14 يوليو 2024
التصنيف : بيانات
لا تعليقات
335 مشاهدة

الفتح المبين في توحيد تقويم المسلمين

الاثنين 15 / 7 / 2024م هو العاشر من محرَّم الحرام 1446هـ

(الجمعة 12 / 7 / 2024م)

<وذكِّرْ فإن الذكرى تنفع المؤمنين>

أما آن لنا أن نتوحَّد تحت مظلّة العلم؟!

أما كفانا مجاملاتٌ ومسايراتٌ ولو على حساب الواقع (الزمن الواقعيّ)، فنُحْرَم بركاتِه وآثارَه التكوينيّة، ولا نُوفَّق لفطرٍ ولا أضحى ولا عاشوراء…؟!

توضيحاً وتأييداً وتأكيداً واستكمالاً للمقال الذي نشرناه من قبلُ بعنوان: (بداية الشهر الكونيّ عند الله بولادة القمر)، وذلك على الرابط التالي: (http://dohaini.com/?p=4074

واعتقاداً بكون أحكام الشريعة شاملةً كاملةً متكاملةً، يعضد بعضها بعضاً، ويؤيِّده، ويوضِّحه؛ ليرسم مشهديّةً حضارية راقية، لا يستطيع عقلٌ أن يتنكَّر لها؛

وإيماناً بأنه لا مؤاخذةَ من الله للإنسان على خطأٍ ذي أسبابٍ غير إراديّة، وتبريراتٍ منطقية واقعية مقنعة، وعليه لا يُؤاخَذ مَنْ أخطأ من أسلافنا في مدى الزمن، وإنما لا ينبغي أن نبقى على الخطأ، ونستمرّ فيه وقد تغيَّرَت الظروف والأحوال والمعطيات؛

لما تقدَّم كلِّه كُنّا قد باشَرْنا منذ أكثر من ١٠ سنواتٍ متابعةَ موضوع ولادة الهلال، وإمكانيّة رؤيته، وأحواله في كلّ شهرٍ؛ عسى أن نُوفَّق لتوحيد آراء العلماء فيه، وجمع كلمة المسلمين (ولو في نصف الكرة الأرضيّة)(ولو في كلّ قطرٍ أو قارّة) على شهرٍ واحد محدَّد البداية والنهاية.

وكنّا نهدف إلى تأكيد أن ما صدر عن المعصومين من رواياتٍ في مسألة الهلال؛ ولزوم رؤيته، وكفاية التطوُّق (وهو أن يكون الهلالُ منيراً؛ والباقي شَبَحاً غيرَ مُظْلِمٍ تماماً) لإثبات أن النهار السابق للرؤية (أي الذي حصلَتْ الرؤية عند غروب شمسه) من الشهر الجديد؛ ووجوب القضاء على مَنْ علم بأن الهلال رُؤي في بلدٍ من البلدان (المجاورة، على سَعَة مساحة الجوار)، ما هي إلاّ رواياتٌ قابلةٌ للجَمْع في أبهى صورةٍ، وليس بينها أيُّ تعارضٍ على الإطلاق.

نعم، قديماً توهَّموا هذا التعارض؛ لأن العلم لم يكن متطوِّراً، ولم يكن بالمقدور الاستفادةُ منه لإثبات عدم التعارض.

أما اليوم فقد صار هذا الأمر ممكناً.

وبناءً على الصحيح من أن للبلدان المشتركة في ليلةٍ واحدةٍ صوماً واحداً، وفطراً واحداً، وأضحى واحداً، وعاشوراء واحداً…

وبناءً على ورود روايةٍ صحيحةٍ (اعتمدها السيّد الخوئي) في أن التطوُّق هو علامةٌ لدخول الشهر من الليلة الماضية، وكذلك هناك علاماتٌ أخرى (كرؤية ظلّ الإنسان في ضوء القمر، وهي علامةٌ على أن القمر ابنُ ليلتين)

بناءً على ذلك كلِّه رُبَما نستطيع أن نتجاوز فكرةَ لزوم أن يكون القمرُ ممكنَ الرؤية وإنْ لم يُرَ بالفعل.

فهل يمكن أن يكون القمرُ في ليلةٍ غيرَ قابلٍ للرؤية، وإنما قد وُلد فقط، ثمّ يُرى في الليلة التالية مطوَّقاً، ليدلّ ذلك على أن النهار كان من الشهر الجديد، رغم عدم قابليّة الهلال في الليلة الماضية للرؤية؟! هل هذا ممكنٌ؟!

تتبَّعْنا ذلك طيلة أكثر من ١٠ سنواتٍ، ولم نُوفَّق لإثبات ذلك (رغم احتمال ثبوت ذلك واقعاً، ولكنْ لم يَتَسَنَّ لنا التواصلُ اللازم مع المناطق التي سيتحقَّق فيها ذلك في القارّة الأمريكيّة)،

إلى أن كان هلال محرَّم الحرام للعام ١٤٤٦هـ الذي وُلد يوم الجمعة 5 / 7 / 2024م مساءً، في تمام الساعة 22.57 بتوقيت غرينتش (4.57 عصراً بتوقيت نيومكسيكو، وسنعود إلى هذا التوقيت بعد قليلٍ، فانتظِرْ)، وعليه لم يُرَ ليلة السبت (الجمعة مساءً)، بل لم يكُنْ من الممكن رؤيته مساء الجمعة في أيّ بلدٍ من البلدان، لا بالعين المجرَّدة ولا بالعين المسلَّحة، إذن هو مولودٌ فقط، ولا يمكن رؤيتُه في أيّ بقعةٍ من بقاع الكرة الأرضيّة، راجِعْ الصورة (رقم 1).

وجاء يومُ السبت 6 / 7 / 2024م، الذي رفضَتْ كلُّ المرجعيّات الدينيّة اعتبارَه أوّلَ وغُرّةَ شهر محرَّم الحرام للعام 1446هـ.

ولكنْ كان للقمر في مساء هذا اليوم (السبت 6 / 7 / 2024م) كلامٌ آخر، فظَهَر في ولاية نيومكسيكو الأمريكيّة، بشهادة جَمْعٍ من الإخوة الهنود والباكستانيّين.

نعم ظهر في سماء ولاية نيومكسيكو مطوَّقاً، وقد مَرَّ على ولادته 27 ساعة و25 دقيقة، حيث كان قد وُلد يوم الجمعة الساعة 4.57 عصراً بتوقيت نيومكسيكو، أي قبل غروب الشمس بـ 3 ساعات و 25 دقيقة، وهي مدّةٌ لا يمكن معها رؤيته هناك. نعم، عند غروب اليوم التالي (السبت 6 / 7 / 2024م) سيكون عمره 27 ساعة و25 دقيقة، وبهذا العمر يمكن رؤيته بسهولةٍ بالعين المجرَّدة، وفي أكثر من بلدٍ في القارّة الأمريكية كذلك، راجِعْ الصورة (رقم 2)،

وقد رُؤي بالعين المجرَّدة فعلاً (كما في ديربورن / ميتشيغن)( https://astronomycenter.net/icop/muh46.html)، بل إنه رُؤي مطوَّقاً في (نيومكسيكو) كما أسلَفْنا.

مطوَّقٌ مساء السبت يعني أن السبت هو أوّل محرَّم الحرام 1446هـ، كما يفتي السيّد الخوئي ومَنْ يقبل بالتطوُّق كعلامةٍ على أن القمر ابنُ ليلةٍ واحدة.

السبتُ هو أوّلُ محرَّم الحرام رغم عدم قابليّة القمر للرؤية ليلة السبت (مساء الجمعة)، إذن لا حاجة لقابليّة وإمكانيّة الرؤية، بل الولادةُ وحدها تكفي.

إذن الولادةُ قبل الفجر هي المعيارُ في كلِّ بلدٍ، ولا حاجة للرؤية الفعليّة، ولا لإمكانيّة الرؤية، ولا لمراقبة التطوُّق في الليالي التالية، فما دام ذلك قد حصل مرّةً واحدةً تكون القاعدةُ على أساسه، ولو لم يتكرَّر.

وهذا من معطيات وبركات العلم الحديث الذي حدَّد وقت الولادة بدقّةٍ.

ومن قبل ذلك هذا من بركات وفضائل وعبقريّة أهل البيت(عم)، الذين فتحوا لنا هذا الطريق، من خلال توضيحهم لجملةٍ من العلامات ـ ولو المتأخِّرة ـ لإثبات أوّل الشهر الهجريّ القمريّ الذي لم يثبت بالرؤية الفعليّة، فسلامُ الله عليهم أجمعين، أئمّةً هداةً ميامين.

وفي لبنان وُلد قمر محرَّم الحرام 1446هـ في تمام الساعة 1.57 ليلاً، قبَيْل فجر يوم السبت 6 / 7 / 2024م، فمنذ تلك الساعة 1.57 ليل السبت القمرُ مولودٌ، ومحرَّمُ الحرام 1446هـ قد بدأَتْ دقائقُه وساعاتُه وأيامُه، ولم نعُدْ في شهر ذي الحجّة قطعاً، بل خرَجْنا من الشهر السابق، وانتقلنا من شهرٍ سابقٍ إلى شهرٍ لاحقٍ جديدٍ، وليس بين الشهرين فراغٌ أو زمانٌ وَسَطٌ، بل إما هو ذو الحجّة أو هو محرَّم، وبما أننا خرجنا ولم نعُدْ في ذي الحجّة 1445هـ فنحن في محرَّم الحرام 1446هـ قطعاً.

فاتِّباعاً لمنهج ومذهب أهل البيت(عم) نعلن كون يوم السبت 6 / 7 / 2024م هو أوّل أيّام محرَّم الحرام 1446هـ، وعليه يكون يوم الاثنين 15 / 7 / 2024م هو اليوم العاشر من محرَّم الحرام 1446هـ، أي (يوم عاشوراء)، فليلتفِتْ من يريد إدراك آثار هذا اليوم العظيم، وأداء حقِّه كما أوصى أهلُ البيت(عم).

وعظَّم الله لنا ولكم الأجر بمصاب أبي عبد الله الحسين(ع)



أكتب تعليقك