26 أغسطس 2016
التصنيف : مقالات فكرية، منبر الجمعة
لا تعليقات
2٬873 مشاهدة
وسائل التواصل الاجتماعي، حدودٌ وضوابط

(الجمعة 26 / 8 / 2016م)(الجمعة 14 / 7 / 2017م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

1ـ حكم وسائل الإعلام والتواصل

أـ من وسائل الإعلام ما هو متمحِّضٌ في الفساد، كالأفلام الخلاعيّة وقصص الغرام المبتذلة وكتب الضلال ونحوها.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

14 فبراير 2016
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
5٬001 مشاهدة
عيد الحُبّ، في محضر القرب الإلهي

2016-02-14-عيد الحُبّ، في محضر القرب الإلهي-صغيرة

(الخميس 11 / 2 / 2016م)

«كُلُّ يومٍ لا يُعصى الله فيه فهو عيد»([1]). وعلى المؤمن العاقل أن يبذل قصارى جهده لتكون كلُّ أيّامه أعياداً، بطاعة الله، ونَيْل رضاه.

وبالقياس، على العاشق والمُحِبّ أن يجهد نفسه لتكون كلُّ أيّام حياته عيداً للحُبّ والعشق الدائمَيْن:
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

7 أبريل 2015
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
3٬445 مشاهدة
السيد محمّد باقر الصدر والمرجعيّة الرشيدة

1974975_396438883861612_4593651814040519467_n - Copy

(بتاريخ: 7 / 5 / 2012م)

هو العالِم المجاهد والعبقريّ الفذّ والمرجع الدينيّ المعاصر والمستنير، هو السيد الشهيد محمّد باقر الصدر (رحمه الله).

كثيرون هم الذين يُسَمَّوْن بـ (أهل العلم والفضل) في الحوزات العلميّة، وكثيرون هم الذين أُجيزوا بالاجتهاد، وكثيرون هم الذين ثُنيت لهم وسادة الإفتاء والمرجعيّة، لكنّ قليلاً من هؤلاء جميعاً كان جديراً بموقعه ومحلّه.

أقول هذا الكلام وقد عايشتُ وعاينتُ كثيراً من الوقائع والأحداث في الحوزة العلميّة، كما عايشها وعاينها قبلي كثيرون، ويعاينها من بعدي آخرون وآخرون، ولكنّ القليل القليل مَنْ يجرؤ على النطق بهذه الكلمات.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

17 مارس 2015
التصنيف : مقالات فقهية، مقالات فكرية، منبر الجمعة
لا تعليقات
3٬537 مشاهدة
(رضاع الكبير) في ميزان العقل والنقل

111

(بتاريخ: الثلاثاء 17 / 3 / 2015م)

تمهيد: هنيئاً لنا شيعة عليّ(ع)

ما كنّا لنثير هذا الموضوع من قبل؛ اعتقاداً منّا بأنّه لا يعدو كونه خبراً مفترىً في صفحات التواصل الاجتماعي، أو بين العوامّ من الناس.

ولكنّ تأكيد مفتي الديار المصرية السابق، الشيخ علي جمعة، عليه أوجب منّا بياناً واضحاً حول هذا الموضوع، ليُعْرَف الغثُّ من السمين، ويزداد الذين آمنوا إيماناً، ويشكروا الله على نعمة الولاية لمحمدٍ وآل محمد(ص) صباحاً ومساءً، بل في كلِّ وقتٍ، وفي كلِّ مكانٍ؛ فإنَّها أعظمُ نعمةٍ منَّ الله بها علينا.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

9 يناير 2015
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
2٬218 مشاهدة
هلاّ عرفنا الفرح بعقلٍ هادئ، بعيداً عن ردَّات الفعل

مصغرة2

(الجمعة 9 / 1 / 2015م)

تحكمنا ثقافة حبِّ المواجهة، وعشق الخصومة.

فنحن أمّةٌ تتنفَّس هواء المشاكسة والتحريض.

إذا حضر (المحرَّم) فلتُنْشَر الرايات السود، ولتملأ الخافقَيْن،
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

9 يناير 2015
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
676 مشاهدة
يا أولاد (الحلال)، هنيئاً لكم هذا الوسام

(الجمعة 9 / 1 / 2015م)

ذوو لسانَيْن ووجهَيْن

ذات يومٍ؛ واستشماماً منه لرائحة فتنةٍ قَذِرة، واستباقاً لحلول الخطر والمحظور، أصدر أستاذُنا العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(ر) فتواه الشهيرة بتحريم سبِّ أمّهات المؤمنين وجميع الصحابة، حتّى لو كانوا مخطئين في بعض أفعالهم؛ انطلاقاً من مبنىً فقهيّ علميّ أورثه قناعةً تامّة بحرمة سَبِّ أيِّ مسلمٍ([1])، فقامت قيامةُ بعض الجَهَلة هنا وهناك.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

5 أكتوبر 2014
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
3٬501 مشاهدة
العيد بين السياسة والدين: وضاعت الوحدة الإسلاميّة

369221138 - Copy

img_girls-ly1374936775_746

(بتاريخ: الأحد 5 / 10 / 2014م)

هو العيد، يوم البهجة والفرح والسرور، يوم التآخي والتواصل والتلاقي، يوم التزاور وصلة الأرحام…

هو العيد، «عيدٌ لمَنْ قبل الله منه صيامه، وشكر قيامه، وكلُّ يومٍ لا يُعصى الله فيه فهو عيدٌ»([1]).

قبلنا ورضينا عَنْكَ يا أمير المؤمنين، يا عليّ بن أبي طالب(ع).

ولكن ها هم المسلمون اليوم يختلفون في يوم العيد، في يومين، وربما في ثلاثة أيّام، كما قد حصل يوماً ما. يختلفون في تحديد يوم العيد، ويَعْزُون ذلك إلى اختلافهم في المباني الفقهيّة لإثبات هلال الشهور. وليس في ذلك من كلامٍ الآن.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

4 ديسمبر 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
4٬632 مشاهدة
ربطة العنق حلالٌ أو حرامٌ؟، قراءةٌ تحليليّة

abdullahG_468x609  abdullahG1_468x609

pope_benedict_xvi_7[1]  pope_benedict1_xvi_7[1]

(بتاريخ: الخميس 26 ـ 9 ـ 2013م)

تمهيد

ربطة العنق أو (الكرافات) قطعةٌ من قماش تُدلّى على الصدر، بعد أن تلتفّ على ياقة القميص الداخليّة. اعتاد الكثيرون على لبسها عندما يرتدون البِذَﻝ الرسميّة، ووصل الأمر إلى (علماء الدين)؛ فترﻯ بعضهم يلبسها تحت الجُبّة؛ لتخفي زرَّ القميص. يتَّخذونها زينةً، وقد أُمرنا بالتزيُّن: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (الأعراف: 31).

فهل من إشكالٍ أو شبهةٍ في لبس ربطة العنق هذﻩ؟

في البداية لا بدّ من لفت النظر الى أنّ كون اللباﺱ معروفاً وشائعاً عند الغربيّين، وفي بلاد الكفر، لا يجعله حراماً؛ فالأمم والشعوﺏ تتأثَّر ببعضها، وتستفيد من حضارات غيرها، ولكنْ بما لا يتنافى وقِيَمها ومبادئها والتزاماتها العَقْديّة والشرعيّة.

ومن هنا نقوﻝ: لا إشكاﻝ على الإطلاﻕ في ارتداء الأزياء التي عرفناها من الغرﺏ، كالبنطاﻝ، والقميص، والجورﺏ، والقبّعة، ما دامت لا تتنافى والقِيَم الإسلاميّة.

فإﺫا ما وجدنا لباساً منها يرمز إلى عقيدةٍ أو شريعةٍ منحرفة وجب أن نجتنبه؛ حرصاً منّا على عدم الوقوﻉ في آثارﻩ الفاسدة، ولو من حيث لا نشعر.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

16 أكتوبر 2013
التصنيف : مقالات فكرية
التعليقات : 1
3٬970 مشاهدة
إيران تقنِّن الزواج من الأولاد بالتبنّي، قراءةٌ وتحليل

 

(بتاريخ: الخميس 10 ـ 10 ـ 2013م)

تمهيد

أثار بعض الناشطين في حقوق الإنسان قضيّة موافقة البرلمان الإيراني (مجلس الشورى) على مشروع قانون يبيح للرجل أن يتزوَّج (ابنته) بالتبنّي إذا ما بلغت 13 سنة، معتبرين ذلك يناقض بشكلٍ واضح ما يُعلَن عن انفتاح رئيس الجمهوريّة الجديد الشيخ حسن روحاني على العالم؛ وصولاً إلى اعتبار أنّ هذا القانون يفتح الباب واسعاً أمام انتشار زنا المحارم؛ وهو إلى ذلك يمثِّل اعتداءً جنسيّاً على الأطفال، وكيف لا يكون كذلك وهو زواجٌ بالقاصرات من الفتيات؛ مؤكِّدين أنّ الزواج بأطفال التبنّي ليس ثقافةً إيرانيّة؟!

هذا ولم يُصدر مجلس صيانة الدستور الإيراني، المكوَّن من رجال الدين والفقهاء، الذي يفحص القوانين البرلمانيّة، حكمه في هذا القانون المثير للجدل حتّى الآن([1]).

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه في إيران تستطيع الفتاة أن تتزوَّج في سنّ الثالثة عشرة، ولكنّها تظلّ بحاجة إلى إذن القاضي. وفي الوقت الحالي يحظِّر القانون الإيراني الزواج من الأطفال بالتبنّي تحت أيِّ ظرف([2]).


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

20 يوليو 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
2٬611 مشاهدة
الأخوّة بين المؤمنين ضرورةٌ دينيّة

600بكسل

(بتاريخ: السبت 20 ـ 7 ـ 2013م)

بمناسبة ذكرى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، في 12 رمضان، عام1هـ

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.

إنّها الأخوّة بين المؤمنين، المؤثِّر المباشر على تركيبة المجتمع الإسلامي، وعلى العلاقة بين أفراده.

هذه الأخوّة الروحيّة التي تُلزم الإنسان المؤمن، تجاه نظيره المؤمن، بالكثير من الحقوق، كحقّ الاحترام، والنصيحة، والمعونة، و…

هذه الأخوّة الروحيّة هي الأخوّة التي اعتبرها الله سبحانه وتعالى وسيلةً للترابط والمودّة والرحمة.

فأخوّة النسب، وغيرها من العلاقات النسبيّة، كالبنوّة، لا تمثِّل عند الله عزَّ وجلَّ أيَّ قيمةٍ ما لم تكن مرافقةً لهذه الأخوّة. وقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى عن نبيِّه نوح(ع)، الذي وعده الله بإنقاذ أهله من الغَرَق، بقوله: ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾، أنّه قال، عندما رأى وَلَدَه يغرق: ﴿رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾، وجاءه الجواب سريعاً وواضحاً: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾.

وقد أراد الله لهذه الأخوّة أن تولِّد بين المؤمنين نوعاً من المحبّة والمودّة والأُلفة، تمنع أحدهم عن الآخر. وكيف لا، وهي علاقةٌ أساسُ نشأتها من الله سبحانه وتعالى. نعم، أرادها أن تمنع بينهم أيَّ ضغينة، وأيَّ حقد، وأيَّ عداء، حتَّى جاء في الحديث: «إذا قال المؤمنُ للمؤمنِ أنتَ عدوِّي كفر أحدُهما». لماذا؟ لأنّ الله يقول: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، بما تمثِّله (الأخوّة) من محبّة ومودّة، وهو يقول لأخيه المؤمن: «أنتَ عدوّي»، بما تحمله لفظة (العدوّ) من معاني البُغْض والشنآن. فاللهُ يقول، وهو يقول، فهل يكون مسلماً؟!

لطالما عرفوه ونعتوه بـ «الصادق الأمين»، ورضُوا به حَكَماً ومُشيراً.

وما إنْ بُعث بالرسالة، وجاءهم بالهدى والحقّ، ديناً قِيَماً ملَّة إبراهيم حنيفاً، حتّى اتَّهمُوه بأنّه «ساحرٌ»، و«مجنونٌ»، و«كاذبٌ»، و«كاهنٌ»، وأخذوا يؤذونه، كلَّما سنحت لهم الفرصة، حتّى قال: «ما أُوذي نبيٌّ مثل ما أُوذيتُ».

ورحل المحامي والكفيل، ورحل أبو طالب رضوان الله تعالى عليه، والدعوةُ الإسلاميّة قد ظهرَتْ إلى الوجود، وأخذَتْ تطرق كلَّ أُذُن، وأحسَّتْ قريش بالخطر الكبير يحدِّق بمصالحها، ويهدِّد زعامتها، فقرَّرتْ الخلاص من محمّدٍ(ص)، وعزمَتْ على أن تضع حدّاً لهذا الانتشار الإسلامي، ولكنْ كيف السبيلُ إلى ذلك؟

يحدِّثنا الله عن ذلك الانقلاب الكبير، وتلك المؤامرة والمكيدة العظيمة، بقوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، أي ليحبسوك أو يقتلوك أو ينفوك.

واضطرَّ(ص) ـ كمَنْ سبقه من المسلمين ـ للهجرة من مكّة، مهوى الفؤاد وحَبّة القلب، فودَّعها وداع مَنْ عزَّ فراقها عليه، وهو القائل: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ أَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيْهِ، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ».

وكانت هجرةً قسريّة إلى «يثرب» فحلَّ بها، مبارِكاً، ومنيراً، فأصبحت «المدينةَ المنوَّرة» بنور الإسلام، ونور النبيِّ الأكرم محمد(ص).

إذاً كانت مكّةُ أرضاً لتحضير القاعدة الشعبيّة؛ للنهوض بعد ذلك بالدولة الإسلامية في المدينة المنوَّرة.

ومن خلال هذا التقسيم: مكّةُ تحضيرٌ للدولة؛ ويثربُ إنشاءٌ للدولة، ووضعُ نظامٍ لها، نعرف أهمّيّة الخطوات التي اتَّخذها رسول الله في المدينة المنوّرة.

1ـ وأوّلُ هذه الخطوات بناءُ المسجد؛ ليكون ملتقى الناس، ومكانَ اجتماعهم؛ وللتركيز على أهمّية المسجد في حياة الإنسان، العباديّة والثقافيّة والاجتماعيّة، فهو مكانُ الصلاة والاعتكاف، وهو مكانُ الدرس والمناظرة والحوار، وهو ملتقى المؤمنين، يتعرَّفون فيه على مشاكل بعضهم، ويتشاورون فيه في سُبُل حلِّها، وتنظيم واقعهم. فأيُّ مكانةٍ للمسجد هي هذه المكانة؟!

ومن هنا كان تركيز الإسلام على الحضور في المساجد، فكان حديثُه(ص): «لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد»، وكانت الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ﴾.

2ـ وأمّا خطوته الثانية فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، حيث طلب من كلِّ أنصاريٍّ أن يتَّخذ له أخاً من المهاجرين، يقاسمه مالَه، ودارَه، وأرضَه؛ لتتعمَّق بينهما روح الأخوّة الدينيّة، وتشتدَّ خيوط التعاون والمحبّة والرحمة. وبهذا صار الذين معه أشداء على الكفّار، رحماء بينهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

أشدّاء على الكفّار، لا حِقْداً، ولا بُغْضاً؛ بل لأجل هدايتهم. وذلك واقعٌ مفروضٌ. فالمسلمون لم يشهروا سَيْفاً إلاّ في وجه مَنْ قاتلهم، وناصبهم العداوة والبغضاء، فكانت بدرٌ، وأُحُد، والأحزاب، وخيبر، وحُنَيْن، وتبوك، وغيرها.

رحماءُ بينهم؛ لأنّه لا حياة بلا رحمة، وبلا محبّة، وبلا تعاون. فكيف يبني رسول الله(ص) دولةً إسلاميّة دون توفير شروط الحياة لها؟! لهذا كانت تلك المؤاخاة.

فما أحوجنا إليها اليوم، ونحن في حمأة الصراع، ولهيب النزاع، يقتل بعضُنا بعضاً، ويسبّ بعضُنا بعضاً، باسم الدين والإيمان، والدين والإيمان من كلِّ ذلك براءٌ.

اللهمّ نبِّهنا من نَوْمة الغافلين، وهبْ لنا من لدنك رزقاً واسعاً، وعِلْماً نافعاً، إنّك وليٌّ قريبٌ مجيب.

Pages: Prev 1 2 3 4 Next