26 ديسمبر 2014
4٬917 مشاهدة

(الجمعة 26 / 12 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
في البداية نُبارك لجميعِ المؤمنين والمؤمنات، وأتباعِ عبدِ الله ورسولِه السيِّد المسيحِ عيسى ابنِ مريم، ولادةَ هذا النبيِّ العظيم. ونسأل الله العليَّ القدير أن يُعيدَ علينا جميعاً هذه الذِّكْرى العَطِرة بالخَيْر والعافِية، والنَّصْر المؤزَّر على كلِّ غاصِبٍ وظالِم وفاسِد ولصوصِ الهياكل أجمعين.
تمهيد
هو الميلادُ المجيد لشخصيَّةٍ عظيمة، ومقدَّسةٍ عند أغلب أهلِ الأرض. إنَّه مولِدُ السيِّد المسيحِ، عيسى ابنِ مريم(عما).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
19 ديسمبر 2014
4٬230 مشاهدة

(الجمعة 19 / 12 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجرات: 12).
في هذه الآية الكريمة دعوةٌ إلهيّة واضحة للابتعاد عن خصالٍ ثلاث: الظنّ في بعض أقسامه؛ التجسُّس؛ اغتياب الناس.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
13 ديسمبر 2014
4٬771 مشاهدة

(الجمعة 12 / 12 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
تمهيد
رُوي عن أحد أصحاب مولانا عليّ بن موسى الرضا(ع) أنّه قال، واصفاً إيّاه: «ما رأيتُ أبا الحسن الرضا(ع) جفا أحداً بكلمة قطّ، ولا رأيتُه قطع على أحدٍ كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردَّ أحداً عن حاجةٍ يقدر عليها، ولا مدَّ رجله بين يدَيْ جليسٍ له قطّ، ولا اتّكأ بين يدَيْ جليسٍ قطّ، ولا رأيتُه شتم أحداً من مَواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيتُه تَفَلَ، ولا رأيتُه يقهقه في ضحكةٍ قطّ، بل كان ضحكه التبسُّم، وإذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومَواليه، حتّى البوّاب السائس…»([1]).
ونحن هنا نستعرض جملةً من الخصال؛ منها ما هو قبيحٌ ومرفوض؛ ومنها ما هو حسنٌ ومطلوب.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
6 ديسمبر 2014
4٬880 مشاهدة

(الجمعة 5 / 12 / 2014م)(الجمعة 30 / 6 / 2017م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
تمهيد
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾(آل عمران: 110)(صدق الله العليّ العظيم).
في هذه الآية الكريمة يمدح الله سبحانه وتعالى أمّة الإسلام، أمّة خاتَم الأنبياء وأفضلِهم محمدٍ(ص)، ويعتبرها خَيْرَ وأفضلَ أمّةٍ عرفَتْها البشريّة؛ لِما تحلَّتْ به من الصفات الإنسانيّة ومكارم الأخلاق. وقد اختصر ذلك كلَّه بعنوانٍ واحد، يجمع كلَّ صفات الحُسْن والكمال، إنّه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد قدَّمه في الذِّكْر على الإيمان بالله، في إشارةٍ إلى أهمّيّته وضرورته، وأنّه الأساس المتين الذي يرتكز عليه الإيمان بالله، وإلاّ كان إيماناً هَشّاً متزلزلاً، لا يمتلك مقوِّمات البقاء والاستمرار.
أيُّها الأحبَّة، يمثِّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحَجَر الأساس في بناء المجتمعات البشريّة المتحضِّرة. ولهذا وجدنا الله عزَّ وجلَّ يدعو إليه، ويحثُّ عليه، ويرغِّب فيه، في أكثر من آيةٍ قرآنيّة، ومنها قوله جلَّ وعلا: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ المُفْلِحُونَ﴾(آل عمران: 104).
ومن هذا المنطلق يحقّ لنا أن نسأل: ما هو المعروف المطلوب أن نأمر به؟ وما هو المُنْكَر الذي ينبغي أن ننهى عنه؟
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
29 نوفمبر 2014
4٬903 مشاهدة

(الجمعة 28 / 11 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النساء: 54).
ويروى عن أمير المؤمنين(ع) أنّه قال: «وَيْحَ الحسد ما أعدله! بدأ بصاحبه فقتله»([1]).
معنى الحَسَد
الحَسَد صفةٌ قبيحة مكروهة من الناس جميعاً، وهي في شرع الله عزَّ وجلَّ من المنكَرات التي يجب على المسلم أن ينهى عنها، كما ينهى عن شرب الخَمْر وترك الصلاة و….
ولا بُدَّ في البداية أن نعرف معنى الحَسَد بشكلٍ دقيق؛ كي يتسنّى لنا الابتعاد عنه.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
21 نوفمبر 2014
4٬582 مشاهدة

(الجمعة 21 / 11 / 2014م)
|
هذا الذي تعرف البطحاءُ وَطْأتَهُ
|
|
والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
|
|
هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهِمُ
|
|
هذا التَّقِيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ
|
|
إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائلُها
|
|
إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ
|
الحسب والنسب
نبدأ بحَسَبه ونَسَبه، مع أنّه ليس للحَسَب والنَّسَب قيمةٌ في ميزان الحساب يوم القيامة، وإنّما ينتفع الإنسان بعمله لا غير، فإنّ الله يدخل الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيّداً قرشيّاً، كما يقول هذا الإمام الهُمام نفسه([1])، ولكنْ العِرْقُ دَسّاسٌ، وللتربية دورُها، والمرءُ قد يكتسب الفضائل أو الرذائل من أهله، ولذا نقول:
هو سليلُ بيت النبوّة والولاية، بيت العصمة والطهارة في القول والعمل والخُلُق، فهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وجدّته هي فاطمة الزهراء(ع)، وكفاه بذلك فخراً.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
14 نوفمبر 2014
6٬831 مشاهدة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه مخاطباً نبيَّه الأكرم محمداً(ص): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمْ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلاَ تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾(القلم: 4 ـ 9).
المداهنة حرامٌ
المداهنةُ، أيُّها الأحبَّة، هي تليين الموقف الصلب الذي يتطلَّبه منك التزامُك بدينك، ومن ثمّ إسقاطه لإظهار الانسجام مع الطرف الآخر المخالِف لمعتقدك ومبادئك والتزاماتك. وهذه الآية تلفت نظر النبيّ(ص) إلى عدم جواز مداهنة وتأييد أيٍّ من الكافرين والمكذِّبين في موقفهم؛ لأنّ هذه المداهنة وهذا التأييد من رسول الله(ص) يعطي شرعيّةً لهذه الحركة ولهذا الخطّ. وهكذا فإنّ مداهنة المؤمن للآخرين من غير المؤمنين تعطي مواقفهم ومبادئهم والتزاماتهم الشرعيّة والأصالة؛ إذ إنّ المؤمن هو الممثِّل للخطّ الديني الشرعي، فتنازله وتهاونه يضعِّف هذا الدين. ومن هنا كانت المداهنة من الكبائر؛ إذ هي أشبه ما يكون بالركون إلى الظالمين، الذي هو من الكبائر؛ لتوعُّد الله عليه بالنار في نصٍّ صريح لا لُبْس فيه ولا غموض: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾(هود: 113).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
8 نوفمبر 2014
4٬993 مشاهدة

(بتاريخ: الجمعة 7 / 11 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾(التحريم: 8).
هي المراحل الثلاث التي لا بُدَّ منها في السَّيْر إلى الله: التخلّي عن الرذائل، وعن آثارها السيِّئة على الجسم والرُّوح والنَّفْس؛ ثمّ التحلّي بالفضائل، ويجمعها الأدب والأخلاق؛ ثمّ تتجلَّى هذه الآداب سُلوكاً وعَمَلاً، وتزدادُ بهاءً وكمالاً يوماً بعد آخر، وتلك هي مكارم الأخلاق.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
31 أكتوبر 2014
4٬140 مشاهدة

(الجمعة 31 / 10 / 2014م)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 102).
التقوى مفهومٌ إسلاميّ كبير، ومتعدِّد الجوانب، وقد حثَّ الله سبحانه وتعالى عليه في أكثر من آيةٍ من القرآن الكريم، واعداً لمُمارِسِيه بالمحبّة والرِّضوان. فما هي حقيقة هذا المفهوم؟
معنى التقوى
التقوى من الاتِّقاء، وهو التحرُّز من شيءٍ يُخاف منه على النَّفْس من الهَلَكة.
ومن هنا انطلق الفقهاء والعلماء في تعريفها ـ تبعاً لما يروُونه عن أهل البيت(عم) ـ بأنّها «أنْ لا يفقدك الله حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك»([1])؛ لأنّ في ممارسة هذا الأمر معصيةً لله سبحانه وتعالى، وتجرّؤاً عليه، بحيث يستحقّ الفاعل له العقاب الإلهيّ الموعود، وهو من الأمور التي يُخاف منها؛ لأنّ «القصاص هناك شديد ، ليس هو جَرْحاً بالمُدى ، ولا ضَرْباً بالسياط ، ولكنّه ما يستصغر ذلك معه»([2])، كما رُوي عن مولانا أمير المؤمنين(ع).
أكمل قراءة بقية الموضوع ←
25 أكتوبر 2014
4٬283 مشاهدة

(بتاريخ: الجمعة 24 / 10 / 2014م)(بتاريخ: الجمعة 7 / 10 / 2016م)
|
كَمْ يا هلالَ مُحَرَّمٍ تُشْجينا
|
|
ما زالَ قوسُكَ نَبْلُهُ يَرْمِينا
|
|
كلُّ المصائبِ قَدْ تَهُونُ سوى التي
|
|
تَرَكَتْ فؤادَ محمَّدٍ مَحْزُونا
|
أيُّها الأحبَّة المؤمنون الموالون، عظَّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيِّدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين(ع)، فها هي عاشوراء تطلّ علينا هذا العام، وسرعان ما ستفارقنا، ويتعلَّم منها أقوامٌ فيفوزون، ويضيِّع فائدتَها وبركتها آخرون فيَهْلَكون، فتعالَوْا نتعلَّم بعض الدروس من عاشوراء سيِّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع)، لعلَّنا نكون ممَّنْ سمع فوعى، ففاز في الآخرة والأولى.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾(التوبة: 36).
محرَّم وعاشوراء في التاريخ
عاشوراء في التاريخ تعني اليوم العاشر من شهر محرَّم الحرام، الذي هو أحد الأشهر الاثني عشر في السنة القمريّة، التي اعتبرها الإسلام رسميّاً في أحكامه وشعائره، من صيامٍ وإفطار وحجّ وغيرها.
وأسماء هذه الشهور عربيّةٌ قديمة منذ ما قبل الإسلام. وقد اعتبر العرب أربعةً من هذه الأشهر حُرُماً؛ تبعاً للشرائع السماويّة السابقة، فيتركون فيها الحرب والقتال والغزو والغارات وسفك الدماء، لينصرفوا إلى شؤونهم التجاريّة والزراعيّة والأدبيّة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←