﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾، فاطمةً وبنيها
نبارك للمسلمين جميعاً ولادة سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء عليها السلام
سائلين الله عزّ وجلّ أن يوفقنا للسير على نهجها القويم
بالطاعة والتقوى والورع والاجتهاد والعفّة والسداد
(1 ـ 5 ـ 2013م)
من إفادات الشيخ الأستاذ الدكتور وليّ الله نقي پور فر
1ـ اتَّفق المسلمون على أنّ هذه السورة قد نزلت في مرحلة الدعوة العلنيّة، أي بعد السنة الثالثة من البعثة النبويّة .
2ـ ضمير المتكلِّم للجمع يفيد عظمة النعمة والعطيّة الإلهيّة .
3ـ الإعطاء غير الإيتاء، وهو من مختصَّات النبيّ الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يخاطب أحداً من أنبيائه، غير النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، بالإعطاء .
4ـ ﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ فعلٌ ماضٍ. وهذا يعني أنّ الإعطاء قد حَصَل فعلاً. وبهذا نعرف أنْ ليس المراد من الكوثر الشفاعة، ولا حوض الكوثر؛ فإنَّهما لم يُعطَيا فعلاً وتحقيقاً، وإنْ أُعطيا وَعْداً .
5ـ ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ دعوةٌ من الله إلى الصلاة والنحر، وهما من مظاهر الشكر لله تعالى. وهذا يعني أنّ العطيّة الإلهيّة مقارِنةٌ لهذا الأمر؛ إذ إنّ تأخيرَ الشكر عن وقت العطاء قبيحٌ . وبقرينة زمان النزول الإجماليّ للسورة لا يمكن أن تكون النعمة النبوّة، ولا القرآن، ولا الخُلُق العظيم، ولا الحكمة، بل لا بدّ أن تكون نعمةً مقارِنةً لنزول السورة، وهو في مرحلة الدعوة العلنيّة .
6ـ عظمةُ العطيّة، مع وصفها بالكوثر، مع طلب الشكر الخاصّ عليها، كلُّ ذلك يدلّ على أنْ لا نعمة أعظم من هذه النعمة المعطاة. وأعظمُ نعمةٍ هي استمرارُ رسالة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ إذ الإبقاء على العمل أعظم من إيجاده. واستمرارُ الرسالة بالإمامة. فالإمامُ رسولٌ، وليس بنبيٍّ يتلقَّى الوحيَ وعلم الغيب. وعليه فأعظمُ نعمةٍ هي الإمامة. وهكذا نعلم أنّ العطيّة هي النسلُ، ولا نسلَ إلاّ من الزهراء عليها السلام، فهي الكوثر.
7ـ قالوا : إنّ مثال ﴿شَانِئ﴾ في هذه السورة خاصٌّ، وهو العاص بن وائل، لا عامٌّ .
ولكنّ الصحيح أنّ مثالَه عامٌّ، وهو الشانئ لشخصيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، لا لشخصه؛ إذ ليس من دأب القرآن بيان أمورٍ خاصّةٍ بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ما لم يكن لها ربطٌ بحياة المسلمين.
بالإضافة إلى أنّه لو قلنا بأنّ المثال هو خاصٌّ فإنّ ذلك سينجرّ إلى الكذب؛ فإنّ للعاص ولداً ـ وإنْ ادّعائيّاً ـ، وهو عمرو بن العاص .
ومن هنا نعرف أيضاً أنّ الأبتر ليس مَنْ لا عَقِب له؛ إذ يلزم من القول به كذب القرآن ـ والعياذ بالله ـ؛ فإنّ ذرّيّة بني أميّة كبيرةٌ، ومع ذلك قال تعالى : ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾.
إذاً فالمقصودُ من ﴿الأَبْتَر﴾ هو المقطوعُ عن المقصود والغرض، وهو الجنّة والثواب ورضا الله تعالى. وقد ورد في الحديث : «كلُّ عملٍ لا يُبدأ فيه بـ «بِسْمِ اللَّهِ» فهو أبتر»، أي لا يوصَل به إلى المقصود، وهو الله والثواب والأجر.
والمحصَّل أنّ شانئي محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم مقطوعون عن الخير والجنّة والثواب.