استفتاءات (134 ـ 138)
134ـ هل سجد النبيّ والأئمّة على سجدة من التراب؟
135ـ انتهاء حصار شعب أبي طالب
136ـ هجرة المسلمين الأولى
137ـ زواج النبيّ(ص) في حياة السيدة خديجة(عا)
138ـ متى ولدَتْ الزهراء(عا)، قبل البعثة أم بعدها؟
(لقراءة الاستفتاءات وأجوبتها)
134ـ هل سجد النبيّ والأئمّة على سجدة من التراب؟
سؤال: هل صحيحٌ أنه قبل مقتل الإمام الحسين لم تكن هناك سجدةٌ يسجد عليها النبيّ(ص) والإمام عليّ والإمامان الحسن والحسين(عم)؟
الجواب: الواجب والمطلوب في السجود أن يكون موضع السجود من الأرض؛ أو ممّا تنبته، ممّا لا يُؤكَل، ولا يُلبَس، وقد قال النبي(ص): جُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً.
وعليه كان المسلمون، تَبَعاً للنبيّ(ص)، يسجدون على الأرض، أيّ أرضٍ، المهمّ أن تكون طاهرةً
ولم يحتاجوا إلى حمل ما يشبه السجدات اليوم؛ لكون الأرض ظاهرةً في المسجد أو في البيت أو في الحقل؛ فلم يكن الأثاث يخفي الأرض، وإنما كان أثاث البيوت بسيطاً، بحيث لا تختفي الأرض، فلا داعي لاتخاذ شيءٍ خاصّ للسجود عليه
ولكنْ لما تطوَّرت الحياة، وصارت هناك دُورٌ واسعة ومليئة بالأثاث، ومنه الفَرْش الذي يوضع على الأرض، كالسجاد والبساط و…، اختفت الأرض من البيوت، وصار لزاماً على مَنْ يريد الصلاة أن يقتني شيئاً يصحّ السجود عليه، فربما اقتنوا الحجارة أو قليلاً من التراب أو الرمل يضعونه في قطع من الجلود، تُسمّى الخرائط، يفتحونها أمامهم عند الصلاة؛ ليكون سجودهم على ما يصحّ السجود عليه
ولمّا قُتل الإمام الحسين(ع)؛ ولربط الناس بثورته؛ وإحياءً لذكره، صارت الدعوة لاتخاذ ترابٍ من محيط القبر الشريف، فيكون السجود عليه أفضل من السجود على سائر التراب
وبقي هذا التراب يُحفَظ في الخرائط إلى أن تحوّل في العصور المتأخِّرة إلى سجداتٍ بأشكال مختلفة
ولا زالت بعض السجدات تُصنَع من تراب مشهد، وتُسمّى التربة الرَّضَوية
علماً أنه لا دليل على فضلٍ خاصّ لتلك التربة
وقياسُها بتراب قبر الحسين قياسٌ مع الفارق
كما نلفت النظر إلى أن التراب المفضَّل والمميَّز هو تراب قبر الحسين، وليس تراب كربلاء كلّها
والسجدات المصنوعة اليوم، بل منذ عقودٍ، ليست من تراب القبر (وحدوده كما في الروايات ١٣ متراً [25 ذراعاً] من كلّ جهة، ويكون القبر في الوسط، وهذا داخل المقام، وفيه بلاطٌ، ولا يمكن أخذ التراب منه)، بل من تراب كربلاء، فليس من الثابت أفضليّة السجود عليها عن السجود على غيرها من سائر التراب أو الرمل أو الحجارة و…
135ـ انتهاء حصار شعب أبي طالب
سؤال: ماذا حصل حتى فكّوا الحصار عن النبيّ محمّد بعد ثلاث سنوات؟
الجواب: استمر حصار النبيّ وعشيرته والمؤمنين به في شعب أبي طالب لمدّة ثلاث سنوات، إلى أن تعاطف معهم بعض الغيارى من قريش، فطالبوا زعماء قريش بإنهاء هذا الحصار الظالم، فرفضوا، وكانوا يحتجّون بصحيفةٍ تعاهدَتْ عليها القبائل والعشائر، وعلَّقوها في الكعبة؛ تعظيماً لها؛ ولأجل أن يلتزم بها الجميع، فما كان من أولئك الغيارى إلاّ أن اقتحموا الكعبة؛ ليروا تلك الصحيفة (ورُبَما ليمزِّقوها؛ إذ لا قيمة لصحيفةٍ أو معاهدة تتضمَّن الظلم والعدوان)، فوجدوا أن الأَرَضة (وهي من الحشرات) قد أكلَتْ الصحيفة، ولم يبْقَ منها سوى اسم الله (باسمك اللهمّ)، فأخرجوها للناس، ولم يعُدْ للزعماء من حُجّةٍ، وخرج النبيّ والمسلمون من الحصار
136ـ هجرة المسلمين الأولى
سؤال: إلى أين كانت الهجرة الأولى للمسلمين؟
الجواب: لمّا أوذي المسلمون في مكّة، ولم يستطيعوا التحمُّل، ولا المواجهة، أمرهم النبيّ(ص) بالهجرة إلى الحبشة، حيث كان فيها ملكٌ لا يُظلَم عنده أحدٌ، حسب تعبير النبيّ المرويّ عنه، فصار المسلمون يخرجون جماعةً بعد جماعةٍ، ومكثوا هناك طويلاً، إلى أن هاجر النبيّ إلى يثرب، وصار اسمها المدينة المنورة بقدومه(ص)، فأخذ المسلمون يلتحقون به؛ ومنهم مَنْ التحق سريعاً؛ ومنهم مَنْ التحق متأخِّراً جدّاً، كجعفر بن أبي طالب، الذي وصل المدينة قادماً من الحبشة سنة ٧ للهجرة، بعد فتح خيبر، فقال النبيّ: «لا أدري بأيِّهما أنا أشدّ فرحاً وسروراً، بفتح خيبر أم برجوع جعفر؟!
137ـ زواج النبيّ(ص) في حياة السيدة خديجة(عا)
سؤال: هل تزوّج النبيّ محمّد في حياة السيّدة خديجة(عا)؟
الجواب: حبّاً بها، وإكراماً لها، ووفاءً منه لتضحياتها، لم يتزوَّج النبيّ(ص) في حياة خديجة بأيّ امرأةٍ غيرها
لم يتزوج عليها حتّى ماتت، قبل الهجرة بـ ٣ سنوات، فتزوَّج من سودة بنت زمعة
ولما هاجر إلى المدينة تزوَّج بنساءٍ كثيرات؛ لأسباب مختلفة
ولكنْ حتماً لم يكن غرضه من ذلك الاستمتاع الجنسيّ؛ فقد كان(ص) عندما تزوَّج عائشة (وهي أولى زوجاته في المدينة) في عمر ٥٤ سنة، وكانت آخر زيجاته وهو بعمر ٦٠ سنة
138ـ متى ولدَتْ الزهراء(عا)، قبل البعثة أم بعدها؟
سؤال: متى ولدَتْ الزهراء(عا)، قبل البعثة أم بعدها؟
الجواب: نحن نرى أن الصحيح في تاريخ ولادة السيدة الزهراء(عا) هو ما يقوله أهل السُّنّة في ذلك، وأنها وُلدَتْ قبل البعثة بخمس سنوات، وكان عمرها عندما تزوَّجت ١٩ سنة، وماتت وهي بعمر ٢٨ أو ٢٩ سنة، والله العالم بحقائق الأمور
ولمزيد بيان تراجع المقالة التالية: https://dohaini.com/?p=3131
سؤال: بالنسبة لولادة الزهراء قبل البعثة، أليس نزول سورة الكوثر بعد البعثة طبعاً، وهي تعنيها، يدلّ على أنها وُلدت بعد البعثة؟
الجواب: لا تعارض بين ولادة الزهراء قبل البعثة وبين نزول سورة الكوثر إشارةً إلى أن فيها وفي نسلها الكفاية؛ ليخرج أبوها من كونه أبتراً لا عقب له إلى أن يكون له عقبٌ ممتدّ في مدى الزمن، ولا ينقطع أبداً
فالسورة نزلت لمّا عيَّره بعضُهم، بجهلٍ وجهالة، بأنه أبتر، أي لا عقب له من الصبيان (وذلك بعد موت ابنه عبد الله سنة ٤ بعد البعثة)، وسيموت وينتهي أمره وذكره؛ إذ لا أحد يحمل اسمه ونسبه، فنزلت السورة للإشارة إلى أن في فاطمة(عا) ما يكفي (ولا يمنع أن يكون عمرها حينذاك ٩ سنوات، كما هو المفروض)؛ فإنهم لم يكونوا يحتسبون أولاد الإناث من الذرِّية
ففي النظرة الجاهلية أولاد البنت هم ذُرِّيةُ الصهر، ورجالُ قبيلته؛ بينما جاء الإسلام ليلغي هذا الأمر تماماً، فأولاد الولد ذُرِّية، كما أن أولاد البنت ذُرِّية أيضاً
وقد يُقال بأن هذا من مختصّات النبيّ، وفيه إشارةٌ بالغةٌ وواضحةٌ إلى أن أمير المؤمنين عليّاً(ع) هو نفس النبيّ(ص) حقيقةً؛ فأولاد عليٍّ هم أولاد النبيّ، وبالتالي لن يكون الأبتر، حتّى لو مات أولاده الذكور جميعاً، ما دام سيكون له أولادٌ من ابنته فاطمة وزوجها (الذي لم يكن معروفاً لهم آنذاك، ثمّ علموا أنه عليٌّ، وهو نفس رسول الله؛ لقوله تعالى: [وأنفسنا وأنفسكم])
إذن لا تعارض بين الأمرين، فيصح لنا أن نأخذ بكلَيْهما



