27 يونيو 2015
التصنيف : برامج تلفزيونية (إعداد وتقديم)
لا تعليقات
2٬586 مشاهدة

أمثال/ح5: المُراؤون والمُخْلِصون… ﴿كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ﴾ / ﴿كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ﴾

للدعاية لنشر الحلقة 5

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّد، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، والسلام عليكم ـ أيُّها الأحبَّة ـ ورحمة الله وبركاته.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾(البقرة: 264 ـ 265).

ويخاطب الله المؤمنين الذين آمنوا به خالقاً وربّاً ومشرِّعاً، عالماً وحكيماً وقديراً، وينهاهم عن أن يبطلوا صَدَقاتهم.

والصَّدَقة هي أن يبذل الإنسان مالَه أو علمَه أو قوَّته أو جاهه في مساعدة المحتاجين، الذين لا يمكنهم قضاءُ حوائجهم إلاّ بالاستعانةِ بغيرهم.

والناس في الإنفاق على قسمين: مَنْ ينفق رياءً وسمعة، وطلباً للجاه والشهرة؛ ومَنْ ينفق مخلِصاً لله، متقرِّباً إليه، قد حرَّكته عواطفه الإنسانية نحو الخَيْر والإصلاح.

والرياءُ ـ أيُّها الأحبَّة ـ شِرْكٌ خفيّ، وعليه فهو نقيض الإيمان، ولا يجتمعان أبداً.

وقد جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ (يوسف: 106) أنّ ذلك الشِّرْك هو الرياء في الطاعات والعبادات.

وهكذا يضرب الله مَثَلاً للمُرائين، كما المُخْلِصين.

أمّا المراؤون في أعمالهم فمَثَلهم كمَثَل الذي يضع حبّةً من القمح مَثَلاً في ترابٍ مجتمع على جبلٍ أصمّ، وهو يحسب أنّه نابتٌ في موسِمه، فإذا بالمَطَر الغزير ينهمر من السماء ـ والمَطَر نعمةٌ ينتظرها كلُّ مزارع ـ، وإذا بتلك الطبقة من التراب تتزحلق عن تلك الصخور، لتعود ملساء صمّاء، ويضيع الموسِم، فلا نباتَ، ولا ما يزرعون.

ويقف ذاك الزارعُ عاجزاً لا يقدر على إصلاح ما فَسَد. وهكذا هو المرائي في أعماله يخسرها ولا يُثاب عليها، وإنَّما هي بحكم الباطلة اللاغية، ولا يقدر على إعادتها أو إصلاحها.

وفي المقابل يصف جلَّ وعلا ما ينفقه المَرْء من أموالٍ في سبيل الله، وطلباً لرضاه، وعن طيب خاطرٍ وحسن سريرة، بالزَّرْع في أرضٍ خصيبة، على رَبْوةٍ مرتفعة؛ لتكون في مأمنٍ من السيول، فإذا أصابها المَطَر الغزير، وهبَّ الهواء العليل، وأخذت حاجتَها من ضوء الشمس؛ لارتفاعها، أعطَتْ ثماراً يانعة ووفيرة.

وفي أسوأ الحالات يكتفي ذلك الزَّرْع بالقليل من الماء والرطوبة، ولو بمثل ما يعلق عليه من قَطْر النَّدى، فينمو ويشتدّ.

وهكذا لا يحتاج العملُ الخالص إلى مؤنةٍ كثيرة، فالقليلُ مع الإخلاص خيرٌ من كثيرٍ مع الرِّياء والمَنّ والأذى.

اللهُمَّ، اجعَلْ أعمالنا خالصةً لوجهكَ الكريم، وطلباً لمرضاتكَ، يا عليُّ يا عظيم. والحمد لله ربِّ العالمين.



أكتب تعليقك