25 سبتمبر 2015
5٬357 مشاهدة


(الجمعة 25 / 9 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
إنّه عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية في سبيل الله تبارك وتعالى، والتسليم لأمره، والإخلاص الكامل له، تقدَّستْ أسماؤه.
إنّه العيد الذي نستذكر فيه تضحية خليل الرحمن وأبي الأنبياء وشيخهم إبراهيم(ع)، بأعزّ ما يملك ـ وهو الوَلَد([1])، فكيف إذا كان ولداً وحيداً، وقد أُوتيه بعد طول انتظارٍ([2]) ـ في سبيل الله، واستجابةً لأمره، وهو الذي فارق طريقة قومه في عبادة الأصنام والأوثان، وتقديسها، وتقديم القرابين لها، والتضحية في سبيلها، وعادى في الله أقربَ المقرَّبين إليه، وهو أبوه، الذي لم يتحمَّلْ ـ كما بقيّة القوم ـ ما دعاهم إليه وَلَدُه إبراهيم(ع) من الحقّ والهُدى، فهدَّد وأزبد وأرعد: ﴿قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً﴾ (مريم: 46).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
29 مايو 2015
4٬554 مشاهدة

(الجمعة 29 / 5 / 2015م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ (البقرة: 30) (صدق الله العليّ العظيم).
منذ أن خلق الله الإنسان، وأراد له أن يكون خليفته في هذه الأرض، نشا صراعٌ هائل بين قوّتين: قوّة الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي فطرة حبّ الخير والصلاح؛ وقوّة إبليس الذي ابقاه اللهُ عزَّ وجلَّ إلى يوم القيامة؛ لقيادة هذه المعركة الكبرى ضدّ الإنسان، ولكنَّه تبارك وتعالى لم يجعَلْ للشيطان سبيلاً على الإنسان الواعي العاقل، فقد زوّد الإنسان بعقلٍ يستطيع من خلاله التمييز بين الحَسَن والقبيح وبين الخير والشرّ، ولكنَّه أنظَر إبليس إلى يوم القيامة ليختبر الإنسان من خلاله، فيرى مَنْ ينحرف من الناس متَّبِعاً خطّ إبليس، ومَنْ يبقى في الخطّ المستقيم متَّبِعاً أوامر الله ونواهيه. وبالتالي يكون الله سبحانه وتعالى قد ترك للإنسان حرّيّة السَّيْر في أيّ طريق شاء: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (البلد: 10): نجد الخير؛ ونجد الشرّ، نجد الصلاح؛ ونجد الفساد.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
25 أكتوبر 2014
4٬284 مشاهدة

(بتاريخ: الجمعة 24 / 10 / 2014م)(بتاريخ: الجمعة 7 / 10 / 2016م)
|
كَمْ يا هلالَ مُحَرَّمٍ تُشْجينا
|
|
ما زالَ قوسُكَ نَبْلُهُ يَرْمِينا
|
|
كلُّ المصائبِ قَدْ تَهُونُ سوى التي
|
|
تَرَكَتْ فؤادَ محمَّدٍ مَحْزُونا
|
أيُّها الأحبَّة المؤمنون الموالون، عظَّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيِّدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين(ع)، فها هي عاشوراء تطلّ علينا هذا العام، وسرعان ما ستفارقنا، ويتعلَّم منها أقوامٌ فيفوزون، ويضيِّع فائدتَها وبركتها آخرون فيَهْلَكون، فتعالَوْا نتعلَّم بعض الدروس من عاشوراء سيِّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع)، لعلَّنا نكون ممَّنْ سمع فوعى، ففاز في الآخرة والأولى.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾(التوبة: 36).
محرَّم وعاشوراء في التاريخ
عاشوراء في التاريخ تعني اليوم العاشر من شهر محرَّم الحرام، الذي هو أحد الأشهر الاثني عشر في السنة القمريّة، التي اعتبرها الإسلام رسميّاً في أحكامه وشعائره، من صيامٍ وإفطار وحجّ وغيرها.
وأسماء هذه الشهور عربيّةٌ قديمة منذ ما قبل الإسلام. وقد اعتبر العرب أربعةً من هذه الأشهر حُرُماً؛ تبعاً للشرائع السماويّة السابقة، فيتركون فيها الحرب والقتال والغزو والغارات وسفك الدماء، لينصرفوا إلى شؤونهم التجاريّة والزراعيّة والأدبيّة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
26 سبتمبر 2014
9٬088 مشاهدة

(الجمعة 26 / 9 / 2014)
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97).
الحجّ فرعٌ من فروع الدين وواجبٌ من الواجبات التي فرضها اللهُ سبحانه وتعالى على الناس في كلّ زمانٍ ومكان، ولكنّه شرطه بـ «الاستطاعة»، التي تتمثَّل في القدرة على الذهاب والإياب، والمكث هناك لأداء تلك المناسك دون مشقّة ولا حَرَج. ويلخِّص هذه القدرة امتلاك المال اللازم لذلك، وتوفُّر الصحّة البدنيّة التي بدونها لا يستطيع المرءُ أن يقوم بأعمال الحجّ ومناسكه، وتوفُّر الأمن والسلامة على النفس والمال والعيال، وأن لا يمنعه سلطانٌ ظالم من أداء هذه الفريضة. عند توفُّر هذه الأمور الأربعة يجب الحجّ على الإنسان وجوباً عينيّاً، وما عدا هذه الأربعةُ وساوس شيطانيّة، تحول بين المرء وبين امتثاله لأمر الله سبحانه وتعالى، واستجابته لندائه عزَّ وجلَّ.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←