8 سبتمبر 2025
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
499 مشاهدة

ومرّةً جديدة تشتبك البداوةُ مع العلم، هل نصلّي لرؤيته أو للعلم به؟

يقول العلم:

يبدأ الخسوف في ٧:٢٨ مساءً بتوقيت بيروت، عندما يدخل القمر منطقة شبه الظلّ (ولن يُرى الخسوف بالعين المجرَّدة في هذا الوقت)

وسيتمكَّن أهل الأرض من رؤيته بدءاً من الساعة ٧:٥٠ مساءً

فهل تصحّ صلاة الآيات ما بين هذين التوقيتين (٧:٢٨  و  ٧:٥٠)؟

إذا اتَّبعنا العلم الحديث وإحداثيّاته الدقيقة

فالقمر بدأ رحلة خسوفه في ٧:٢٨، ففي هذا الوقت بالتحديد نحن على علمٍ ويقينٍ بأن القمر في حالة خسوف + تجب الصلاة عند خسوف القمر = تجب وتصحّ الصلاة منذ 7:28

أما إذا بقينا على معطيات البداوة الأولى

من أنه لا علم إلاّ بالحواسّ، ومنها: العين، فلا هلال ولا خسوف ولا كسوف إلاّ بالنظر والمشاهدة الحسّية بالعين المجرَّدة، ففي ٧:٢٨ لا نرى النقص في القمر، ولن نراه قبل ٧:٥٠، وما بينهما [لسنا عالمين (رغم كلّ الإخبارات الفَلَكيّة العلميّة الدقيقة)] بالخسوف، فلا تجب ولا تصحّ الصلاة، وإنما تجب وتصحّ بعد ٧:٥٠

هل يتصوَّر عاقلٌ أن النبيّ(ص) كان يريد بقوله: إن “الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ [فإذا رأيتموهما] فصلّوا وادعوا حتى يُكشَف ما بكم” أنه لا بُدّ من الرؤية الفعليّة للخسوف، وأنه لا ينفع العلمُ به دون الرؤية بالعين؟!

وهل يُفهَم كذلك ما رُوي عن الإمام جعفر الصادق(ع): “إن الله إذا أراد تخويف عباده، وتجديد الزجر لخلقه، كَسَفَ الشمس، وخَسَفَ القمر، [فإذا رأيتم ذلك] فافزعوا إلى الله تعالى بالصلاة”؟!

جَلَّ الله وجَلَّ رسوله وجَلَّ أولياؤه وتعالَوْا عن ذلك عُلُوّاً كبيراً

علماً أن التعابير في الروايات مختلفةٌ ومتعدِّدةٌ؛ فمنها: [إذا وقع الكسوفُ أو بعضُ هذه الآيات]؛ ومنها: [إذا انكَسَف القمر والشمس]؛ ومنها: [فإنْ انكَسَف أحدهما]؛ ومنها: [فإذا كان ذلك]

أَوَليس في هذه التعابير المتعدِّدة توضيحٌ عن المراد بـ [فإذا رأيتُم ذلك]؟!

والكلام نفسُه في هلال الشهر، فاقتضى التنويه والتنبيه

واللهُ من وراء القصد



أكتب تعليقك