في ذكرى المبعث النبويّ الشريف نتذكَّره نبيّاً للرحمة، ورسولاً للهدى،
رحمةٌ نفتقدها اليوم بين المسلمين، وهم يقتتلون ويتناحرون،
وهدىً أضاعوه في حمأة صراع طائفيّ ومذهبيّ بغيض.
وإذ نتقدَّم من البشريّة جمعاء، والمسلمين خصوصاً، بأسمى آيات التبريك نسأل الله العليّ القدير أن يكشف هذه الغمّة عن هذه الأمّة، وأن يصلح ما فسد من أمور المسلمين، وأن يعيننا على أنفسنا بما يعين به الصالحين على أنفسهم، إنّه سميع مجيب.
(7 ـ 6 ـ 2013م)
من إفادات الشيخ الأستاذ الدكتور وليّ الله نقي پور فر
البسملة جزءٌ من كلّ سورةٍ قرآنيّة
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾.
نزلت هذه الآيات التسعة ـ مع البسملة ـ عند بعثة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. وهذا ما يعني أنّ البسملة جزءٌ من هذه السورة القرآنيّة، خِلافاً لما يقول به بعض العلماء، من أنّ البسملة ليست جزءاً من السورة.
والدليلُ على جُزئيّتها في هذه السورة أنّ هذه الآيات هي أوّل آيات القرآن نزولاً، فلا بُدَّ من سبقها بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾. وجميعُ الكتب السماويّة قد بدأت بالبسملة، فلماذا لا يَبدأ بها القرآن الكريم أيضاً؟!
هذا مضافاً إلى الدليل على كون البسملة جزءاً من كلِّ سورةٍ قرآنيّةٍ ـ ما عدا سورة التوبة ـ، وهو أقوى الأدلّة، وهو قيام السيرة المتواترة على بَدْء جميع السور القرآنيّة بالبسملة. فالقرآن على ترتيبٍ واحدٍ عند جميع المسلمين، وكُلُّ سورةٍ فيه تبدأ بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فلو لم تكن البسملة جزءاً من السور القرآنيّة لحاول بعض المسلمين حذف هذه الزيادات. وهذا ما لم يحصل، الأمر الذي يعني أنّ الله عزَّ وجلَّ قد جعل البسملة جزءاً من كلِّ سورةٍِ قرآنيةٍ، ورتَّبَه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وِفْق ذلك، وتناقل المسلمون هذا الترتيبَ النبويَّ عبر الأجيال بطريقٍ متواترٍ لا يتطرَّق إليه الشكّ.