14 نوفمبر 2014
5٬862 مشاهدة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه مخاطباً نبيَّه الأكرم محمداً(ص): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمْ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلاَ تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾(القلم: 4 ـ 9).
المداهنة حرامٌ
المداهنةُ، أيُّها الأحبَّة، هي تليين الموقف الصلب الذي يتطلَّبه منك التزامُك بدينك، ومن ثمّ إسقاطه لإظهار الانسجام مع الطرف الآخر المخالِف لمعتقدك ومبادئك والتزاماتك. وهذه الآية تلفت نظر النبيّ(ص) إلى عدم جواز مداهنة وتأييد أيٍّ من الكافرين والمكذِّبين في موقفهم؛ لأنّ هذه المداهنة وهذا التأييد من رسول الله(ص) يعطي شرعيّةً لهذه الحركة ولهذا الخطّ. وهكذا فإنّ مداهنة المؤمن للآخرين من غير المؤمنين تعطي مواقفهم ومبادئهم والتزاماتهم الشرعيّة والأصالة؛ إذ إنّ المؤمن هو الممثِّل للخطّ الديني الشرعي، فتنازله وتهاونه يضعِّف هذا الدين. ومن هنا كانت المداهنة من الكبائر؛ إذ هي أشبه ما يكون بالركون إلى الظالمين، الذي هو من الكبائر؛ لتوعُّد الله عليه بالنار في نصٍّ صريح لا لُبْس فيه ولا غموض: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾(هود: 113).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
8 نوفمبر 2014
4٬272 مشاهدة
(بتاريخ: الجمعة 7 / 11 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾(التحريم: 8).
هي المراحل الثلاث التي لا بُدَّ منها في السَّيْر إلى الله: التخلّي عن الرذائل، وعن آثارها السيِّئة على الجسم والرُّوح والنَّفْس؛ ثمّ التحلّي بالفضائل، ويجمعها الأدب والأخلاق؛ ثمّ تتجلَّى هذه الآداب سُلوكاً وعَمَلاً، وتزدادُ بهاءً وكمالاً يوماً بعد آخر، وتلك هي مكارم الأخلاق.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
31 أكتوبر 2014
3٬493 مشاهدة
(الجمعة 31 / 10 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 102).
التقوى مفهومٌ إسلاميّ كبير، ومتعدِّد الجوانب، وقد حثَّ الله سبحانه وتعالى عليه في أكثر من آيةٍ من القرآن الكريم، واعداً لمُمارِسِيه بالمحبّة والرِّضوان. فما هي حقيقة هذا المفهوم؟
معنى التقوى
التقوى من الاتِّقاء، وهو التحرُّز من شيءٍ يُخاف منه على النَّفْس من الهَلَكة.
ومن هنا انطلق الفقهاء والعلماء في تعريفها ـ تبعاً لما يروُونه عن أهل البيت(عم) ـ بأنّها «أنْ لا يفقدك الله حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك»([1])؛ لأنّ في ممارسة هذا الأمر معصيةً لله سبحانه وتعالى، وتجرّؤاً عليه، بحيث يستحقّ الفاعل له العقاب الإلهيّ الموعود، وهو من الأمور التي يُخاف منها؛ لأنّ «القصاص هناك شديد ، ليس هو جَرْحاً بالمُدى ، ولا ضَرْباً بالسياط ، ولكنّه ما يستصغر ذلك معه»([2])، كما رُوي عن مولانا أمير المؤمنين(ع).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
25 أكتوبر 2014
3٬698 مشاهدة
(بتاريخ: الجمعة 24 / 10 / 2014م)(بتاريخ: الجمعة 7 / 10 / 2016م)
كَمْ يا هلالَ مُحَرَّمٍ تُشْجينا
|
|
ما زالَ قوسُكَ نَبْلُهُ يَرْمِينا
|
كلُّ المصائبِ قَدْ تَهُونُ سوى التي
|
|
تَرَكَتْ فؤادَ محمَّدٍ مَحْزُونا
|
أيُّها الأحبَّة المؤمنون الموالون، عظَّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيِّدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين(ع)، فها هي عاشوراء تطلّ علينا هذا العام، وسرعان ما ستفارقنا، ويتعلَّم منها أقوامٌ فيفوزون، ويضيِّع فائدتَها وبركتها آخرون فيَهْلَكون، فتعالَوْا نتعلَّم بعض الدروس من عاشوراء سيِّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع)، لعلَّنا نكون ممَّنْ سمع فوعى، ففاز في الآخرة والأولى.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾(التوبة: 36).
محرَّم وعاشوراء في التاريخ
عاشوراء في التاريخ تعني اليوم العاشر من شهر محرَّم الحرام، الذي هو أحد الأشهر الاثني عشر في السنة القمريّة، التي اعتبرها الإسلام رسميّاً في أحكامه وشعائره، من صيامٍ وإفطار وحجّ وغيرها.
وأسماء هذه الشهور عربيّةٌ قديمة منذ ما قبل الإسلام. وقد اعتبر العرب أربعةً من هذه الأشهر حُرُماً؛ تبعاً للشرائع السماويّة السابقة، فيتركون فيها الحرب والقتال والغزو والغارات وسفك الدماء، لينصرفوا إلى شؤونهم التجاريّة والزراعيّة والأدبيّة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
17 أكتوبر 2014
4٬394 مشاهدة
(بتاريخ: الجمعة 17 / 10 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الأَلْبَابِ﴾ (الزمر: 9).
إنّه (العِلْم)، تلك الجوهرة التي زيَّن بها الله تبارك وتعالى كافّة أنبيائه وأوليائه وعباده الصالحين، ومَنَّ بها عليهم، سواءٌ منها ما يختصّ بشؤون الدنيا أو الآخرة، وكلُّ ذلك علمٌ نافعٌ ومطلوب، ولكلِّ المتصدِّين له أَجْرُهم والثواب، لا فرق بينهم.
فما أن خلق الله أبا البشر آدم(ع)؛ ليكون خليفته في الأرض، حتّى ابتدأه بالتعليم: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ (البقرة: 31).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
11 أكتوبر 2014
4٬571 مشاهدة
(بتاريخ: الخميس 9 / 10 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59).
مَنْ هم أولو الأمر؟
في هذه الآية الكريمة يدعونا الله سبحانه وتعالى إلى طاعته، وطاعة رسوله، وطاعة أولي الأمر.
فمَنْ هم أولو الأمر؟ وكيف يأمرنا الله بطاعتهم؟ وهل تجب علينا طاعتُهم مطلقاً؟
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
5 أكتوبر 2014
3٬786 مشاهدة
(بتاريخ: الأحد 5 / 10 / 2014م)
هو العيد، يوم البهجة والفرح والسرور، يوم التآخي والتواصل والتلاقي، يوم التزاور وصلة الأرحام…
هو العيد، «عيدٌ لمَنْ قبل الله منه صيامه، وشكر قيامه، وكلُّ يومٍ لا يُعصى الله فيه فهو عيدٌ»([1]).
قبلنا ورضينا عَنْكَ يا أمير المؤمنين، يا عليّ بن أبي طالب(ع).
ولكن ها هم المسلمون اليوم يختلفون في يوم العيد، في يومين، وربما في ثلاثة أيّام، كما قد حصل يوماً ما. يختلفون في تحديد يوم العيد، ويَعْزُون ذلك إلى اختلافهم في المباني الفقهيّة لإثبات هلال الشهور. وليس في ذلك من كلامٍ الآن.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
3 أكتوبر 2014
4٬092 مشاهدة
(بتاريخ: الجمعة 3 / 10 / 2014م)
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾(الأحزاب: 33).
من أهل البيت هؤلاء الإمامُ الخامس من أئمّة الحقّ والهدى، محمد بن عليّ الباقر(ع)، باقر العلم، كما وصفه جدُّه المصطفى(ص)، حيث روى الصحابيُّ الثقة الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبيّ(ص) أنّه قال له: «إنّك ستدرك رجلاً منّي، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً»([1]).
وبالفعل التقى به في مسجد رسول الله(ص) في المدينة، وأبلغه تحيّته وسلامه(ص).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
26 سبتمبر 2014
7٬748 مشاهدة
(الجمعة 26 / 9 / 2014)
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97).
الحجّ فرعٌ من فروع الدين وواجبٌ من الواجبات التي فرضها اللهُ سبحانه وتعالى على الناس في كلّ زمانٍ ومكان، ولكنّه شرطه بـ «الاستطاعة»، التي تتمثَّل في القدرة على الذهاب والإياب، والمكث هناك لأداء تلك المناسك دون مشقّة ولا حَرَج. ويلخِّص هذه القدرة امتلاك المال اللازم لذلك، وتوفُّر الصحّة البدنيّة التي بدونها لا يستطيع المرءُ أن يقوم بأعمال الحجّ ومناسكه، وتوفُّر الأمن والسلامة على النفس والمال والعيال، وأن لا يمنعه سلطانٌ ظالم من أداء هذه الفريضة. عند توفُّر هذه الأمور الأربعة يجب الحجّ على الإنسان وجوباً عينيّاً، وما عدا هذه الأربعةُ وساوس شيطانيّة، تحول بين المرء وبين امتثاله لأمر الله سبحانه وتعالى، واستجابته لندائه عزَّ وجلَّ.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
28 يونيو 2014
8٬346 مشاهدة
(بتاريخ: 10 ـ 6 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ (الإسراء: 4)(صدق الله العليّ العظيم).
هُمْ (بَنُو إسرائيل)، هُمُ (اليهود)، هُمُ العاصُون المُسْتكبِرون المُفْسِدون.
هذا ما نصَّتْ عليه آياتُ القرآن الكريم، الذي ﴿لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فُصِّلت:42).
وهذا ما أثبته التاريخ القديم والحديث من صفاتهم السيِّئة، وأفعالِهم القبيحة، واعتداءاتهم الوَقِحة.
فلسانُ حالهم دَوْماً: ﴿لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (آل عمران: 75).
ففي نَظَرهم لا حُرْمة، ولا كرامة، ولا حَقَّ، إلاّ لليهوديّ.
فما هي أهمُّ الصفات السيِّئة لليهود المذكورة في القرآن الكريم؟ هذا ما نتعرَّف إليه، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه معاً.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←