حوارٌ مباشرٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني
ضمن برنامج (صباح الكوثر)، على قناة الكوثر الفضائيّة
مع الإعلاميتين: أوجينا القرعان، وجنان شرف الدين
بمناسبة مولد الإمام زين العابدين عليه السلام
بتاريخ: الجمعة 14 ـ 6 ـ 2013م
هذا الذي تعرف البطحاءُ وَطْأتَهُ |
والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ |
|
هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهِمُ |
هذا التَّقِيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ |
|
إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائلُها |
إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ |
الحسب والنسب
نبدأ بحَسَبه ونَسَبه، مع أنّه ليس للحَسَب والنَّسَب قيمةٌ في ميزان الحساب يوم القيامة، وإنّما ينتفع الإنسان بعمله لا غير، فإنّ الله يدخل الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيّداً قرشيّاً، كما يقول هذا الإمام الهُمام نفسه([1])، ولكنْ العِرْقُ دَسّاسٌ، وللتربية دورُها، والمرءُ قد يكتسب الفضائل أو الرذائل من أهله، ولذا نقول:
هو سليلُ بيت النبوّة والولاية، بيت العصمة والطهارة في القول والعمل والخُلُق، فهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وجدّته هي فاطمة الزهراء(ع)، وكفاه بذلك فخراً.
وأمّا أمّه فهي جاريةٌ فارسيّة من بنات الملوك، ولهذا كان يُقال لعليّ بن الحسين(ع): ابنُ الخِيرتَيْن، فخِيرةُ الله من العَرَب هاشم، ومن العَجَم فارس، كما في بعض الروايات([2]). ونحن نرى أنّها من الموضوعات؛ لأنّها تخالف قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾. ففي الإسلام ليس من شعبٍ مختارٍ، ولا قومٍ مختارين، وإنّما هو العمل الصالح يرفع أناساً، ويحطّ آخرين.
وعلى أيّ حال فقد قال أبو الأسود الدؤلي مادِحاً إيّاه(ع):
وإنّ وليداً بين كِسْرى وهاشِمٍ |
لأَكْرَمُ مَنْ نيطَتْ عليه التَّمائِمُ |