نظرةٌ في التاريخ وعينٌ على المستقبل
عند انعدام التكافؤ بين معسكرَيْن
فلا بأس بتغيير الخطّة
المهمّ والواجب والمطلوب من المؤمن
حفظ القضيّة = عدم ترك القضيّة تموت في النفوس والوجدان، الفرديّ والجَمْعيّ
المطلوب الحفاظُ على القضيّة والفكرة حيّةً
وليس الإبقاءَ على نفس الطريقة والأسلوب في حمايتها
وليس الاحتفاظَ بالوسائل والأدوات المستعملة من قَبْل
الشكل المثاليّ للمواجهة قد لا يبقى مُتاحاً
لا مشكلةَ لدى الرساليّ
ينتقل إلى أشكال أخرى كثيرة، ولو لم تكن مثاليّة
يتكيَّف مع الواقع والمُعْطَيات والظروف
يحمل القضيّة في قلبه
ويحتضن الفكرة في عقله
ولا يسمح لها أن تموت
ولكنّه يغيِّر الأسلوب
ويتوسَّل نَمَطاً جديداً، ولو غريباً
صلح الحُدَيْبِيَة مهَّد لفتح مكّة
الصلح في صِفِّين حفظ الكيان الإيمانيّ
صلح الإمام الحسن حفظ مذهب التشيُّع
وكلُّها قابَلَها الجهلاء والسفهاء بالرفض والاعتراض
حتّى وصفوا الحسن بن عليٍّ وفاطمة بـ (مُذِلّ المؤمنين)
أرادوه أن ينتحر، ولم يفعل، ولم يعبأ بأقاويلهم، وكان متشرِّعاً يقوده الحكم الشرعيّ الواضح: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)
وأما الحسين فقد تورَّط بدَعَواتٍ كاذبة
فلمّا أتاها خانَه أصحابُها، وأَسْلَمُوه للطاغية
ومع ذلك فقد طلب الصُّلْحَ (بالمعروف)، ولكنَّهم لم يجيبوه إليه
فكانت كربلاء، وكان يوم عاشوراء
الملحمة الاستثنائيّة
التي لم يكرِّرها أحدٌ من أئمّة أهل البيت(عم)
فهي غيرُ مسبوقةٍ، ولا ملحوقةٍ
فهي استثناءٌ، ولا يُقاس عليه
وعلى خُطَى نبيِّنا وأئمَّتنا
لن نكون كربلائيّين، ولا عاشورائيّين
ولن نكرِّر ملحمةَ كربلاء مرّةً أخرى
لن ننخدع بدَعَواتٍ مشبوهة، ووعودٍ كاذبة
سنكون واقعيِّين حدَّ التُّخْمَة
نحمي الرجال والأبطال ليحفظوا القضيّة
وأما القضيّة ـ الشَّبَح والمِثَال فلا تحمي شعباً أو أُمّةً
بدريّون، خَيْبَريّون، نبويّون، فاطميّون، علويّون، حَسَنيّون، حُسَينيّون
نُعِدُّ العُدّة ما استَطَعْنا
بحَقٍّ، وبغير وَهْمٍ، ولا غرورٍ
نعود إلى الله بصدقٍ؛ ليكون معنا، ويُنزِل علينا النَّصْر، وبعَدُوِّنا الكَبْت
لا بملائكةٍ، ولا بجِنٍّ، ولا بغَيْبٍ (ولا يكون إلّا في معجزات الأنبياء)
ولا يحضر اللهُ في الساحة بذاته
بل بالسُّنَن الإلهيّة (= المعادلات الطبيعيّة)
هو سَنَّها ووَضَعَها
ونحن نصنعُها ونحقِّقُها
ومنها:
إنْ تنصروا الله ينصركم
وألفُ خطٍّ تحت (إنْ)
أسلوب شرط = شرط + جزاء
ولا جزاء بلا الشرط
ولا نتيجة بلا المقدّمة
ولا نصر على العَدُوّ بلا نصرٍ كاملٍ خالصٍ لله (لشرعه وتعاليمه كلّها كلّها كلّها)
اللهُمَّ هل بلَّغْتُ، اللهُمّ اشهَدْ
واللهُ من وراء القَصْد



