31 يناير 2015
التصنيف : منبر الجمعة
لا تعليقات
4٬256 مشاهدة

الصدق عماد الإسلام، على خُطى الصادقين

منبر الجمعة-الصدق عماد الإسلام، على خُطى الصادقين

(الجمعة 30 / 1 / 2015م)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمّدٍ، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه المنتَجَبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

تمهيد

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: 119).

في هذه الآية الكريمة خطابٌ من الله عزَّ وجلَّ للمؤمنين من الناس، يأمرهم فيه بتَقْوى الله، والانضمام إلى صفوف الصادقين وأتباع الصادقين.

ولعلَّ في توجيه هذا الخطاب إلى الذين آمنوا إشارةً منه جلَّ وعلا إلى أنّ ما يأمرهم به هو من شروط كمال الإيمان وتمامه.

ما هي التَّقْوى؟

التَّقْوى ـ كما رُوي عن الإمام الصادق(ع) في تعريفها ـ «أنْ لا يفقدك الله حيث أمرك، وأن لا يجدك حيث نهاك»([1]). والتقوى بناءً على هذا التعريف ليست الإكثار من الصلاة والصيام وقراءة القرآن فحَسْب؛ فإنّ ذلك جانبٌ من جوانب التقوى، والتقوى لا تتحقَّق إلاّ بتحقُّق جوانبها كلّها. ألتقوى أن نكون مع الحقّ والمعروف والخير والعدل، وأن نرفض الباطل والمُنْكَر والشرّ والظلم. فالله ـ مثلاً ـ أمر بارتياد مجالس الخير ومجالس العِلْم؛ حيث ينتفع الإنسان بما يُصلح له أمر دنياه وآخرته، ونهى عن ارتياد مجالس السُّوء والغِيبة والنَّميمة وسهرات اللهو واللغو وما إلى ذلك؛ فإنّها مجالس تميت القلب، وتبعد الإنسان عن الله سبحانه وتعالى، وتغرقه في متاهات هذه الدنيا الفانية. كذلك نهى الله عن الظلم بكلّ أشكاله، الصغير منه والكبير، ونهى عن مجالسة الظالمين ومساعدتهم والركون إليهم والسكوت عنهم، بل أمر بالوقوف مع المظلومين ومساندتهم ودفعهم إلى الثورة والتمرُّد على ظالميهم ومغتصبي حقوقهم. فإذا فعلتَ ذلك كنتَ في عِداد المتَّقين؛ وإذا لم تفعلْ ذلك كنتَ بعيداً عن التقوى، ولو صلَّيْتَ وصُمْتَ ما شاء اللهُ لك أن تصلّي وتصوم، وعندها لا تنفعك صلاتُك ولا صومك شيئاً عند الله تقدَّسَتْ أسماؤه؛ فإنّ مسألة الركون إلى الظالمين لا تهاون فيها؛ لأنّها من الكبائر التي توعَّد الله عليها بالنار، فقال عزَّ من قائلٍ: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾ (هود: 113).

وقد يتساءل أحدُهم فيقول: أنا لا أقف مع الظالمين، ولا أحضر في مجالسهم، فهل هذا يعني أنّني من المتَّقين؟

الحقيقةُ أنّ هذا لا يكفي لدخول المرء في فئة المتَّقين فإنّ مسألة الظلم فيها جانبان، وبالتالي واجبان: واجب الابتعاد عن الظالم؛ وواجب نصرة المظلوم، والوقوف إلى جانبه. وهذا ما أكَّده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في وصيَّته لولدَيْه الحسن والحسين(عما)، حيث يقول: «وكُونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً»([2]).

إذن التقوى والإيمان والاستمساك بحبل الله المتين يكون بالكفر بالشرِّ والظلم والإيمان بالخير والعدل: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 256). فهل يُعقَل أن نعتبر الذين لم ينصروا يزيد بن معاوية، بل ابتعدوا عنه، وعن مجالسه، ولكنَّهم مع ذلك لم ينصروا الحسين(ع)، بل تركوه وحيداً فريداً، هل يُعقَل أن نعتبرهم من المتَّقين؟!

أيُّها الأحبَّة، بين الظلم والعدل، بين الباطل والحقّ، لا مكان وسطيّاً؛ فإمّا أن تكون مع الظلم وإمّا أن تكون مع العدل؛ إمّا أن تكون مع الباطل وإمّا أن تكون مع الحقّ؛ إمّا أن تكون مع يزيد وأتباع يزيد في كلِّ عصرٍ ـ وهم كُثُرٌ ـ وإمّا أن تكون مع الحسين(ع) والسائرين على نهج الحسين(ع) ـ على قِلَّتهم في كلِّ عصرٍ ـ.

لا حياديّة في الإسلام. وكلُّ مَنْ يقف على الحياد فهو في موقع الشبهة على الأقلّ.

والتقوى ـ أيُّها الأحبَّة ـ خيرُ زادٍ يحمله الإنسان معه إلى آخرته؛ فإنّه لا يحمل معه أثاثاً، ولا مالاً، بل يحمل معه عمله، فإنْ كان خيراً انقلب إلى أهله مسروراً، وإنْ كان شرّاً أُمر به إلى النار ملوماً مذموماً مدحوراً. فتعالَوْا ـ أيُّها الأحبَّة ـ نتزوَّد من هذه الدنيا الفانية لتلك الدار الباقية، ممتثلين أمر الله عزَّ وجلَّ، حيث يقول: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ (البقرة: 197).

ما هو الصِّدْق؟

الصِّدْق ـ أيُّها الأحبَّة ـ من المفاهيم التي أكَّد عليها الإسلام، وأمر المؤمنين بالالتزام بها، وجعلها من علائم الإيمان الثابت والخالص لله جلَّ وعلا. فالصدق من أكثر المفاهيم حِفْظاً للمجتمع من الانهيار. فالصدق من القِيَم التي يقوم عليها تضامن المجتمع؛ بسبب ما يشيعه بين أفراده من الثقة والتفاهم؛ إذ يترتَّب عليه الوثاقة في التضامن والتعامل الاجتماعيّ، والاطمئنان في الوعود والعهود والعقود والأمانات، والعدل في السياسة والقضاء، بينما يُوصِل الكَذِب إلى المَكْر والخديعة والغُشّ والظلم والفتنة والنميمة والبُهْتان، وبالتالي إلى فساد المجتمع.

وليس من الصُّدَف أبداً أن يكون الصدق والأمانة من أبرز صفات النبيّ الأكرم محمدٍ(ص) قبل البعثة، حتّى صار الناس يلقِّبونه بـ «الصادق الأمين»؛ فإنّ ذلك كان منه تأكيداً على أهمّيّة الصدق والأمانة، ورجحانهما على غيرهما من الصفات النبيلة، والأخلاق الفاضلة.

وهكذا أبرز أئمّة أهل البيت(عم) أهمّيّة الصدق في أقوالهم وأفعالهم. فقد رُوي عن أمير المؤمنين عليّ(ع) أنّه قال: «الصدق عماد الإسلام، ودعامة الإيمان»([3]).

ورُوي عن مولانا أبي محمد الحسن بن عليّ العسكريّ(ع) أنّه قال: «جُعلَتْ الخبائثُ في بيتٍ، وجعل مفتاحه الكذب»([4]).

وها هو إمامنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع) يجعل الصدق معياراً من معايير الإيمان، حيث يُروى عنه(ع) أنّه قال: «لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل؛ فإن ذلك شيءٌ اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكنْ انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته»([5]).

أنواع الصِّدْق

والصدق ـ أيُّها الأحبَّة ستّةُ أنواع، وهي:

1ـ الصِّدْق في القول: وهو الإخبار عن الأشياء على ما هي عليه، من دون زيادةٍ أو نقيصة، وبعد التثبُّت الكامل، والتحقيق العلميّ الوافي. وما عدا ذلك هو كَذِبٌ محضٌ يوجب الخُسْران في الدنيا والآخرة. ويدخل في هذا النوع الكَذِب على الله وأنبيائه وأوليائه ـ الذي هو من المفطِّرات، على رأي بعض الفقهاء ـ، ومنه أن تنسب إليهم قَوْلاً أو فِعْلاً لم تقُمْ الحُجّةُ الشرعيّة على صدوره منهم، كما في نسبة بعض الروايات الضعيفة سنداً أو مضموناً أو المضطربة مَتْناً إليهم(عم)، وكما في نسبة بعض الأولاد إليهم، وهو فِعْلٌ رُبَما لم يقع منهم، ولم يُخلِّفوا مثل هذا المولود. هذا كَذِبٌ، بل هو أخطرُ أنواع الكَذِب.

2ـ الصِّدْق في النيّة والإرادة، حيث يعيش المرء الإخلاص الكامل في النيّة لله عزَّ وجلَّ، فلا يكون له باعثٌ في طاعاته، بل في جميع حركاته وسَكَناته، إلاّ رضا الله والتقرُّب إليه.

3ـ الصِّدْق في العَزْم، فلا يحزم أمره إلاّ على الخَيْر والحقّ والعَدْل والإحسان.

4ـ الصِّدْق في الوفاء بالعَزْم: فإنّ الوَعْد والعَزْم سهلٌ يسير، وأمّا إذا جاء وقت العمل، وحانَتْ ساعةُ الأداء، فقد تنحلُّ العزيمة، ويبخل بالعطاء، ويتوانى عن الوفاء بالوَعْد أو العَهْد أو النَّذْر أو اليمين. وهذا كَذِبٌ ممقوتٌ عند الله تقدَّسَتْ أسماؤه.

وقد امتدح اللهُ سبحانه وتعالى نبيَّه إسماعيل بقوله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً﴾ (مريم: 54 ـ 55). وقدَّم وصفَه بـ «صادق الوعد» على كونه رسولاً نبيّاً يأمر بالصلاة والزكاة. وهذا دليلُ أهمّيّته. «وقيل: إنَّه واعد إنساناً في موضعٍ فلم يرجِعْ إليه، فبقي اثنين وعشرين يوماً في انتظاره»([6]).

«ورُوي أنّه بايع رجلٌ رسول الله(ص)، ووعده أن يأتيه من مكانه ذلك، فنسي وعده في يومه وغده، وأتاه في اليوم الثالث، وهو في مكانه»([7]).

ورُوي عن النبيّ الأكرم(ص) أنّه قال: «العِدَة دَيْنٌ»([8]).

ورُوي عنه(ص) أيضاً أنّه قال: «الوأي ـ يعني الوعد ـ مثل الدين أو أفضل»([9]).

5ـ الصِّدْق في العمل، سواءٌ مع الله أو مع الناس: وهو شاهدٌ على تطابق الباطن والظاهر، واستواء السريرة والعلانية. فليس من الصدق في شيءٍ أن يلهج المرءُ المسلم في اليوم عشر مرّات على الأقلّ بـ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (الفاتحة: 5)، ثمّ ينطلق بعد الفراغ من صلاته ليُشْرِكَ مع الله غيرَه من المخلوقين، من الزعماء أو الأغنياء أو الأقوياء أو الوُجَهاء، في عبادةٍ أو طاعةٍ أو طَلَب عَوْنٍ، فيطيع أوامرهم المخالفِة لأمر الله، أو يستعين بهم في حلِّ مشاكله، وتيسير أموره. ذاك هو الكَذِب الصُّراح في القَوْل والعَمَل.

6ـ الصِّدْق في مقامات الدين: من الصَّبْر، والشُّكْر، والتَّوَكُّل، والحُبّ، والرَّجاء، والخَوْف، والزُّهْد، والتعظيم، والرِّضا والتسليم، وغير ذلك. وهو أعلى درجات الصِّدْق وأعزُّها. فمَنْ اتَّصف بحقائق هذه المقامات ولوازمها وآثارها وغاياتها فهو الصِّدِّيق الحقّ.

والصادق في مخافة الله هو الذي يعمل كلَّ ما في وسعه للابتعاد عمّا يُغْضب الله عليه، ويُعَرِّضه لعذابه ونقمته.

والصادق في رجاء رحمة الله هو الذي يبذل كلَّ طاقته في العمل الصالح الذي يُدْنيه من الله، ويُقَرِّبه عنده زُلفى، ويُنيله ثوابَه ورضوانه ورحمته.

ولكنَّ قليلاً من الناس مَنْ يصدق في هذين المجالَيْن. وهذا ما نستوحيه من كلامٍ لأمير المؤمنين عليٍّ(ع)، حيث يقول: «ألا وإنّي لم أرّ كالجنّة نام طالبها، ولا كالنار نام هاربها»([10]).

فمولانا عليٌّ(ع) يتعجَّب من كَذِب الكثيرين في مجالَيْ الخَوْف والرَّجاء؛ فإنَّهم يدَّعون الخَوْف من عقاب الله، والرَّجاء لرحمة الله، ولكنَّك تراهم منغمسين بكلِّهم في المعاصي، واتِّباع الشهوات، ونيل الملذّات المحرَّمة. وما يفعلونه يخالف ما يدَّعونه، فكيف يكونون «صادقين»؟!

وهكذا ـ أيُّها الأحبَّة ـ نصل إلى النتيجة التي لا بُدَّ من تركيزها في أذهاننا بشكلٍ دائم مستمرّ، وهي أنّ الصدق من المفاهيم الإسلاميّة الأكثر أهمّيّةً في الحفاظ على المجتمع، وفي إثبات الإسلام والإيمان.

مَنْ هم الصادقون؟

وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالانضمام إلى خطِّهم ونهجهم. إنَّهم أنبياءُ الله ورُسلُه وأوصياؤهم(عم)، وأوّلُهم نبيُّنا الأكرم محمدٌ(ص) وأهلُ بيته الأئمّةُ الأطهار(عم)، الذين لم يكْذِبوا ولو مرّةً واحدة في حياتهم، في أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم، في حالات الرضا والسخط، في حالات السكون والغضب([11]).

لقد عاشوا الصِّدْق مع الله عزَّ وجلَّ، فعبدوه حقَّ عبادته، ولم يُشْركوا به طَرْفةَ عَيْنٍ أبداً، لا في قَوْلٍ ولا في فعلٍ.

وعاشوا الصِّدْق مع الناس، فنصحوهم، وأبلغوهم رسالة الله، وعرَّفوهم طرق النجاة.

وعاشوا الصِّدْق مع أنفسهم، فأخلصوا للإسلام والمسلمين، فأدُّوا ما عليهم من حفظ الإسلام وصَوْنه، ورعاية الناس وحمايتهم من البِدَع وأشكال الانحراف المتعدِّدة. وهكذا بذلوا النَّفْس والنَّفيس في سبيل ذلك.

وعلينا أن نقف مع هؤلاء، ونكون معهم، بأنْ نحفظ أهدافهم ومبادئهم، ونقتفي أثَرَهم. فأنْ تكون مع الحسين(ع) يعني أن تبكيه من جهةٍ، وأن تحافظ على أهدافه، وتتمسَّك بمبادئه، من جهةٍ أخرى.

هكذا كان النبيُّ(ص)، وهكذا كان الأئمّةُ من أهل بيته(عم)، فهل نكون شيعتَهم حقّاً في هذا النهج والسبيل، أم هي كلماتٌ جوفاء نترنَّم بها، دون أنْ نفهمَ معناها، أو نلتزمَ بمُقْتضاها؟!

اللهُمَّ، أعِنّا على أنْفُسِنا بما تُعين به الصالحين على أنْفُسِهم، واهْدِنا للتي هي أزكى، واجْعَلْنا على مِلَّتِك نموتُ ونحيا، إنَّك أرحمُ الراحمين. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.

**********

الهوامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) رواه ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي: 285، معلَّقاً عن مولانا أبي عبد الله الصادق(ع) أنّه سُئل عن تفسير التَّقْوى؟ فقال(ع): «أن لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك».

([2]) نهج البلاغة 3: 76.

([3]) رواه عليّ بن محمد الليثي الواسطي في عيون الحكم والمواعظ: 22، معلَّقاً.

([4]) رواه الحسين بن محمد الحلواني في نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 145، معلَّقاً.

([5]) رواه الكليني في الكافي 2: 105، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي طالب، رفعه، عن أبي عبد الله(ع)….

([6]) النراقي، جامع السعادات 2: 258.

([7]) النراقي، جامع السعادات 2: 258.

([8]) رواه الطبراني في المعجم الأوسط 4: 23، عن حمزة بن داوود بن سليمان بن الحكم بن الحجّاج بن يوسف الثقفي الأبلي، عن سعيد بن مالك بن عيسى الأبلي، عن عبد الله بن محمد بن الأشعث الحداني، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، أنّ النبيّ(ص) قال: «العِدَة دَيْنٌ». لم يروِ هذا الحديث عن الأعمش إلاّ عبد الله بن محمد الحداني، ولا رواه عنه إلاّ سعيد بن مالك. ولا يروى عن رسول الله(ص) إلاّ بهذا الاسناد.

ورواه أيضاً عن حمزة بن داوود الثقفي الأبلي، عن سعيد بن مالك بن عيسى الأبلي، عن عبد الله بن محمد بن الأشعث الحداني، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، عن عليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود قالا: قال رسول الله(ص): «العِدَة دَيْنٌ». زاد عليٌّ في حديثه: «ويلٌ لمَنْ وعد ثمّ أخلف، يقولها ثلاثاً». لم يروِ هذا الحديث عن الأعمش إلاّ عبد الله بن محمد بن الأشعث، تفرَّد به سعيد بن مالك.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 166، بعد نقله للحديث: رواه الطبراني في الأوسط والصغير…. وفيه حمزة بن داوود، ضعَّفه الدارقطني.

([9]) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان: 235، عن عبد الله [بن محمد بن عبيد القرشي]، عن أحمد بن إبراهيم، عن إبراهيم أبي إسحاق الطالقاني، عن عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة، مرفوعاً.

([10]) نهج البلاغة 1: 71 ـ 72.

([11]) رُوي في نهج البلاغة 2: 157 أنّ أميرَ المؤمنين عليٍّ(ع) قال في وصف علاقته بالنبيّ(ص): «وما وجد لي كذبةً في قول، ولا خطلةً في فعل».

وروى ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمّة 2: 267، معلَّقاً عن يحيى بن أبي بكر، عن بعض مشيخته، قال: قال الحسين بن عليّ(عما): «…فواللهِ، ما تعمَّدْتُ الكَذِب منذ عرفْتُ أنّ الله يمقُت على الكَذِب أهلَه، ويضرّ به مَنْ اختلقه».



أكتب تعليقك