعون إليه لإبداء رأيه النهائيّ فيها.

ثمّ تطوّر عمل المكتب؛ نظراً لتطوّر حاجات الناس إليه، فتعدَّدت فروعه في لبنان والخارج في نطاق المكاتب التابعة لسماحته، ويتصدّى للقضاء فيها أصحاب الخبرة والكفاءة من العلماء.

5ـ 3ـ مكتب الاستفتاء

بعد تصدّي السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) للمرجعيّة والإفتاء كثرت الاستفتاءات الواردة إليه، ولم يعد وقته يتّسع للإجابة عنها بشكلٍ مباشر، فدعت الحاجة إلى إنشاء مكتب للاستفتاء يقوم عليه جملةٌ من العلماء ذوي الكفاءة العالية في العلم والفضل. وقد ألقيت على عاتق المكتب مهامُّ متنوِّعةٌ، وأهمّها:

1ـ الإجابة عن الاستفتاءات الخطّيّة الواردة عبر صفحة بيّنات على الإنترنت، ورفعها إلى المرجع فضل الله (رحمه الله).

2ـ الإجابة الشفهيّة عن الاستفتاءات، مباشَرةً أو عبر الهاتف.

3ـ متابعة أوائل الشهور القمريّة عبر استطلاع آراء أهل الخبرة في هذا المجال، ورفعها إلى السيد فضل الله؛ ليرى رأيَه فيها.

4ـ الإشراف على إعداد وطباعة الرسالة العملية المطابقة لفتاوى العلاّمة المرجع (رحمه الله).

5ـ إعداد برنامج إذاعيّ مباشِر ويوميّ ـ ما عدا يوم الأحد ـ، تتمّ الإجابة فيه عن مختلف أسئلة المستمعين.

وكان للمرجع فضل الله (رحمه الله) لقاءٌ مباشِرٌ مع المستفتين والزائرين في أوقات معيّنة، إضافةً إلى إجاباته المباشِرة على كثيرٍ من الاستفتاءات الواردة عبر الهاتف.

6ـ المؤسَّسات الإعلاميّة

نظراً لما اكتسبه الإعلام من أهمّية كبرى في هذا العصر، حتى بات يعرف بـ (السلطة الرابعة)، وحيث أتاحت وسائل الاتصال الحديثة للإنسان الدخول إلى أكثر من مجال وأفق، الأمر الذي يوسّع آفاق الدعوة الإسلاميّة، ويفسح في المجال أمام التواصل مع كلّ الطامحين إلى الإجابة عن كثيرٍ من التساؤلات والإشكالات التي باتت تطرحها الخطوط المناوئة للإسلام أو المختلفة معه، وبات يركّزها الإعلام المضادّ ـ بشكل وبآخر ـ…، نظراً لكل ذلك رأى المرجع فضل الله (رحمه الله) أنّ الفكر الإسلاميّ يحتاج أكثر من أيّ وقت مضى إلى إعلامٍ منفتحٍ واعٍ ملتزمٍ حيويّ، فأسَّس إذاعة البشائر ـ صوت الإيمان سابقاً ـ، التي عملت ـ بعد ترخيصها الرسميّ من الدولة اللبنانيّة ـ على تغطية بثّها لمختلف الأراضي اللبنانيّة، وتطمح إلى إيصال صوتها إلى العالم الإسلاميّ.

كما حثّ على إنشاء النشرات الصحافيّة، فتمّ تأسيس نشرة «بيِّنات»، التي تعنى بالثقافة الملتزمة الواعية والمنفتحة على قضايا الناس والمجتمع.

كما كانت نظرته ثاقبة نحو ضرورة الاستفادة من شبكة الإنترنت، فحثّ على تأسيس «موقع بيِّنات»، الذي أراده منبراً عالميّاً حرّاً للثقافة الإسلاميّة الواعية.

كما كان للسيد فضل الله (رحمه الله) دورٌ رائدٌ في دعم الإعلام الإسلاميّ للحالة الإسلاميّة في لبنان والخارج. وقد أخذ دور التوجيه المباشر وغير المباشر لكلّ القيّمين عليها؛ فدعم ـ على سبيل المثال ـ «مجلّة المنطلق»، التي كانت على مدى سنين المجالَ الحيويَّ للتنظير للفكر الإسلاميّ، وقد كان للسيد فضل الله مشاركاتٌ مباشرةٌ فيها، وكذلك «مجلة قضايا إسلاميّة معاصرة». وفي مجال تربية النشء المسلم دَعَم «مجلّة أحمد» للفتيان. وغيرُ ذلك كثيرٌ.

6ـ 1ـ موقع «بيِّنات» على الإنترنت

انطلاقاً من المسؤوليّة الإسلاميّة الشرعيّة، واستجابةً للحاجات الدينيّة والثقافيّة للجمهور الواسع من المسلمين، تأسَّس «موقع بيِّنات» على الإنترنت عام 1418هـ / الموافق للعام 1997م، ليصبح بذلك من المنابر الإعلامية الإسلاميّة القليلة التي تحمل مسؤوليّة الكلمة الرساليّة وأصالة الفكرة الإسلاميّة، وفق منهجٍ حركيٍّ يؤسِّس الوعي، ويبني الذات، ويحرّك الموقف، على قاعدة امتلاك الشروط الضروريّة لمواجهة التحدّيات المعاصرة.

ويسعى الموقع لإبراز الصورة الإسلاميّة بإشراقاتها وحيويّتها وغناها، وبالخصوص صورة التشيّع، التي مسّتها ألوانٌ شتّى من الالتباس والتشويش والغموض، سواءٌ في العالم الغربيّ أو في العالم الإسلاميّ.

وإذا كان الموقع في فترة سابقة يواجه تحدّيات أساسيّة تطاول وجود الأمّة في الراهن والمستقبل، فركّز على خطبة الجمعة ونشاط العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله على وجه الخصوص، فإنّ المرحلة الحاليّة للموقع تعمل على الانفتاح على الفكر الإسلاميّ في كلّ ما يتّصل بحاجات الإنسان المسلم والمجتمع الإسلاميّ، على مستوى العقائد والتفسير والفقه والسياسة والثقافة والاجتماع عموماً.

6ـ 2ـ موقع «جمعيّة المبرّات الخيريّة» و«مكتب الخدمات الاجتماعيّة»

تعزيزاً للتواصل، واستفادةً من التقنيّات الحديثة، أسّس كلٌّ من «مكتب الخدمات الاجتماعيّة» و«جمعيّة المبرّات الخيريّة» موقعاً له على الإنترنت، تضمّن تعريفاً بكلٍّ منهما، والتقديمات التي يؤمّنانها، بالإضافة إلى آليّات التواصل.

6ـ 3ـ «إذاعة البشائر»

«إذاعة البشائر» إذاعةٌ رساليّة ثقافيّة شبابيّة اجتماعيّة هادفة، تسعى إلى بثّ الأفكار والقيم والمعارف، ونشر المبادئ الإنسانيّة الحقّة، بما تشتمل عليه من ثقافة ومفاهيم وأخلاق؛ بغية تقديم المفيد، والتعريف بأهمّيّة الثقافة الملتزمة والرزينة. ولأجل ذلك تعمل على تظهير الأفكار الحضاريّة والمبادئ السامية من خلال أثيرها الإذاعيّ الحيّ، الذي ينسجم وروح العصر، ومن خلال أداءٍ يعتمد أفضل الوسائل والتقنيّات الفنيّة والبشريّة المساعِدة على ذلك.

تطمح «إذاعة البشائر» إلى الإسهام في بناء جيل شبابيّ يحمل المبادئ والقيم والأخلاقيّات السامية. وهي تعمل على نشر رسالتها عبر تقنيّات الحوار المنفتح على جميع المعارف النافعة، وكذلك بواسطة منهجيّة برامجيّة تؤكِّد على الجدّيّة والجاذبيّة في وسائلها.

وتحاول الإذاعة العمل على عدّة نقاط:

1ـ الدخول إلى كلّ منزل في لبنان، وإنْ أمكن خارج لبنان.

2ـ التواصل مع المستمعين من خلال البرامج المباشرة وغير المباشرة.

3ـ تعزيز الثقة بين اللبنانيّين من ضمن دائرة الانتماء الوطنيّ.

4ـ إيصال المعارف النافعة والهادفة من خلال البرامج الإنسانيّة والثقافيّة والاجتماعيّة المنوَّعة.

5ـ المساهمة بقوّة في مواجهة مسخ الهويّة للجيل الشبابيّ الناشئ.

6ـ تقديم بديل مناسب للإعلام الفارغ المضمون.

7ـ اعتماد عدد واسع من البرامج الترفيهيّة الهادفة والمفيدة والمسلِّية.

8ـ إذاعة البرامج ذات المضمون الفكريّ والثقافيّ الرفيع، عن طريق بثّ الأفكار والمفاهيم التي ترسّخ القوّة في الشخصيّة الملتزمة، وتؤكد موقعيّتها وثقتها بقدرتها وإمكاناتها في المحيط الاجتماعيّ والثقافيّ والإنسانيّ العامّ.

6ـ 4ـ «جريدة بيِّنات»

استكمالاً للدور الثقافيّ والفكريّ الإسلاميّ على المستوى الإعلاميّ، تمّ إصدار أسبوعيّة «بيِّنات»، التي تركّز على القضايا الإسلاميّة الحيويّة العامّة، والتي تهمّ الشرائح الاجتماعيّة المتنوِّعة على حدٍّ سواء. ويُحاوَل من خلالها الإضاءة على الرؤية الإسلاميّة الواعية والمرتكزة على الأصالة الفكريّة للإسلام الحنيف.

6ـ 5ـ «قناة الإيمان»

وقد افتُتحت مؤخَّراً ـ وبعد رحيل المرجع فضل الله (رحمه الله) ـ قناةٌ فضائيّةٌ باسم «قناة الإيمان». ولا زالت في مرحلة البثّ التجريبيّ. ونرجو لهذه القناة أن تكون منبراً للفكر الحرّ والواعي والمنفتح على قضايا الإسلام الكبرى؛ لتكون نموذجاً يُحتذى في نشر فكر وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، في إطار حضاريّ معاصر، بعيداً عن كلّ أشكال الخرافة والجهل والتخلُّف.

العلاّمة فضل الله (رحمه الله) والعلاقات السياسيّة

1ـ علاقة السيد فضل الله بالسيد موسى الصدر

مذ عاد إلى لبنان انفتح السيد فضل الله على كافّة الأطياف الإسلاميّة. ومن الطبيعيّ أن يرتبط بعلاقة وثيقة بالسيد المغيَّب موسى الصدر، الذي كان قد أخذ على عاتقه ـ بعد فترة من العمل السياسيّ والاجتماعيّ ـ تنظيم البيت الشيعيّ من الداخل، فكان تأسيسه لـ «المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى». غير أنّ أسلوب السيد فضل الله ـ على حدّ تعبيره (رحمه الله) ـ لم يكن أسلوب المجالس الرسميّة، وهكذا لم يشارك في جلسة الانتخاب في المجلس الشيعيّ، فلم يَنتخِب ولم يُنتخَب[24]، مع احتفاظه لنفسه ببعض الإشكالات على فكرة تأسيس المجلس، حيث أثار قيامه جوّاً مشحوناً بالتعقيد والخلافات بين علماء الدين في الطائفة الشيعيّة، فضلاً عن الخلافات السياسيّة، كما أنّ إنشاء مجلس ملّيّ خاصّ بطائفة ـ وهو ضروريٌّ لئلاّ تضيع حقوق هذه الطائفة؛ نظراً للتركيبة الطائفيّة في لبنان ـ سيكون عائقاً يحول دون توحُّد السنّة والشيعة في مجلسٍ إسلاميٍّ واحد، لتنمو مسألة انفصال الشخصيّة الإسلاميّة الشيعيّة عن الشخصيّة الإسلاميّة السنّيّة[25].

2ـ علاقة السيد فضل الله بالمقاومة الإسلاميّة في لبنان ـ حزب الله

مستلهماً من سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) تصدّى السيد فضل الله لمحاربة الظلم بكلّ أبعاده، والوقوف في وجه الظالمين، أيّاً كانوا، وأيّاً كانت قوّتهم وجبروتهم المادّيّة.

وإنّه لمن الظلم الكبير أن تُحتلّ أرضٌ، ويُطرد منها أهلها الآمنون المستضعفون. وهذا ما حصل في فلسطين، وبعض الدول العربيّة المجاورة لها، ومنها: لبنان.

فقد احتلّت إسرائيل قسماً كبيراً من لبنان، حتّى أنّها وصلت إلى العاصمة بيروت. وهنا ـ وعلى خطى سلفه الصالح السيد المغيَّب موسى الصدر ـ فجَّرها السيدُ فضل الله ثورةً مسلَّحةً في وجه العدوان والطغيان، فكانت المقاومة الإسلاميّة في لبنان ـ حزب الله، فجَّرها بخطاباته الناريّة الداعية إلى مقاومة الاحتلال في كلّ مكان، وبكلّ الوسائل الممكنة. واستمع لدعوته ثلّةٌ قليلةٌ من الأحرار والأخيار والأبرار، فودَّعوا الأهل والعيال وهذه الدنيا الفانية، وأوتدوا في الأرض أقدامهم، وأعاروا الله جماجمَهم، ورمَوْا بأبصارهم أقصى فلسطين المحتلّة، وساروا على بركة الله، وكانت المقاومة.

هكذا بدأ عصر المقاومة المسلَّحة للاحتلال، من بيروت إلى صيدا، وخرج المحتلّ مقهوراً ومدحوراً من الجزء الأكبر الذي احتلّه، ليستقرّ في ما كان يُعرف بـ «الشريط الحدوديّ المحتلّ» في جنوب لبنان.

وكيف يهدأ للسيد ابنِ الجنوب بالٌ والجنوبُ لا زال محتلاًّ، وفلسطينُ لا زالت أسيرةً بيد الصهاينة الغزاة. وتابع الدعوة إلى الجهاد. ولبّى النداء ﴿رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾. واستمرّ الجهاد موجَّهاً ومبارَكاً من المرجع الراحل (رحمه الله)، الذي لم تخلُ خطبةٌ من خُطَبه من دعمٍ وتأييدٍ للمجاهدين، والدفاع عنهم. وكان النصر المؤزَّر عام 2000م، وخرجت إسرائيل من الجنوب اللبنانيّ، ما خلا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وبقي الظلمُ والقهرُ الإسرائيليّان للإنسانيّة قائمَيْن، فلا زال لنا في السجون الإسرائيليّة أسرىً ومعتقلون، من النساء والرجال. واستمرّت الدعوة إلى الجهاد من جديدٍ؛ لتحرير الأسرى. وتشاء الحكمة الإلهيّة أن يكون على رأس قيادة المقاومة الإسلاميّة ـ حزب الله تلميذٌ بارٌّ من تلامذة السيد فضل الله، ممَّنْ سمع دروسه ومواعظه وخُطَبه الجهاديّة فوعاها حقّاً حقّاً، عنيتُ به السيد حسن نصر الله (حفظه الله). وكان الوعد الصادق: سيتحرَّر الأسرى والمعتقلون جميعاً بسواعد المجاهدين في حزب الله، في القريب العاجل بإذن الله، فـ «نحنُ قومٌ لا نترك أسرانا ومعتقلينا في السجون»[26].

وصدق السيد نصر الله في وعده، وكانت عمليّة الوعد الصادق، وأَسَر المقاومون البواسل اثنين من جنود الاحتلال الصهاينة في 12 تموز 2006م. وصمت الكثيرون، فهذه إسرائيل بجبروتها مصمِّمةٌ على فكّ أسر جنودها. ومَنْ يجرؤ على الوقوف في وجه إسرائيل؟ ويعيد الزمن نفسه، فقد قالها المسلمون من قبلُ لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إنّها قريش، ما ذلَّتْ منذ عَزَّتْ، فما لنا ولها؟! غير أنّ لرجال الله وأتباعِ عليّ (عليه السلام) حساباً آخر. وحده السيدُ فضل الله وتلامذتُه هم رجالُ الأوقات الصعبة. السيد حسن نصر الله يعلن للعالم كلّه أن «لو جاء العالم كلُّه فلن يستطيع فكاك أسر هذين الجنديّين إلاّ من خلال عمليّة تبادل». وينبري السيد فضل الله مؤيِّداً وداعماً ومبارِكاً ومهنِّئاً بتلك العمليّة البطوليّة النوعيّة. إذاً هي شرعيّةٌ مئة بالمئة، فامضِ يا سيّد المقاومة على اسم الله:

فإن نَهْزِم فهزّامون قِدْماً
وما إنْ طِبُّنا جبنٌ ولكنْ
فلو خَلُد الملوكُ إذاً خَلُدنا
فقُلْ للشامتين بنا أفيقوا

1

وإنْ نُهْزَم فغيرُ مهزَّمينا
منـايــانــا ودولةُ آخــريــنـا
ولو بقي الكرامُ إذاً بقينا
سيلقى الشامتون كما لقينا

وهكذا كانت حرب تمّوز 2006م. وبدأت الحكومة الصهيونيّة بكلّ جبروتها وإمكاناتها البرّيّة والبحريّة والجويّة حرباً طاحنةً على لبنان، ولا سيّما خزّان المقاومة «ضاحيّة بيروت الجنوبيّة الأبيّة»، وبدأت الأبنية تتساقط جرّاء القصف الجوّيّ والبحريّ العنيف والمركَّز. وصمد السيد فضل الله في الضاحية ـ ولم تكن هي المرّة الأولى له في الصمود، فقد صمد في حرب تمّوز 1993م، وفي حرب نيسان 1996م ـ، بل إنّه خرج إلى صلاة الجمعة في مسجد الإمامَيْن الحسنَيْن (عليهما السلام)، ولم يكن في المسجد سوى بضعة أشخاص، وسمع الناس صوت مرجعهم وقائدهم يخطب في المسجد، وتسارعوا إليه، يلوذون به، ويشحذون هممهم بنصائحه وتوجيهاته ـ كما كان حال المسلمين مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيث يقول الإمام عليٌّ (عليه السلام) فارسُ الإسلام: «كنّا إذا اشتدّ الوطيس، والتحم الخميس، لُذْنا برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)» ـ. غير أنّ مسار الحرب وظروفها وأخطارها ألجأه إلى مغادرة مقرّه في مسجد الإمامَيْن الحسنَيْن (عليهما السلام) في الضاحية الجنوبيّة. ويأبى السيد فضل الله النأيَ عن المجاهدين وأحوالهم وأخبارهم، وعن الناس المهجَّرين والصامدين والثابتين على الموقف الحقّ، فكان يخاطبهم من مقرّ إقامته بين فترة وأخرى، شاحذاً الهمم، واعداً بالنصر، فكان لخطاباته وتوجيهاته وقعٌ طيِّبٌ في النفوس والعقول. وهكذا خرج لبنان الشعب والمقاومة منتصراً بعد 33 يوماً من القصف الوحشيّ والهمجيّ.

بكاء السيد حسن نصر الله لوجع العلاّمة فضل الله

«يقول الحاج هاني عبد الله (مستشار السيد محمد حسين فضل الله)، في حديثٍ سابقٍ له إلى جريدة الأخبار اللبنانيّة، عن الزيارة الأخيرة التي قام بها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إلى العلامة المرجع فضل الله في المستشفى، في تشرين الثاني من العام 2009م: عندما أُدخل المرجع الراحل إلى مستشفى الجامعة الأميركيّة في بيروت ـ وكان يومها مريضاً جدّاً ـ زاره السيد نصر الله مطمئنّاً إلى صحّته، فما كان من فضل الله إلاّ أن بادره بالقول: لِمَ أتيتَ؟ كيف تعرّض نفسك للخطر؟ فأجابه: هذا واجبي.

ويضيف: إنّ السيد فضل الله كان مريضاً جدّاً ومتألِّماً، وقد لاحظ السيد نصر الله الأمر، فغصّ بدموعه، حتّى لم يَعُدْ قادراً على مجاراة الحديث. هذا اللقاء أعاد إلى الأذهان اللقاء الوحيد في أيام العدوان الإسرائيليّ على لبنان في حرب تمّوز 2006م، حيث قام السيد نصر الله بزيارة السيد فضل الله، الذي كان يرفض هذه الزيارة؛ خوفاً على حياة ابنه الروحيّ، لكنّ السيد نصر الله أصرَّ حينها على اللقاء، وقد تعانق فيه الرجلان لمدّة طويلة في مشهد مؤثِّر، كما يرويه مقرَّبون»[27].

الانفتاح والاستقلاليّة

وهنا يتساءل البعض: هل يُعقل أنْ لا يكون للمرجع فضل الله (رحمه الله) علاقة تنظيميّة بحزب الله؟

والجواب بكلّ بساطة: نعم، فإنّ السيد فضل الله لا يطيق العمل في دائرة خاصّة مهما اتّسعت. فهو يحبّ الفضاء الرحب الذي ينفتح على كلّ آفاق الحرّيّة. ومن هنا لم يقصِر نفسه يوماً على تنظيم أو حزبٍ أو مجلسٍ أو حركةٍ أو جبهةٍ أو فئةٍ أو طائفةٍ، وإنّما تحرّك مستقلاًّ حُرّاً عالِماً مفكِّراً مجدِّداً مصلحاً، يلقي ما يراه من الأفكار، ولا يُلزِم أحداً باتّباعها، فيسمعُها الناس جميعاً، المسلم وغيره، واللبنانيّ وغيره، فمَنْ اقتنع بها، وروت ظمأ نفسه إلى المعرفة والحقيقة، اتّبعها، وأحبّ صاحبَها، ومن لم يقتنع بها فذاك خيارُه، ويبقى صدرُ العلاّمة فضل الله مفتوحاً له على مصراعَيْه للنقاش العلميّ الموضوعيّ الهادئ، بعيداً عن الإثارات الغوغائيّة، والحساسيّات العصبيّة والمذهبيّة. وهكذا أطلق أفكاره منذ البداية، فتلقّاها بالقبول والرضا والعمل ثلّةٌ من المؤمنين، شكّلوا في ما بعدُ ما بات يعرف اليوم بـ «حزب الله». فأيّةُ علاقةٍ تنظيميّةٍ للسيد فضل الله بهم؟!

3ـ علاقة السيد فضل الله بالثورة والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران

وبهذه العقليّة المنفتحة والروح الحرّة ارتبط السيد فضل الله بالثورة الإسلاميّة المباركة في إيران، بقيادة الإمام الخمينيّ (رحمه الله)، فأيّد الثورةَ وقائدَها، ودافع عنها في كلّ محفِل وفي كلّ مناسبة. ومن هنا كان الاحترام والتقدير الكبير من الإمام الخمينيّ ـ وهو العارف بالرجال ومؤهِّلاتهم ـ للعلاّمة المرجع فضل الله (رحمه الله). يقول نجلُ الإمام السيد أحمد الخمينيّ (رحمه الله): «كان والدي يستقبل الناس، وله أوضاع مختلفة؛ فمنهم مَنْ يضع له يده على صدره وهو جالسٌ؛ ومنهم مَنْ يقوم له ربع أو نصف قيام؛ ومنهم مَنْ يقوم له من مجلسه، إلاّ السيد محمد حسين فضل الله، فإنّ والدي كان يقوم من مجلسه ويستقبله عند باب الدار، وهذا خيرُ دليل على قيمته»[28].

وتابع السيد فضل الله نهجه في دعم الثورة الإسلاميّة المباركة، أو فقُلْ: الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، فرغم أنّه لم يكن في يوم من الأيّام التابع لها، أو المتأثِّر بتوجيهاتها إذا لم يكن مقتنعاً بها، غير أنّه كان يخاف عليها خوف الأمّ على ولدها، فلم يكن يرضى أن ينالها سوءٌ أو ضعفٌ أبداً.

4ـ مجزرة بئر العبد

ولمّا كان السيد فضل الله (رحمه الله) يشكِّل المخرز في عين المحتلّ الغاصب، والسدّ المنيع أمام مؤامرات الشرق والغرب على الإسلام وأهله، فقد قرّرت دوائر استخبارات أمريكيّة وغربيّة وعربيّة التخلُّصَ منه، فكانت المحاولة الفاشلة لاغتياله قريباً من بيته، وبُعَيْد خروجه من صلاة الجماعة يوم الجمعة في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) في بئر العبد ـ وذلك بعد محاولات أخرى فاشلة من قبل مجموعات مسلَّحة لبنانيّة وغير لبنانيّة ـ، فكانت مجزرةُ بئر العبد التي ذهب ضحيّتها ما يزيد على 100 شهيد وشهيدة، وفيهم الشيوخ الكبار والأطفال الرضَّع، وهذه هي حضارة أمريكا والأعراب.

ونجا السيد فضل الله؛ بقضاء الله وقدره ودعاء محبّيه. وازدادت علاقة الجماهير المؤمنة به، وهو يجسِّد سيرة الأنبياء والأوصياء والأولياء وعباد الله الصالحين.

العلاّمة فضل الله في سدّة المرجعيّة

بعد وفاة عددٍ من مراجع التقليد في النجف الأشرف وقم المقدَّسة أخذت عقولُ المؤمنين وقلوبُهم تبحث عن مرجعٍ يعيش واقعهم وهمومهم، ويعرف متطلَّباتهم في عصرهم هذا، ووجدوا ذلك كلَّه في السيد فضل الله، فاختاروه مرجعاً للتقليد، وقائداً في الحياة، وكانوا له أتباعاً وأنصاراً ومريدين، نهلوا من علمه، وترعرعوا في مجلسه، وساروا على هَدْيه، ويحفظون خطَّه ونهجَه إنْ شاء الله.

1ـ الأخلاق الرفيعة

ونالت يدُ الغدر القريبة من المرجع فضل الله (رحمه الله) ما لم تنلْه يدُ الأبعدين:

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً

على المرءِ من وَقْع الحسام المهنَّدِ

فجُرح قلبُه وفؤادُه من غوغائهم وأكاذيبهم وافتراءاتهم، غير أنّه سار على بركة الله، سليمَ العقل، طاهرَ الروح، نقيَّ النفس، قويَّ المنطق، مزداناً بالخلق الرفيع، وشيم آبائه الصالحين، محمّدٍ وآله الطاهرين.

2ـ العقلانيّة

لم تخرجه كلّ الافتراءات والأكاذيب والحملات المشبوهة التي تعرّض لها عن قول الحقّ والصدق وما يؤمن به، من ضرورة أن نعرض الإسلام وتعاليمه في قالبٍ من العقلانيّة والمنطقيّة، وأن نقدّم الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ـ ولا سيّما النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل البيت (عليهم السلام) ـ للعالم كلِّه في أبهى صور السموّ العقليّ والروحيّ والأخلاقيّ، ووفق المنطق القرآنيّ، الذي يصوِّرهم بشراً مطيعين لله، أحبُّوه فأحبَّهم، وأفاض عليهم رحمةً وبركةً وعلماً وفهماً وحكمةً، وهذا ما يتفهَّمُه العقل السليم، بعيداً عن كلّ ما أُلصق بالإسلام وتعاليمه، وأنبياء الله وأوصيائهم، ونُسب إليهم، من صفاتٍ وأحوالٍ وأقوالٍ هي أقرب إلى الخرافة والأساطير والأوهام والغلوّ منها إلى الحقيقة والواقع.

3ـ البدران النيِّران: الخامنئي وفضل الله

لقد قلتُ، وأُصِرُّ على ما قلتُه: إنّ ما تعرّض له سيّدنا الأستاذ السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) هو حملاتٌ مشبوهةٌ، وهو حلقةٌ في سلسلة المؤامرة الكبرى على الخطّ الجهاديّ، ورموز الإسلام الحركيّ ـ حسب تعبير السيد فضل الله ـ، والإسلام المحمّديّ الأصيل ـ حسب تعبير الإمام الخمينيّ ـ.

فلقد أزعج الكثيرين أن يرَوْا في سماء الأمّة الإسلاميّة بدرَيْن نيِّرَيْن، عنيتُ بهما السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) في لبنان وقائد الثورة الإسلاميّة المباركة في إيران السيد عليّ الخامنئيّ (حفظه الله)، ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (النور: 35)، يديران دفّة الفُلْك الإسلاميّة الجارية بأمر ربّها في بحرٍ لجّيٍّ متلاطم الأمواج، أمواج الجهل والتخلُّف والخرافة والغلوّ والعصبيّة المذهبيّة المقيتة.

نعم، «وجد المغرضون أنّ المرجعيّة الحركيّة الواعية ستمتلك هذه المرّة قوّةً هائلةً؛ فالتقارب الفكريّ والسياسيّ واضحٌ بين السيّدَيْن الخامنئيّ وفضل الله، وهما متَّحدان في التوجُّهات الاستراتيجيّة، والوعي الحركيّ، والنظرة الشموليّة لمشاكل الأمّة، والفهم الدقيق لموقع الإسلام في معركته الحضاريّة ضدّ قوى الاستكبار. كلّ هذا يعني أن الاتّجاه الحركيّ في المرجعيّة سيكون هو الغالِب في عالم الشيعة. وهذا يعني في المقابل أنّ الاتجاه التقليديّ سينحسر في القريب»[29].

نعم، إنّ التقارب الفكريّ والسياسيّ للسيّدَيْن الجليلَيْن لا يخفى على ذي عينَيْن، فهما معاً في حركة التجديد الفقهيّ والأصوليّ والمنهجيّ، ومعاً في الدعوة إلى الوحدة بين المسلمين كافّةً، بعيداً عن السباب والشتائم، وعن التكفير والتفسيق والتضليل.

ألم يُفْتِ السيد القائد الخامنئيّ (حفظه الله) بثبوت الهلال بالعين المسلَّحة؟ وهذا مخالفٌ للمشهور عند «علماء الشيعة». وكان السيد فضل الله (رحمه الله) قد أفتى من قبلُ بثبوت الهلال إذا أخبر الفلكيّون الخبراء والموثوقون بإمكانيّة الرؤية ـ ولو بالعين المسلَّحة ـ. وأنا أعتقد أنّنا سنشهد قريباً جدّاً اليومَ الذي يفتي فيه المرجع القائد الخامنئيّ بذلك أيضاً.

ألم يُفْتِ السيد القائد الخامنئيّ (حفظه الله) بحرمة سبّ الصحابة وأمّهات المؤمنين «زوجات النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)»؟ وكان السيد فضل الله (رحمه الله) قد سبقه إلى ذلك منذ أكثر من عشر سنين.

ألم يُفْتِ السيد القائد الخامنئيّ (حفظه الله) بحرمة التطبير (ضرب الرؤوس بالسكاكين والسيوف)؟ وقد أفتى السيد فضل الله (رحمه الله) بحرمة التطبير أيضاً، وحرّم كذلك ضرب الجسد بالسلاسل والجنازير، المشفَّرة وغير المشفَّرة.

إذاً هما في خطٍّ فكريٍّ واحد. ولو قُدِّر لهما أن يمسكا بزمام الأمور في هدوء بالٍ، وتنسيقٍ مستمرٍّ، وتواصلٍ دائمٍ، لكانت الأمّة على غير ما هي عليه الآن، ولكنّ بعض الموتورين المعتوهين قرَّروا أن ينالوا منهما على حدٍّ سواء:

فكان ما كان ممّا لستُ أذكُرُه

فظُنَّ [شرّاً] ولا تسأل عن الخَبَرِ

وتجذَّر الخطّ الواعي في الأرض ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (إبراهيم: 24 ـ 25)، وذاع صيته في الآفاق، وكانت صدارة المرجعيّة للسيدَيْن الجليلَيْن القائد والمرجع الخامنئيّ (حفظه الله) والمرجع فضل الله (رحمه الله)، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى﴾، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً﴾ (طه: 61، 111).

4ـ المصداقيّة والجرأة

لقد كلّفته مصداقيّته في طرح أفكاره والمبادئ التي يؤمن بها الكثيرَ من العناء والتعب وتحمُّل الأذى في ذات الله، فكان رَجُلاً ـ لا شبهَ رَجُل ـ، وثبت على مواقفه كلِّها، تزول الجبال ولا يزول. وسيحفظ التاريخ أنّه ـ وكما اقتلع الجدّ أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) باب حصن خيبر ـ اقتلع الحفيد المرجع فضل الله (رحمه الله) بكلّ عزمٍ واقتدار بابَ حصن الفساد والتخلُّف والخرافة والغلوّ؛ ليفتح للناس كلِّهم باب الإصلاح والتجديد والواقعيّة والحقيقة على مصراعَيْه، صامداً في وجه الرياح العاتية، ولسانُ حاله: «يا جَبَلْ مَا يْهِزَّكْ رِيحْ».

5ـ القدرة على التخطيط

امتاز المرجع فضل الله (رحمه الله) بقدرةٍ فائقة على التخطيط واستشراف المستقبل، فكان يُعِدّ لكلّ مرحلةٍ عُدَّتها، ويعيش المرونة التي تتطلّبها كلُّ مرحلةٍ، دون أن يتخلّى عن المبادئ التي يؤمن بها.

وهكذا أنشأ المؤسَّسات الخيريّة الاجتماعيّة والثقافيّة والعلميّة والدينيّة، وصولاً إلى مشروعه التجديديّ الفريد، ألا وهو تحويل المرجعيّة الدينيّة إلى مؤسَّسة، يحضر فيها علماء الدين ذوو الكفاءات العالية، فيتدارسون ويتباحثون ويتناقشون بروح علميّة موضوعيّة وجادّة، وكلُّهم أملٌ وشوقٌ للوصول إلى الحقّ والحقيقة، فيستحقّون آنذاك فَيْضَ الله، ويكون الحكم الشرعيّ النهائيّ بما تُفرِزُه تلك الجلسات.

غير أنّ هذا المشروع لم يُبْصِر النور، ولا أعتقد أنّه سيُبصِر النورَ قريباً، بل سيبقى ينتظر الفارس المغوار الذي يفرضه أمراً واقعاً، ولو كره الكثيرون.

6ـ همّة ونشاط

عرفتُه شخصيّاً منذ كنتُ صغيراً يافعاً في السادسة من العمر، وكنتُ أتردَّد برفقة والدي(حفظه الله ورعاه) إلى مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) في بئر العبد في كلّ يوم جُمُعةٍ للاستماع إلى خطبته، ثمّ أداء صلاتي الظهر والعصر بإمامته، فلم يكن لينقطع عن الحضور يوماً، إلاّ حين كان يزور الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، أو في مواسم الحجّ. وكبرتُ فازددتُ له حبّاً، وأنا أراه يقرن القول بالعمل، فكان القدوة والأسوة. فلازمتُه في كافّة دروسه ومحاضراته وخطاباته، يُفسِّر ـ وهو المرجع الدينيّ الكبير ـ القرآنَ مساءَ كلِّ ثلاثاء، ويَعِظُ الناس مساءَ كلّ خميس، ليقرأ لهم بعد ذلك دعاء كميل بصوته الشجيّ الرقيق، فيبكي ونبكي جميعاً من خشية الله وطلباً لغفرانه، ويخطب ظهرَ يوم الجمعة، ويعِظُ ظهرَ يوم الأحد، بالإضافة إلى محاضراته الفكريّة وندواته التربويّة وخطاباته الدينيّة ـ السياسيّة، في المحافل كافّة، الإسلاميّة وغير الإسلاميّة، للعامّة والخاصّة، بمَنْ فيهم النخب والجامعيّون. وهكذا تتوالى الليالي والأيّام، فإذا جاء شهر رمضان، شهرُ الله، واظب على الحضور يوميّاً إلى المسجد، ليصلّي الظهر، ثمّ يشرح للناس تراث أهل البيت (عليهم السلام)، كأدعية الصحيفة السجّاديّة، أو خطب أمير المؤمنين ووصاياه، أو خطبة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في استقبال شهر رمضان، وغيرها، ثمّ يصلّي العصر، ويقرأ بصوته الشجيّ الدافئ جملةَ مقاطع من أدعية شهر رمضان وغيرها، وهكذا كان يجعل من شهر رمضان شهراً لبناء الذات والنفس والروح.

وهو مع ذلك كلّه لا يهدأ ولا يفتُر عن استقبال الناس؛ لحلّ مشاكلهم؛ وعقد القِران، والجواب عن سؤال، ثمّ ينطلق إلى المسجد في كلّ وقت صلاة يؤمّ المصلّين، ويقرأ لهم المناجاة.

هكذا كان (رحمه الله)، طاقةً هادرةً لا تعرف السكون. وشعارُه المرفوعُ دائماً: الراحة عليَّ حرام. فمَنْ مثلُه؟! فاعرف أيّها القارئ الكريم كَمْ هو حجمُ الفاجعة بغيابه.

7ـ رجل الحوار والمحبّة والسلام

لم يكن المرجع فضل الله (رحمه الله) رجل العنف والإرهاب والقمع الفكريّ، وإنّما كان يؤمن بالحوار وسيلةً وحيدةً لإقناع الآخرين واستمالتهم إلى ما يؤمن به من أفكار، فلم يتعوَّد قلمه الشريف على إصدار فتاوى التكفير والتضليل والرمي بالانحراف والخروج عن الدين والمذهب، وإنّما كان يسعى إلى الحوار المفتوح بين الناس جميعاً، بين أتباع الديانات كافّة، وبين الأمم كلّها على اختلاف عاداتها وتقاليدها وحضاراتها.

لقد كان صدرُه يتَّسع لكلِّ سؤال مهما كان يحمل من مظاهر الإحراج، وكان شعاره: «ليس هناك سؤالٌ محرِجٌ، ليس هناك سؤالٌ تافِهٌ، الحقيقةُ بنتُ الحوار».

ويشهد له بذلك مخالفوه في النظرة إلى هذه الحياة. يقول الباحث ضياء الشكرجي، وهو الرجل العلمانيّ: «إنصافاً كان ينفرد فضل الله في تلقّي النقد من مريديه ومن مخالفيه، فلطالما كنّا نوجِّه له النقد في بعض تصريحاته ومواقفه، ونحاوره ونعترض على بعض مبانيه، فيناقشنا بكل أَرْيَحيّة ومن غير تشنُّج…»[30].

وهكذا كان يفتح الباب لكلّ أحد، يسأله ما يشاء، في العقيدة والفقه والأخلاق والسياسة والعلوم الإسلاميّة والحديثة كافّةً، فملأ الدنيا وشغل الناس.

ورغم كلّ ما تعرّض له في حياته لم يكن ليحمل حقداً أو بغضاً على مؤمن، بل كان يرعى الجميع بعاطفته الأبويّة الصادقة، وهو يردِّد دائماً وأبداً: «لا أحمل في قلبي حقداً على أحد»، «هؤلاء أولادي».

8ـ المرجعيّة المتميِّزة

8ـ 1ـ المنهج الفقهيّ ـ الأصوليّ

تميّز السيد فضل الله بتجربةٍ فقهيّة وأصوليّة متميّزة، جعلت منه مجدِّداً في هذا العالم، متابعاً لمسيرة السلف الصالح من الفقهاء، وممهِّداً الطريق نحو اجتهاد أصيل في فهم الكتاب والسنّة. وقد ساعده على ذلك فهمه العميق للقرآن الكريم، انطلاقاً من تفسيره «من وحي القرآن»، وذوقه الرفيع في اللغة العربيّة وآدابها، والذي يُعتبر الركن الأساس في فهم النصّ.

ويمكن لنا أن نذكر عدّة مميّزات في هذا المجال:

1ـ اعتماده على الرؤية القرآنيّة كأساس في الاجتهاد والاستنباط؛ بوصفه الأساس التشريعيّ والدستوريّ الأوّل في سلّم مصادر التشريع. وقد مكّنه ذلك من الوصول إلى معطيات فقهيّة جديدة تمثّل فهماً قرآنيّاً أصيلاً.

2ـ محاولة تخليص الفقه من التعقيدات التي أفرزها تأثُّر الممارسة الاستنباطيّة والتنظير الأصوليّ بالفلسفة التجريديّة، ما أدّى إلى تشويش الفهم العرفيّ في تعامله مع النصّ في دلالته ومعطياته. وليس ذلك إنكاراً لأهمّيّة الأصول، كما توهَّم الكثيرون، وإنّما هو العمل على التوفيق بين النظريّة والتطبيق، التي خالف فيها كثيراً من الفقهاء؛ لسبب وآخر.

3ـ الشموليّة في الرؤية الفقهيّة، حيث تتحرّك العمليّة الاستنباطيّة لتجمع كلّ المفردات المترابطة التي تشكّل المنظور الإسلاميّ المتكامل، خلافاً للمنهج التجزيئيّ الذي يعمل على تقطيع أوصال الأحاديث التي تنتمي إلى وادٍ واحد.

4ـ الذوق الأدبيّ الراقي، والقدرة اللغويّة المتميّزة عند سماحته، أعطيا لممارسته الاستنباطيّة عمقاً وأصالةً وصفاءً من جهة، ووفّرا له فهماً أدقّ وأعمق للنصوص الشرعيّة من جهة أخرى.

وبالإضافة إلى كلّ ذلك امتلك السيد فضل الله الجرأة العلميّة على طرح نظريّاته الفقهيّة عندما يتوصَّل إلى قناعة ثابتة بها، ورأى أنّه في ظل وضوح الرؤية لدى الفقيه ليس ثمّة مبرِّر له في الاحتياط؛ لأن الاحتياط لا بدّ أن يرتكز على دراسة واقعيّة لظروف المكلَّفين، لا لظروف المجتهد؛ لأن الاحتياطات التي لا أساس علميّاً لها أوقعت المكلَّف في الحرج والمشقّة في كثير من المجالات الابتلائيّة. ولذا أفتى (رحمه الله) بطهارة كلّ إنسان، وبجواز تقليد غير الأعلم، وباعتماد علم الفلك والأرصاد في إثبات الشهور القمريّة، وغير ذلك.

وقد قال بعض الفضلاء، وهو يشير إلى بعض الفتاوى السابقة: إنه وصل إلى نفس النتائج، والفرق أنّ السيد كان أجرأ منّا….

8ـ 2ـ الفقه الرشيد

يقول الباحث ضياء الشكرجي: «لقد تميَّز حقّاً في الكثير من مبانيه الفقهية، ممّا خالف فيه المشهور، معتمداً قاعدة أنّ الشهرة لا تمثِّل حجّةً شرعيّة، خلافاً لما يعتمده فقهاء آخرون. ولكنّه انفرد من بين المراجع المعروفين بكثرة مخالفته للمشهور. وأذكر هنا بعضاً من مبانيه الفقهيّة التي خالف فيها المشهور، وذلك على سبيل المثال، لا الحصر:

1ـ لم يَقُلْ بشرط الذكورة في المرجعيّة، ممّا يعني جواز تبوُّؤ النساء للمرجعيّة الدينيّة.

2ـ لم يَقُلْ بشرط الأعلميّة في المرجع؛ لأن الأعلميّة من الأمور التي يصعب تحديدها.

3ـ تبنّى التبعيض في التقليد، ممّا يجيز للمتديِّن الشيعيّ الملتزم بشرط التقليد أن يرجع في كلّ قضية إلى أيّ فقيهٍ يشاء.

4ـ في البداية تبنّى جواز تقليد الميت ابتداءً، ولكنّه ـ وللأسف ـ تخلّى عن هذه الفتوى في وقتٍ لاحق. أقول: للأسف؛ لأنّ الدليل العقلائيّ على اعتماد فتاوى المرجع الميت له من المتانة ما يجعل عدم الجواز خالياً من المبرِّرات العقلائيّة، ولاسيما أننا نعلم أنّ فضل الله كان يعوِّل على الدليل العقلائيّ في مسألة التقليد، أكثر من اعتماده على الروايات. وقاعدته العقلائيّة كان يعبِّر عنها بقوله: وجوب رجوع الجاهل إلى العالم في ما يجهله. وكنتُ أتمنّى لو كان قد عبَّر عن ذلك برجوع غير المختصّ إلى المختصّ في ما لا اختصاص له فيه. أقول: كلُّ هذا بقطع النظر عن عدم إيماني حاليّاً بالمرجعيّة من ناحية الأدلّة الشرعيّة، على قاعدة الإلزام، أي إلزام الملتزمين بالمذهب الشيعيّ بلوازمه وأدلّته.

5ـ اعتماده قاعدة مساواة المرأة بالرجل في الحقوق، على ضوء الآية: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (البقرة: 228)، في كثيرٍ من القضايا. وممّا طبَّق عليه هذه القاعدة جواز ردّ المرأة على زوجها إذا ما استخدم العنف معها بعنفٍ مثله؛ دفاعاً عن نفسها، أي إنْ ضربها لها أن تضربه، أو تحرِّض على ضربه إنْ عجزت.

6ـ أفتى بطهارة الإنسان عموماً، منفرداً بذلك، حيث ينقسم الفقهاء بين مَنْ يقول بطهارة أهل الكتاب ونجاسة غيرهم، أو بطهارة الموحِّدين ونجاسة المشركين، بينما ذهب آخرون إلى عدّ كلّ غير المسلمين نجسين. وأدلّته غايةٌ في المتانة، حيث فسَّر النصّ القرآني القاضي بنجاسة المشركين على أنها نجاسةٌ معنويّة، لا يترتَّب عليها أثرٌ شرعيّ، وأثبت صحّة مبناه بأدلّةٍ من نفس القرآن والسنّة.

7ـ اعتمد فتوى تحريم التدخين؛ لحرمة الإضرار بالنفس إضراراً يعتدّ به، ولثبوت أنّ التدخين يهدِّد حياة الإنسان في ما لا حرّيّة له فيه. وقد اعتمد في ذلك على تطبيق قاعدة استوحاها من آية تحريم الخمر والميسر، بتحريم كلّ ما كان إثمه أكثر من نفعه، مفسِّراً «الإثم» بـ «الضرر»؛ بدليل التقابل بالتضادّ.

8ـ لم يعتبر التدخين من المفطِّرات؛ لعدم التلازم بين كون عملٍ ما محرَّماً لذاته وبين كونه مبطلاً لعملٍ ما. وتعليله أنّ التدخين ليس من صنف الأكل، ولا الشرب، ولا هو من الممارسة الجنسيّة المبطلة للصيام، كالجماع أو الإمناء، ولا هو من صنف الغبار الغليظ الداخل إلى الجهاز الهضميّ.

9ـ حرَّم التطبير (ضرب الرؤوس بالآلة الجارحة، كالسيف)، وكل أنواع الشعائر الدينيّة العنيفة والمؤذية للنفس، ممّا يمارسه الكثير من الشيعة؛ لحرمتين: حرمة الإضرار بالنفس؛ وحرمة تشويه سمعة الدين والمذهب.

10ـ لم يُجِزْ العقود الصوريّة، التي يرى شرعيّتها الكثيرُ من الفقهاء؛ كون العقد لا يصحّ إلاّ بقصد الجدّيّة، ولا جدّيّة في عقود الزواج والبيع والشراء والهبة الصوريّة، التي يعتمدها الكثير من المتديِّنين كمخرجٍ شرعيٍّ من حرجٍ ما، أو تحقيقاً لمصلحةٍ ما عبر العقود الصوريّة، أو هروباً من بعض الالتزامات والحقوق الشرعيّة. وقد استفاد الإسلاميّون العراقيّون من ثقافة المخارج الشرعيّة؛ إذ استخدموها في ما يشبهها من مخارج دستوريّة، أي ممارسة مخالفة الدستور بحيل دستوريّة، كما هو الحال مع مخالفة الشرع بحيلٍ شرعيّة.

11ـ حَسَم موضوع تحديد البدايات الشرعيّة للأشهر القمريّة للتقويم الدينيّ الإسلاميّ (الهجريّ)، باعتماد الحسابات الفلكيّة والرصد الفلكيّ في إثبات اليوم الذي يكون هلال أوّل الشهر ممكن الرؤية نظريّاً، ولو لم تتحقَّق رؤيته فعليّاً.

12ـ حرَّم ختان المرأة الممارَس عرفيّاً في بعض الدول العربيّة، كمصر والسودان.

13ـ تبنَّى حلّيّة ممارسة العادة السرّيّة للمرأة في حالات خاصّة؛ لكون الإمناء هو الثابت حرمته عنده، ولعدم وجود منيّ عند المرأة، خلافاً لما يذهب إليه عددٌ كبيرٌ من الفقهاء، ممّا يخالف الحقائق العلميّة، التي استفاد منها في فتواه بمراجعة أهل الاختصاص.

14ـ اعتَبر سنّ التكليف عند البنت هو إكمالها لثلاثة عشر عاماً قمريّاً، أي اثني عشر عاماً وسبعة أشهر، بخلاف معظم فقهاء الشيعة الذين يقولون بأن سنّ التكليف عند البنت، ما يعني وجوب الصلاة والصيام والحجاب عليها، من يوم إكمالها لتسع سنواتٍ قمريّة، أي ثماني سنوات وثمانية أشهر.

15ـ لم يُفتِ بأيّة فتوى مستهجَنة ومستنكَرة، كما عند الكثير من الفقهاء، كالتمتُّع بالصغيرة، وكراهة تزويج الكُرْد؛ لكونهم قوماً من الجنّ، أو رضاع الكبار، كما عند بعض السنّة، وغيرها من المضحِكات والمستهجَنات»[31].

9ـ شهاداتٌ في المرجع فضل الله (رحمه الله)

9ـ 1ـ شهاداتٌ بالاجتهاد المطلق

لقد شهد جمعٌ من المراجع الدينيّين والفقهاء المجتهدين وأهل الفضل والعلم والخبرة في التمييز بين العالم المجتهد وغيره بأنّ العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) مجتهدٌ مطلقٌ. ومن هؤلاء:

1ـ القائد والمرجع الدينيّ السيد عليّ الخامنئيّ (حفظه الله) (إيران)، حيث جاء في بيان نعيه له (رحمه الله) وصفُه بـ «آية الله»، ومن المعروف أنّ هذا الوصف لا يُطلق إلاّ على مَنْ حاز رتبة الاجتهاد المطلق.

2ـ المرجع الدينيّ السيد عليّ السيستانيّ (حفظه الله) (العراق)، حيث وُجِّه إليه السؤال التالي: نحن مجموعة من مقلّدي المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله قدّس سرّه، وقد رجعنا إليكم بعد وفاته، سؤالنا: ما هو رأيكم الشريف في البقاء على تقليد السيد فضل الله قدّس سرّه في حال ثبت لنا أعلميّته في حياته على الفقهاء المعاصرين، والرجوع إليكم في المسائل المستحدَثة؟

وكان الجواب: المعيار في البقاء على التقليد أن يثبت أن المرجع المتوفّى لا يزال أعلم من الأحياء.

وفي هذا الجواب دلالةٌ واضحةٌ على أنّ اجتهاده المطلق ومرجعيّته أمرٌ مسلَّمٌ لا نقاش فيه.

3ـ المرجع الدينيّ الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ (حفظه الله) (إيران)، حيث جاء في بيان نعيه له (رحمه الله) وصفُه بـ «آية الله»، ومن المعروف أنّ هذا الوصف لا يُطلق إلاّ على مَنْ حاز رتبة الاجتهاد المطلق.

بل سُئل سماحته: «…نرجو أن تبيِّنوا لنا رأيكم في بقائنا على تقليد مرجعنا السيد محمد حسين فضل الله» فأجاب: «يجوز البقاء على تقليد المرجع الراحل رحمه الله في ما عمل به طول حياته، والرجوع في المسائل التي لم يعمل بها إلى المرجع الحيّ».

وفي هذا الجواب تصريحٌ باجتهاده المطلق ومرجعيّته، وإمكان البقاء على تقليده.

4ـ المرجع الدينيّ السيد محمود الهاشمي الشاهروديّ (حفظه الله) (إيران)، حيث جاء في بيان نعيه له (رحمه الله) وصفُه بـ «آية الله»، ومن المعروف أنّ هذا الوصف لا يُطلق إلاّ على مَنْ حاز رتبة الاجتهاد المطلق.

5ـ المرجع الدينيّ الشيخ حسين منتظري (رحمه الله) (إيران)، حيث وصفه في إحدى كلماته بأنّه «عالمٌ مجتهدٌ»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق.

6ـ المرجع الدينيّ الشيخ يوسف صانعي (حفظه الله) (إيران)، حيث وصفه في بيان نعيه بـ «العالم الربانيّ والفقيه المتَّقي آية الله العظمى…»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

7ـ المرجع الدينيّ السيد كاظم الحائريّ (حفظه الله) (إيران/العراق)، حيث وُجِّه إليه السؤال التالي: نحن مجموعة من مقلِّدي المرجع الراحل السيد فضل الله قدّس سرّه، نعتقد بأعلميّتكم، ورجعنا إليكم، فماذا ترون في مسألة البقاء على تقليده؟(10شعبان1431هـ/النجف الأشرف).

وكان الجواب: مَنْ كان يعتقد بأعلميّته (رحمه الله)، ولم يزَلْ على ذلك الاعتقاد، ورجع إلينا في المستحدثات، جوّزنا له البقاء(12شعبان1431هـ/قم المقدّسة).

وفي هذا الجواب دلالةٌ واضحةٌ على أنّ اجتهاده المطلق ومرجعيّته أمرٌ مسلَّمٌ لا شكّ فيه.

8ـ المرجع الدينيّ الشيخ محمد اليعقوبيّ (حفظه الله) (العراق)، حيث وصفه في بيان نعيه بـ «المرجع الدينيّ»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

9ـ المرجع الدينيّ السيد حسين الصدر (حفظه الله) (العراق)، حيث وصفه في بيان نعيه له (رحمه الله) بـ «المرجع الدينيّ آية الله العظمى»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

10ـ الفقيه الشيخ محمد باقر الناصري (العراق)[32]، حيث جاء في بيان نعيه له: «آية الله السيد محمد حسين فضل الله هو أحد المراجع العظام»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

11ـ الفقيه السيد عبد الله الغريفي (البحرين)[33]، حيث جاء في بيان نعيه له: «رَحَل الأبُ القائدُ الفقيهُ المرجعُ المجدِّدُ المرشدُ»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً».

12ـ الفقيه الدكتور الشيخ عليّ رضا أعرافي (رئيس جامعة المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) العالميّة/إيران)، حيث جاء في تعزيته لنجله السيد عليّ فضل الله: «إنّ السّاحة العلميّة الإسلاميّة وساحة العمل الإسلاميّ افتقدتا برحيله عالماً وفقيهاً ومجاهداً…»، وفي ذلك شهادةٌ بفقاهته واجتهاده المطلق.

13ـ الفقيه الشيخ عليّ أكبر هاشمي رفسنجاني (إيران)، حيث جاء في بيان نعيه له (رحمه الله) وصفُه بـ «آية الله»، ومن المعروف أنّ هذا الوصف لا يُطلق إلاّ على مَنْ حاز رتبة الاجتهاد المطلق.

14ـ الفقيه الشيخ محمد العمري (كبير العلماء الشيعة في المدينة المنوَّرة)، حيث وصفه في بيان نعيه له (رحمه الله) بـ «آية الله العظمى الإمام المجاهد»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

15ـ الفقيه الشيخ حسن الصفّار (السعوديّة)، حيث وصفه في بيان نعيه له (رحمه الله) بـ «العلاّمة المرجع آية الله العظمى»، وبكونه «مرجعاً رائداً، وفقيهاً مجدِّداً»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

16ـ الفقيه الشيخ عيسى قاسم (البحرين)، حيث  حيث جاء في بيان نعيه له (رحمه الله) وصفُه بـ «آية الله»، ومن المعروف أنّ هذا الوصف لا يُطلق إلاّ على مَنْ حاز رتبة الاجتهاد المطلق.

17ـ الفقيه الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي (السعوديّة)، حيث وصفه في بيان نعيه له (رحمه الله) بـ «العلاّمة المجاهد المرجع»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

18ـ رابطة مدرِّسي الحوزة العلميّة في مدينة قم المقدَّسة، التي اعتبرت «رحيله ثلمة حلَّت بالإسلام والمسلمين؛ لأنّه كان فقيهاً مجاهداً ورعاً»، ووصفته بـ «آية الله»، وفي هذا كلّه شهادةٌ بفقاهته واجتهاده المطلق.

19ـ المجلس الإسلاميّ العلمائيّ في البحرين، حيث وصفه في بيان نعيه له (رحمه الله) بـ «العلاّمة المجاهد المرجع الدينيّ سماحة آية الله»، وفي هذا شهادةٌ باجتهاده المطلق، وبمرجعيّته أيضاً.

وقد كشف الشيخ ياسر عودة ـ أحد تلامذة السيد فضل الله، والمقرَّبين منه ـ عن رسالة خطّيّة من زعيم الطائفة الشيعيّة في النجف الأشرف المرجع الدينيّ السيد أبو القاسم الخوئيّ (رحمه الله) يشهد فيها باجتهاد تلميذه ووكليه المطلق في لبنان السيد محمد حسين فضل الله.

وأضاف: «وأنا أعلم شخصيّاً أنّ المرحوم السيد عبد الرؤوف فضل الله (رحمه الله) كان يرجع الناس في الاحتياط، خصوصاً في نجاسة أهل الكتاب, ونجاسة الكفّار بشكل عامّ، إلى السيد فضل الله، في ذلك الوقت الذي أتى فيه من النجف».

واستشهد الشيخ عودة بالوكالة المطلقة التي لا تُعطى إلاّ للعالم المجتهد عادةً، والتي منحها السيّد الخوئيّ (رحمه الله) للسيد فضل الله أيام الثمانينات الميلاديّة عندما عاد إلى لبنان، مستشهداً بحادثة قديمة حيث يقول: «إنّني أذكر أنّ بعض علماء لبنان أرسلوا إلى السيد الخوئيّ (رحمه الله) أنّ السيد فضل الله استحوذ على المال في قضية مفصَّلة, في أوّل مبنى، وهو مبرّة السيد الخوئيّ في الدوحة, فردّ عليهم السيد الخوئيّ, من دون الرجوع إليه: إنّ وكيلنا المطلق السيد فضل الله هو مجتهدٌ، وله رأيُه، ويدُه يدي ولسانُه لساني»[34].

وكتب صاحب مقالة (مَنْ هو آية الله السيد محمد حسين فضل الله؟) يقول: «اجتمعنا ذات مرّة في قم في منزل السيد جعفر مرتضى، وكان ذلك في أثناء وجود سماحة السيد فضل الله في قم في بعض زياراته، وقد دُعي يومها أكثر الطلاب اللبنانيّين، وكان من الموجودين يومها السيد عبد الحسين القزوينيّ، وقد كان من زملاء السيد فضل الله في النجف، فقال يومها: حين عزم فضل الله على مغادرة النجف الأشرف إلى لبنان؛ وذلك للإقامة هناك، تأثَّر الكثيرون لهذا القرار، وأخذوا يطلبون منه البقاء؛ لما عرفوا عنه من أهمّيّة، وقال: لو بقي السيّد فضل الله في النجف لأصبح من مراجعها الكبار، لكنّه فضّل العودة إلى لبنان من أجل حاجة الناس هناك إلى مَنْ يرشدهم ويعلِّمهم»[35].

9ـ 2ـ المرجع فضل الله (رحمه الله) في كلمات نخبةٍ من العلماء والمفكِّرين والسياسيِّين

1ـ أستاذ الفقهاء والمجتهدين وزعيم الحوزة العلميّة المرجع السيد أبو القاسم الخوئيّ (رحمه الله): إنّ وكيلنا المطلق السيد فضل الله هو مجتهدٌ، وله رأيُه، ويدُه يدي ولسانُه لساني.

2ـ المرجع القائد السيد عليّ الخامنئيّ (حفظه الله) (مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة): صلّوا خلف هذا الفيض الإلهيّ الكبير، السيد فضل الله، فهو عَلَمٌ من أعلام المذهب الشيعيّ.

ويحكي أحد المرافقين للسيد فضل الله أثناء زيارةٍ له إلى إيران أنّ قائد الثورة الإسلاميّة السيد عليّ الخامنئيّ قال له: حافظوا على هذه الدرّة الثمينة، التي لا يوجد مثلها في العالم الإسلاميّ[36].

3ـ المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله): كلّ مَنْ خرج من النجف خسر النجف، إلاّ السيد محمد حسين فضل الله خسرته النجف.

4ـ المرجع الشيخ حسين منتظري (رحمه الله): سماحة السيد محمد حسين فضل الله هو من علماء الإسلام، وعنده مؤلَّفات متعدِّدة في اختصاصات وفنون مختلفة، وهو عالم مجتهد، يخدم الإسلام، وينتفع بعلمه وبكتبه.

5ـ الأزهر الشريف: إن سماحة الشيخ قضى حياة حافلة، أمضاها في نشر العلم النافع، وعمل الخير، والدفاع عن وحدة الأمّة وثوابتها، وكان صاحب فكر مستنير، يرتفع فوق الفوارق المذهبيّة، ويسعى للتقريب بين أبناء الأمّة، وبين المؤمنين جميعاً من سائر الأديان المختلفة.

6ـ الكاتب والمفكِّر محمّد حسنين هيكل: السيد محمد حسين فضل الله لديه عقلٌ يضاهي عقل لينين في قدرته على التخطيط. وإنّني عندما زرتُ لبنان استفاد الجميع منّي، ولكنْ أنا لم أستفِدْ إلاّ من المرجع السيد محمد حسين فضل الله.

7ـ الإعلاميّ الكبير غسّان بن جدّو: «أقول: إنّي فقدتُ أباً وأستاذاً وصديقاً. أن يُحتَرَم رجلُ دين في بيئة تكره رجال الدين أمرٌ في غاية الأهمّيّة. وهذا كان من مميِّزات السيد فضل الله»[37].

8ـ وزير الخارجيّة الإيرانيّ منوشهر متّكي: السيد محمد حسين فضل الله شخصيّة إسلاميّة سامية، مكانته عالية، وهو ثروة إسلاميّة لا تقدَّر بثمن، ليس على مستوى لبنان فقط، بل على مستوى المنطقة بكاملها.

9ـ السفيرة البريطانيّة السيدة فرانسيس ميري غاي: حينما تزوره تكون متأكِّداً من حدوث مناقشة حقيقيّة ومجادلة محترمة، وتعلم أنك ستترك مجلسه وأنت تشعر أنك إنسان أفضل. أنا حزينة لوفاته. العالم بحاجة إلى أمثاله، وأثر غيابه سيتجاوز شواطئ لبنان.

10ـ السفير الفرنسيّ السابق في لبنان فيليب لوكورتْيِه: لقد تعلَّمت الكثير من خلال اللقاء بالعلاّمة السيد محمد حسين فضل الله، وخصوصاً في ما يتعلّق بالوضع الإقليميّ، وتفانيه من أجل بلده لبنان، ومن تبصُّره وحكمته وثقافته الواسعة.

المرجع فضل الله (رحمه الله) في لقاء الله وجواره  

«ومات السيد في ليلةٍ من ليالي2010، في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. هنا، حيث قضى شطراً طويلاً من حياته، وهنا أيضاً، حيث قبور الشهداء تزاحم منازل الأحياء. وأوصى السيّد أن يدفن تحت خشبة مسرحه، تحت بلاط المسجد الذي كان يصلّي فيه ويؤمّ الناس في العبادة والثورة، ولعلّه شاء بذلك أن يظلَّ يصغي في أناء الليل وأطراف النهار إلى وقع أقدام المصلّين على بلاط مسجد الحسنين، وإلى تهجّدهم الطويل، ودائماً دائماً على حدود الموت والحياة»[38].

وهكذا سقط الفارس عن جواده، ورحل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، ففي صبيحة يوم الأحد الرابع من تموز 2010م التحق الحبيب بحبيبه، ورحل المرجع فضل الله إلى جوار ربّه؛ ليوفّيه أجره، بعيداً عن حقد الحاقدين، وكيد الظالمين، وبغي الحاسدين، ولسان حاله ـ كجدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ: «اللهم إنّي قد مَلَلتُهم ومَلُّوني، وسئمتُهم وسئموني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شرّاً منّي»[39]. وخسر المسلمون والمؤمنون، بل الإنسانيّة جمعاء، رجلَ الحقّ والحقيقة، خسروا بموته العالم الربّانيّ الواعي، والمفكِّر الحُرّ، والسياسيّ المحنَّك والملتزم في آنٍ.

1ـ بيانات نعيه

وضجّ العالَمُ الإسلاميّ والعربيّ بالخبر، فسارع القاصي والداني لتقديم واجب العزاء بصاحب الأيادي البيضاء على هذه البشريّة بأسرها، بداعية الحوار الإسلاميّ المسيحيّ، وداعية الوحدة بين السنّة والشيعة، داعية السلام بين أبناء البشر، بعيداً عن الظلم والقهر.

ومن أبرز الذين تقدّموا بواجب العزاء بالمرجع الراحل (رحمه الله) كلٌّ من:

1ـ المرجع القائد السيد عليّ الخامنئيّ (حفظه الله). وممّا جاء في بيان النعي: «لقد قدَّم هذا العالم الكبير والمجاهد الكثير في الساحات الدينيّة والسياسيّة، وكان له الأثر الكبير على الساحة اللبنانيّة، والتي لن تنسى خدماته وبركاته الكثيرة على مرّ السنين. إن المقاومة الإسلاميّة في لبنان، والتي لها حقّ كبير على الأمّة الإسلاميّة، كانت على الدوام تحت رعاية ودعم ومساعدة هذا العالم المجاهد. لقد كان الراحل الرفيق المخلص والمقرَّب من الجمهوريّة الإسلاميّة ونظامها، وكان وفيّاً لنهج الثورة الإسلاميّة، وأثبت ذلك قولاً وعملاً على مدار الثلاثين سنة من عمر الجمهوريّة الإسلاميّة».

2ـ المرجع السيد محمود الهاشميّ الشاهروديّ (حفظه الله). وقد وجّه برقيّتَيْ تعزية إلى سماحة الأمين العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله وعائلة السيد فضل الله، وقد أشار فيهما إلى أنّ «آية الله السيد محمد حسين فضل الله كان بحقٍّ من علماء لبنان المجاهدين، والذي صرف عمره في خدمة الدين الحنيف، ونشر الوعي والفكر الإسلاميّ، ومقارعة الظالمين والمستكبرين».

3ـ المرجع الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (حفظه الله). وممّا جاء في بيان النعي: «إنّ الفقيد السعيد كان مرابطاً قديراً في الساحة اللبنانيّة أمام حملات أعداء الإسلام الحاقدة، فإنّه بحسن تدبيره وشجاعته حمى هذه القلعة الصامدة».

4ـ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله). وممّا جاء في بيان النعي: «لقد فقدنا اليوم أباً رحيماً، ومرشداً حكيماً، وكهفاً حصيناً، وسنداً قويّاً في كلّ المراحل. هكذا كان لنا سماحته، ولكلّ هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم، منذ أن كنّا فتيةً نصلّي في جماعته، ونتعلَّم تحت منبره، ونهتدي بكلماته، ونتمثَّل أخلاقه، ونقتدي بسيرته. علَّمنا في مدرسته أن نكون دعاةً بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نكون أهل الحوار مع الآخر، وأن نكون الرافضين للظلم، والمقاومين للاحتلال، وعشّاقَ لقاءٍ مع الله تعالى من موقع اليقين، وأن نكون أهل الصبر والثبات والعزم مهما أحاطت بنا الشدائد والمصاعب والفتن. فكان لنا الأستاذ والمعلِّم، والعلم، والنور الذي نستضيء به في كلّ محنة. واليوم نفتقده؛ إذ يفارقنا إلى جوار ربّه الكريم الذي جاهد في سبيله طيلة عمره الشريف، إلا أنّ روحه الزكيّة، وفكره النيّر، وكلمته الطيّبة، وابتسامته العطوفة، وسيرته العطرة، ومواقفه الصلبة، كلّ ذلك سيبقى فينا هادياً ودليلاً، ودافعاً قويّاً متجدِّداً للعمل الدؤوب والجهاد المتواصل… ونعاهد روح سيّدنا الجليل الراحل أنّنا سنبقى الأوفياء للأهداف المقدَّسة التي عاش من أجلها، وعمل لها، وضحَّى في سبيلها ليل نهار، وأن نبذل في سبيلها كلَّ غالٍ ونفيس إنْ شاء الله».

5ـ الأزهر الشريف. وممّا جاء في بيان النعي: «ينعى الأزهر الشريف، شيوخه وعلماؤه وطلاّبه، إلى الأمّة العربية والإسلاميّة، وإلى الشعب اللبنانيّ الشقيق، سماحة السيد محمد حسين فضل الله، الذي لقي ربّه راضياً مرضيّاً، بعد حياة حافلةٍ، أمضاها في نشر العلم النافع، وعمل الخير، والدفاع عن وحدة الأمّة وثوابتها. كان (رحمه الله) صاحب فكر مستنير، يرتفع فوق الفوارق المذهبيّة، ويسعى للتقريب بين أبناء الأمّة، بل وبين المؤمنين جميعاً من سائر الأديان.

6ـ شيخ الأزهر أحمد محمد الغريب. وممّا جاء في برقيّته إلى نجله السيد علي فضل الله معزِّياً: «تلقيت ببالغ التأثُّر نبأ وفاة المغفور له والدكم سماحة العلامة الجليل السيد محمد حسين فضل الله، وهو العالم الثقة، العامل بكتاب الله وسنّة رسوله، الراسخ في حبّه لآل البيت، المنزَّه عن التعصُّب لرأيٍ أو مذهبٍ، المدافع عن وحدة الأمّة وثوابتها، الذي جمع بين الصلابة في مواجهة الأعداء وبين السماحة والدعوة إلى التآخي بين الناس جميعاً، على اختلاف أديانهم وأعراقهم».

وقد نعاه أيضاً كلٌّ من: المرجع الدينيّ الشيخ محمد اليعقوبيّ (حفظه الله)؛ المرجع الدينيّ الشيخ يوسف صانعي (حفظه الله)؛ مكتب المرجع الدينيّ الشيخ حسين منتظري (رحمه الله)؛ الفقيه الشيخ محمد باقر الناصري؛ رئيس جامعة المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) العالميّة الفقيه الدكتور الشيخ عليّ رضا أعرافي؛ جمعٌ من فضلاء وأساتذة وطلاّب الحوزة العلميّة اللبنانيّة في مدينة قم المقدَّسة؛ منتدى طلاب كلّية الإمام الأوزاعيّ؛ كافّة التلفزيونات الإسلاميّة في لبنان؛ رئيس الوزراء اللبنانيّ سعد الحريري؛ الرئيس الإيرانيّ محمود أحمدي نجاد؛ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهوريّة الإسلاميّة الشيخ عليّ أكبر هاشمي رفسنجاني؛ رئيس السلطة القضائيّة الإيرانيّة الشيخ صادق لاريجاني؛ وزير خارجية الجمهوريّة الإسلاميّة منوشهر متّكي؛ السيد عبد الملك الحوثي؛ وغير هؤلاء كثيرٌ.

وممّن عزّى بالمرجع الراحل كلٌّ من: المرجع الدينيّ الشيخ بيّات الزنجانيّ (حفظه الله)؛ المرجع الدينيّ السيد كاظم الحائريّ (حفظه الله)؛ المرجع الدينيّ السيد عبد الكريم الأردبيليّ (حفظه الله)؛ المرجع الدينيّ الشيخ صافي الكلبايكانيّ (حفظه الله)؛ مكتب المرجع الدينيّ الشيخ بهجت (رحمه الله)؛ مكتب المرجع الدينيّ الشيخ محمد فاضل اللنكرانيّ (رحمه الله).

2ـ الأحقاد الغربيّة

1ـ محطّة الـ CNN التلفزيونيّة: وقد بادرت إلى طرد مديرة أخبار الشرق الأوسط أوكتافيا نصر (Octavia nasr)؛ لنَعْيِها ومَدْحِها السيد فضل الله بعد وفاته، علماً أنّها عادت فاعتذرت، وقالت: إنّها لا تدعمه في كلّ مواقفه، بل في موقفه من المرأة فقط.

2ـ الخارجيّة البريطانيّة: كانت سفيرة بريطانيا في لبنان (فرانسيس ميري غاي) قد وَصَفَتْ المرجع فضل الله بالشخص الوقور والرجل الدمث، الذي يحتاج العالم إلى أمثاله، وإذا جلستَ معه شدّك إليه، وإذا خرجت من عنده خرجتَ شخصاً آخر. فثارت ثائرة الخارجيّة الإسرائيليّة، واحتجّت على هذا الكلام، فما كان من الخارجيّة البريطانيّة إلاّ أن حذفت كلام سفيرتها عن موقع السفيرة، وقالت: إنّ كلامها لا يمثِّل بريطانيا.

3ـ المرجع المظلوم حيّاً ومَيْتاً

وكأخسّ ما يكون تابع الحاقدون والحاسدون والشامتون حربهم على السيد فضل الله، حتى بعد وفاته، حيث طالعنا سفيهٌ، يسمّي نفسه «محمد كاظم الغَرَوي»، بكتاب أسماه «الجنازة الماسونيّة في تشييع وتأبين محمد حسين فضل الله، ويليه اللائحة السوداء في مَنْ قدّم في فضل الله العزاء»، يتعرّض فيه بشتّى أنواع الإساءات للمرجع الراحل فضل الله (رحمه الله)، وللإمام الخمينيّ (رحمه الله)، وللمرجع القائد الخامنئيّ (حفظه الله)، وللمرجع السيد محمود الهاشميّ الشاهروديّ (حفظه الله)، وللمرجع الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ (حفظه الله)، وللمرجع السيد كاظم الحائريّ (حفظه الله)، ولسيد المقاومة السيد حسن نصر الله (حفظه الله)، ولجملةٍ من علماء الدين المجاهدين والعاملين في سبيل الله. ولستُ هنا في معرض الردّ على ما جاء في هذا الكتاب من إساءاتٍ وتفاهات؛ فإنّي أُجِلُّ نفسي عن الردّ على أمثاله، غير أنّي أقول لهذا وأشباهه ـ أشباه الرجال ـ ما قالته سيّدتي ومولاتي زينب بنت عليّ (عليها السلام) للطاغية يزيد بن معاوية ـ والزمن يُعيد نفسه على أيّة حال ـ: «فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميتُ [نهجنا]، ولا تدركُ أَمَدنا، ولا ترحضُ عنك عارَها، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامُك إلاّ عَدَد، وجمعُك إلاّ بَدَد، يوم ينادي المنادي ألا لعنةُ الله على الظالمين».

قال الله (عزّ وجلّ) في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ﴾ (المائدة: 54 ـ 56).

فالسلام على سيّدنا وأستاذنا العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، يوم وُلد، ويوم مات، ويوم يُبعث حيّاً، وحشرنا الله وإيّاه في زمرة نبيّنا الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآله الطيّبين الطاهرين.

الهوامش


[1] موقع بيّنات الإلكترونيّ، السيرة الذاتيّة.

[2] من كلمة للشاعر الدكتور محمد عليّ شمس الدين في احتفال شعريّ في صور، تحت عنوان: «المرجع السيد محمد حسين فضل الله… نهجٌ لا يغيب» (الموقع الإلكترونيّ لشبكة الفجر الثقافيّة).

[3] نزار محمد جودة الميالي، الفكر السياسيّ عند السيد محمد حسين فضل الله: 25، نقلاً عن: جمال سنكري، مسيرة قائد شيعيّ ـ السيد محمد حسين فضل الله: 65 ـ 68.

[4] الفكر السياسيّ عند السيد محمد حسين فضل الله: 26، نقلاً عن: محمد حسين فضل الله، الجانب الاجتماعيّ والإصلاحيّ في حياة العلاّمة السيد محسن الأمين (كتاب المصلح الإسلاميّ السيد محسن الأمين ـ مجموعة من الباحثين): 87 وما بعدها.

[5] مقالة بعنوان مَنْ هو آية الله السيد محمد حسين فضل الله؟ (كاتبٌ باسم رشيد الهجريّ، مقالٌ منشور في الموقع الإلكترونيّ: منتديات منار للحوار).

[6] مجلة الاجتهاد والتجديد، العدد 19: 90، مقالة بعنوان: «(من وحي القرآن)، تفسير اجتماعيّ ذو نزعة واقعيّة، بقلم: أ. حامد شيفاپور؛ مقالة بعنوان مَنْ هو آية الله السيد محمد حسين فضل الله؟ (كاتب باسم رشيد الهجريّ، مقالٌ منشور في الموقع الإلكترونيّ: منتديات منار للحوار).

[7] موقع بيّنات الإلكترونيّ، السيرة الذاتيّة.

[8] موقع بيّنات الإلكترونيّ، السيرة الذاتيّة.

[9] موقع بيّنات الإلكترونيّ، السيرة الذاتيّة.

[10] مجلة الاجتهاد والتجديد، العدد 19: 90، مقالة بعنوان: «(من وحي القرآن)، تفسير اجتماعيّ ذو نزعة واقعيّة، بقلم: أ. حامد شيفاپور.

[11] اعتمدنا في سرد أسماء هذه الكتب على ما زوّدنا به مدير مكتب المرجع فضل الله في قم المقدّسة الشيخ عليّ حلاوي، وأعدّه مكتبه في بيروت.

[12] الدكتور محمد رضا فضل الله، محاضرة بعنوان: السيد الحبيب: لمحات جديدة من حياة المرجع فضل الله.

[13] الدكتور محمد رضا فضل الله، محاضرة بعنوان: السيد الحبيب: لمحات جديدة من حياة المرجع فضل الله.

[14] مقالة بعنوان مَنْ هو آية الله السيد محمد حسين فضل الله؟ (كاتبٌ باسم رشيد الهجريّ، مقالٌ منشور في الموقع الإلكترونيّ: منتديات منار للحوار).

[15] من لا يحضره الفقيه 3: 555.

[16] مقالة بعنوان مَنْ هو آية الله السيد محمد حسين فضل الله (كاتبٌ باسم رشيد الهجريّ، مقالٌ منشور في الموقع الإلكترونيّ: منتديات منار للحوار).

[17] الدكتور محمد رضا فضل الله، محاضرة بعنوان: السيد الحبيب: لمحات جديدة من حياة المرجع فضل الله.

[18] الدكتور محمد رضا فضل الله، محاضرة بعنوان: السيد الحبيب: لمحات جديدة من حياة المرجع فضل الله.

[19] مقابلة قناة (آفاق) الفضائية مع السيّد جعفر فضل الله، ملامح من شخصيّة المرجع السيد فضل الله ومحطّات من حياته.

[20] اعتمدنا في بيان إنجازاته المؤسَّساتيّة الاجتماعيّة على ما ذكر في الموقع الإلكترونيّ لجمعيّة المبرّات الخيريّة، والموقع الإلكترونيّ (بيّنات)، فاقتضى التنويه.

[21] موقع بيّنات الإلكترونيّ، السيرة الذاتيّة.

[22] موقع بيّنات الإلكترونيّ، السيرة الذاتيّة.

[23] الكافي 1: 52.

[24] الفكر السياسيّ عند السيد محمد حسين فضل الله: 77، نقلاً عن: محمد حسين فضل الله، الندوة 8: 568.

[25] الفكر السياسيّ عند السيد محمد حسين فضل الله: 77، نقلاً عن: جمال سنكري، مسيرة قائد شيعيّ ـ السيد محمد حسين فضل الله: 203 ـ 208.

[26] كلمة مشهورة جدّاً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله).

[27] انظر: الموقع الإلكترونيّ لشبكة الفجر الثقافيّة، مقال بعنوان: «في لقائه الأخير بالمستشفى.. نصر الله باكياً في حضرة المرجع فضل الله»(10ـ10ـ2010م)(بتصرُّف).

[28] انظر: الموقع الإلكتروني لشبكة الفجر الثقافيّة، مقال بعنوان: «السيد أحمد الخميني يتحدّث عن مكانة السيد فضل الله عند والده الإمام الخميني»(19ـ12ـ2010م).

[29] حسين بركة الشاميّ، الفقيه المجدِّد المقدَّس السيد محمد حسين فضل الله، من الذات إلى المؤسَّسة: 131.

[30] ضياء الشكرجي، محمد حسين فضل الله (الحوار المتمدِّن، العدد: 3054 / 5 ـ 7 ـ 2010م).

[31] ضياء الشكرجي، محمد حسين فضل الله (الحوار المتمدِّن، العدد: 3054 / 5 ـ 7 ـ 2010م).

[32] موقع ويكبيديا الإلكترونيّ، ترجمة بعنوان «محمد حسين فضل الله».

[33] موقع ويكبيديا الإلكترونيّ، ترجمة بعنوان «محمد حسين فضل الله».

[34] انظر: الموقع الإلكترونيّ لشبكة الفجر الثقافيّة، مقال بعنوان: «الإمام الخوئيّ: السيد فضل الله هو مجتهد، وله رأيه، ويده يدي، ولسانه لساني»(20ـ12ـ2010م).

[35] مقالة بعنوان مَنْ هو آية الله السيد محمد حسين فضل الله؟ (كاتبٌ باسم رشيد الهجريّ، مقالٌ منشور في الموقع الإلكترونيّ: منتديات منار للحوار).

[36] انظر: الموقع الإلكترونيّ لشبكة الفجر الثقافيّة، مقال بعنوان: «السيد أحمد الخمينيّ يتحدّث عن مكانة السيد فضل الله عند والده الإمام الخمينيّ»(19ـ12ـ2010م).

[37] انظر: الموقع الإلكترونيّ لشبكة الفجر الثقافيّة، مقال بعنوان: «غسّان بن جدّو: أقسم أنّني بكيت على السيد فضل الله أكثر ممّا بكيت على والدي»(8ـ2ـ2011م).

[38] انظر: الموقع الإلكترونيّ لشبكة الفجر الثقافيّة، مقال بعنوان: «احتفال شعريّ في صور: «المرجع السيد محمد حسين فضل الله… نهجٌ لا يغيب»»(18ـ2ـ2011م)، كلمة الدكتور محمد عليّ شمس الدين.

[39] الإمام عليّ (عليه السلام)، نهج البلاغة، الخطبة 25.



أكتب تعليقك