1 سبتمبر 2025
التصنيف : استفتاءات
لا تعليقات
668 مشاهدة

استفتاءات (139 ـ 143)

139ـ تلامس الزوجين بعد الموت

140ـ الحضور في قاعة للنساء مع الأغاني والرقص  

141ـ مقدار نفقة الأولاد بعد الطلاق  

142ـ متى وصل السبايا إلى كربلاء؟ ومتى وصلوا إلى المدينة؟  

143ـ هل يُحرَم المُهْدي ثواب العمل الذي أهداه؟

(لقراءة الاستفتاءات وأجوبتها)

139ـ تلامس الزوجين بعد الموت

سؤال: إذا توفي الرجل هل يجوز لزوجته لمس وجهه بعد الغسل؟

الجواب: نعم يجوز لكلٍّ من الزوجين مسّ الآخر بعد موته

كما يجوز له النظر إلى ما لا يحلّ لغيره النظر إليه

وعليه، يجوز لكلٍّ منهما تغسيل الآخر، ولو من دون ثيابٍ؛ بينما لا يجوز هذا لغيرهما، ويجب أن يكون التغسيل من وراء الثوب الساتر للعورة

ولا فرق في جواز المسّ بين قبل الغسل وبعده، سوى في أن المسّ بعد الموت مباشرةً وقبل أن يبرد الجسد لا يستوجب الغسل (غسل مسّ الميت)، وأما المسّ بعد أن يبرد الميت وقبل أن يُغسَّل فهو يستوجب الغسل للماسّ، وأما المسّ بعد التغسيل فلا يوجب الغسل على الماسّ

140ـ الحضور في قاعة للنساء مع الأغاني والرقص  

سؤال: هل يجوز للمرأة أن تذهب للقاعة وفيها نساء فقط، وظاهراً راح يُفتح أغاني، وإذا فيها رقص أيضاً، فما حكم حضور هذه القاعة؟

الجواب: الحضور في مجلسٍ خاصّ بالنساء خيرٌ من الحضور في المجلس المختلط، ولكنّ مسألة الرقص والأغاني أمرٌ آخر

فالرقص حرامٌ بين النساء (المرأة للمرأة)، وكذلك بين الرجال (الرجل للرجل)، فضلاً عمّا يكون بين الجنسين (المرأة للرجل، أو الرجل للمرأة). ويستثنى منه فقط لا غير رقص الزوجة لزوجها

وأما الأغاني (وهي ما كان مضمونه فاسداً مهما كان لحنه) فاستماعُها والإنصاتُ إليها حرامٌ على الرجل والمرأة

والموسيقى المصاحِبة للغناء لا يحلّ منها إلاّ ما لم يكن مناسباً ومستعملاً في مجالس أهل الفسق والفجور والباطل

لذلك، نصيحتي أن مثل هذه الجلسات لا تكون خاليةً من المحرَّمات، فالأفضل والأليق بالمؤمن والمؤمنة عدم الحضور فيها

141ـ مقدار نفقة الأولاد بعد الطلاق  

سؤال: إذا أراد الزوج أن يطلق زوجته، وهناك ولدان (بعمر 4 و 8 سنوات) سيبقيان في حضانة الأمّ، ففي هذه الحالة كيف تتحدَّد النفقة (علماً أنه يوجد إيجار بيت كذلك)؟

الجواب: من الناحية الشرعية:

وصيّةٌ: الطلاق أبغض الحلال، ولا بُدَّ من استنفاد جميع الوسائل؛ طلباً للصلح والوئام

وأما إذا استقرّ الرأي على إيقاع الطلاق، وعلى كون الحضانة للأمّ، فإنه تجب على الزوج نفقة الأولاد بالمتعارف والمقدور له، وهي تأمين كلّ المستلزمات الضرورية للحياة، تماماً كما كانوا في كنفه وفي بيته

وهذا ما يعرف مقداره كلّ أبٍ، من خلال المصروف الشهري عليهم قبل الطلاق

ولا يمكن تحديد مقدارٍ ثابتٍ ودقيقٍ للنفقة؛ لأنها تختلف باختلاف الحالات

فمَنْ يقدر يختلف عمَّنْ لا يقدر

ومَنْ يريد التعليم في مدارس خاصّة يختلف عمَّنْ يريد التعليم في مدارس رسميّة

وهكذا بالنسبة للطعام والشراب واللباس، وكذلك المسكن، هناك الأدنى والمتوسط والأعلى فصاعداً

وينبغي إذا كان الطلاق بالتفاهم بين الزوجين أن يُراعى في ذلك مصلحة الأولاد، وأن لا يكونوا هم الضحية

ومن الناحية القانونية:

نفقة الزوجة قبل الطلاق أو بعده (في فترة العدّة) مرتبطةٌ بشأنيّة الزوج وشأنيتها، يعني بالحاجات المتعارفة لمَنْ هم مثلها، من حيث المكانة الاجتماعيّة والصفات الشخصيّة

وكذلك هي مرتبطةٌ بشأنية الزوج، أي بقدراته المادّية

أما نفقة الأولاد فهي مرتبطةٌ بشأنيّة الأب فقط، وهي قدراته المادّية

فإذا كان ممَّنْ لا يجدون عملاً، أو يعمل بـ ٣٠٠ أو ٤٠٠ $ فقط في الشهر، ولا مال له غير ذلك، فلا يمكن إلزامه حتّى بـ ١٠٠ أو ١٥٠ $ في الشهر لكلّ ولدٍ، فهذا فوق قدرته، وهذا واضحٌ

بينما إذا كان معروفاً بين الناس بقدراته الماليّة، كتاجرٍ أو…، فيمكن ذلك بسهولةٍ، بل رُبَما يطالَب بنفقةٍ أكثر من ١٠٠ و ١٥٠ $ للولد الواحد، مع احتياج الأولاد إليها

والخلاصة: ليس هناك شيءٌ مقرَّرٌ وباتٌّ في قضية النفقة، بل تدور مدار القدرة المادّية للزوج

ومن هنا، حين لا يحصل التفاهم، أو حين لا يكون التفاهم ممكناً أصلاً، فقد تعمد المحاكم الشرعيّة للالتزام بالحدّ الأدنى مرتبطاً بالحدّ الأدنى للأجور، وطبعاً ستكون النفقة قليلةً جدّاً، وقد لا تكفي إلاّ للضروريّات، وبمقدارٍ بسيط جدّاً جدّاً

لذلك، التفاهمُ هو الحلُّ الأنسب والأفضل، والأحوط والأبرأ للذمّة عند الله تعالى

وعلى الزوجين تفهُّم ذلك؛ فلا الزوجة تطالب بالكثير، فهذا قد يدفع الزوج للرفض؛ ولا هو يبخل مع قدرته، فهؤلاء أولاده، ومن حقِّهم أن يعيشوا كبقيّة الأولاد، وإنْ في كنف الأمّ وحدها

وساعد الله الجميع على هذه المصيبة والبلاء (أبغض الحلال: كلمةٌ مرعبة بكلّ معنى الكلمة)

142ـ متى وصل السبايا إلى كربلاء؟ ومتى وصلوا إلى المدينة؟  

سؤال: متى كان وصول السبايا لمدينة رسول الله؟ كم كان التاريخ؟

الجواب: يُستبعد جدّاً أن يكون وصولهم إلى كربلاء في ٢٠ صفر

وإنّما استغرقَتْ رحلة السَّبْي مدّةً أكبر

وأما وقت وصولهم إلى المدينة فيحتاج ما بين ١٠ و١٥ يوماً زيادةً عن وقت وصولهم إلى كربلاء

وبناءً على ما هو الشائع ـ ولكنّه غيرُ صحيحٍ بنظرنا ـ فقد ذكروا أن وصولهم إلى المدينة كان في ٢ ربيع الأوّل

سؤال: متى تظنون وصولهم لكربلاء؟

الجواب: لن نبالغ كما فعل بعضُهم، فتمسَّك بتاريخ ٢٠ صفر، ولكنْ بعد سنةٍ، فكانت رحلة السَّبْي عنده سنة وشهرين

وإنما أقول:

كان المتعارف في الأسفار أنهم يقطعون مسافة ٤٤ كلم في مسير اليوم والليلة، مع الراحة المطلوبة للآدميين والبهائم

ومع الإسراع ومواصلة السير يقطعون ٦٥ كلم

وقد تمتدّ إلى ٨٠ كلم، وهو الحدّ الأقصى الذي لم يُذْكَر أنهم تجاوزوه

وعليه نقول:

بعد معركة كربلاء كانوا في عجلةٍ، وهم قساةٌ، ويتعاملون مع مَنْ يرونهم أعداء وخوارج وسبايا

فانطلقوا بهم أوّل الليل، ليلة ١١ محرم

وكان سيرهم حثيثاً

وسنفرض أنه كلّما كان حثيثاً فهو في أقصى درجاته، مع أن الأمر لا يكون كذلك أبداً، ولا سيَّما أن هناك مشاةً ونساءً وأطفالاً، وحتّى المقاتلون هم متعبون من المعركة، ويحتاجون للراحة

١ يوم ونصف: الرحلة من كربلاء إلى الكوفة، والمسافة ١١٠ كيلومتر [والسير حثيثٌ للغاية: 80 كلم]

[٢ يوم على متوسط ٦٥ كلم]

[٢ يوم ونصف بالسير المتعارف: 44 كلم]

ولمّا وصلوا للكوفة

لو أرسل ابنُ زياد فور وصولهم بريداً إلى يزيد فهو سيستغرق

٧ أيام: البريد من الكوفة إلى الشام، والمسافة ٩٢٣ كلم

٧ أيام: رجوع البريد من الشام إلى الكوفة

ولمّا طلب يزيدُ حملَهم إليه بعث بهم ابنُ زياد، ولكنْ ليس من طريق البريد؛ لأنه لا ماء فيه ولا سكن، ولا يجتازه إلاّ الفرسان، بل بعث بهم في طريق الفرات، المقدَّر بـ ١٢٠٠ كلم تقريباً، وهذا يحتاج

١٥ يوم بالسير السريع الأقصى: 80 كلم

[١٨ يوم ونصف بالسير المتوسط: 65 كلم]

[٢٧ يوم بالسير المتعارف: 44 كلم]

وبقُوا في الشام فترةً لا تقلّ بحَسَب الأحداث التي نُقلَتْ عنها عن

٣ أيام

وقد حُملوا بعدها على أحسن المحامل، وسير بهم برفقٍ، وهو السير المتعارف، إنْ لم نقُلْ: أقلّ من ذلك، ولو بقي السير سريعاً جدّاً [80 كلم] ففي

١٣ يوم يقطعون من دمشق إلى كربلاء، والمسافة ١٠٥٠ كلم

[١٦ يوم بالسير المتوسط: 65 كلم]

[٢٣ يوم ونصف بالسير المتعارف: 44 كلم]

وقد نزلوا في كربلاء

١ يوم

ثمّ انطلقوا نحو المدينة، التي تبعد عن كربلاء ١٣٥٠ كلم، فيحتاجون

١٦ يوم ونصف بالسير السريع: 80 كلم

[٢٠ يوم ونصف بالسير المتوسط: 65 كلم]

[٣٠ يوم ونصف بالسير المتعارف: 44 كلم]

وما نطمئنّ له أن السير من كربلاء إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى الشام، كان سريعاً

ولكنْ لم ولن يبلغ أقصى السرعة، فهو لا يتجاوز ٦٥ كلم في اليوم

والقرائن كثيرة، منها: أنهم كانوا ينامون ويبيتون، كما حصل في دير النصارى والراهب الذي أخذ منهم الرأس ليلةً

وعليه، سنعتمد في هذه المرحلة حساب السرعة على ٦٥ كلم في اليوم

وأما في الرجوع من الشام فقد كانت الوصيّة الرفق بهم، وهو لا يكون إلاّ بالسير المتعارف، بل أقلّ منه، ومع ذلك سنعتمد معيار ٤٤ كلم في اليوم

وعليه تكون الأيام:

٢ يوم: من كربلاء إلى الكوفة

٧ أيام: البريد من الكوفة إلى الشام

٧ أيام: رجوع البريد من الشام إلى الكوفة

١٨ يوم: من الكوفة إلى الشام

3 أيام: المكث في الشام

٢٣ يوم: من الشام إلى كربلاء

١ يوم: المكث في كربلاء

٣٠ يوم: من كربلاء إلى المدينة

فالمجموع:

٢ + ٧ + ٧ + ١٨ + ٣ + ٢٣ + ١ + ٣٠ = ٩١ يوم يعني حوالي ٣ أشهر

وصلوا الشام بعد ٣٤ يوماً أي في ١٤ صفر

خرجوا من الشام في ١٧ صفر

وصلوا كربلاء في ١٠ ربيع الأول

وصوا المدينة في ١١ ربيع الثاني

هذا كلّه ما لم تكن هناك أيّامٌ لم نذكرها ولم نُحْصِها، ولا سيَّما في الشام؛ إذ يُقال: إنهم مكثوا هناك مدّة ٤٠ يوماً، بينما احتسبناها ٣ أيّام فقط

والله العالم بحقائق الأمور

143ـ هل يُحرَم المُهْدي ثواب العمل الذي أهداه؟  

سؤال: إذا أهديت ثواب صلاة الجمعة للوالدين ولكلّ مَنْ له حقٌّ عليّ فهل أُحْرَم أنا من فضل هذا الثواب؟

الجواب: في المستحبّات تجوز النيابة عن الغير، ولو كان كثيراً

كما تجوز هديّة ثواب العمل بعد الفراغ منه

وفي كلتا الحالين يبقى لمَنْ قام بالعمل ثوابه، إن شاء الله



أكتب تعليقك