20 يناير 2023
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
1٬248 مشاهدة

الأنبياء(عم)، عصيانٌ وتوهين بولاية أمير المؤمنين!

سؤال:هل صحيحٌ أن يونس(ع) لم يعترف بولاية أهل البيت(عم)، فحبسه الله في بطن الحوت إلى أن أقرَّ بها واعترف، علماً أن هناك روايةً في «بحار الأنوار» تتحدَّث عن ذلك؟!

الجواب:

الأنبياء(عم)، كالملائكة، عبادٌ مُكْرَمون

لا يسبقون الله بقَوْلٍ، وهم بأمره يعملون

إلاّ أن الله عزَّ وجلَّ أخذ من الأنبياء كلِّهم ميثاقاً وعَهْداً،

بعد أن أطلعهم على المعاصي والطاعات، وأوصاهم بالوصايا الشاملة:

﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً﴾ (الأحزاب: 7).

وعليه، فإن الأنبياء معصومون من كلّ معصيةٍ، عصمةً اختياريّة،

يقتضيها علمُهم بقُبْح المعصية،

فهم يعرفون حقيقتها أشدّ المعرفة؛

فالغيبة = أكل لحم الأخ الميت؛

وأكل مال اليتامى = أكل النار؛

وأكل الربا = تخبُّط الشيطان من المسّ؛ …إلخ،

فتشمئزّ نفوسهم منها، ويبتعدون عنها…

وكذلك يدركون ويحيطون بحُسْن الطاعة والتكليف الإلهي،

فيتوقون إليه، ولا يَدَعونه بحالٍ…

فلو سلَّمنا جَدَلاً أن ولاية أهل البيت(عم) هي من تكاليف أولئك الأبرار(عم)،

وأنها عُرضَتْ عليهم من قِبَل الله تبارك وتعالى، وأُمروا بالتزامها،

فهذا يعني انكشاف حُسْنها لهم، واشتياقهم إليها، والتزامهم التامّ والكامل بها…

فأين يكون محلُّ هذه الرواية وأمثالها، يا تُرى؟!

مصادر الرواية

1ـ مناقب آل أبي طالب

والمصدر الأصيل لهذه الرواية هو كتاب «مناقب آل أبي طالب»، لابن شهرآشوب(588هـ).

وأما كتاب بحار الأنوار فهو كتابٌ متأخِّر، جامعٌ لأغلب روايات المصادر المتقدِّمة، وليس مصدراً أصيلاً، مع الإشارة إلى أن مجاميع أخرى نقلَتْ أيضاً هذه الرواية من كتاب المناقب([1])

وبالرجوع إلى كتاب ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب 3: 281، وجدنا الرواية معلَّقةً (مرسلةً)، أي لم يذكر ابن شهرآشوب سنده إلى راويها، وهو ثابت بن أبي صفيّة دينار الكوفيّ، المكنّى بأبي حمزة الثمالي، حيث قال: «وفي حديث أبي حمزة الثمالي أنه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين، وقال: يا بن الحسين، أنت الذي تقول: إن يونس بن متّى إنما لقي من الحوت ما لقي لأنه عُرِضَتْ عليه ولاية جدّي فتوقَّف عندها؟ قال: بلى، ثكلَتْكَ أمُّك، قال: فأرني آية ذلك إنْ كنتَ من الصادقين، فأمر بشدّ عينيه بعصابةٍ وعينيّ بعصابةٍ، ثم أمر بعد ساعةٍ بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيّدي، دمي في رقبتك، الله الله في نفسي، فقال: هيه وأريه إنْ كنت من الصادقين، ثمّ قال: يا أيتها الحوت، قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم، وهو يقول: لبَّيْك لبَّيْك يا وليّ الله، فقال: من أنت؟ قال: أنا حوت يونس، يا سيدي، قال: أنبئنا بالخبر، قال: يا سيّدي، إن الله تعالى لم يبعث نبيّاً من آدم إلى أن صار جدّك محمد إلاّ وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت؛ فمَنْ قبلها من الأنبياء سلم وتخلَّص؛ ومَنْ توقَّف عنها وتتعتع في حملها لقي ما لقي آدم من المعصية، وما لقي نوح من الغرق، وما لقي إبراهيم من النار، وما لقي يوسف من الجبّ، وما لقي أيّوب من البلاء، وما لقي داوود من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس، فأوحى الله إليه أن، يا يونس، تولَّ أمير المؤمنين عليّاً والأئمّة الراشدين من صلبه، في كلامٍ له، قال: فكيف أتولى مَنْ لم أَرَه ولم أعرفه، وذهب مغتاظاً، فأوحى الله تعالى إليّ أن التقمي يونس، ولا توهني له عظماً، فمكث في بطني أربعين صباحاً، يطوف مع [معي] البحار في ظلماتٍ مئات، ينادي: إنه لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قد قبلتُ ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده، فلمّا آمن بولايتكم أمرني ربّي فقذفتُه على ساحل البحر، فقال زين العابدين: ارجع أيها الحوت إلى وكرك، واستوى الماء».

ضعف الإسناد

وبما أن الرواية معلَّقةً (مرسلةً) فهي ضعيفة الإسناد، ولا يمكن التعويل عليها، واستخلاص العقائد منها.

الوَهْن المتني والمضموني

مضافاً إلى جملةٍ من الإشكالات في متنها ومضمونها:

1ـ يخاطب الإمام(ع) الحوت بقوله: «أيَّتُها الحوت»، وهي صيغةٌ لمخاطبة المؤنَّث، وهي أيضاً تتحدَّث عن نفسها، وتنقل خطاب الله لها، بصيغة المخاطب المؤنَّث: «…التقمي يونس، ولا توهني…». وهذا مخالفٌ للقرآن الكريم الذي يتحدّث عن الحوت بصيغة الغائب المذكَّر: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ … لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ…﴾ (الصافّات: 142 ـ 144). وقد وافقه الإمام أخيراً بقوله: «ارجع أيُّها الحوت». وهذا الاضطراب في المتن موجبٌ لتوهين الرواية، ومانعٌ من الاعتماد عليها، وقرينةٌ مرجِّحةٌ للقول بوَضْعها.

2ـ لئن استطَعْنا أن نفهم وندرك الخسارة في ما لقيه آدم من المعصية، التي كانت سبب نزوله إلى الأرض، ومفارقته الجنّة؛ وكذلك في ما لقيه يوسف من الجبّ، حيث الوحشة، وتلَتْها الغربة والعبودية؛ وأيضاً في ما لقيه أيّوب من البلاء والنُّصْب والعذاب، حيث المرض وفراق الأحبّة، فإننا لا نعرف ما هي خسارة نوحٍ في الطوفان؟! وما هي خسارة إبراهيم في النار؟! وما هي خسارة داوود من الخطيئة ـ إنْ كانت خطيئةٌ ـ؟!

فالطوفان كان استجابةً لدعاء نوحٍ على قومه أن لا يَدَعَ على الأرض من الكافرين ديّاراً، وكان نوحً في منجىً ومأمنٍ من الغرق، وقد ركب السفينة التي صنعها بعين الله ووَحْيه.

وأما إبراهيم فقد خرج من النار سالماً معافىً، منتصراً على الطاغية، فأيُّ خسارةٍ وقعَتْ عليه من النار؟!

وكذلك خرج داوود من الخطيئة مغفوراً له، موعوداً بالزُّلْفى وحُسْن المآب، وكيف لا وهو الخليفة في الأرض ليحكم بين الناس بالحقّ؟!: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ * يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾ (ص: 24 ـ 26).

وعليه فإنّ هذه الرواية تضمّ في جنباتها الغثّ والسمين من الأخبار، فهل يمكن التصديق بصدورها عن المعصوم(ع)؟! حاشا إمامٍ من أئمّة أهل البيت(عم) أن يتفوَّه بمثل هذا اللَّغْو من القول!

3ـ جاء في هذه الرواية: «وما لقي داوود من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس»، فهل صحيحٌ أن داوود كان قبل يونس؟

أما زمن داوود(ع) فقد جاء بعد موسى(ع)؛ لقوله تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ [أي داوود؛ بقرينة الآية الآتية] إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ [أي ملك طالوت] أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ… * … * وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ…﴾  (البقرة: 248، 251).

ولكنْ اختلف أهلُ العلم في زمن يونس(ع)، فقال بعضهم: إنه بين موسى وعيسى(عما)، وذلك في حدود 565 قبل الميلاد، وعليه يكون زمنه متأخِّراً عن زمن داوود(ع)، الذي هو في حدود 1000 قبل الميلاد. وهذا موافقٌ لما جاء في الرواية.

ولكنْ رجَّح ابنُ كثير أن يكون زمن يونس(ع) قبل زمن موسى(ع). وعلى هذا الرأي تكون الرواية مخالفةً للتسلسل التاريخيّ للأنبياء(ع).

2ـ دلائل الإمامة

وروى نظيراً لهذه الرواية محمد بن جرير الطبري(بعد 411هـ)، في كتابه «دلائل الإمامة»: 210 ـ 212؛ وكتابه «نوادر المعجزات»: 117 ـ 119، فقال: «أخبرني أخي رضي الله عنه قال: حدَّثني أبو الحسن أحمد بن علي، المعروف بابن البغدادي، ومولده بسوراء، في يوم الجمعة لخمس بقين من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، قال: وجدْتُ في الكتاب الملقَّب بـ (كتاب المعضلات) رواية أبي طالب محمد بن الحسين بن زيد قال: حدَّث أبوه، عن ابن رياح [أو ابن رباح] [أو أبي رياح]، يرفعه عن رجاله، عن محمد بن ثابت قال: كنتُ جالساً في مجلس سيِّدنا أبي الحسن عليّ بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه إذ وقف به عبد الله بن عمر بن الخطّاب، فقال له: يا عليّ بن الحسين، بلغني أنك تدّعي أن يونس بن متّى عُرضَتْ عليه ولاية أبيك فلم يقبلها، فحبس في بطن الحوت، قال له عليّ بن الحسين(ع): يا عبد الله بن عمر، وما أنكَرْتَ من ذلك؟ قال: إني لا أقبله. فقال: أتريد أن يصحّ لك ذلك؟ قال له: نعم، قال له: اجلس، ثم دعا غلامه، فقال له: جئنا بعصابتين، وقال لي: يا محمد بن ثابت، شُدَّ عين عبد الله بإحدى العصابتين، واشدد عينك بالأخرى، فشَدَدْنا أعيننا، فتكلَّم بكلامٍ، ثمّ قال: حلّوا أعينكم، فحلَلْناها، فوجَدْنا أنفسنا على بساطٍ، ونحن على ساحل البحر، ثم تكلَّم بكلام فاستجاب له حيتان البحر، إذ ظهرَتْ بينهنّ حوتةٌ عظيمة، فقال لها: ما اسمك؟ فقالت: اسمي نون، فقال لها: لِمَ حُبس يونس في بطنك؟ فقالت: عُرضَتْ عليه ولاية أبيك فأنكرها، فحُبس في بطني، فلمّا أقرّ بها وأذعن أمرت فقذفتُه، وكذلك مَنْ أنكر ولايتكم أهل البيت يخلد في نار الجحيم، فقال له: يا عبد الله، أسمعْتَ وشهدْتَ؟ فقال له: نعم. فقال: شدّوا أعينكم، فشدَدْناها، فتكلَّم بكلامٍ، ثم قال: حلّوها، فحلَلْناها، فإذا نحن على البساط في مجلسه، فودَّعه عبد الله، وانصرف، فقلتُ له: يا سيّدي، لقد رأيْتُ في يومي عَجَباً، فآمنتُ به، فترى عبد الله بن عمر يؤمن بما آمنتُ به؟ فقال لي: لا، أتحبّ أن تعرف ذلك؟ فقلت: نعم، قال: قُمْ فاتبَعْه، وماشيه [الصحيح: وماشِه]، واسمَعْ ما يقول لك، فتبعتُه في الطريق، ومشيْتُ معه، فقال لي: إنك لو عرفْتَ سحر عبد المطَّلب لما كان هذا بشيءٍ في نفسك، هؤلاء قومٌ يتوارثون السحر كابراً عن كابرٍ، فعند ذلك علمْتُ أن الإمام لا يقول إلاّ حقّاً»([2]).

إيراداتٌ وملاحظات

ويَرِدُ على هذه الرواية:

1ـ إنها ممّا عُثر عليه بالوجادة في كتابٍ، لا بالسماع. وهذا من مضعِّفات الوثوق بصدور الحديث.

2ـ الاختلاف في اسم أحد الرواة، فهو تارةً: ابن رياح؛ وأخرى ابن رباح؛ وثالثةً: أبي رياح.

3ـ ثمّ هو يرفع الحديث عن رجاله، الذين لا نعرفهم، فكيف يمكن الوثوق بصدور مثل هذه الرواية؟!

4ـ وأما الراوي للقصّة فهو هنا «محمد بن ثابت»، وهو الذي حضر المجلس، وشهد قدوم عبد الله بن عمر، وسمع حديثه واعتراضه على الإمام السجّاد(ع)، وجرَتْ على يدَيْه بعض أحداث القصّة، كشدّ العصابة على عينَيْ عبد الله بن عمر، وانتقل مع الإمام(ع) وعبد الله بن عمر إلى شاطئ البحر…، إلى آخر القصّة.

بينما في الرواية المتقدِّمة، المنقولة عن «مناقب آل أبي طالب»، الذي حضر وشهد وسمع وانتقل هو أبو حمزة الثمالي، واسمه ثابت بن دينار.

ولا يُحتَمَل بأيّ وجهٍ تعدُّد الراوي أو تكرار القصّة، فكيف صار «محمد بن ثابت» هو «ثابت بن دينار»؟!

5ـ مضافاً إلى بعض ما ورد في الإشكال على الرواية السابقة، من حيث كونُ الحوت أنثى، وليس ذكراً، وهو مخالفٌ لما يظهر من القرآن الكريم، كما تقدَّم.

6ـ ثمّ إنْ كان الإمام يعلم أن عبد الله بن عمر لن يؤمن بهذا الخبر، وسيتَّهمه بالسحر، وليس له من الشهود عليه سوى محمد بن ثابت أو ثابت بن دينار، فلماذا يُقدِم على مثل هذا العمل الذي لا طائل فيه، ولا جدوى منه؟!

3ـ بصائر الدرجات

وروى الأعمّ من هذه الرواية محمد بن الحسن الصفّار، في كتابه «بصائر الدرجات»: 95 ـ 96، قال: حدَّثنا العبّاس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني، عن الحرث [أو الحارث] بن حصيرة، عن حبّة العرني قال: قال أمير المؤمنين(ع): «إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض، أقرَّ بها مَنْ أقرّ، وأنكرها مَنْ أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتّى أقرّ بها».

تعليقٌ وتضعيف

وهذه الرواية أعمُّ من تلكما الروايتين، فإنّها تذكر المبدأ (الإنكار وعدم الإقرار ـ وهو معصيةٌ ـ) ـ وهو ما نرفضه أيضاً؛ التزاماً بعصمة الأنبياء الاختياريّة التامّة ـ،  ولكنّها لم تذكر التفصيل الذي تقدَّم في الروايتين السابقتين.

وعلى أيّ حالٍ فإنّ:

1ـ العبّاس بن معروف هو أبو الفضل، مولى جعفر بن [عمران بن] عبد الله الأشعريّ، وهو ثقةٌ.

2ـ سعدان بن مسلم اسمه عبد الرحمن بن مسلم، أبو الحسن، العامريّ الزهريّ الكوفيّ، ولم تثبت وثاقته.

3ـ صباح المزني هو الصباح السدي، وهو الصباح بن يحيى، أبو محمد، المزني الكوفي، وهو ثقةٌ.

4ـ الحرث بن حصيرة هو الحارث بن حصيرة (حضيرة) (خضيرة) (حصين)، الأزديّ، الكوفيّ، أبو النعمان، وهو ثقةٌ.

5ـ  حبّة العرني هو حبّة بن جوين (جوير) (جويه)، العرني، أبو قدامة، ولم تثبت وثاقته.

وعليه فإنّ هذا الإسناد ضعيف؛ لعدم ثبوت وثاقة كلٍّ من: سعدان بن مسلم؛ وحبّة العرني.

وفي الخلاصة

إن مثلَ هذه الروايات الضعيفة، والمضطربة، والموهِّنة لمقام الأنبياء(عم)، أجدرُ بأن تُطرَح ويُضرَب بها عرض الجدار، وحاشا لأئمّة أهل البيت(عم) أن يتفوَّهوا بمثلها، وهم أعلم الناس بمقام الأنبياء، وعظمتهم، وفضلهم، وعصمتهم، وسلامُ الله عليهم أجمعين.

**********

الهوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) هاشم البحراني(1107هـ)، مدينة المعاجز 2: 28 ـ 30؛ 4: 299 ـ 301؛ البرهان في تفسير القرآن 4: 631 ـ 632؛ محمد باقر المجلسي(1111هـ)، بحار الأنوار 14: 401 ـ 402؛ 46: 39 ـ 40؛ 61: 52 ـ 53؛ نعمة الله الجزائري(1112هـ)، النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين: 438 ـ 439؛ عبد علي الحويزي(1112هـ)، تفسير نور الثقلين 3: 435؛ 4: 454 ـ 455؛ محمد المشهدي (1125هـ)، تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب 8: 431 ـ 432؛ 11: 178 ـ 180.

([2]) وقد نقل هذه الرواية أيضاً: هاشم البحراني(1107هـ)، مدينة المعاجز 2: 32 ـ 34؛ محمد باقر المجلسي(1111هـ)، بحار الأنوار 62: 218 ـ 219، ولكنّه ذكر أنها من الدلائل للحميري!!



أكتب تعليقك