16 يناير 2015
8٬884 مشاهدة
(الجمعة 16 / 1 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
تمهيد
هو الإنسان خُلق ضعيفاً، مركَّباً من عقلٍ وفطرة، وشهوةٍ وغريزة. هو الكائنُ المهدَّد في كلِّ آنٍ من قِبَل إبليس وذُرِّيّته وأتباعه، من الإنْس والجِنّ على السواء؛ في محاولةٍ لإذلال هذا الكائن الذي أكرمه الله، وإخراجه من رحمة الله، بعد أن كان أبونا (آدم(ع)) السببَ الرئيس في خروج (إبليس) من الجنّة. فها هي الشياطين مطلقة الحرّيّة، توسوس وتخنس، تغري الإنسان بالمعصية، وتزيِّن له الخطيئة، حتّى إذا اقترفها، وأصبح رهيناً لها، مسؤولاً عنها، تخلَّتْ عنه، وأسْلَمَتْه إلى مصيره المحتوم.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
9 يناير 2015
4٬124 مشاهدة
(الجمعة 9 / 1 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
تمهيد
وُلد الهُدى فالكائناتُ ضياءُ
|
|
وفَمُ الزَّمانِ تبسُّمٌ وثَناءُ
|
مرَّتْ بنا في الثاني عشر من ربيع الأوّل، حسب بعض النقول([1])، ذكرى ولادة النبيّ الأكرم محمد بن عبد الله(ص)، كما نستقبلها أيضاً في السابع عشر من ربيع الأول، حسب نقولٍ أخرى تبنّاها شيعةُ أهل البيت(عم)([2]). وقد نُسبت إلى أهل البيت(عم) رواياتٌ تؤكِّد هذا الأمر([3]).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
3 يناير 2015
4٬701 مشاهدة
(الجمعة 2 / 1 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾ (هود: 113).
حديثُنا هذا اليوم يتناول مفهوماً إنسانيّاً سلبيّاً في حياة الإنسان والمجتمع، ألا وهو الظُّلْم.
هذا المفهوم الذي لا بُدَّ للبشر أن يقتلعوه من نفوسهم إذا ما أرادوا حياةً اجتماعيّة هادئة وهانئة؛ ولا بُدَّ للمؤمنين أن يتجنَّبوه بكلِّ ما أوتوا من قوّةٍ وقدرة؛ وذلك أنّ الله سبحانه وتعالى قد أقام الأديان كلَّها على العَدْل، وجعله غايةَ الرسالات جميعاً، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد: 25).
وعليه فالظلمُ هو انحرافٌ عن خطِّ الدين والرسالة، بما هو انحرافٌ عن مَسْلك العدل.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
26 ديسمبر 2014
4٬247 مشاهدة
(الجمعة 26 / 12 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
في البداية نُبارك لجميعِ المؤمنين والمؤمنات، وأتباعِ عبدِ الله ورسولِه السيِّد المسيحِ عيسى ابنِ مريم، ولادةَ هذا النبيِّ العظيم. ونسأل الله العليَّ القدير أن يُعيدَ علينا جميعاً هذه الذِّكْرى العَطِرة بالخَيْر والعافِية، والنَّصْر المؤزَّر على كلِّ غاصِبٍ وظالِم وفاسِد ولصوصِ الهياكل أجمعين.
تمهيد
هو الميلادُ المجيد لشخصيَّةٍ عظيمة، ومقدَّسةٍ عند أغلب أهلِ الأرض. إنَّه مولِدُ السيِّد المسيحِ، عيسى ابنِ مريم(عما).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
19 ديسمبر 2014
3٬566 مشاهدة
(الجمعة 19 / 12 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجرات: 12).
في هذه الآية الكريمة دعوةٌ إلهيّة واضحة للابتعاد عن خصالٍ ثلاث: الظنّ في بعض أقسامه؛ التجسُّس؛ اغتياب الناس.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
13 ديسمبر 2014
3٬969 مشاهدة
(الجمعة 12 / 12 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
تمهيد
رُوي عن أحد أصحاب مولانا عليّ بن موسى الرضا(ع) أنّه قال، واصفاً إيّاه: «ما رأيتُ أبا الحسن الرضا(ع) جفا أحداً بكلمة قطّ، ولا رأيتُه قطع على أحدٍ كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردَّ أحداً عن حاجةٍ يقدر عليها، ولا مدَّ رجله بين يدَيْ جليسٍ له قطّ، ولا اتّكأ بين يدَيْ جليسٍ قطّ، ولا رأيتُه شتم أحداً من مَواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيتُه تَفَلَ، ولا رأيتُه يقهقه في ضحكةٍ قطّ، بل كان ضحكه التبسُّم، وإذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومَواليه، حتّى البوّاب السائس…»([1]).
ونحن هنا نستعرض جملةً من الخصال؛ منها ما هو قبيحٌ ومرفوض؛ ومنها ما هو حسنٌ ومطلوب.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
6 ديسمبر 2014
4٬268 مشاهدة
(الجمعة 5 / 12 / 2014م)(الجمعة 30 / 6 / 2017م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾(آل عمران: 110)(صدق الله العليّ العظيم).
في هذه الآية الكريمة يمدح الله سبحانه وتعالى أمّة الإسلام، أمّة خاتَم الأنبياء وأفضلِهم محمدٍ(ص)، ويعتبرها خَيْرَ وأفضلَ أمّةٍ عرفَتْها البشريّة؛ لِما تحلَّتْ به من الصفات الإنسانيّة ومكارم الأخلاق. وقد اختصر ذلك كلَّه بعنوانٍ واحد، يجمع كلَّ صفات الحُسْن والكمال، إنّه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد قدَّمه في الذِّكْر على الإيمان بالله، في إشارةٍ إلى أهمّيّته وضرورته، وأنّه الأساس المتين الذي يرتكز عليه الإيمان بالله، وإلاّ كان إيماناً هَشّاً متزلزلاً، لا يمتلك مقوِّمات البقاء والاستمرار.
أيُّها الأحبَّة، يمثِّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحَجَر الأساس في بناء المجتمعات البشريّة المتحضِّرة. ولهذا وجدنا الله عزَّ وجلَّ يدعو إليه، ويحثُّ عليه، ويرغِّب فيه، في أكثر من آيةٍ قرآنيّة، ومنها قوله جلَّ وعلا: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ المُفْلِحُونَ﴾(آل عمران: 104).
ومن هذا المنطلق يحقّ لنا أن نسأل: ما هو المعروف المطلوب أن نأمر به؟ وما هو المُنْكَر الذي ينبغي أن ننهى عنه؟
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
29 نوفمبر 2014
4٬219 مشاهدة
(الجمعة 28 / 11 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النساء: 54).
ويروى عن أمير المؤمنين(ع) أنّه قال: «وَيْحَ الحسد ما أعدله! بدأ بصاحبه فقتله»([1]).
معنى الحَسَد
الحَسَد صفةٌ قبيحة مكروهة من الناس جميعاً، وهي في شرع الله عزَّ وجلَّ من المنكَرات التي يجب على المسلم أن ينهى عنها، كما ينهى عن شرب الخَمْر وترك الصلاة و….
ولا بُدَّ في البداية أن نعرف معنى الحَسَد بشكلٍ دقيق؛ كي يتسنّى لنا الابتعاد عنه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
21 نوفمبر 2014
3٬951 مشاهدة
(الجمعة 21 / 11 / 2014م)
هذا الذي تعرف البطحاءُ وَطْأتَهُ
|
|
والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
|
هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهِمُ
|
|
هذا التَّقِيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ
|
إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائلُها
|
|
إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ
|
الحسب والنسب
نبدأ بحَسَبه ونَسَبه، مع أنّه ليس للحَسَب والنَّسَب قيمةٌ في ميزان الحساب يوم القيامة، وإنّما ينتفع الإنسان بعمله لا غير، فإنّ الله يدخل الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيّداً قرشيّاً، كما يقول هذا الإمام الهُمام نفسه([1])، ولكنْ العِرْقُ دَسّاسٌ، وللتربية دورُها، والمرءُ قد يكتسب الفضائل أو الرذائل من أهله، ولذا نقول:
هو سليلُ بيت النبوّة والولاية، بيت العصمة والطهارة في القول والعمل والخُلُق، فهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وجدّته هي فاطمة الزهراء(ع)، وكفاه بذلك فخراً.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
14 نوفمبر 2014
5٬857 مشاهدة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه مخاطباً نبيَّه الأكرم محمداً(ص): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمْ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلاَ تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾(القلم: 4 ـ 9).
المداهنة حرامٌ
المداهنةُ، أيُّها الأحبَّة، هي تليين الموقف الصلب الذي يتطلَّبه منك التزامُك بدينك، ومن ثمّ إسقاطه لإظهار الانسجام مع الطرف الآخر المخالِف لمعتقدك ومبادئك والتزاماتك. وهذه الآية تلفت نظر النبيّ(ص) إلى عدم جواز مداهنة وتأييد أيٍّ من الكافرين والمكذِّبين في موقفهم؛ لأنّ هذه المداهنة وهذا التأييد من رسول الله(ص) يعطي شرعيّةً لهذه الحركة ولهذا الخطّ. وهكذا فإنّ مداهنة المؤمن للآخرين من غير المؤمنين تعطي مواقفهم ومبادئهم والتزاماتهم الشرعيّة والأصالة؛ إذ إنّ المؤمن هو الممثِّل للخطّ الديني الشرعي، فتنازله وتهاونه يضعِّف هذا الدين. ومن هنا كانت المداهنة من الكبائر؛ إذ هي أشبه ما يكون بالركون إلى الظالمين، الذي هو من الكبائر؛ لتوعُّد الله عليه بالنار في نصٍّ صريح لا لُبْس فيه ولا غموض: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾(هود: 113).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←