10 مارس 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 1
5٬352 مشاهدة
رسالةٌ مضحكة من «مهديٍّ مزعوم» إلى الشيخ محمد عباس دهيني

untitled

(بتاريخ: 10 ـ 3 ـ 2013م)

في اليوم التالي لنشري مقالي الذي يحمل عنوان «توقيع صاحب الزمان(ع) للشيخ المفيد، دراسةٌ تحقيقيّة»، والذي حقَّقتُ فيه في سَنَد توقيعَيْن منسوبَيْن إلى الإمام المهديّ(ع) يُدَّعى أنّه أرسلهما إلى الشيخ المفيد(ر)، كما طرحتُ بعض الأسئلة المشروعة حول متنهما ومضمونهما، وخلصتُ ـ وفاقاً للسيد الخوئي(ر) ـ إلى أنّه لا يمكننا الوثوق بصدور هذين التوقيعين من المولى الحجّة(ع). في اليوم التالي لنشري هذا المقال فوجئتُ على صفحتي في الفايسبوك برسالةٍ من قبل شخصٍ يُدعى (Adel Hazime)، وهي عبارةٌ عن ردٍّ بعثه إليّ ـ على ما يزعم مرسِل الرسالة ـ الإمامُ المهديُّ شخصيّاً، عبر نائبه ـ وهو نفسُ المرسِل للرسالة ـ. إذاً هو رسالةٌ بإملاء الإمام المهديّ(ع)، وخطّ ثقته، حسب ما جاء في ذيل تلك الرسالة.

هي رسالةٌ مضحكةٌ جدّاً، وفيها ما فيها ممّا يكشف عن عدم صدورها من سيدي ومولاي صاحب الزمان(ع).

فلا النائب المزعوم يُحسن الكتابة؛ إذ هي مليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية. وقد أقرَّ في رسالةٍ ثانية ـ تُراجَع في التعليقات على مقالي في موقعي ـ بأنّه ليس معصوماً عن الخطأ في الكتابة، ولكنّه معصومٌ عن الخطأ في النقل لمضمون الرسالة. إنّه لأمرٌ مضحِكٌ حقّاً!!!

مضافاً إلى أنّ عباراتِها ركيكةٌ، ما يؤكِّد لي عدم صدورها من سيّدي ومولاي الحجّة المنتظر(ع)!!!

وما أكثر السَّجْع فيها. وهو بيِّنُ الاصطناع، حتّى لقد ذكَّرني بما ادَّعت سجاح المتنبِّية أنه وحيٌ أُنزل إليها، فقالت: والزارعات زرعاً…، ثمّ أكمله لها بعضهم بما نُجِلّ أنفسنا عن ذكره في هذا المقال، ولكن يمكن مراجعته في مظانّه. بل إنّ هذا السَّجْع يكون على حساب النحو في كثير من الحالات، فينصب المجرور مثلاً، وحاشا سيدي ومولاي المهديّ(ع) أن يُملي هكذا كلام!!!

مضافاً إلى أنّ هذا النائب المزعوم حاول الاتّصال بي من خلال إيميلي الخاصّ، لكنّه لم يجده في موقعي، ولم يكلِّف نفسه عناء سؤال (مهديّه المزعوم)، الذي ينبغي ـ حسب رأيه ـ أن يكون على اطِّلاع على ذلك كلِّه. فأيُّ إساءةٍ يوجِّهها للمولى(ع) بهذا الكلام؟!!!

هي رسالةٌ مضحكةٌ، بكلّ ما للكلمة من معنى. وعلى أيِّ حال، ومن باب الطُّرفة والظرافة لا غير، أقول: ما جاء في هذا الردّ (الرسالة) يُغريني أن أتراجع عمّا قلتُه في مقالتي تلك ـ علماً أنَّني لم أنفِ صدور التوقيعَيْن من الإمام المهديّ(ع)، وإنّما قلتُ: لا يمكن الوثوق بصدورهما منه(ع) ـ؛ وذلك طمعاً في أن أنال ما أفاض به علينا (مهديُّه المزعوم) من صفاتٍ وألقاب يعشقها ويتمنَّاها كلُّ مؤمن، من قبيل: أيُّها الوليّ الأمين، أيُّها العبد اللطيف، وأخي.

وأضع بين أيديكم إخوتي وأخواتي القرّاء الكرام نصَّ ما وردني، دون أيّ تعديل؛ ليتّضح لكم ما فيه الأخطاء:
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

8 مارس 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 6
15٬539 مشاهدة
توقيع صاحب الزمان(ع) للشيخ المفيد، دراسةٌ تحقيقية

8888

(بتاريخ: 8 ـ 3 ـ 2013م)

سلام الله عليكم سماحة الشيخ… أسألكم وأرجوكم ردّاً…، ولكم منه تعالى عظيم الأجر. هل رسالة صاحب العصر(عج) للشيخ المفيد صحيحةُ السند؟ وإذا كانت كذلك هل هي دقيقةٌ بكلّ حيثيّاتها وتعابيرها؟

نصُّ التوقيع الأوّل

قال الشيخ أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي(548هـ) في (الاحتجاج 2: 318 ـ 325): «ذكرُ كتاب ورد من الناحية المقدَّسة حرسها الله ورعاها، في أيّامٍ بقيت من صفر، سنة عشرة وأربعمائة، على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه، ذَكَر موصلُه أنَّه يحمله من ناحية متَّصلة بالحجاز؛ نسخته:

للأخ السديد والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ـ أدام الله إعزازه ـ من مستودع العهد المأخوذ على العباد. بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد؛ سلامٌ عليك أيّها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين، ونُعلمُك ـ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ، وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد أُذِن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدِّيه عنّا إلى موالينا قِبَلك، أعزَّهم الله بطاعته، وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته. فقِفْ ـ أيَّدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه ـ على ما أذكره، واعمَلْ في تأديته إلى مَنْ تسكن إليه بما نرسمه إنْ شاء الله:
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

22 يناير 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 2
9٬273 مشاهدة
رواية فرحة الزهراء عليها السلام في التاسع من ربيع الأوّل، مطالعةٌ نقديّة

4444

(22 ـ 1 ـ 2013م)

شيخنا الفاضل، ما رأيكم في هذه الرواية: روي عن الإمام العسكري قال: حدّثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم، وهو اليوم التاسع من ربيع الأول، على جدي رسول اللّه قال: فرأيتُ سيدي أمير المؤمنين مع ولديه عليهم السلام يأكلون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وهو يبتسم في وجوههم، ويقول لولديه الحسن والحسين: كُلا هنيئاً لكما ببركة هذا اليوم، فإنه اليوم الذي يُهلك اللّه فيه عدوّه وعدوّ جدّكما، ويستجيب فيه دعاء أمكما، كُلا فإنه اليوم الذي يقبل اللّه فيه أعمال شيعتكما ومحبيكما، كُلا فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول اللّه: (فتِلْكَ بُيُوتهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا)، كُلا فإنه اليوم الذي تُكسر فيه شوكة مُبغض جدكما…، كُلا فإنه اليوم الذي يُفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم…، كُلا فإنه اليوم الذي يعمد اللّه الى ما عملوا… فيجعله هباً منثوراً… (بحار الأنوار جزء 31)؟

هذه الرواية رواها الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلّي(حيٌّ سنة 802هـ) في كتابه (المحتضر: 89)، فقال: «ما رُوي في فضل يوم التاسع من ربيع الأوّل: ما نقله الشيخ الفاضل عليّ بن مظاهر الواسطي، عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن جريح البغدادي»، عن أحمد بن إسحاق القمّي صاحب العسكر، عن مولانا أبي الحسن عليّ بن محمد العسكري ـ أي الإمام الهادي عليه السلام.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

11 يناير 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
3٬070 مشاهدة
الزواج للنجاة من المعصية

1111

(بتاريخ: 10 ـ 1 ـ 2013م)

أخٌ مؤمن مبتلى برؤية الأفلام المحرَّمة (الأفلام الخلاعيّة المثيرة للشهوة)، وهو يريد التخلُّص جذريّاً من هذه المشكلة، لكنّه لا يستطيع الزواج؛ لأنه مريض، ولا يستطيع الصيام. وقد نصحناه بأن يُشغِل نفسَه برؤية المحاضرات والأفلام والمسلسلات الإسلاميّة. ونودّ معرفة العلاج الشافي لهذا الأخ.

هذه آفةٌ تحتاج إلى حلِّ جذريّ. وليس الكلام في ما يشغل به نفسه، ومن هنا لا يكفي دعوته إلى حضور الأفلام الإسلاميّة، وإنّما الكلام في الخطوات الكفيلة بتخليصه من التعلُّق بتلك الأفلام المحرَّمة.

فنقول: إنّ حبّ الشهوات من النساء من جِبِلّة الإنسان السويّ، وقد قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ). كما نلاحظ أنّ الأنبياء عليهم السلام لم يأنفوا من هذا العمل، بل فعلوه كبقيّة البشر، واعتبروه حاجةً طبيعيّة، كالطعام والشراب، لا بدّ منها؛ لاستمرار الحياة، ولسدّ حاجةٍ طبيعيّة في داخل الإنسان.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

7 يناير 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
3٬009 مشاهدة
جلسات السهر طريقٌ إلى جهنّم

(بتاريخ: 7 ـ 1 ـ 2013م)

4444

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا أبا ذرّ، إنّ الرجل يتكلَّم بالكلمة في المجلس ليُضحكهم بها، فيهوي في جهنّم ما بين السماء والأرض». ما الهدف من هذا القول؟ هل ليخبرنا أنّ الكلمة الجارحة، أو المقصود بها إيذاء الغير، هي تسكننا جهنم بين السماء والأرض؟ أرجو التوضيح هذا، ولكم جزيل الشكر.

بالنسبة لما جاء في هذا الحديث فإنّ الكلام هو مرآة نفس الإنسان، يعكس من خلاله رضاه وسخطه، فرحه وحزنه، التزامه وانضباطه الأخلاقيّ والدينيّ وعكسهما.

وما دام الإنسان لم يتكلَّم فلا حساب عليه، ولا ممسك لأحدٍ عليه، فكما قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «الكلامُ في وثاقك، فإذا نطقت به صرتَ في وثاقه»، أي أسيراً له، وتؤاخَذ به.

وعندما تكثر السهرات وجلسات الفراغ والبطالة، وما أكثرها هذه الأيام، يعمد الساهرون إلى قضاء وقتهم في الحديث المتشعِّب، ولا تحلو السهرات سوى بالأخبار الجديدة والطازجة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

1 يناير 2013
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 2
9٬035 مشاهدة
ألقاب العلماء، تقييمٌ وتوجيه

(بتاريخ: 1 ـ 1 ـ 2013م)

1111

درجت عادة المؤمنين في ذكر مراجع الدين والمجتهدين، بل والعلماء، على أن يذكروا قبل أسمائهم بعض الألقاب، من قبيل: (آية الله)، أو (آية الله العظمى)، أو (حجّة الإسلام والمسلمين)، أو (العلاّمة)، أو (المرجع الدينيّ)، وما إلى ذلك من الألقاب. فما هو مدى صحّة استخدام هذه الألقاب بهذا الشكل؟

أمّا قولهم: (آية الله) فكلّ الخلق آيةٌ لله، وعلامةٌ على قدرته وحكمته ولطفه و… وبالتالي ليست ممّا يتمايز به إنسانٌ عن إنسان، فاستعمالها لفئةٍ من الناس حصراً لا معنى له.

وأمّا قولهم: (آية الله العظمى) فقد ورد في دعاء الافتتاح، المرويّ عن مولانا الحجّة بن الحسن المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف: (اللهم وصلٍّ على عليٍّ أمير المؤمنين، ووصيّ رسول ربّ العالمين، عبدك، ووليّك، وحجّتك على خلقك، وآيتك الكبرى، والنبأ  العظيم). وقد جاء في كتب اللغة أنّ الكبر بمعنى العظمة (راجع: الفراهيدي، العين 5: 361؛ الزبيدي، الصحاح 2: 801 ـ 802؛ مقاييس اللغة 5: 153 ـ 154؛ الطريحي، مجمع البحرين 4: 9)، فيكون قوله: (آيتك الكبرى) بمعنى آيتك العظمى. فإذا كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام آية الله العظمى فهل يليق بنا أن نطلق هذا اللقب على غيره؟! وماذا يمثِّل فلانٌ أو فلان ـ مع احترامنا لكلّ العلماء الأبرار ـ أمام عظمة وفضل وعلم عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟!
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

15 ديسمبر 2012
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
التعليقات : 1
3٬909 مشاهدة
هل للثياب دورٌ في الفساد الاجتماعيّ؟

(بتاريخ: 15 ـ 12 ـ 2012م)

4444

يحرم على المرأة أن ترتدي من الثياب ما يكشف شيئاً من جسدها، أو يبرز مفاتنها، أو يلفت أنظار الرجال إليها. إنّها كلماتٌ يردِّدها علماء الدين على مسامعنا كثيراً، فما هي الحكمة من ذلك الحكم؟ أو فقُلْ: هل صحيحٌ أنّ الثياب التي ترتديها المرأة قد تؤدّي إلى فسادٍ اجتماعيّ، وانحلالٍ خُلُقيّ؟  

من الواضح جدّاً أنّ للباس دوراً كبيراً في لفت النظر، ولذا تعتني الفتيات والسيّدات باختيار ملابسهنّ، حيث يعرفْنَ ما لذلك من تأثير في الطرف المقابل، سواءٌ كان رجلاً أو امرأة، فتكون الفتاة أو السيّدة ذات الثياب الجميلة محطّ إعجاب. وكذلك يفعل الرجال، وإنْ باهتمامٍ أقلّ من اهتمام النساء.

وكذلك هي حال الثياب التي تكشف شيئاً من الجسم، فإنّها تكون سبباً مباشراً في لفت نظر الجنس الآخر إلى ما يحبّونه ويعجبهم فيه، فتثور كوامنُ الغرائز، وتشتهي ما لا يحقّ  لها تناوله، ويُستَرَق البصرُ إلى شيءٍ من ذلك؛ فتكون الخيانة، دون شبعٍ أو ارتواء.

وميلُ الرجل إلى جسد المرأة ورغبته فيه، وكذا ميلُها إلى جسد الرجل ورغبتها فيه، أمرٌ ضروريّ وفطريّ ـ بل إنّ عدمه يُعتبر مرضاً وعيباً ونقصاً ـ، وينبغي إشباعه، ولكنْ بالطريقة المشروعة، ألا وهي الزواج، وليس من خلال علاقاتٍ عاطفيّة عابرة ودنيئة، فيها من الأنانيّة الكثير الكثير، حيث يقضي الرجل شهوته، ثم يَدَعُ الفتاة أو السيّدة تكابد من جرّاء فعلته الشنيعة.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

13 ديسمبر 2012
التصنيف : سلسلة (سؤال وجواب)
لا تعليقات
3٬016 مشاهدة
هل ينتهي العالم هذا العام؟

(بتاريخ: 13 ـ 12 ـ 2012م)

3333

نسمع بين حينٍ وآخر من ينذر الناس بأنّ القيامة ستقوم يوم كذا في سنة كذا، أو أنّ نهاية العالم ستكون في اليوم الفلاني من السنة الفلانيّة، فما هو موقف الدين الحنيف من هذه الإشاعات؟ وهل يمكن أن تكون صحيحة؟

نحن المؤمنون لا تخيفنا هذه التوقُّعات؛ لا لأنّنا نؤمن بأنّنا سننتقل إلى حياةٍ أفضل من هذه الحياة فحسب؛ بل لأنّنا على يقينٍ بأنّ القيامة لن تقوم قبل ظهور القائم من آل محمّد المهديّ المنتظر عليه السلام، يطلب بثارات دين الله من البغاة والكفرة، وسيحكم العالَمَ أجمع، ويعمّ العدلُ في دولته، ويُؤخَذ الحقُّ للمظلوم من الظالم.

ومدّة حكمه على أقلّ تقدير ـ كما في الروايات ـ سبع سنين، ونحن ـ ومن موقعنا الشرعيّ ـ نبشِّر كلّ الخائفين من نهاية العالم ونقول: لا نهاية للعالم قبل سبع سنوات من اليوم.

وهكذا دائماً أضيفوا على تاريخكم سبع سنوات، واعلموا أنّه لا قيامة ولا نهاية للعالَم قبل ذلك.

هذا تحدٍّ منّا لكلّ مَنْ يروِّج هذه الدعايات، وهدفُهم منها ـ في ما نعتقد ـ تشكيك الناس في القيامة، فعندما لا يصيب توقُّعهم في المرّة الأولى والثانية والثالثة وهكذا مَنْ ذا سيصدِّق بعد ذلك ما يقوله علماء الدين، المبشِّرين والمنذرين، عن وجود يوم قيامة وحساب. أوّلُ ما سيواجهونه ضحك وسخرية الناس من هكذا كلام، بعد أن ثبت كذب مثله لمرّات ومرّات.

غير أنّ هذا حقٌّ ثابت في القرآن والروايات، بل يحكم به العقل؛ ليجازى المسيء، ويثاب المحسن، وإلاّ كان ظلماً لمَنْ عمل الصالحات أن يكون مع الذي أساء وجنى ما جنى من الموبقات.

إذاً نعتقد أنّ هذه التوقُّعات صنيعة مخابراتٍ ثقافيّة تريد أن تشكِّكنا في يوم القيامة والحساب، ولكنّ إيماننا يفضحها ويكذِّبها.

وليت بعض العلماء الكبار ـ أمثال المراجع والمجتهدين المعروفين ـ يدخلون في مثل هذا التحدّي لهذه التنبّؤات، ما يقلب المشهد من تشكيك الناس في المعتقدات الإلهيّة إلى إيمانٍ راسخ بهذه المعتقدات، ولكنْ من دون توقيتٍ محدَّد لزمانها.

Pages: Prev 1 2 3