16 أكتوبر 2013
التصنيف : مقالات فكرية
التعليقات : 1
4٬496 مشاهدة
إيران تقنِّن الزواج من الأولاد بالتبنّي، قراءةٌ وتحليل

 

(بتاريخ: الخميس 10 ـ 10 ـ 2013م)

تمهيد

أثار بعض الناشطين في حقوق الإنسان قضيّة موافقة البرلمان الإيراني (مجلس الشورى) على مشروع قانون يبيح للرجل أن يتزوَّج (ابنته) بالتبنّي إذا ما بلغت 13 سنة، معتبرين ذلك يناقض بشكلٍ واضح ما يُعلَن عن انفتاح رئيس الجمهوريّة الجديد الشيخ حسن روحاني على العالم؛ وصولاً إلى اعتبار أنّ هذا القانون يفتح الباب واسعاً أمام انتشار زنا المحارم؛ وهو إلى ذلك يمثِّل اعتداءً جنسيّاً على الأطفال، وكيف لا يكون كذلك وهو زواجٌ بالقاصرات من الفتيات؛ مؤكِّدين أنّ الزواج بأطفال التبنّي ليس ثقافةً إيرانيّة؟!

هذا ولم يُصدر مجلس صيانة الدستور الإيراني، المكوَّن من رجال الدين والفقهاء، الذي يفحص القوانين البرلمانيّة، حكمه في هذا القانون المثير للجدل حتّى الآن([1]).

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه في إيران تستطيع الفتاة أن تتزوَّج في سنّ الثالثة عشرة، ولكنّها تظلّ بحاجة إلى إذن القاضي. وفي الوقت الحالي يحظِّر القانون الإيراني الزواج من الأطفال بالتبنّي تحت أيِّ ظرف([2]).


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

20 يوليو 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
3٬003 مشاهدة
الأخوّة بين المؤمنين ضرورةٌ دينيّة

600بكسل

(بتاريخ: السبت 20 ـ 7 ـ 2013م)

بمناسبة ذكرى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، في 12 رمضان، عام1هـ

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.

إنّها الأخوّة بين المؤمنين، المؤثِّر المباشر على تركيبة المجتمع الإسلامي، وعلى العلاقة بين أفراده.

هذه الأخوّة الروحيّة التي تُلزم الإنسان المؤمن، تجاه نظيره المؤمن، بالكثير من الحقوق، كحقّ الاحترام، والنصيحة، والمعونة، و…

هذه الأخوّة الروحيّة هي الأخوّة التي اعتبرها الله سبحانه وتعالى وسيلةً للترابط والمودّة والرحمة.

فأخوّة النسب، وغيرها من العلاقات النسبيّة، كالبنوّة، لا تمثِّل عند الله عزَّ وجلَّ أيَّ قيمةٍ ما لم تكن مرافقةً لهذه الأخوّة. وقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى عن نبيِّه نوح(ع)، الذي وعده الله بإنقاذ أهله من الغَرَق، بقوله: ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾، أنّه قال، عندما رأى وَلَدَه يغرق: ﴿رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾، وجاءه الجواب سريعاً وواضحاً: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾.

وقد أراد الله لهذه الأخوّة أن تولِّد بين المؤمنين نوعاً من المحبّة والمودّة والأُلفة، تمنع أحدهم عن الآخر. وكيف لا، وهي علاقةٌ أساسُ نشأتها من الله سبحانه وتعالى. نعم، أرادها أن تمنع بينهم أيَّ ضغينة، وأيَّ حقد، وأيَّ عداء، حتَّى جاء في الحديث: «إذا قال المؤمنُ للمؤمنِ أنتَ عدوِّي كفر أحدُهما». لماذا؟ لأنّ الله يقول: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، بما تمثِّله (الأخوّة) من محبّة ومودّة، وهو يقول لأخيه المؤمن: «أنتَ عدوّي»، بما تحمله لفظة (العدوّ) من معاني البُغْض والشنآن. فاللهُ يقول، وهو يقول، فهل يكون مسلماً؟!

لطالما عرفوه ونعتوه بـ «الصادق الأمين»، ورضُوا به حَكَماً ومُشيراً.

وما إنْ بُعث بالرسالة، وجاءهم بالهدى والحقّ، ديناً قِيَماً ملَّة إبراهيم حنيفاً، حتّى اتَّهمُوه بأنّه «ساحرٌ»، و«مجنونٌ»، و«كاذبٌ»، و«كاهنٌ»، وأخذوا يؤذونه، كلَّما سنحت لهم الفرصة، حتّى قال: «ما أُوذي نبيٌّ مثل ما أُوذيتُ».

ورحل المحامي والكفيل، ورحل أبو طالب رضوان الله تعالى عليه، والدعوةُ الإسلاميّة قد ظهرَتْ إلى الوجود، وأخذَتْ تطرق كلَّ أُذُن، وأحسَّتْ قريش بالخطر الكبير يحدِّق بمصالحها، ويهدِّد زعامتها، فقرَّرتْ الخلاص من محمّدٍ(ص)، وعزمَتْ على أن تضع حدّاً لهذا الانتشار الإسلامي، ولكنْ كيف السبيلُ إلى ذلك؟

يحدِّثنا الله عن ذلك الانقلاب الكبير، وتلك المؤامرة والمكيدة العظيمة، بقوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، أي ليحبسوك أو يقتلوك أو ينفوك.

واضطرَّ(ص) ـ كمَنْ سبقه من المسلمين ـ للهجرة من مكّة، مهوى الفؤاد وحَبّة القلب، فودَّعها وداع مَنْ عزَّ فراقها عليه، وهو القائل: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ أَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيْهِ، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ».

وكانت هجرةً قسريّة إلى «يثرب» فحلَّ بها، مبارِكاً، ومنيراً، فأصبحت «المدينةَ المنوَّرة» بنور الإسلام، ونور النبيِّ الأكرم محمد(ص).

إذاً كانت مكّةُ أرضاً لتحضير القاعدة الشعبيّة؛ للنهوض بعد ذلك بالدولة الإسلامية في المدينة المنوَّرة.

ومن خلال هذا التقسيم: مكّةُ تحضيرٌ للدولة؛ ويثربُ إنشاءٌ للدولة، ووضعُ نظامٍ لها، نعرف أهمّيّة الخطوات التي اتَّخذها رسول الله في المدينة المنوّرة.

1ـ وأوّلُ هذه الخطوات بناءُ المسجد؛ ليكون ملتقى الناس، ومكانَ اجتماعهم؛ وللتركيز على أهمّية المسجد في حياة الإنسان، العباديّة والثقافيّة والاجتماعيّة، فهو مكانُ الصلاة والاعتكاف، وهو مكانُ الدرس والمناظرة والحوار، وهو ملتقى المؤمنين، يتعرَّفون فيه على مشاكل بعضهم، ويتشاورون فيه في سُبُل حلِّها، وتنظيم واقعهم. فأيُّ مكانةٍ للمسجد هي هذه المكانة؟!

ومن هنا كان تركيز الإسلام على الحضور في المساجد، فكان حديثُه(ص): «لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد»، وكانت الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ﴾.

2ـ وأمّا خطوته الثانية فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، حيث طلب من كلِّ أنصاريٍّ أن يتَّخذ له أخاً من المهاجرين، يقاسمه مالَه، ودارَه، وأرضَه؛ لتتعمَّق بينهما روح الأخوّة الدينيّة، وتشتدَّ خيوط التعاون والمحبّة والرحمة. وبهذا صار الذين معه أشداء على الكفّار، رحماء بينهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

أشدّاء على الكفّار، لا حِقْداً، ولا بُغْضاً؛ بل لأجل هدايتهم. وذلك واقعٌ مفروضٌ. فالمسلمون لم يشهروا سَيْفاً إلاّ في وجه مَنْ قاتلهم، وناصبهم العداوة والبغضاء، فكانت بدرٌ، وأُحُد، والأحزاب، وخيبر، وحُنَيْن، وتبوك، وغيرها.

رحماءُ بينهم؛ لأنّه لا حياة بلا رحمة، وبلا محبّة، وبلا تعاون. فكيف يبني رسول الله(ص) دولةً إسلاميّة دون توفير شروط الحياة لها؟! لهذا كانت تلك المؤاخاة.

فما أحوجنا إليها اليوم، ونحن في حمأة الصراع، ولهيب النزاع، يقتل بعضُنا بعضاً، ويسبّ بعضُنا بعضاً، باسم الدين والإيمان، والدين والإيمان من كلِّ ذلك براءٌ.

اللهمّ نبِّهنا من نَوْمة الغافلين، وهبْ لنا من لدنك رزقاً واسعاً، وعِلْماً نافعاً، إنّك وليٌّ قريبٌ مجيب.

18 يوليو 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
3٬038 مشاهدة
السيّدة خديجة بنت خويلد الأسديّة، دروسٌ خالدة

1343588258341

نتقدَّم من رسول الله الأكرم، وآله الطاهرين، ولا سيّما بقيّة الله الأعظم

بأسمى آيات العزاء؛ لذكرى وفاة أمّ المؤمنين والمؤمنات

السيّدة خديجة الكبرى عليها السلام

(بتاريخ: الأربعاء 17 ـ 7 ـ 2013م)

مرّت بنا في العاشر من شهر رمضان ذكرى وفاة أمّ المؤمنين والمؤمنات خديجة بنت خويلد الأسديّة، زوجة النبيّ(ص) الأولى، والتي كانت لها في نفس النبيِّ(ص) مكانةٌ عالية، حتى أنّه لم يتزوِّج في حياتها غيرَها، وكانت مستحقّةً لهذا الإكرام والتبجيل.

فمَنْ هي أمُّ المؤمنين والمؤمنات السيّدة خديجة بنت خويلد الأسديّة؟

كانت السيّدة خديجة بنت خويلد من بني أَسَد. وكانت في جاهليتها ذاتَ غنىً ويُسْرٍ كبيرَيْن. وكان يتقدَّم لخِطْبتها الكثيرون من قومها، وهي تردُّهم واحداً تلو الآخر، بعد أن كانت قد عزمَتْ بعد زواجها الأوّل، الذي فشل، أن تتفرَّغ لتجارتها، وتترك الرجالَ وشأنَهم.

وهكذا انشغلت عن الزواج بتجارتها. ولم يُسمَعْ عنها طيلة تلك المدَّة أيُّ صفة سوءٍ، فكانت طيلة تلك الفترة مثالَ المرأة الطاهرة العفيفة، حتّى سُمِّيت في الجاهلية بـ «المرأة الطاهرة».

وفي إحدى السنوات اشتدَّتْ الفاقةُ في آل أبي طالب. وكان أبو طالب قد عجز عن السفر؛ لكِبَر سنِّه، فدعا ابنَ أخيه محمداً(ص)، وطلب منه أن يسافر في تجارةٍ لخديجة إلى الشام؛ عسى الله أن يفتح على يديه باباً للرزق.

وبالفعل وافقَتْ خديجة على خروجه بتجارتها؛ لما كانت تعرفه عنه من صدقٍ وأمانة. فانطلق(ص) بالقافلة إلى الشام. وببركته عادَتْ القافلةُ إلى مكّة وأرباحُها أضعافُ أضعاف الربح المعتاد.

وأُعجِبَتْ خديجةُ بهذه الشخصيّة الفريدة: خُلُقٌ رفيع، وإنسانيّةٌ عالية، وصفاتٌ حميدة، وشمائلُ كريمة. نعم حدَّثها بكلِّ هذا ميسرةُ، خادمُها الوفيّ، ورفيقُ محمد(ص) في سفره إلى الشام.

ومالَتْ إليه بقلبها، وتمنَّتْ لو يتقدَّم لخِطْبتها من أبيها أو عمّها، وباحت بسرِّها لأختها، واتفقتا على أن تذهب الأختُ إلى أبي طالب، وتطلب منه محمداً(ص) زوجاً لأختها «خديجة».

وبالفعل تقدَّمت إلى شيخ بني هاشم وزعيمها، فوافق على طلبها، وتحدَّث مع محمد(ص) في ذلك، فوافق أيضاً. وتمَّ الزواج بينهما، وهي في سنِّ الأربعين، وهو في سنٍّ لم تتجاوز الخامسة والعشرين.

ونحن في هذا المقام نحاول أن ندرس هذا الحَدَث؛ لنستفيد منه ما يُمكِنُنا، فهو تجربةُ نبيِّ البشريّة، وخيرِ خلق الله أجمعين، فنقول:

ليس عيباً ولا نقصاً أن تتقدَّم امرأةٌ إلى شابٍّ؛ لتطلب منه الزواج، طلباً مؤدَّباً، خالياً من أيِّ شبهةٍ أو نوايا سيِّئة؛ لأنّه لو كان هذا نقصاً أو عيباً لما تزوَّج رسولُ الله(ص) خديجةَ بعد أن أصابها العيبُ والنقص؛ بطلبها الزواج من رسول الله(ص).

وقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن ابنة نبيِّ الله شعيب تخاطبه في أمر موسى(ع)، لمّا وصل إليهم هارباً من فرعون وملأه، فقال: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ﴾، فكان تفسيرُ قولها: «اسْتَأْجِرْهُ» أنْ جعله شعيب زَوْجاً لإحداهما بطلبٍ منها، ولم يكن ذلك نقصاً ولا عيباً.

صحيحٌ أنّ هذا يخالف العُرْف في عصرنا، ولكنَّه ليس عاراً، ولا عيباً، بل هو جائزٌ مباحٌ شرعاً. وهذا درسٌ عامّ.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
2٬573 مشاهدة
كي نكون شيعة حقّاً

(1 ـ 11 ـ 2012م)

كي نكون شيعة حقاً_n

9 يناير 2013
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
3٬651 مشاهدة
سيرة النبيّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأثرها في حياة الشباب


541013_406167406131019_2087549363_n

Copy of 72840_533785839979403_445185649_n

19011_132596610235237_594466864_n

(بتاريخ: 9 ـ 1 ـ 2013م)

في ليلة رحيل منقذ البشريّة من الضلالة، والمبعوث رحمةً للعالمين، نبيّنا وحبيبنا وطبيبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، نتقدَّم من المسلمين جميعاً بأسمى آيات العزاء، سائلين الله عزّ وجلّ أن يجعلنا من أتباعه وأنصاره.

ميِّزات مرحلة الشباب

الشباب مرحلةٌ من عمر الإنسان تتَّسم بعدّةٍ من الميِّزات والصفات؛ فهي مرحلة المَرَح والفَرَح، وهي مرحلة الطموح والأَمَل، وهي مرحلة القوّة والعطاء.

فكيف نستطيع الاستفادة من هذه العناصر كلّها لتنشئة جماعةٍ صالحة من الناس؟

هذا هو السؤال المحوريّ في أيّ عمليّة إصلاحٍ اجتماعيّ بنّاء وهادف، ويتوخّى الاستمرار والدوام.

قد تحصل إصلاحات جزئيّة في زمن معيَّن، ولكنْ إذا لم تكن مستندةً إلى الكيفيّة الصحيحة في الاستفادة من العناصر التي ذكرناها فلن يكون لها دوامٌ واستمرار.

الشباب يحتاجون مَنْ يعيش همومهم في مشاكل الزواج، والضائقة المعيشيّة، والعلاقات الاجتماعيّة والعاطفيّة، فيجترح لهم الحلول المناسبة والواقعيّة، بدل اللوم والعتاب، فضلاً عن التعنيف والتوبيخ.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

17 نوفمبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
4٬552 مشاهدة
خطوات على طريق الإصلاح (1): عاشوراء الحسين عليه السلام عَبْرةٌ وعِبْرةٌ

(بتاريخ: 15 ـ 11 ـ 2012م)

السلام عليك يا سيّدي ويا مولاي يا أبا عبد الله الحسين، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب وليّ الله، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، السلام عليك يا أخا الحسن الشهيد المسموم، السلام عليك وعلى ولدَيْك العليَّيْن الشهيدَيْن، السلام عليك وعلى أخيك أبي الفضل العبّاس، السلام عليك وعلى أختك الحوراء زينب، السلام عليك وعلى سائر المستشهدين معك، يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.

تمهيدٌ

وتعود ذكرى عاشوراء، ذكرى أبي عبد الله الحسين عليه السلام كما في كلّ عام حيّة غضّة طريّة، فتتلقّاها قلوب المؤمنين بحرارةٍ لن تبرد أبداً.

تعود الذكرى حزينةً، ذكرى الحزن والأسى لمقتل الأخيار الأبرار من آل محمّدٍ الأطهار.

تعود ذكرى الإصلاح، الهدف الرئيس للحسين عليه السلام من ثورته المباركة، الإصلاح في أمّة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تعود الذكرى؛ ذكرى الأكباد الحرّى، والأطفال العطشى؛ ذكرى الشفاه الذابلات، والعيون الغائرات، والجسوم المقطَّعات، والنساء المسبيّات، وأيُّ نساء؟ زينب الحوراء، وبضعة الزهراء، تُسبى من بلدٍ إلى بلدٍ، فهل رأَتْ عيناك أو سمعَتْ أذناك أنّ امرأةً مسلمةً سُبِيَت قبل يوم عاشوراء؟


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

14 أكتوبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
7٬857 مشاهدة
«فاطمة» اسمٌ جاهليّ بامتياز، قراءةٌ تاريخيّة

(بتاريخ: 18 ـ 5 ـ 2011م)

تنويه

أثارت مقالةٌ لي تحت عنوان: ««فاطمة» اسمٌ جاهليٌّ بامتياز، قراءةٌ تاريخيّة» حفيظة جمعٍ من أصحاب العمائم (المشايخ والسيّاد) في إيران ولبنان، متَّهمين لي بأني أقول عن مولاتي الزهراء(عليها السلام) أنّها جاهليّةٌ ـ أعوذ بالله السميع العليم من كلّ شيطان رجيم وجاهل لئيم ـ.

وهنا كان لا بدّ من القول:

مَنْ أنا، ومَنْ أكون، حتّى أتناول شخص الزهراء بالوصف والنعت، وهي بضعة المصطفى رسول الله محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) المعصومة الطاهرة البتول ـ ولكنْ لا كما يزعم الكثيرون في تفسيرها، وسيكون بين يديك أيّها  القارئ قريباً إنْ شاء الله ما يوضِّح ذلك بالدليل القاطع والحجّة الدامغة ـ؟!

مَنْ أنا ومَنْ أكون حتّى أتناول جوهر وكنه تلك الشخصيّة العظيمة والدرّة الثمينة والحجّة البالغة؟!

لكنّها أكاذيب يتقنها كثيرون، واعتَدْنا عليها، ولا نعيرها اهتماماً يذكر، ولا نشغل أنفسنا بها كثيراً، فهي كالزبد يذهب جفاءً، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

ما تناولَتْه هذه المقالة هو الاسم (فاطمة)، ولا علاقة لها بالمسمّى، الذي هو أجلّ وأسمى من أن يتناوله أحدٌ بوصفٍ أو نعتٍ وقد نعتَتْه السماء نعمةً إلهيّة عظمى تستحقّ شكراً خاصّاً، فقال جلّ وعلا: (إِنّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ (فاطمةَ وبنيها) * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (حمداً وشكراً) * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ).

لقد تناولت هذه المقالة الاسم (فاطمة) بالبحث والتدقيق في اشتقاقه ومبدئه، حيث يدّعي بعض قرّاء العزاء ـ الذين لا يفقهون كثيراً ممّا يقولون، وقد تحوّل المنبر الحسيني عند هؤلاء إلى مجرّد مهنة يعتاشون منها ـ أنّه صُكّ لمولاتنا فاطمة صكّاً خاصّاً لا يشاركها فيه أحدٌ، واختُرع من أجلها، وأنّ الله عزّ وجلّ اشتقّ لها هذا الاسم الخاصّ والمختصّ من أسمائه الحسنى، فهو الفاطر وهي فاطمة، ويصدحون بذلك من على المنابر الشريفة، مؤكِّدين دعواهم بالأيمان المغلَّظة والمنامات والرؤى، وتلك حِرْفة العاجز، التي لا تنفعه في ستر عيبه، وبيان عجزه وضعفه، وقلّة حيلته وذات يده.

ويفرح المؤمنون ممَّنْ يجلس تحت المنابر لتلك الدعاوى، وليسوا بالقادرين على تمييز غثّها من سمينها، وصحيحها من سقيمها، ولكنّ الأدهى من ذلك حين يحضر ـ وللأسف الشديد ـ تحت منابر هؤلاء الكثير من المعمَّمين ـ على اختلاف درجاتهم العلميّة ـ في صمتٍ مريبٍ، صمتِ الخائف الوجل والحريص على المقام والهيبة، ولْتُهتَكْ كلُّ المقدَّسات، ولْتُزَيَّفْ كلُّ الحقائق، ولْيُضَلَّلْ الناسُ بمقولاتٍ خاطئة ومغلوطة، فالمهمّ أن لا يغضب الناس «العوام» منّا، ولو تكلّمنا لهتكنا الناس ـ على حدّ تعبير أحد أساتذتنا ـ!!

هنا كان لا بدّ من الكلام وبيان الحقيقة وإظهار الواقع كما هو، فإذا ظهرت البدع فعلى  العالِم (أي يجب عليه، لا أنّه يجوز أو يباح أو ينبغي له) أن يظهر علمه، ومَنْ لم يفعل فعليه لعنة الله، ومَنْ كتم علماً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار، صدق رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فكانت هذه المقالة، لا أكثر ولا أقلّ، فمَنْ قبلنا بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومَنْ ردّ علينا نصبر حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

وعلى خطى سيّدي ومولاي رسول الله محمّد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مسيرة حياته، من الحقّ ومع الحقّ وإلى الحقّ، عازماً على المضيّ قُدُماً، صابراً على الأذى في جنب الله ، أجدِّد معه قسماً وعهداً لا أخلفه ولو قطعوا منّي الوتين ـ وهم أعجز وأوهى من ذلك ـ: واللهِ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما فعلتُه حتّى يظهره الله أو أهلك دونه.

ومع وصيّه وخليفته أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) أرددّها صرخة تحدٍّ وكرامة ـ في زمن عزّ فيه الكرام ـ: إنّي واللهِ لو لقيتُهم فرداً وهم ملءُ الأرض ما باليتُ ولا استوحشتُ ، وإنّي من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحن عليه لعلى ثقةٍ وبيِّنةٍ ويقينٍ وصبر، وإنّي إلى لقاء ربّي لمشتاقٌ، ولحسن ثواب ربّي لمنتظر.

ومن هذا المنطلق أنشر هذه المقالة بنفس العنوان:


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

25 سبتمبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
6٬680 مشاهدة
«من زار الرضا(عليه السلام) فأصابه في طريقه قطرةٌ من السماء حرَّم الله جسده على النار»، دراسة تحقيقيّة

(بتاريخ: 19 ـ 5 ـ 2011م)

تمهيد

يعمد بعض الذين يرتقون المنبر الحسينيّ، ويرافقون المؤمنين الزائرين للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة(عليهم السلام)، إلى طرح مقولات حول الثواب الجزيل الذي يناله الزائر في زيارته.

وهذا أمرٌ حسنٌ؛ إذ فيه تشجيعٌ للمؤمنين على زيارة مشاهد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته(عليهم السلام)، وذلك أمر مستحبٌّ ومطلوب.

غير أنّ بعض هؤلاء يطرح الموضوع بطريقةٍ بعيدةٍ عن الأمانة العلميّة في النقل والآليّة الصحية للفهم، ما يوجب الوقوع في بعض المحاذير العقائديّة، فينقلب فعله الحسن إلى قبيحٍ.

ذكر بعضهم أنّه قد ورد في بيان ثواب زوّار الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه إذا أمطرت عليهم السماء وأصابتهم قطرة من الماء فإنّ الله سبحانه وتعالى يحرِّم أجسادهم عن النار، ويغفر لهم ذنوبهم كلّها، فيعودون كيوم ولدتهم أمّهاتهم.

فهل هذا صحيحٌ؟
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

22 سبتمبر 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
5٬997 مشاهدة
«لبيك يا رسول الله»، من نداء إلى فعل وفاء وولاء

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر: 94 ـ 95).

تمهيد: سفاهات غربيّة

مرّة جديدة تنكشف الحقيقة، حقيقة أنّ الإساءة إلى مقدّسات الإسلام تدبيرٌ يهوديّ خطير[1].

مرّةً جديدة يعمد البعض للإساءة إلى رموز الإسلام ومقدَّساته، ومنها: المصطفى رسول الله محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم). فبعد (آيات شيطانية) و(الرسوم الكاريكاتورية) و(حرق المصحف الشريف) و(التبوُّل عليه) يطالعنا سفيهٌ من سفهاء الغرب الحاقد بفيلمٍ سينمائيّ يطعن في طهارة مولده(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ودينه، وسيرته، وأخلاقه، وأزواجه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

18 يونيو 2012
التصنيف : مقالات فكرية
لا تعليقات
16٬132 مشاهدة
المرجعيّة الرشيدة، جولةٌ في حياة السيد فضل الله وأعماله الفكريّة والسياسيّة والخيريّة

 (بتاريخ: 4 ـ 9 ـ 2011م)

في الذكرى الثانية لرحيل سيّدنا الأستاذ المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) نقدِّم هذه المقالة المتواضعة تحيّةَ إجلالٍ وإكبارٍ لروحه الطاهرة، وعطائه الخالد في نشر الوعي والإسلام الأصيل في ساحتنا الإسلاميّة، ووقوفه سدّاً منيعاً، صامداً شامخاً، في وجه تيّار الغلوّ والخرافة، وأفكار التخلُّف والانحراف، بعيداً عن الوقائع والحقائق، لا تأخذه في الله لومةُ لائمٍ، ولا يخشى أحداً إلاّ الله. وأرسى بذلك ـ وإلى الأبد إنْ شاء الله ـ دعائمَ نهجِ وعيٍ وإصلاح، فانحسر نهجُ الغلوّ والخرافة والعصبيّة المذهبيّة.

وبعد رحيل المرجع الكبير يسعى أتباع النهج المنحرِف جاهدين للقضاء على فكر ونهج هذا العالم الربّانيّ الجليل، ولكنْ هيهات هيهات لما يوعَدون، ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

Pages: Prev 1 2 3 4 Next