29 يناير 2014
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
11٬382 مشاهدة
عقد الزواج الإسلامي وحقوق المرأة، بين إيران والعالم العربي

3akd-al-zawaj

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

أجرته الإعلاميّة سلوى فاضل، بتاريخ: الجمعة 18 – 10 – 2013م

ونُشر مختصراً ـ في جزءين ـ في موقع (جنوبيّة) الإلكتروني

1ـ ما هو مضمون عقد الزواج في إيران؟ بنوده؟ مَنْ وضعه؟ هل كان قبل الثورة؟

الزواج في إيران كما في غيرها من البلدان الإسلاميّة، وعند الشعوب المسلمة كافّة، لا يكون شرعيّاً إلاّ إذا توفَّرت فيه جملةٌ من الشروط، التي قد تكثر أو تقلّ؛ تبعاً لاجتهادات أئمّة المسلمين وفقهائهم.

وفي الوقت الذي كان نظام الشاه ينحو لإزالة ما تبقّى من أحكام دينيّة مرعيّة في الدستور والقانون الإيراني جاءت الثورة الإسلاميّة المباركة، بقيادة السيد روح الله الخميني، لتعيد لهذه الأحكام اعتبارها، وتضمّ إليها ما أزالته يد العدوان الشاهنشاهي.

لا يختلف عقد الزواج في إيران من حيث الشروط العامّة والمضمون عمّا هو عليه عند كافّة المسلمين، فلا بدّ من إيجابٍ وقبول، بالمباشرة أو التوكيل من الزوجَيْن أو من أحدهما، وتحديد مهر (صداق). ولا يُشترط حضور شاهدَيْن عدلَيْن؛ إذ ليس هذا من شروط صحّة الزواج عند الشيعة الإماميّة، خلافاً لبقيّة المذاهب الإسلاميّة الأخرى.

ولكنْ لعقد الزواج في إيران ميزةٌ، ألا وهي أنّه يكون مع عقد الزواج في المحكمة ورقةٌ تتضمَّن ما يقرب من 15 شرطاً، وعندما يتَّفق عليها الزوجان تصبح جزءاً من العَقْد.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

5 يوليو 2013
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
2٬554 مشاهدة
الطلاق وأسبابه

000-الدعاية لنشر نص حلقة الطلاق وأسبابه

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلامي يعقوب علويّة

بتاريخ: الخميس 4 ـ 7 ـ 2013م، الساعة 8.45 مساءً

1ـ متى يصرح الإسلام بالطلاق؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

لقد ورد في الحديث النبويّ الشريف: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» (سنن ابن ماجة 1: 651)، وجاء عنه(ص) أيضاً: «أوصاني جبرئيل(ع) بالمرأة، حتّى ظننتُ أنه لا ينبغي طلاقُها إلاّ من فاحشة مبيِّنة» (الكافي 5: 512).

ولكنْ أحياناً؛ ونتيجةً لأسباب عديدة، ليس هاهنا محلّ الكلام المفصَّل فيها، تتحوَّل الحياة الزوجيّة، التي أرادها الله عزّ وجلّ حياةً ملؤها السكينة والمودّة والرحمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، تتحوَّل إلى جحيمٍ، وينتقض الغرض، فتتبدَّل السكينة عذاباً، وتنقلب المودّة بُغْضاً وحِقْداً، وتتحوَّل الرحمة نقمةً. هنا يطرح الإسلام عدّة حلولٍ في سبيل الحفاظ على هذه الحياة الأُسَريّة المتماسكة، التي لا تخصّ المرأة والرجل وحدهما في أغلب الأحيان، وإنّما تمتدّ لتطال بآثارها السلبيّة أو الإيجابيّة الأطفال والأولاد أيضاً، يطرح الإسلام عدّة حلول، بدءاً من الحلّ الداخلي بين الزوجَيْن فيما إذا كان الخلاف حول بعض القضايا التي لا مجال لتدخُّل الآخرين في معالجتها في الحياة الزوجيّة، وهنا أباح الإسلام، وكحالةٍ استثنائيّة واضطراريّة، اللجوء إلى العنف المحدود والمقنَّن ـ أعني به الضرب، ولكنْ بشروط ووسائل خاصّة ـ، في ما يوحي لكلا الزوجين أن الأمور قد وصلت إلى مرحلة في غاية الخطورة، وأنّ الأمر سيخرج إلى العَلَن، وهو ما لا يرتضيه الطرفان عادةً: ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾، وصولاً إلى تحكيم العقلاء من الأهل: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً﴾، وذلك كخطوة أخيرة في طريق الحلّ، وتكون الخطوة القادمة هي الانفصال لا غير؛ إذ أُعْدِمت جميع وسائل الحَلّ الممكنة.

في مثل هذه الحالات يسوغ الطلاق، ويكون محبوباً ومرغوباً شرعاً وعقلاً وعرفاً؛ لأنّه يكون السبيل الوحيد لخلاص كلا الطرفين من واقعٍ مأساويّ يعيشان فيه.

وأمّا أن يكون الطلاق سيفاً مسلَطاً فوق رقبة الزوجة أو الزوج أو طرحاً متداولاً عند كلّ نزاع أو خلاف، وهو أمرٌ طبيعيّ؛ إذ يستحيل التطابق الكلّي بين شخصين، وبالتالي ستكون بينهما اختلافات قد تنجرّ إلى خلافات، أن يطرح الطلاق عند كلّ نزاع أو خلاف فهذا يعني تهديداً مستمرّاً لكيان الأسرة، وسلامتها، ولا سيّما أنّ آثار الطلاق ستنعكس بلا ريب على الأولاد، مادّياً ومعنوياً.

وهذا يعني أيضاً أنّ الزوجَيْن حين أقدما على الزواج لم يكونا راشدَيْن بما فيه الكفاية. ومن هنا فنحن ندعو المقدِمين على الزواج من الشباب والفتيات إلى السعي الحثيث للاطّلاع على واقع الحياة الزوجيّة، بعيداً عن خيال العشّاق، ووَهْم الغرام، وثِقْل رتابة الحياة مع الأهل (حياة العزوبيّة)، فإنّ للحياة الزوجيّة تفاصيلها الكثيرة التي ينبغي لكلا الطرفَيْن دراستها بجدّيّة وواقعيّة، وبعد ذلك يكون القرار الحاسم في الدخول إلى مثل هذه الحياة أو لا. وأمّا أن يتمّ الإقدام العابث على هذه الحياة الجديدة؛ طمعاً في تغيير نمطٍ من الحياة، ثمّ عند أول منعطف تتمّ المطالبة بالعودة إلى الحياة السابقة، فهذا غايةُ الظلم للشريك (الزوج أو الزوجة)، وثمرات هذه الشراكة (الأطفال).

كما أنّه ينبغي للزوج والزوجة أن يعلما أنّه لا عودة حقيقيّة إلى الحياة السابقة، وإنّما هو نوعٌ ثالث من الحياة، لا أتصوَّر أنّه سيكون أقلَّ وطأةً ومشقّةً وألماً من الحياة الزوجيّة.

 
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
3٬335 مشاهدة
ماذا يعرف الشباب عن الرسول؟

أبيض أسود  111  شبابيات

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد عباس دهيني

ضمن برنامج (أبيض أسود)، على قناة الإيمان الفضائية، مع الإعلاميّة بتول فحص

بتاريخ: السبت 26 ـ 1 ـ 2013م، الساعة: 8.30 مساءً

ـ شبابٌ تظاهروا ضدّ الإساءة للرسول(ص)، ولا يعرفون أين نزل عليه الوحي؟ ومتى؟ وما هي أوّل آية نزلت في القرآن؟
ـ شبابٌ تظاهروا ضدّ الإساءة للرسول(ص)، ولا يعرفون مَنْ هي زوجته؟ وكم استمرّت الدعوة؟ ولا يحفظون عنه حديثاً أو قولاً؟
ـ ما سبب ضعف الثقافة الدينية لدى الشباب؟ ومَنْ يتحمَّل المسؤولية؟

1ـ شاهدت التقرير، هل تلوم الشباب على فقر ثقافتهم المتعلقة بالرسول(ص)؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيّد المرسلين حبيبنا وطبيبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الشباب مرحلة الطموح والأمل، ومرحلة المرح والفرح، ومرحلة القوّة والعطاء.

ولا بدّ في أي عمليّة إصلاح اجتماعي بنّاء وهادف ويتوخّى الاستمرار والدوام من الاستفادة من هذه العناصر كلّها لتنشئة جماعة صالحة من الناس.

هل الشباب مقصِّرون؟ أغلب الناس مقصِّرون، لو فهمنا حقيقة العبوديّة لله الخالق الرازق المدبِّر لشعرنا بتقصيرنا في معرفته وعبادته، ولو عرفنا ما لأنبياء الله عليهم السلام، ولا سيما خاتم المرسلين أبي المصطفى محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، من فضلٍ على العالمين، حيث استنقذوهم من الضلالة إلى الهدى، لشعرنا بتقصيرنا في معرفتهم وطاعتهم.

لو اعترفنا بهذا التقصير، واغتنمنا فرصة الشباب، وهي مرحلة القوّة والعطاء، وتحرَّكنا نحو معرفة شاملة وصحيحة لهؤلاء العظماء، لتغيَّر واقع الحال تماماً.

وممّا روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: ينبغي للعاقل إذا كان عاقلاً أن يكون له أربع ساعات من النهار: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه وينصحونه، و ساعة يخلّي بين نفسه ولذّتها من أمر الدنيا في ما يَحِلُّ ويُحمَد.

ونلاحظ في هذا التقسيم أنّ نسبة ساعة الدنيا إلى ساعات الآخرة 1/4 (الربع)، فمن منّا يجعل للدنيا رُبْع اهتمامه فحسب؟!


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
3٬112 مشاهدة
الزواج السهل بدون صعوبات

000-الدعاية لنشر نص حلقة الزواج السهل بدون صعوبات

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلامي يعقوب علويّة

بتاريخ: الثلاثاء 25 ـ 6 ـ 2013م، الساعة 5.00 عصراً

 

1ـ ما هو رأي الدين في مسألة تأخر سن الزواج هذه الأيام؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

للدِّين رأي واضحٌ في مسألة الحثّ على الزواج عموماً، فقد جاء عن النبيّ(ص): «النكاح سُنَّتي فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» (بحار الأنوار 100: 220).

وأمّا الزواج المبكِّر أو المتأخِّر فيختلف حكمه بحسب الحاجة إليه، وبمعنى آخر: إنّما شُرِّع الزواج ورُغِّب فيه إحصاناً للنفس، ولذلك يُطلق على المتزوِّج صفة «المحصَِن»، وتغلَّظ عليه العقوبة إذا ما ارتكب فاحشة الزنا، فيُرْجَم، وأمّا غير المحصَِن فيُجْلَد لا غير.

إذاً حكم الزواج المبكِّر أو الزواج المتأخِّر يدور مدار الحاجة إليه، وكونه عوناً على تحصين النفس من المعصية. فإذا ما شاع السفور، وانتشرت الفحشاء ـ كما في زماننا هذا ـ، وخاف الإنسان على نفسه من المعصية أو خيف عليه ذلك، وجب عليه أن يبادر إلى ما يكون حاجباً بينه وبينها، كما يجب على مَنْ يقوم بشؤونه أن يسعى في تزويجه، زواجاً مؤقَّتاً أو دائماً، وأمّا الإحصان بملك اليمين فقد استطاع الإسلام أن يخلِّص البشريّة بعد أكثر من ألف عامٍ، وإلى الأبد إنْ شاء الله تعالى، من نظام الرِقّ والعبوديّة المقيت والظالم، والذي يتنافى مع كرامة الإنسان، وقوله تعالى:  ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.

ومن الطبيعي أن يتنافى الزواج المبكِر مع بعض أوضاع الإنسان في الحياة، حتّى قال الشهيد الثاني رحمه الله مقالته المشهورة في تنافي طلب العلم مع الزواج المبكِر، أو مثل ما نراه من أنّ بعض الشباب لا يملكون شيئاً على الإطلاق، لا بالفعل ولا بالقوّة، يعني لا نقداً ولا عملاً ينتج لهم مالاً، ومع ذلك يبادرون إلى الزواج بمجرَّد رغبتهم فيه، فيتحوّلون إلى كَلٍّ وعِبْء على الناس المحيطين بهم. هنا لا يحسن الزواج المبكِّر. وهذا ما يدفعنا للتأمُّل في السبب الذي دفع رسول الله(ص) إلى تأخير زواجه حتّى بلغ الخامسة والعشرين، وهكذا فعل أميرُ المؤمنين عليٌّ(ع)، حتّى أخذ بالعمل، وامتلك ناقةً ودِرْعاً وسيفاً، وزوَّجه رسول الله(ص) بمهرٍ بسيط هو قيمة الدرع، خمسمائة درهم.

لهذا أنا أدعو الإخوة الشباب المتحمِّسين للزواج كثيراً، ولمّا يبلغوا العشرين من العمر، أو لمّا يدخلوا ساحة العمل والإنتاج، أن يتفكَّروا جيِّداً في ما يُقْدِمون عليه.

نعم تأخير الزواج أو الإعراض عن الزواج بشكلٍ نهائي، بحججٍ غير واقعيّة، أمرٌ مرفوضٌ في الشريعة، لأنّه يتنافى مع الحصانة الأخلاقيّة للإنسان، وأيضاً يؤثِّر في إضعاف بِنية المجتمع الإسلامي، من حيث العدد، ولهذا ورد عن النبيّ(ص) أنّه قال: «تناكَحوا تناسَلوا؛ فإنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة» (عوالي اللآلي 1: 259).

وهذا الأمر ليس خاصّاً بالشباب فقط، بل هو يشمل الفتيات أيضاً، وإنْ كانت مجتمعاتنا لم تعتَدْ على أن تكون الفتاة هي مَنْ يُقدِم على الزواج، وإنّما تنتظر مَنْ يتقدَّم لخطبتها، ولكنْ عليها أن تراعي في شروطها وتصوُّراتها التي تبني عليها موقفها في القبول والرفض مسألة كون هذا الزواج زواجاً مبكِّراً أو زواجاً متأخِّراً، فإذا كانت قد بلغت سنّاً متقدِّمة فعليها أن تتنازل عن كثير من هذه الشروط، التي قد لا تكون واقعيّة، وتكون سبباً في أنّها تأخَّرت إلى هذه السنّ؛ كي تتمكَّن من تكوين حياة أُسَرِيَّة توفِّر لها وللزوج السكينة والمودَّة والرحمة، وتشكِّل إحدى لبِنات المجتمع الإسلامي العزيز والكريم.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬888 مشاهدة
الصحوة الإسلامية ونبذ التطرُّف

مطالب الشعب البحريني2  000-الدعاية لنشر نص حلقة الصحوة الإسلامية ونبذ التطرف  مطالب الشعب البحريني1

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلاميّة نسرين نجيم

 بتاريخ: الأحد 19 ـ 5 ـ 2013م، الساعة 5.00 عصراً

 

1ـ هل في الأديان ما يعزِّز التطرُّف؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

ليس في الأديان ما يدعو إلى التطرُّف، فضلاً عن أن يعزِّزه. وفي دراسة تاريخيّة لحياة الأنبياء والرسل مع أقوامهم ـ ولا سيّما نبيّ الإسلام، النبيّ الخاتم، ووارث الأنبياء، والإسلام هو الدين المهيمن على الدين كلِّه ـ تتأكَّد هذه الفكرة.

فما من نبيٍّ مارس العنف والقمع والإرهاب مع قومه أو غيرهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، وإنّما كان لسان دعوتهم: ﴿وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾، و﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ﴾.

وإنما كانت الدعوة إلى الهدى والحقّ بالكلمة الطيّبة والأسلوب الأحسن: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

وهكذا كان من صفات أتباع الأنبياء أنّهم رحماء بينهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

نعم، حين يعتدي الآخرون على المتديِّنين، ويضطهدونهم، ويقمعونهم، فلا بدّ من الدفاع عن النفس والعقيدة والشريعة، ومن باب المعاملة بالمثل: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.

إذاً التطرُّف، بما يرافقه في الغالب من نزعةٍ نحو القمع الفكري والميداني، والإرهاب، والعنف في التعامل مع الآخر، أمرٌ مرفوضٌ في الشرائع السماوية كافّةً، وهو أمرٌ مرفوضٌ عند العقلاء أيضاً. إذاً هو مرفوضٌ عقلاً وشرعاً.

ولكنّنا نشهد بعض الحركات التي تنتسب إلى الدين تنزع نحو التطرُّف في الفكر، والسلوك. ولتبرير ما يقومون به يعتمدون على بعض الروايات والأحاديث الموضوعة، والتي لا تمتّ إلى الدين وأصحابه بصلةٍ، وإنّما هي صنيعة أمثال هذه الحركات التي لم يخلُ منها زمانٌ قطّ.


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات
التعليقات : 2
4٬975 مشاهدة
الإمام زين العابدين عليه السلام، نبعُ عطاءٍ لا ينضب

حوارٌ مباشرٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (صباح الكوثر)، على قناة الكوثر الفضائيّة

مع الإعلاميتين: أوجينا القرعان، وجنان شرف الدين

بمناسبة مولد الإمام زين العابدين عليه السلام

بتاريخ: الجمعة 14 ـ 6 ـ 2013م

هذا الذي تعرف البطحاءُ وَطْأتَهُ

والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ

هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهِمُ

هذا التَّقِيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ

إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائلُها

إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ

الحسب والنسب

نبدأ بحَسَبه ونَسَبه، مع أنّه ليس للحَسَب والنَّسَب قيمةٌ في ميزان الحساب يوم القيامة، وإنّما ينتفع الإنسان بعمله لا غير، فإنّ الله يدخل الجنّة مَنْ أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، ويدخل النار مَنْ عصاه ولو كان سيّداً قرشيّاً، كما يقول هذا الإمام الهُمام نفسه([1])، ولكنْ العِرْقُ دَسّاسٌ، وللتربية دورُها، والمرءُ قد يكتسب الفضائل أو الرذائل من أهله، ولذا نقول:

هو سليلُ بيت النبوّة والولاية، بيت العصمة والطهارة في القول والعمل والخُلُق، فهو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وجدّته هي فاطمة الزهراء(ع)، وكفاه بذلك فخراً.

وأمّا أمّه فهي جاريةٌ فارسيّة من بنات الملوك، ولهذا كان يُقال لعليّ بن الحسين(ع): ابنُ الخِيرتَيْن، فخِيرةُ الله من العَرَب هاشم، ومن العَجَم فارس، كما في بعض الروايات([2]). ونحن نرى أنّها من الموضوعات؛ لأنّها تخالف قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾. ففي الإسلام ليس من شعبٍ مختارٍ، ولا قومٍ مختارين، وإنّما هو العمل الصالح يرفع أناساً، ويحطّ آخرين.

وعلى أيّ حال فقد قال أبو الأسود الدؤلي مادِحاً إيّاه(ع):

وإنّ وليداً بين كِسْرى وهاشِمٍ

لأَكْرَمُ مَنْ نيطَتْ عليه التَّمائِمُ


أكمل قراءة بقية الموضوع ←

3 يوليو 2013
التصنيف : حوارات، مقالات سياسية
لا تعليقات
2٬670 مشاهدة
مطالب الشعب البحريني

مطالب الشعب البحريني1  000-الدعاية لنشر نص حلقة مطالب الشعب البحريني  مطالب الشعب البحريني2

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد دهيني

ضمن برنامج (آراء وأحداث)، على قناة الثقلين العالميّة، مع الإعلاميّة نسرين نجيم

 بتاريخ: الأحد 19 ـ 5 ـ 2013م، الساعة 11.45 ليلاً

1ـ ماذا يريد الشعب البحريني من سلطته؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

هو شعبٌ ـ ككلّ شعوب العالم ـ يتوق إلى الحرّية والعدالة والمساواة، وأن يعيش عزيزاً كريماً. هو شعبٌ يعاني من ممارسات السلطة الحاكمة منذ عقود. هذا الشعب أراد أن يكون له ما كان لغيره من الشعوب في المنطقة، من إبداء رأيها في الحاكم، ومطالبته بالإصلاح أو الرحيل. بل إنّ الشعب في البحرين رضي بالحوار مع السلطة؛ طمعاً في إصلاحٍ حقيقي، يجنِّب البلاد والعباد الدخول في حالةٍ من الصدام والمواجهة التي قد تنتهي لصالح الشعب. ومع ذلك رضي بالحوار، ولكنْ الحوار الجادّ والهادف، لا حوار كسب الوقت، ولم يرفع شعار (إسقاط النظام) على كلّ حال، وإنّما أرادها حركة إصلاحيّة.

 
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

26 مارس 2013
التصنيف : حوارات
لا تعليقات
5٬486 مشاهدة
فاطمةُ الزهراء عليها السلام قدوةٌ مدى الزمان

1956793_288694664613862_1363769712_o

أحرّ التعازي للأنبياء والأولياء، وعباد الله الصالحين، وجميع المؤمنات والمؤمنين

بوفاة الصديقة الطاهرة، سيّدة نساء العالمين

فاطمة الزهراء عليها السلام

 

حوارٌ مع سماحة الشيخ محمد عباس دهيني

ضمن برنامج (محطّات)، على قناة الإيمان الفضائية

بتاريخ: الخميس  7 ـ 3 ـ 2013م

للمشاهدة على الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=2sL2s1YhJ4A

 1ـ هي فاطمة بنت محمد، أمّ أبيها، بضعة من رسول الله(ص)، وروحه التي بين جنبيه، ماذا يعني ذلك في هويّة فاطمة؟

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: ما تمنّى غيرها نسلاً، ومَنْ يلد الزهراءَ يزهد في سواها.

إنّها بضعة المصطفى(ص)، قطعةٌ من جسده، وروحه، وقلبه، وعقله، وفكره.

إنها أمّ أبيها في ما تحمله كلمة (الأمّ) من معنى الحياة، فبها وبذرّيتها الأطهار كانت حياة الرسالة. بها استمرّت مسيرة الإسلام في أمنٍ وسلام.

هي (فاطمة) اسمٌ على مسمّى، فمع كون هذا الاسم شائعاً معروفاً في العصر الجاهليّ، حيث سُمِّيت به الكثيرُ من النساء، اختار لها رسولُ الله(ص) هذا الاسمَ دون غيره، لما أَمِلَه فيها، وكانت محقِّقةَ آماله، فكانت السيدة الطاهرة الجليلة المعصومة، وكانت ـ بحقٍّ ـ الفاطمةَ لنفسها من اتّباع الشهوات، والانغماس في الدنس والخطيئات.
أكمل قراءة بقية الموضوع ←

Pages: Prev 1 2 3 4 5 6