2 يوليو 2025
التصنيف : المحتوى الإجمالي
لا تعليقات
99 مشاهدة

الباقة العاشورائية اليومية (7 / محرم)

الشعار العاشورائي

حديث الحسين(ع)

(25) روى المجلسي في بحار الأنوار 75: 122، عن الحسين بن عليّ (عليه السلام)، أنه خطب فقال:

«إن الحلم زينةٌ، والوفاء مروّةٌ، والصلة نعمةٌ، والاستكبار صلفٌ، والعجلة سَفَهٌ، والسَّفَه ضعفٌ، والغلوّ ورطةٌ، ومجالسة أهل الدناءة شرٌّ، ومجالسة أهل الفِسْق ريبةٌ».

(26) روى المجلسي في بحار الأنوار 75: 126، عن الحسين بن عليّ (عليه السلام)، أنه جاءه رجلٌ وقال: أنا رجلٌ عاصٍ، ولا أصبر عن المعصية، فعِظْني بموعظةٍ، فقال (عليه السلام):

«افعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت؛ فأوّل ذلك: لا تأكل رزق الله وأذنب ما شئت؛ والثاني: اخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت؛ والثالث: اطلب موضعاً لا يراك الله وأذنب ما شئت؛ والرابع: إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت؛ والخامس: إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار وأذنب ما شئت».

(27) روى الصدوق في الأمالي: 268، عن محمد بن موسى بن المتوكِّل، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمِّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه (عليهم السلام) قال: كتب رجلٌ إلى الحسين بن عليّ (عليه السلام): يا سيّدي، أخبرني بخير الدنيا والآخرة، فكتب إليه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإن مَنْ طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومَنْ طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام».

(28) روى المجلسي في بحار الأنوار 75: 128، عن الحسين بن عليّ (عليه السلام)، أنه قال:

«دراسة العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل، والشرف التقوى، والقنوع راحة الأبدان، ومَنْ أحبك نهاك، ومَنْ أبغضك أغراك».

شبهات وردود (7)

ونسمع أنّ للجنّة أبواباً عديدة، وأنّ بعض الأئمّة(عم) يقفون على باب الجنّة ليدخلوا منه بعض الأصناف من الناس؛ فالإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) يقف على بابٍ من أبواب الجنّة ليدخل الفقهاء والعلماء؛ والإمام الحسين(ع) يقف على بابٍ آخر ليدخل قرّاء العزاء، وهو يدخلهم بغير حساب، ما جعل بعض العلماء يقرأ العزاء ليكون في عِداد هؤلاء،

فهل يصحّ هذا؟!

أيُّها الأحبَّة، نحن نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ﴾ (ص: 49 ـ 50)؛ وكذلك قوله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (الزمر: 73).

إذن للجنّة أبوابٌ عديدة يدخل منها النبيُّون، والصدّيقون، والشهداء، والصالحون، والمتّقون، والصابرون، والمحسنون، فلكلٍّ درجتُه ومقامه ومرتبته، التي لا يتجاوزها إلى غيرها، ولا يستقرّ إلّا فيها.

وأمّا تلك القصص فما هي إلاّ أضغاث أحلام، وأساطير. فالجنّة للمؤمن المطيع العامل صالحاً، والأئمّة لا يعملون بمزاجهم ووِفْق أهوائهم، ولحسابهم الشخصيّ، فهم لا يُدخلون الجنّة إلّا مَنْ ارتضاه الله، وكان حسابه صافياً، وهيهات هيهات أن تُعطَى الجنّةُ مكافأةً على خدمة شخصيّة لهذا الإمام أو ذاك، فكأنّ الحسين(ع) يمنح الجنّة لمَنْ يَبكيه أو يُبكي الناس عليه! وكأنّ الصادق(ع) يعطي الجنّة لمَنْ يروِّج لعلومه! أيُّ كلامٍ هذا الكلام؟!

الأئمّةُ عبادُ الله المكرَمون، لا يسبقونه بالقول، ولا يشفعون إلاّ لمَنْ ارتضى، وهم من خشيته مشفقون، وليس في حسابهم أبداً أن يستأثروا ببعض أبواب الجنّة، وتوزيع الهدايا والمكافآت على مَنْ تقرَّب إليهم ما دام غيرَ قريبٍ من الله، ومَنْ تقرَّب إلى الله مطيعاً غير عاصٍ، ورضيه الله، فإنّه يدخل من أيّ أبواب الجنّة يشاء، ويسهَّل أمره، وهذا ما دلَّت عليه رواياتٌ كثيرة، كما في قوله(ص): «لا يلقى الله عبدٌ لم يشرك بالله شيئاً، ولم يتندَّ بدمٍ حرام، إلاّ دخل من أيّ أبواب الجنة شاء».

وعن مولانا جعفر بن محمد الصادق(ع) أنّه قال: «مَنْ أقام فرائض الله، واجتنب محارم الله، وأحسن الولاية لأهل بيت نبيّ الله، وتبرّأ من أعداء الله عزَّ وجلَّ، فليدخل من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء».

وعن الصادق(ع) أنّه قال: «إذا صلَّت المرأة خمساً، وصامت شهراً، وأطاعت زوجها، وعرفت حقّ عليٍّ(ع)، فلتدخل من أيّ أبواب الجنّة شاءت».

إذن فلا معنى للتفصيل بين باب الحسين(ع) وباب الصادق(ع)، وإلاّ فأين أبوابُ بقيّة الأئمّة(عم)؟!

شبهات وردود (8)

قال قارئُ العزاء: من الواجب إظهار مظاهر الحزن في عاشوراء في مدننا وقرانا وأحيائنا، من سوادٍ، وعزاءٍ، وطعامٍ، ولطمٍ، وسوى ذلك ممّا قد يهتدي إليه الناس من طُرُقٍ ووسائل، ولكنْ بشرطين اثنين:

الأوّل: أن تكون مباحةً شرعاً، وذات مضمونٍ يتَّفق مع مقاصد الدين والمذهب.

الثاني: أن لا يكون فيها إزعاجٌ للناس، أو تضييقٌ عليهم، أو إكراهُهم على أمورٍ لا يرغبون فيها.

في هذا المجال يجب أن نحذر التضييق على المارّة خصوصاً في الشوارع الضيِّقة، ورفع الصوت طوال النهار، والتأخُّر في المجالس إلى ما بعد منتصف الليل والأصوات تُبَثّ إلى الخارج.

ويقول رجلُ دينٍ: إن من أخلاق السائرين على نهج الإمام الحسين(ع) أن لا يسبِّبوا الأذيّة لجيرانهم، فلا يتركوا الأصوات إلى خارج مكان التجمُّع إلى وقتٍ متأخِّرٍ ليلاً.

وعددٌ كبيرٌ ممَّنْ يتأذّى هم من أحباب الإمام الحسين(ع)، ومن المحبِّين لإقامة مجالس العزاء.

لا يجوز تسبيب الأذيّة لجيران المجالس.

ملاحظة: لا يحقّ لأحدٍ تبرير هذا الحرام؛ فعددٌ كبير من المتأذِّين من أحباب الإمام الحسين(ع).

وأذية الجيران ليست من أخلاق الإسلام والإيمان.

ووجود الغناء بصوتٍ عال لا يبرِّر ارتكاب الحرام، فالمتابعون للغناء ليسوا أسوتنا وقدوتنا.

وهنا نسأل:

وهل يباح الصوت من الميكروفونات قبل منتصف الليل؟ أو قبل الوقت المتأخِّر من الليل؟

وهل يباح الصوت في المضائف في بعض النهار؟

لا، وألف لا

أصلُ الإظهار ليس بواجبٍ، وليس بمستحبٍّ

فالمطلوب شَرْعاً هو الحزن والكآبة

على مستوى الأفراد، ولو تشكَّلوا في جماعاتٍ

فليس المطلوب الاستعراض بالحزن والمصيبة

بل أن يعيش كلُّ إنسانٍ بمفرده

الحزن والكآبة والهَمَّ والغَمَّ

فلا يضحك

ولا يشبع من طعامٍ

ولا يشرب الأرغيلة

ولا يشارك في جلسات السَّهَر والسَّمَر

ولا… ولا… من المباهج واللذائذ والمُفْرِحات

ويكون أشعث أغبر كئيباً حزيناً

طوال يومه وليلته

ولمدّة ١٠ أيّامٍ

ويكون اليومُ العاشر أشدَّها في ما ذَكَرْناه

وتنتهي ذكرى المصيبة

هذا هو المطلوب فقط لا غير

لكنّها أعمالٌ وحالاتٌ شاقّة

والاستعراضُ سهلٌ لذيذ…

وأما نفي الحقّ في التبرير بأن عدداً من المتأذِّين من أحباب الإمام الحسين(ع)، والمحبِّين لمجالسه

فكأنّه يجيز الإيذاء لمَنْ لم يكن من أحباب الإمام(ع) أو المحبِّين لمجالسه…

أذيّةُ أيّ إنسانٍ حرامٌ، سواء كان مسلماً أو كافراً، سواء كان شيعياً أو سنّياً، سواء كان محبّاً أو مبغضاً…

رفعُ أصوات الميكروفونات اعتداءٌ آثمٌ على الغير، الذين هم ذوو حقٍّ كامل في هذا الفضاء المشترك

المشترك بين الناس جميعاً، فلا يجوز لأحدهم أن يستأثر به أو يلوِّثه أو يمنع غيره منه أو…

وعلى هذا فقِسْ قطعَ الطرقات، وإزالةَ السيّارات، واستخدامَ المرافق العامّة، و….

ذكرى عاشوراء وإشكالية أساليب الإحياء (5)

سؤال: هل خرج الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء طالبًا الحكم، أم أنه خرج طلبًا للشهادة وليسجّل موقفًا للتاريخ بقتله من قبل يزيد الظالم؟

الجواب: لقد خرج الحسين(ع)، آمراً بالمعروف، وناهياً عن المُنْكَر.

لقد خرج الحسين (ع)، يريد الإصلاح في أمّة جدِّه محمد(ص).

يقول(ع): «إنّي لم أخرُجْ أشِراً ولا بَطِراً، ولا مُفْسِداً ولا ظالماً، وإنّما خرجتُ لطَلَب الإصلاح في أمَّة جَدِّي(ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المُنْكَر، وأسيرَ بسيرة جَدِّي وأبي عليّ بن أبي طالب(ع)؛ فمَنْ قَبِلَني بقَبول الحَقّ فاللهُ أَوْلى بالحَقّ، ومَنْ رَدَّ عليَّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحَقِّ، وهو خيرُ الحاكمين»([1]).

ولا يمكن لهذين الأمرين أن يتحقَّقا على نحوٍ كامل ومستمرّ إلاّ من خلال استلام السلطة، وإقامة شرع الله.

وهذا ما يشير إليه قول أمير المؤمنين عليٍّ(ع): «اللهُمَّ إنّك تعلم أنّه لم يكُنْ الذي كان منّا منافسةً في سلطان، ولا التماسَ شيءٍ من فضول الحُطام، ولكنْ لنرُدَّ المعالمَ من دينك، ونُظْهِرَ الإصلاح في بلادك، فيأمَنَ المظلومون من عبادك، وتُقامَ المعطَّلةُ من حدودك»([2]).

إنّ شهوةَ الإنسان إلى المنصب والجاه تمثِّل طموحاً ذاتيّاً مشروعاً، ولكنْ أيُّ منصبٍ هو هذا الذي يشتهيه المؤمن؟ إنّه المنصب الذي يستطيع من خلاله إحقاقَ حقٍّ، وإزهاقَ باطلٍ، وخدمةَ الناس ومساعدتهم. وهذه هي سيرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، حيث دخل عليه عبدُ الله بن العبّاس وهو يخصف نَعْلَه، فقال له: ما قيمة هذا النَّعْل؟ فقال: لا قيمة لها، فقال(ع): «واللهِ، لهي أحبُّ إليَّ من إِمْرَتِكم، إلاً أن أُقيم حقّاً أو أدفع باطلاً»([3]).

إذن الممنوع هو كلُّ منصبٍ وموقع يكون الهدف منه الاستعلاء والاستكبار على الناس، وأمّا إذا كان عازماً على مساندة الحقّ وأهله، ومواجهة الباطل وأهله، ومساعدة المستضعفين، فليستهدِفْ أيَّ منصبٍ يشاء.

الهوامش

([1]) رواه المجلسي في بحار الأنوار 44: 329 ـ 330، معلَّقاً.

([2]) نهج البلاغة 2: 13.

([3]) نهج البلاغة 1: 80.

كلمات ومواقف

خطاب عاشوراء

(لقراءة المقال أو استماع المحاضرة أو حضور المقابلة: اضغط على العنوان)

(1) عاشوراء الحسين عليه السلام عَبْرةٌ وعِبْرةٌ

(2) الأبعاد الروحية والعقائدية لزيارة الإمام الحسين(ع)



أكتب تعليقك