حوارٌ أجرَتْه الطالبة الجامعية والباحثة ألمى حسّون
مع سماحة الشيخ محمد عبّاس دهيني
بتاريخ: 24 ـ 4 ـ 2014م
تحيّة طيّبة…
أُعِدُّ تحقيقاً صحفيّاً لجامعة ويسمنستر البريطانيّة كجزءٍ من دراستي للماجستير في الإعلام. أشكركم جزيلاً للموافقة على الإجابة عن أسئلتي المرفقة:
1ـ يعرض حاليّاً في دُور العَرْض بأوروبا وأميركا فيلم (نوح)، المقتبس عن سيرة النبيّ نوح، لكنْ من وجهة نظر المخرج الذي يطرح فكرة علاقة الإنسان بالبيئة والأرض أكثر من كونها سيرة نبيّ. علماً أنّ المخرج اعتمد على الإنجيل والتوراة فقط كمصادر أساسيّة. ما الحكم الشرعي لتصوير الأنبياء عموماً، علماً أنّها ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها عرض أفلام أو مسلسلات تقصّ سِيَر الأنبياء، ومن إنتاج دول عربيّة أو إسلاميّة؟
بعيداً عن حكم التحريم الذي سطَّره الفقهاء لتجسيم ونحت ذوات الأرواح كاملةً؛ خوفَ عبادتها من دون الله، علماً أنّ كثيراً من المجسَّمات اليوم لا يُتصوَّر أنْ تتحوَّل إلى معبودٍ للناس.
وبعيداً عن حكم التحريم لتصوير ذوات الروح كاملةً من خلال الرسم أو التلوين، الذي أصدره بعض الفقهاء، بينما ذهب آخرون إلى حِلِّيَّته.
وبعيداً عن حكم القليل الشاذّ من العلماء بحرمة التصوير الفوتوغرافيّ، إلاّ لضرورةٍ، في حين ذهب جمهورُ الفقهاء إلى جوازه وإباحته.
بعيداً عن ذلك كلِّه فإنَّه في موضوع إنتاج مسلسلات أو أفلام تتمحور حول سيرة الأنبياء والمرسلين أو الأئمّة المعصومين أو الصحابة المنتجَبين يقع الكلام في مطالب:
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
(بتاريخ: 29 ـ 3 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (القصص: 68) (صدق الله العليّ العظيم).
هي الاستخارةُ، ظاهرةٌ شائعةٌ بين المؤمنين، حتَّى بلغت حدَّ الإفراط عند بعضهم، فلا يُقدِمون على عملٍ إلاّ بعد الاستخارة، شخصيّاً أو عند هذا العالِم أو ذاك.
فما هي الاستخارة؟ وما هي أنواعها؟ وهل من دليلٍ معتَبَر على مشروعيَّتها؟ أسئلةٌ كثيرةٌ نجيب عنها، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير، فلنتابِعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
28 أبريل 2014
2٬567 مشاهدة
سلام عليكم سماحة الشيخ، حفظكم الله ورعاكم.
كنتُ أتساءل: ماذا يفعل الإنسان إذا تطوَّرت عنده حالة الشكّ في الصلاة حتّى أصبح يشكّ إذا كان يصلّي الظهر أو العصر، بحيث إنَّ هذا الأمر بات يحدث على الأقلّ مرّةً في الأسبوع؟
(3 / 2 / 2014م)
السلام عليكم أختي الفاضلة، وتحيةً طيِّبة صادقة، وبعد:
على الإنسان حين يريد الصلاة أن يفرِّغ قلبه وعقله من كلِّ ما يهمّه ويشغله عن ذكر الله، ولو اضطرّ لتأخير الصلاة قليلاً عن أوَّل وقتها، فهذا خيرٌ من الدخول في الصلاة مشغول الذهن والبال، فتلتبس عليه الأفعال.
وبالنسبة إلى مورد السؤال فليس على المكلَّف في مثل هذه الحالة الوسواسيّة من تكليفٍ زائد سوى أن يأتي بفريضتَيْن بعد الزوال، بمعنى أنّه إذا شكّ هل يصلّي العصر أو الظهر، وكأنَّه يشكِّك في نيَّته، فإنَّه لا يضرُّه ذلك، ويبني على أنَّه في الظهر، ثمّ يأتي بفريضةٍ أخرى أربع ركعات برجاء المطلوبيّة، أي إذا كان بَعْدُ لم يُصلِّ العصر فتكون مطلوبةً وواجبةً، وإذا كان قد صلاّها فلا يضرُّه الإتيان بهذه الصلاة (أربع ركعات) بتلك النيّة.
وعلى أيِّ حالٍ إذا عمل الإنسان على تفريغ نفسه للصلاة والاستحضار القلبيّ قبل الشروع فيها يبقى بعيداً عن هذه الوساوس إنْ شاء الله.
بارك الله بكم، ووفَّقكم لكلّ خير، وجنَّبنا وإيّاكم وساوسَ الشيطان الرجيم، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد وآله الطيِّبين الطاهرين.
28 أبريل 2014
5٬234 مشاهدة
سلام عليكم سماحة الشيخ، كيف نثبت أنّ القسم الثاني من حديث الكساء غير صحيح؟ وماذا عن آية التطهير؟
(10/ 11 / 2013م)
بعد التحيّة والسلام أقول:
أوّلاً: لا ينبغي أن يكون جُلّ هَمِّنا في إثبات عدم صحّة هذا القسم، بمعنى أنّه لا بدّ من التحرّي والبحث عن حقيقة هذا القسم، فربما يكون صحيحاً، وربما يكون ضعيفاً.
ثانياً:للأسف الشديد فإنَّ كلَّ (حديث الكساء) بالصيغة التي أوردها الشيخ عبّاس القمّي في (مفاتيح الجنان) ليس له سندٌ متَّصل بالمعصوم(ع).فهم يروُونه عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، عن مولاتنا فاطمة الزهراء(ع)، ولكنْ ماذا عن الواسطة بينهم وبين جابر الأنصاريّ، والمفروض أنّه عددٌ كبير من الرواة يملأ المسافة الزمانيّة الفاصلة، والتي قد تتجاوز الألف عام؟!
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
26 أبريل 2014
3٬693 مشاهدة
السلام عليكم مولانا، لو سمحتم بالإجابة عن هذا السؤال: سجّادة الصلاة غير متوفِّرة في مكان العمل، أو في بيت الأصدقاء، فكيف لي أنْ أصلّي؟ هل يجوز السجود على المنشفة أو الحرام؟ وما هو الأفضل شرعاً؟ لو سمحتم نريد تفسير وافياً؛ إذ المسألة مهمّةٌ بالنسبة لي وأكون في غالب الأوقات خارج البيت؟
(25 / 4 / 2014م)
لا يُشترط اعتماد سجّادةٍ خاصّة للصلاة عليها، وإنّما تجوز الصلاة على الأرض أو الكارتون أو السجّاد أو الحرام أو المنشفة، ما دامت طاهرةً، بل حتّى لو كانت متنجسةً ولكنّها جافّةٌ، وكان بدنُ المصلّي جافّاً؛ فإنّ النجاسة حينئذٍ لا تنتقل منها إلى بدن المصلّي.
إذاً ليس للصلاة مكانٌ خاصّ، ولا يشترط في مكان المصلّي أن يكون طاهراً، وإنّما يجب أن يكون لباسه وبدنه طاهرَيْن لا غير.
هذا بالنسبة إلى مكان المصلّي. وأمّا بالنسبة إلى موضع السجود خاصّةً فهذا يجب أن يكون طاهراً، فلا يصحّ السجود على المتنجِّس.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
26 أبريل 2014
3٬027 مشاهدة
سلام عليكم سماحة الشيخ، حفظكم الله ورعاكم.
كيف يتجنَّب الإنسان أكل مال الربا عند وضع أموال في البنك؟وهل يمكن أن يستفيد من وضع المال في بنك إسلاميّ من دون أن يقع في الحرام؟
(23 / 4 / 2014م)
باسمه تعالى. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عندما يضع المؤمن أو المؤمنة ماله في البنك فينبغي أن تكون نيّته صادقاً أنّه يفعل ذلك لحفظها من لصّ أو حريق أو…
وعليه فهو لا يبحث عن البنك الذي يدفع فائدةً أكبر، وإنّما يقصد البنك ذو المصداقيّة والشفافيّة والقوّة المصرفيّة التي تجعل أمواله في مأمنٍ من إفلاسٍ أو نصب أو…
ثمّ يأخذ بالسحب من حسابه، والإيداع فيه، دون أن يعير اهتماماً لمسألة الفائدة والمقدار الذي يضعه البنك في الحساب.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
26 أبريل 2014
3٬523 مشاهدة
حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني
ضمن برنامج (قِـيَـم)، على قناة الإيمان الفضائيّة، مع الإعلاميّة سارة قصير
بتاريخ: الجمعة 25 ـ 4 ـ 2014م، الساعة 8.30 مساءً
١ـ التحدُّث أوّلاً عن مساحات النظافة في حياتنا.
لقد أَوْلى الإسلام النظافة اهتماماً بالغاً حتّى جاء في القرآن الكريم الأمر بالتزيُّن عند كلِّ صلاة، فقال: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ (الأعراف: 31). ومن الطبيعيّ أنْ لا تكون زينةٌ إلاّ في نظافةٍ.
وجاء في الحديث النبويّ الشريف: «تخلَّلوا؛ فإنّه من النظافة، والنظافة من الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنّة»([1]).
ورُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «أتاني جبرئيل، فقال: يا محمد، كيف ننزل عليكم وأنتم لا تستاكون، ولا تستنجون بالماء، ولا تغسلون بَراجِمَكم [وهي العُقَد ـ أو المفاصل ـ التي في ظهور الأصابع يجتمع فيه الوسخ، الواحدة: بُرْجُمة، بالضمّ]؟!»([2]).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
24 أبريل 2014
4٬136 مشاهدة
(بتاريخ: 18 ـ 4 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69) (صدق الله العليّ العظيم).
كثيرةٌ هي الآيات القرآنيّة الكريمة التي تناولت موضوع «الجهاد»، وتعرَّضَتْ لثواب المجاهدين في سبيل الله.
ومن القرآن الكريم، وهو المصدرُ الأوّل والأساس للتشريع، نحاول أن نستخلص جملةً من الأحكام والمفاهيم والمبادئ، جواباً عن تساؤلاتٍ عِدّة تخطر في البال: ما هو الجهاد في سبيل الله؟ وهل له أقسامٌ وأنواع؟ وما هي النيّة المطلوبة فيه؟ وهل كلُّ الناس مكلَّفون بالجهاد؟ وما الذي يحصل لو ترَكْنا الجهاد في سبيل الله؟. وقبل الإجابة عن هذه التساؤلات نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى هذا التقرير حول الحالات التي يكون فيها الجهاد في سبيل الله، فلنتابِعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
18 أبريل 2014
3٬416 مشاهدة
(بتاريخ: الثلاثاء 8 ـ 4 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين. مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: 159) (صدق الله العليّ العظيم).
«الثورة»، «الحرب»، «الجهاد»، «قرقعة السيوف»، «اصطكاك الأسنّة والرِّماح»، مصطلحاتٌ تعكس صورةً من صُوَر القتل والذبح والنحر والدم، وبعبارةٍ مختصرة: إنّها مظاهر للعنف الفرديّ والاجتماعيّ.
ويُتَّهم الإسلام من قبل بعض المثقَّفين والمفكِّرين بأنَّه دين العنف والقتل والذبح، ويستدلّون لذلك بسيرة المسلمين لفتراتٍ من الزمن، وصولاً إلى يومنا هذا، حيث لا زال القتال وسفك الدماء هو اللغة الأكثر شياعاً وحضوراً في أدبيّات بعض المسلمين، مبرِّرين ذلك بأنّه جهادٌ ضدّ الكفّار، والمشركين، والمنافقين، والخوارج، والباغين، و…
بل رُبَما استدلّوا لتلك التهمة بما يجدونه في طيّات كتب الحديث والرواية، من أخبار تدعو إلى القتل والذبح، وتُفاخِر به. فما هو موقف الإسلام من العنف؟ إجابةٌ طويلة ومفصَّلة نستعرضها بحول الله وقوَّته في عدّة مقدِّمات، ولكنْ بعد أن نستمع وإيّاكم، مشاهدينا الكرام، إلى ما جاء في هذا التقرير، فلنتابِعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
22 مارس 2014
3٬138 مشاهدة
(بتاريخ: 15 ـ 2 ـ 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الأنعام: 54) (صدق الله العليّ العظيم).
هو الإسلام، دين الله الأوحد، فـ ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾. وما أجمله من اسمٍ يحمل من الدلالات الكثير!
فهو دين تسليم العباد مصيرَهم وكافّةَ شؤون حياتهم إلى الله ورسوله: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ (آل عمران: 83) ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِي مَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (النساء: 65).
وهو دين السلام والأمن والاستقرار، دين نبيِّ الله وخليله إبراهيم(ع): ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ﴾ (الحجّ: 78)، ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾ (إبراهيم: 35).
وللإسلام آدابه وخصائصه التي يتميَّز بها عن سائر الأنظمة والتشريعات البشريّة، ومن تلك الآداب أنّه جعل لأتباعه تحيّةً خاصّة يتبادلونها في ما بينهم.
وقد جاء في بعض مصادر الحديث عن الصحابيّ الجليل جُندب بن جنادة الغفاري، المكنّى بـ أبي ذرّ، أنّه قال: «كُنتُ أوّل مَنْ حيّا [رسولَ الله(ص)] بتحيَّة الإسلام»([1]).
فما هي تحيّة الإسلام، التي من الأجدر بالمسلمين أن يحيُّوا بعضَهم بها؟ وقبل الإجابة عن هذا السؤال نستمع وإيّاكم ـ مشاهدينا الكرام ـ إلى ما جاء في هذا التقرير، فلنتابِعْه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←